دراسة لاقتصادية دبي و«فيزا» تستعرض نشاط القطاع في الـ12 شهراً الماضية

التجارة الإلكترونية بالإمارات مقبلة على نمو كبير

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توقعت دراسة مشتركة أجرتها اقتصادية دبي وشركة فيزا العالمية لتكنولوجيا المدفوعات الرقمية تحت عنوان «مشهد التجارة الإلكترونية في الإمارات 2020»، أن قطاع التجارة الإلكترونية في الإمارات مقبلٌ على مستويات متميزة من النمو الكبير المتواصل خلال الفترة المقبلة، تزامناً مع الإقبال المتزايد بين المستهلكين على خيارات الدفع الإلكترونية، وإدراك التجار لضرورة تعزيز حضورهم الإلكتروني خلال جائحة فيروس كورونا. ويتناول التقرير نشاط السوق خلال الاثنى عشر شهراً الماضية، وخاصة التداعيات التي سببتها جائحة «كوفيد 19».

وفقاً لنتائج استطلاع «ابق آمناً» الذي أجرته فيزا بالشراكة مع اقتصادية دبي وشرطة دبي في يونيو 2020، قال 49% من المستهلكين المشاركين في الإمارات إنهم أصبحوا أكثر إقبالاً على التسوق عبر الإنترنت نتيجة الجائحة، حيث أصبح 3 من كل 5 (61%) يفضلون الدفع لقاء مشتريات التجارة الإلكترونية باستخدام البطاقات أو المحافظ الرقمية بدلاً من الدفع النقدي عند الاستلام. وكانت الثقة المتزايدة في مستويات الأمان والسرعة والراحة التي توفرها المدفوعات اللا تلامسية من أبرز العوامل وراء تفضيلهم المتزايد للمدفوعات عبر الإنترنت.

وساهمت البنية التحتية اللوجستية المتطورة وانتشار الحسابات المصرفية، ودعم المدفوعات الرقمية، والاعتماد المتزايد على منصات التجارة الإلكترونية بين تجار التجزئة والسياسات الحكومية الداعمة للابتكار وأنشطة ريادة الأعمال، في دفع عجلة نمو التجارة الإلكترونية في الإمارات. وكان لإطلاق مبادرات عدة منها «مسرّع صندوق محمد بن راشد للابتكار» الذي أطلقته وزارة المالية بالغ الأثر في النهوض بهذا القطاع.

يتوقع للتجارة الإلكترونية أن تستحوذ على حصة أكبر من إجمالي قيمة معاملات الدفع باستخدام البطاقات في الإمارات خلال العام 2020. وعند مقارنة المؤشرات الحالية بالقراءات السابقة للجائحة؛ نلاحظ ارتفاعاً يتراوح بين 19.7% و21.9% في حجم معاملات الدفع الإلكترونية عبر منصات التجارة الإلكترونية. وهذه الأرقام مرجحة للارتفاع، حيث يتوقع لمدفوعات التجارة الإلكترونية أن تقف وراء نحو 28.2% من إجمالي قيمة معاملات الدفع باستخدام البطاقات في الإمارات.

وتُظهر نتائج الدراسة أن المستهلكين في الدولة ما زالوا يفضلون الدفع باستخدام بطاقات الائتمان (حوالي 35% من المعاملات)، في حين ارتفعت معدلات استخدام بطاقات الخصم للتسوق عبر الإنترنت بأكثر من 7% بين عامي 2018 و2020، ما يعكس الثقة المتنامية بمعاملات الدفع الإلكترونية والنضوج في السوق.

كفاءة وجاهزية

وقال سامي القمزي، مدير عام اقتصادية دبي: «النمو المتواصل في التحول نحو المدفوعات الرقمية في الإمارات لا يعدّ فقط مجرد مقياس ودليل قوي على كفاءة البنية التحتية وجاهزية الإطار التنظيمي في الدولة، ولكنه أيضاً مؤشر على الثقة المتزايدة بين المستهلكين والمتعاملين والشركات على حد سواء. وقد أولت اقتصادية دبي اهتماماً كبيراً بالمدفوعات الرقمية انطلاقاً من كونها عامل تمكين رئيسياً لتسهيل ممارسة الأعمال والتحول الذكي، الذي من شأنه أن يضع دبي في مرتبة متقدمة مركزاً عالمياً وتنافسياً للأعمال مقارنة بغيرها من المدن حول العالم. كما نضع اليوم نصب أعيننا تقديم حلول رقمية مبتكرة لمختلف فئات المجتمع بما يشمل الشركات ورجال الأعمال والمتعاملين، ووفّرت جائحة «كوفيد 19» لنا رؤى وأفكاراً قيّمة حول متطلباتهم المتغيرة. إن المدفوعات غير النقدية والتجارة الإلكترونية بشكل عام تخطو خطوات أسرع مما كان متوقعاً، ونتطلع إلى ترجمة هذا النمو غير المسبوق إلى فرصة لمختلف أنواع وأحجام الشركات من أجل تطوير حضورهم وتواجدهم عبر الفضاء الإلكتروني. ستسهم النتائج الرئيسية لدراسة «مشهد التجارة الإلكترونية في الإمارات 2020» في تقديم دعم استراتيجي لمبادراتنا المستقبلية الرامية إلى تعزيز سعادة المتعاملين عبر حلول المعاملات غير النقدية واللا تلامسية المبتكرة».

