«سيتي سكيب» استثنائي يعرض حلول تحديات «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع عدد من مسؤولي شركات عقارية وجانب من المشاركين في فعاليات «قمة سيتي سكيب العقارية» التي تنطلق اليوم في دبي، على أن شركات التطوير العقاري، تتجه بقوة أكثر من أي وقت مضى لتلبية احتياجات شريحة الفئة المتوسطة وسط توجه لافت للبنوك لتوفير القروض اللازمة لإتمام عمليات شراء واسعة للعقارات قيد الإنجاز أو المكتملة، وهو ما أظهرته البيانات الأخيرة الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في تقريرها السنوي. يأتي ذلك فيما تركز فعاليات الدورة الاستثنائية لـ«سيتي سكيب» على حلول مواجهة تأثيرات جائحة «كوفيد- 19».

توجه

ويقول هشام الفار، رئيس كولدويل بانكر الشرق الأوسط، إن نتائج عدم مقدرة ذوي الدخل المتوسط على مواكبة حركة الإيجارات يدفعهم إلى التحول من مستأجر إلى مالك للشقة ما دام متوسط قيمة الإيجار يقارب قيمة القسط الشهري للتملك، موضحاً أن أغلب الشركات العقارية لم تتجه إلا مؤخراً لتلبية احتياجات هذه الشريحة.

ويؤكد طلال موفق القداح، الرئيس التنفيذي لشركة ماج للتطوير العقاري، أن نظرة متفحصة على الوحدات السكنية المعروضة في السوق، تبين أن هناك طلباً ملحوظاً على الوحدات السكنية التي تناسب إمكانات الفئات ذات الدخل المحدود والمتوسط.

وباتت الحاجة ملحّة لتوفير نحو 50 ألف وحدة لتلبية الطلب المتزايد من قبل العملاء. وهناك توجه لشركات التطوير العقاري، لإطلاق مشاريع لدعم استقرار السوق، وتوفير احتياجات كافة المستهلكين خاصة في ظل تشجيع الحكومة لهذا النوع من المبادرات.

ويوضح فريد ديوري، الرئيس التنفيذي لشركة «نشاما»، أن الهدف هو توفير منازل عصرية بأسعار تنافسية تتخطى التوقعات، وهو ما يقدمه مشروع «تاون سكوير» الأكبر من نوعه في دبي بمساحة 750 فداناً، والذي يتوقع أن يساهم في إعادة تشكيل ملامح جديدة لمفاهيم الوجهات السكنية بدبي.

أجندة

من جانبها، أكدت الجهة القائمة على تنظيم الحدث الدولي، أن أجندة النسخة الاستثنائية من معرض سيتي سكيب، تركز على على استكشاف أفضل السبل لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع العقاري محلياً وعالمياً في ظل انتشار الجائحة العالمية، وذلك خلال سلسلة جلسات حوارية يشارك فيها نخبة من الخبراء والمسؤولين من القطاع العقاري.

وتنعقد النسخة الاستثنائية بمركز دبي التجاري العالمي بالتعاون استجابةً لمتطلبات السوق بتوفير منصة للقاء الشركات ووجهة لتبادل المعارف والخبرات في ظل «كوفيد 19».

وستستضيف القمّة على مدى يومين ما يزيد على 100 ساعة من الكلمات الرئيسية المهمة والعروض التقديمية والحوارات الاستراتيجية التي تشمل تحليلات السوق والقطاع، مع التركيز على جميع فئات الأصول السكنية والتجارية والصناعية والخاصة بتجارة التجزئة والضيافة.

حوار

ويشارك مجموعة من مسؤولي القطاعات رؤاهم وتطلعاتهم، نظراً لارتباط مستجدات القطاع العقاري بنمو عدد من القطاعات الرئيسية، ما يسهم في إثراء الحوار وتسهم بتعزيز الجهود الرامية لتحقيق مستهدفات النسخة الاستثنائية لسيتي سكيب بتسليط الضوء على أهم فرص الاستثمار والنمو في القطاع.

وتشهد فعاليات المعرض عروضاً تقديمية من سلطان بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، وهلال المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، ومحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب.

فرص

تشير توقعات الخبراء في شركة ماكينزي الشرق الأوسط للاستشارات الإدارية، إلى وجود قدر وافر من الفرص العقارية على المديين المتوسط والبعيد. وقال بيير فرانشيسكو روكا، الشريك الثانوي في شركة ماكينزي الشرق الأوسط: رغم التحديات التي فرضتها الجائحة، فقد كشفت أيضاً عن العديد من الفرص الجديدة.

وفي حين تنشغل الجهات المعنية بالقطاع العقاري بمواجهة المخاطر المحتملة التي ستواجه السوق العقاري على المدى القصير، فمن الأهمية بمكان أن نتروى قليلاً لننظر إلى القطاع العقاري من زاوية جديدة باعتباره فئةً استثمارية.

لنجد أنفسنا أمام العديد من التساؤلات حول فيما إذا تغيّرت خصائص هذا القطاع من حيث المخاطر والعائدات، وآفاق تطوره المستقبلية على المديين المتوسط والطويل، وأفضل السُبل التي يُمكن للمستثمرين الاستفادة منها لمواجهة ما يمر به.

