عقد جلسات لمناقشة مسألة «المرأة في التجارة الدولية – الشرق الأوسط»

ملتقى الاستثمار يسهم برسم خارطة لمستقبل مرن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت أمس، فعاليات النسخة الرقمية الأولى من ملتقى الاستثمار السنوي، الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله». وغطت الفعاليات 6 محاور رئيسة، هي: الاستثمار الأجنبي المباشر، الشركات الناشئة، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مدن المستقبل، والمحافظ الاستثمارية الأجنبية، مبادرة حزام واحد: طريق واحد. وقد حقق الملتقى أهدافه في المساهمة برسم خارطة طريق لبناء مستقبل مرن للاقتصاد العالمي، رغم التحديات التي فرضتها الجائحة.

واختتم الحدث الرقمي يومه الأخير، بجلسة ضمن محور الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث جرت مناقشة الاستثمار في التكنولوجيا التخريبية والاستثمار في الصناعة 4.0. وتناول المشاركون كيفية قيام وكالات تشجيع الاستثمار، بإدارة الاضطرابات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وجعل البيئة المحلية مواتية للتغيير، إضافة إلى طرح استراتيجيات الترويج، التي يجب استخدامها لجذب المستثمرين المناسبين.

استثمر في الشارقة

وقال محمد المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة): أول ما فعلناه بعد العودة إلى المكاتب، بعد فترة العمل عند بعد، جراء تفشي جائحة كوفيد 19، هو مراجعة جميع الدراسات التي أجريناها سابقاً، وتحديداً في ما يتعلق بالقطاعات التي نركز عليها ومناطق الجذب. لذلك، سُمي التقرير بالاتجاهات المستقبلية للاستثمارات. واعتدنا على التركيز في السابق على قطاعات مثل اللوجستيات والنقل والضيافة، والرعاية الصحية والطاقة والبيئة العالمية. لكن أعتقد أن ما حدث بسبب كوفيد 19، والاستخدام المكثف للتكنولوجيا، والعمل من المنزل، والتعليم الإلكتروني، كل هذا دفعنا إلى تغيير توجهاتنا السابقة، والتركيز والتحول نحو قطاعات جديدة، لا سيما في مجال التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي.

وأضاف المشرخ «الأمن الغذائي، هو أمر بدأنا في النظر إليه أيضاً، حتى إن لم يكن مرتبطاً كثيراً بالتكنولوجيا. لكن أعني الاتجاهات الجديدة في الزراعة المبتكرة، مثل الزراعة الأفقية والمائية، خاصة أننا من منطقة جغرافية فيها معظم الأراضي صحراوية، وكنا في السابق نعتمد كثيراً على استيراد المنتجات الغذائية من الخارج، حتى في ما يتعلق بالنقل والخدمات اللوجستية، جاء استخدام الطائرات بدون طيار. لذلك، أعتقد أن التحول بلا شك نحو التكنولوجيا الحديثة».

المرأة في التجارة

وضمت أجندة اليوم الثالث جلسات «المرأة في التجارة الدولية – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، حيث ناقش قادة الصناعة والمتخصصون من مجتمع الاستثمار، حوارات افتراضية حول تمكين دور المرأة في التحول الاقتصادي والنمو. وتُعد جلسات «المرأة في التجارة الدولية – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، التي تستضيفها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، جزءاً من المبادرة العالمية التي تسعى إلى حشد الدعم من صانعي السياسات، ومجتمع الأعمال، والمنظمات النسائية المختلفة، للاستفادة من التجارة الدولية، من أجل التمكين الاقتصادي للمرأة.

وقال المهندس سعيد العوضي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، من وجهة نظر المرأة في ريادة الأعمال، تعد التكنولوجيا عاملاً في تسريع المساواة بين الجنسين على مستوى العالم. يمكننا أن نرى استغلال النساء في الأعمال التجارية إلى التكنولوجيا، لتنمية أعمالهن، والتوسع بها نحو العالمية. علاوة على ذلك، تتيح القدرة على استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والخدمات السحابية، بدء أعمال تجارية ولدت على مستوى العالم. على سبيل المثال، استهداف قاعدة عملاء دولية من اليوم الأول. تعمل التكنولوجيا على تقريب رائد الأعمال من العميل. علاوة على ذلك، فهي تقلل من تكلفة التسويق والترويج، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتخلق قاعدة عملاء عالمية في المجتمع. كانت التكنولوجيا عامل تمكين مهم. ومع ذلك، فإن قوة الإرادة، هي التي تجعلها أداة قوية. آمل أن يستفيد رواد الأعمال المشاركون في جلسة اليوم، من الفرص المتاحة.

حيث أُقيمت الجلسة الأولى لجلسات «المرأة في التجارة الدولية – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بعنوان «التنمية الرقمية: الفرصة الجديدة»، وحملت الجلسة الثانية عنوان «التخصص من أجل النمو - كيفية توسيع نطاق عملك عبر الحدود».

مبادرة واتجاهات

وشمل اليوم الثالث، استضافة جلسات مبادرة «حزام واحد، طريق واحد»، لمناقشة القضايا الاقتصادية المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق الصينية. حيث كان التركيز على أحدث الاتجاهات في الاستثمار في مبادرة الحزام والطريق، وأحدث النقاط الساخنة، والتغييرات في بلدان ومناطق الحزام والطريق، واستراتيجيات توسيع النطاق التعامل مع هذه الاتجاهات والتغييرات، بشكل أكثر موضوعية وشمولية، في مرحلة ما بعد الجائحة. كما ناقشت الجلسات، استراتيجيات تعزيز التعاون الدولي عبر الإنترنت «الحزام والطريق».

