بوسطن كونسلتينج جروب:

شركات النفط والغاز في دول التعاون تتحرك في الاتجاه الصحيح لاستشراف مستقبل مستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

 سلطت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب الضوء في تقريرها الجديد، بعنوان «خارطة الطريق للحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن عمليات إنتاج النفط والغاز الأولية»، على فعالية استراتيجيات الضغط، من قبل أصحاب المصلحة والجهات التنظيمية، لدفع الشركات وتشجيعها على اتخاذ تدابير أكثر حزماً للحد من انبعاثات الكربون، إضافة إلى تحسين هوية العلامة التجارية، ودفع عجلة تطور القطاع بكامله. 

وأشار التقرير إلى أن التغييرات التي يشهدها العقد الحالي ستحتم على شركات النفط والغاز، إثبات التزامها بالحفاظ على التنوع البيئي عبر عمليات تشغيلية خالية من الانبعاثات الكربونية في محفظة الأصول الجديدة. الأمر الذي يفرض على المشغلين في دول مجلس التعاون الخليجي، البدء في وضع استراتيجيات مستدامة للحد من انبعاثات الكربون.

وتُشير البيانات التي تظهرها أداة مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب للحد من انبعاثات الكربون، إلى أن إجمالي الانبعاثات الناتجة عن مراحل إنتاج النفط والغاز الأولية من سلسلة القيمة في شركات النفط والغاز المتوزعة في دول مجلس التعاون الخليجي، تعادل ما يقارب ثلث إجمالي كثافة انبعاثات الكربون في دول مجلس التعاون الخليجي.

وتعتبر عمليات احتراق الهيدروكربون لتوليد الطاقة المخصصة للاستخدام المباشر وعمليات التنفيس أثناء معالجة الغاز، مصادر رئيسية لانبعاثات الكربون.

وتميزت دول التعاون الخليجي في الماضي، بمستويات منخفضة من الانبعاثات الناجمة عن مراحل إنتاج النفط والغاز الأولية من سلسلة القيمة، مقارنة بالمتوسط العالمي. إلا أن التوجه الملحوظ من قبل لاعبين عدّة من حول العالم لاتخاذ تدابير حازمة للحد من انبعاثات الكربون، قد يؤدي إلى تراجع هذه الميزة في المستقبل القريب. وتشير تقديرات أخرى من مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب إلى أن الانبعاثات الناجمة عن مراحل إنتاج النفط والغاز الأولية من سلسلة القيمة في دول مجلس التعاون الخليجي ستزداد بنسبة 20% إلى 30% في العشر سنوات القادمة، في حال عدم الالتزام بتطبيق المبادرات الهادفة للحد من انبعاثات الكربون.

وقال كريستيانو ريزي، مدير مفوّض وشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب: «تسعى مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب عبر أداة الحد من انبعاثات الكربون، إلى توفير مسار مستدام للحفاظ على مستويات انبعاثات الكربون الحالية، عبر استثمارات هائلة تقدر قيمتها بنحو 40-60 مليار دولار، لتطوير وابتكار التقنيات الهادفة للحد من انبعاثات الكربون خلال العقد المقبل.

إضافة إلى ذلك، يحدد تقريرنا أربعة عوامل تساهم في الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن مراحل إنتاج النفط والغاز الأولية من سلسلة القيمة في منطقة مجلس التعاون الخليجي، والتي يمكن الاستفادة منها لتحقيق الاستدامة والالتزام بالمعايير الخاصة بالحد من انبعاثات الكربون».

العوامل اللازمة للحد من انبعاثات الكربون: 

•    الاستكشاف: ويعتبر هذا العامل الأول في استراتيجية الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن مراحل إنتاج النفط والغاز الأولية من سلسلة القيمة، وهو يساهم على نحو فعال في تسريع عملية التغيير والاستدامة. وتستلزم هذه المرحلة ضرورة التركيز على استخدام الأصول منخفضة الانبعاثات الكربونية، والاستفادة من الإعفاءات الضريبية والتعويضات المتاحة لتعزيز الجهود الهادفة للحد من الانبعاثات، وجذب الاستثمارات المحتملة.

•    تحديد الأولويات والتخطيط: ويتضمن العامل الثاني تصميم الأصول، واستخدام مراكز التحكم عن بعد، واختيار الموردين بناءً على سجلّهم البيئي في مجال الانبعاثات الكربونية. كما يمكن في هذا الإطار، تحفيز الموردين ضمن عملية التوريد لتخفيض بصمتهم الكربونية، واعتماد كمية الانبعاثات الكربونية كمعيار أساسي لتقييم البائعين واختيارهم كشركاء، ما يؤدي بالتالي إلى استبعاد الشركات التي لا تحترم هذه المعايير.

•    التطوير والتنفيذ: يشمل العامل الثالث عمليات تخفيض الوقت اللازم لإنهاء الدورة الزمنية والطاقة المستهلكة، وتحسين عمليات تهيئة وتسريح فرق العمل، وتطوير طرق استخدام ونقل المواد بما في ذلك الرمال والسوائل والمواد الكيميائية.

•    العمليات: يعتبر هذا العامل ذا أهمية استثنائية لشركات النفط والغاز التي تعمل على الارتقاء بمستوى استدامتها. وتتضمن هذه المرحلة استخدام الطاقة الكهربائية الخالية من الكربون وتخزين انبعاثات الكربون، وتطوير تكنولوجيا التخزين، واعتماد العمليات المحسنة والمنخفضة الكربون لاستخراج النفط من الخام الثقيل، إضافة إلى توفر عدة فرص للحد من انبعاثات الكربون عبر تحسين كفاءة الطاقة والحد من عمليات الاحتراق وتخفيف تسربات غاز الميثان.

Email