وأوضح: أسفرت حالة الركود عن تحولات مفاجئة في أنماط حياتنا ودفعتنا نحو اعتماد مجموعة من العادات الجديدة. وانعكس هذا بدوره في نمط استهلاك عقاري مختلف تماماً. وكانت الاستجابات متباينة بين مختلف فئات الأصول العقارية؛ إذ واجهت بعضها العديد من العراقيل، مثل قطاعات التجزئة والضيافة، بينما لا تزال الظروف مواتية بالنسبة لقطاعات أخرى، مثل قطاعي الصناعة والاتصالات.

استعداد

وفي إطار جهود المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين لدعم الجدوى الاقتصادية للمهنة، وللحفاظ على صحة وجودة حياة المهندسين المعماريين وأولئك الذين يُشيدون المباني ويقطنون فيها. بالإضافة إلى حرص المعهد على تعزيز مساعيه لإنعاش الاقتصاد الأخضر من خلال تطوير برنامج خارطة طريق الانتعاش الخاصة به.

يشارك ألان فالانس، الرئيس التنفيذي للمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين في القمة من أجل تسليط الضوء على الآثار التي تركتها تداعيات أزمة «كوفيد 19» في مجالات الصحة العامة والاقتصاد على مهنة العمارة.

قال: هيمنت أزمة «كوفيد 19» على مُجمل مجريات عام 2020، ولم يكن قطاع العمارة بمنأى عن تداعياتها. وبات لزاماً على جميع المهنيين، لا سيما المعماريين، أن يكفّوا عن التفكير فيما مضى ويبدأوا في توظيف واستخدام أنظمة جديدة متماشية مع المستقبل.

مرونة

يشارك الدكتور هاربريت سيث، رئيس قسم دراسات الهندسة المعمارية لدى جامعة هيريوت وات بدبي، في جلسة نقاشية تتناول دور المدن الذكية في الحد من الآثار السلبية لانتشار الفيروس. بالإضافة إلى مناقشة مدى المرونة التي يُمكن للمدن والبيئة المبنية أن تتمتع بها في مواجهة مثل هذه الظروف العصيبة.

كما سيتطرق إلى أفكاره حول الحاجة إلى إعادة رسم ملامح المنهجية تجاه المدن الذكية بحيث تشمل الجاهزية لمواجهة الأزمات الصحية وجودة حياة المقيمين فيها.

وقال الدكتور سيث: أسهم الأثر المباشر لأزمة «كوفيد 19» بتسليط الضوء على نقاط الضعف التي تشوب البنية التحتية والموارد في مدننا، الأمر الذي أجبرنا على إعادة التفكير بسُبل تصميم وبناء وإدارة هذه المدن في المستقبل. ولطالما تمحور الحديث عن المدن الذكية حول جانب الاستدامة فيها.

وبرغم أهمية التركيز على هدفنا الرئيسي لبناء مدن ذكية فعالة ومستدامة، من المهم أيضاً أن نُعيد النظر في مفهومنا للمدن لنتخيل من جديد سُبل العيش والعمل والترفيه في عالم ما بعد الأزمة.

وأضاف: لا بد من إعادة النظر في قدرة مدننا على تقبل التغيير من حيث السكن والتنقل والعمل والترفيه، بحيث نكون أكثر استعداداً لمواجهة أو إدارة الأزمات المستقبلية. ويُمكن لتقنيات المدن الذكية أن تُساعدنا في جعل مُدننا أكثر مرونةً واستدامةً وقابليةً للعيش، وهذا بالضبط ما نحتاج إليه لبناء مستقبل آمن ومزدهر يستجيب للأزمات بنجاح.

وأتوقع بأنّ دمج معايير الاستدامة والصحة والسلامة ضمن المشاريع الجديدة سيكون واحداً من التوجهات التي سيعتمدها القطاع العقاري، والتي ستُعزز من الأجندة المسؤولة للقطاع في دبي والمنطقة في عام 2021 وما بعده.

نمو

يذكر أن أول معارض سيتي سكيب أقيم في دبي عام 2002، وشهدت هذه السلسلة منذ ذلك الحين نمواً مطرداً لتتجاوز مجال المعارض وتُصبح واحدة من أضخم محفظات البيانات والوسائل الإعلامية المعنية بالقطاع العقاري. وتُزود محفظة سيتي سكيب الخبراء المتخصصين بأحدث المعلومات والتحليلات المفصّلة عبر الندوات والمعارض الفعلية وتحليلات اتجاهات البيانات والندوات الإلكترونية البنّاءة والمدونات الصوتية والمقالات المتخصصة.

تركيز على السلامة

تلتزم قمة سيتي سكيب العقارية بكافة معايير الأمان التام من إنفورما للصحة والسلامة، بهدف ضمان سلامة جميع العارضين والزوار عبر مختلف الفعاليات التابعة للشركة حول العالم، الأمر الذي يتيح للمشاركين في سيتي سكيب ممارسة الأعمال والتواصل فيما بينهم ضمن بيئة آمنة ونظيفة.

Email