وأقيم اجتماع الطاولة المستديرة للاستثمار في قطاع السياحة والضيافة بنجاح، والتي ترأستها ناتاليا بايونا مديرة الابتكار والتحول الرقمي والاستثمارات في منظمة السياحة العالمية، التي تُعد وكالة الأمم المتحدة المعنية بتعزيز سياحة سهلة ومستدامة للجميع.

جوائز ومشاريع

كما أقيم حفل توزيع جوائز الاستثمار، وجوائز مدن المستقبل، في اليوم الثالث من الملتقى. حيث تم تكريم الفائزين بجوائز الاستثمار من 9 أقاليم، تم اختيارها كأفضل مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، من خلال الإنجازات التي حققتها في جذب مشاريع استثمارية كبيرة ومفيدة، والمساهمة في النمو الاقتصادي وتطوير أسواقها.وفازت وكالة تشجيع الاستثمار المجرية غير الربحية المحدودة من المجر، عن مشروعها الاستثماري «إس كي للابتكار»، عن شرق ووسط أوروبا، تركيا.

وتسلم فيليب دي بوتر مدير شركة فلاندرز للاستثمار والتجارة من مملكة بلجيكا، جائزة المشروع الاستثماري الأفضل عن أوروبا. أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ففازت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بمصر، عن مشروعها الاستثماري «ليكيلا مصر لطاقة الرياح».

وفي إطار جوائز مدن المستقبل، تم تكريم مزودي حلول المدن الذكية لأفكارهم الرائعة التي تتماشى مع تحقيق زيادة الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، والاستدامة والنمو الاقتصادي. حيث تم تصنيف جوائز مدن المستقبل، إلى 4 فئات، وهي جائزة مدينة المستقبل، وجائزة حكومة المستقبل، وجائزة التنقل المستقبلي، وجائزة مبتكر المدينة الذكية.

وتم منح جائزة مدينة المستقبل، وهي المشروع أو المبادرة الأكثر إبداعاً وابتكاراً إلى بلدية جوادالاخارا، خاليسكو من المكسيك، عن مشروعها «فيزور أوربانو»، وهي منصة رقمية، تم إنشاؤها بهدف تزويد المواطنين بأداة لمراقبة التطور الصحيح لمدينتهم، وتقييم أداء السلطة.

ومُنحت جائزة حكومة المستقبل، وهي المنظمة الحكومية الرائدة، التي تتبنى أساليب مبتكرة لخدمات فعالة، إلى بيربادانان بوتراجايا من مدينة بوتراجايا بماليزيا، عن مشروعها «3.0 لنظام المراقبة».

الشركات الناشئة

كما تم الإعلان عن الفائزين الخمسة في دوري الأبطال الوطني العالمي، وهي مسابقة دولية للشركات الناشئة، تم إطلاقها، بهدف مساعدة المشاركين في رفع رأسمالهم الاستثماري المبكر، أو الحصول على تمويل الأولى، لبدء أعمالهم وتوسيع نطاقها. حيث سيحصل كل فائز في المسابقة، على 10000 دولار.

والفائزون هم: «GOGET الماليزية»، عن فئة الأثر الاجتماعي، وهي منصة مجتمعية للمساعدة على توفير فرص بدوام جزئي حسب الطلب، بحيث يتم ربط الشركات بالعاملين المستقلين، بينما عن فئة التأثير المناخي والبيئي، حقق بطل الشركات الناشئة «KUDOTI من جنوب أفريقيا»، وهي منصة رقمية قابلة للتطوير، لإدارة النفايات وإعادة التدوير بكفاءة في أفريقيا. بالنسبة لفئة الخصوصية وحماية البيانات، تم الإعلان عن فوز «ORIGINALMY من إستونيا»، وهي منصة للحوكمة الإلكترونية، باستخدام أدوات من الهوية الرقمية، إلى مصادقة المستندات، ما يتيح حلولاً للتخفيف من البيروقراطية والاحتيال.

فازت «UPSTREET من أستراليا»، عن الشركات الناشئة – فئة قياس معدل النمو، وفازت «RESPIQ من هولندا»، كأفضل شركة ناشئة - فئة استخدام الابتكار، والمشروع عبارة عن اختبار تنفس ذكي للرؤى الصحية، ويمكّن الناس من السيطرة على صحتهم، من خلال إرشادات (غذائية) معتمدة، يمكنهم الوثوق بها.

مشاركة «شمس»

شارك الدكتور خالد المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، بجلسة حوارية في ملتقى الاستثمار حول المناطق الاقتصادية الخاصة ودورها العالمي بعد جائحة «كورونا». وانضم المدفع إلى أعضاء الجلسة لمناقشة الرقمنة، والصناعة 4.0، وتم التركيز في الجلسة الحوارية على دور وجهود المناطق الاقتصادية الخاصة في المساعدة، للوصول إلى أهداف التنمية الاقتصادية الأوسع، وكيف استجابت المناطق الاقتصادية الخاصة في جميع أنحاء العالم بشكل مختلف للوباء العالمي.

وأوضح المدفع كيف قدمت المنطقة الحرة عدداً من المبادرات لدعم الجهات الحكومية والخاصة وقطاعات الأعمال المختلفة ورواد الأعمال الأفراد، ما أسهم في تحقيق زيادة إيجابية في الأعمال خلال 2020. وتطرق المتحدثون إلى دور الملتقى في دعم وتعزيز اقتصاد عالمي أكثر تقدماً من خلال البحث في آليات التعامل مع واقع المستجدات الاقتصادية العالمية، وإيجاد الحلول الاستباقية. (دبي- البيان)

Email