مشهد التجارة الإلكترونية

واستناداً لأحدث بيانات المعاملات التي وفرتها فيزا، قارنت دراسة «مشهد التجارة الإلكترونية في الإمارات 2020» بين السوق الإماراتية وعدد من الأسواق الناضجة والناشئة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وسنغافورة، إضافة إلى البرازيل وجنوب أفريقيا وماليزيا.

ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، تسجل دولة الإمارات أعلى معدل سنوي للإنفاق لكل متسوق عبر الإنترنت بقيمة 1648 دولاراً للفرد. وعلاوة على ذلك، تواصل الإمارات الحفاظ على ريادتها في متوسط حجم المعاملات مقارنة بأسواق التجارة الإلكترونية الناضجة والناشئة، حيث بلغ متوسط قيمة المعاملات فيها 122 دولاراً بين عامي 2019 و2020، مقارنة مع 76 دولاراً في الأسواق الناضجة و22 دولاراً في الأسواق الناشئة. وتزامناً مع توجه المزيد من التجار لتأسيس حضورهم على الإنترنت وتوفر مجموعة أوسع من المنتجات في فضاء التجارة الإلكترونية، شهدت معدلات الطلب بين المستهلكين والمبيعات عبر الإنترنت نمواً بأضعاف عدة.

وقال مارشيلو باريكوردي، مدير عام فيزا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: شهدت منظومة المدفوعات الرقمية في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً قوياً بالفعل، لكن الجائحة ساهمت في تسريع وتيرة التغيير والتحول نحو هذه المنظومة، حيث لمسنا إقبالاً متزايداً من المستهلكين على التسوق عبر منصات التجارة الإلكترونية ومنظومة المدفوعات اللا تلامسية خلال فترة الإغلاق. ونتوقع لهذه السلوكيات أن تسهم في إرساء عادات جديدة ستستمر حتى بعد انحسار الجائحة، وذلك في ضوء إقبال المزيد من المستهلكين والتجار على التمتع بمزايا الأمان والسهولة والخيارات الواسعة التي توفرها التجارة الإلكترونية. ولهذه الأسباب تحديداً، تتوفر أمام الشركات التي تتكيف مع هذا الواقع العالمي الجديد عبر تعزيز حضورها الإلكتروني وتبني المدفوعات الرقمية، فرصاً متميزة للتعافي والازدهار والنمو. وبصرف النظر عن حجم أعمالهم، يتعين على التجار التفكير بنطاق أوسع من التكيف مع الواقع الجديد والتركيز على استراتيجيتهم متوسطة وطويلة المدى.

ومن المتوقع أن يكون لنقل تجارب التسوق الفعلية إلى منصات التجارة الإلكترونية أمر بالغ الأهمية للمحافظة على نسب تحول المستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت. فإمكانية تجربة منتج ما تعتبر سبباً رئيسياً للتسوق في المتجر الفعلي، لكن العصر الحالي يوفر العديد من الأدوات التي يمكنها المساهمة في إتاحة تجربة المنتج افتراضياً. فاستخدام تقنيات الواقع المعزز من شأنه إثراء تجربة التسوق عبر الإنترنت من خلال منح المستهلكين تصوراً أكثر واقعية للمنتجات التي يرغبون بشرائها بمنتهى الراحة والأمان من منازلهم.

ويمثل توفير تجارب الدفع السلسة عاملاً حاسماً في نجاح التجارة الإلكترونية. فقد كشفت نتائج استطلاع أجرته فيزا في 2020 أن أكثر من نصف المستهلكين في الإمارات 58% قد تخلوا عن عربة التسوق الإلكترونية بسبب تأخر عملية المصادقة أو فشلها، وهنا يأتي دور الحلول المبتكرة مثل «انقر للدفع» من فيزا للمساعدة في الحد من هذه النتائج السلبية. أضف إلى ذلك اعتماد المدفوعات الإلكترونية كخيار رئيسي والتخلي عن الدفع عند الاستلام من شأنه المساهمة في الحد من التكاليف والإجراءات المعقدة والمخاطر التي قد يتعرض لها التجار عبر الإنترنت.

وفي حين طالت تداعيات الجائحة معظم الشركات تقريباً إلا أن الشركات الصغيرة عانت أكثر من غيرها. من هنا تأتي أهمية مبادرة المجتمعات إلى مساعدة هذه الشركات على تعزيز حضورها عبر الإنترنت ليتسنى لها مواجهة الظروف الصعبة. وأضاف باريكوردي: تتمتع سوق الإمارات بجاهزية عالمية المستوى تتيح لقطاع التجارة الإلكترونية ومنظومة المدفوعات الرقمية ازدهاراً لا يضاهى.

ثقة المستهلك

تبقى مسألة تعزيز ثقة المستهلكين بالتسوق عبر الإنترنت والحفاظ عليها بمثابة جهد متواصل لشركات التجارة الإلكترونية، فالاحتفاظ بالعملاء الذين بدأوا حديثاً في تبني خيارات التسوق عبر الإنترنت حتى مع إعادة فتح المتاجر يتطلب تعزيز الموثوقية والطمأنينة. ولهذا، تعمل فيزا ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي وشرطة دبي على توعية المستهلكين في الإمارات بمزايا الأمان التي توفرها المدفوعات الرقمية باستخدام البطاقة والهاتف المحمول.

Email