ثاني الزيودي: الإمارات تواصل تطوير السياسات لزيادة التنافسية وخلق المزيد من فرص التجارة والاستثمار

ملتقى الاستثمار: العالم بحاجة لشراكات خلاقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في أعمال اليوم الثاني لملتقى الاستثمار السنوي الرقمي 2020 أن العالم اليوم، بحاجة لشراكات استثمارية خلاقة، تتجاوز الأنماط التقليدية، في ظل المتغيرات المتسارعة والتحديات التي فرضتها الجائحة، ولفتوا إلى ضرورة ابتكار نماذج أعمال جديدة، تقوم على التعاون المثمر والبناء بين مجتمع الأعمال والمستثمرين على المستوى الدولي، بالإضافة إلى تعزيز آليات المشاريع المشتركة بين القطاع العام والخاص في مختلف القطاعات، وخصوصاً تلك التي أظهرت الجائحة ضرورة تطويرها بشكل سريع على غرار قطاع الرعاية الصحية بالإضافة إلى تقنية المعلومات.

وبحضور أكثر من 15 ألف مشارك من أكثر من 170 دولة، بما في ذلك أكثر من 70 شخصية رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم، شهد الحدث، الذي يختتم فعالياته اليوم، مجموعة واسعة من الأنشطة والندوات الاستثمارية وجلسات الحوار الإقليمية والعروض التقديمية ومسابقات الشركات الناشئة.

وفي كلمته الرئيسية بأولى جلسات اليوم الثاني قال معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: يأتي حوارنا حول آليات ضمان الدول للتدفق الحر للتجارة والاستثمار في الوقت المناسب تماماً خصوصاً أن العالم يكافح مع الانتعاش الاقتصادي، ويتحرك نحو بناء اقتصاد أكثر مرونة في مرحلة ما بعد (كوفيد 19).

وأضاف: أثرت الجائحة بشكل كبير على الأسواق العالمية، وخلقت تحديات جديدة للتجارة والاستثمار. وفي حين أن هذه التحديات المقبلة كبيرة، ترى الإمارات فرصة كبيرة للحكومات وقادة الأعمال للعمل معاً من خلال التجارة والاستثمار، لإعادة تشكيل السياسات وإنشاء شراكات جديدة، والاستفادة من التقنيات الجديدة وبناء اقتصاد عالمي مستقبلي أكثر تنوعاً وشمولاً وحيوية واستدامة. ونحن نعلم أن الاستثمار الأجنبي المباشر يمكن أن يجلب تكنولوجيا ومعرفة جديدة، ويؤدي إلى توفر وظائف جديدة، وغالباً ما يكون أكبر مصدر تمويل للاقتصادات- ما يجعل حوار اليوم في بالغ الأهمية.

وأضاف: بالنسبة للإمارات، لعب الاستثمار الأجنبي المباشر دوراً مهماً في نمونا الاقتصادي، ففي عام 2019، كانت الدولة أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تركيزنا المتزايد على مر السنين على تحسين الظروف المحلية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، مع وضع السياسات والتدابير المعمول بها مثل قانون الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي تم سنه في عام 2018 لزيادة انفتاح سوق الإمارات أمام المستثمرين في قطاعات معينة، وإصدار قائمتنا الإيجابية، التي تسمح باستثمارات أجنبية أكبر عبر 122 نشاطاً، وكانت الإمارات قادرة على زيادة قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 32% في عام 2019.

زيادة القدرة التنافسية

وتابع: تواصل الإمارات صقل وتنفيذ السياسات، التي من شأنها زيادة القدرة التنافسية وزيادة التعاون وتوفير الفرص لتسهيل التجارة والاستثمار، وهدفنا هو أن نصبح الدولة رقم واحد في الاستثمار الأجنبي، ونستهدف المساهمة الصفرية من النفط في الناتج المحلي الإجمالي لدينا في الخمسين عاماً القادمة، بالإضافة إلى دعم البحوث والتطوير والابتكار. حيث تركز استراتيجية التجارة والاستثمار للإمارات على التنويع الاقتصادي، وتركز على تعزيز الاستثمار في قطاعات مثل الاتصالات، والبلوك تشين، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وعلم الوراثة، كما نبدأ في اتخاذ تدابير لتعزيز مكانتنا دولة رائدة في توفير الخدمات المالية واللوجستية والبنية التحتية وإمدادات الطاقة وغيرها من الخدمات.

واختتم قائلاً: تؤمن الإمارات بأن زيادة الشراكة والتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص سيكونان مفتاح تحقيق أهدافنا. نحن ننظر إلى منصات مثل ملتقى الاستثمار السنوي على أنها مفيدة في سد الفجوة بين الدول ودعم الجهود العالمية لتعزيز التجارة والاستثمار الدوليين. من خلال هذه المنصة، نأمل أن يكتشف المشاركون أفكاراً جديدة ومبتكرة وفرصاً استثمارية ضرورية لإعادة البناء بشكل أفضل وضمان عملية التعافي بعد مرحلة (كوفيد 19).

كما شارك متحدثون عالميون بوجهات نظرهم حول الاستثمار الأجنبي المباشر، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة، ومدن المستقبل، وحزام واحد وطريق واحد، وشملت القائمة مريم يالواجي كاتاغوم، وزيرة الدولة، الوزارة الاتحادية للصناعة والتجارة والاستثمار في نيجيريا، فيكتوريا هيرنانديز مورا، وزارة الاقتصاد والصناعة والتجارة في كوستاريكا؛ فيكتور فيديلي، وزير التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل والتجارة في أونتاريو- كندا وسيرجي شيريمين، وزير حكومة مدينة موسكو ورئيس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والدولية، وآخرون.

كما عُقدت اجتماعات الطاولة المستديرة للاستثمار بنجاح في اليوم الثاني، واختتمت بوضع استراتيجيات لتسهيل الاستثمارات المستدامة والذكية والقابلة للتطوير، حيث ترأس اجتماع الطاولة المستديرة للطاقة لازلو فارو، كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية، التي تعمل مع البلدان في جميع أنحاء العالم لوضع هيكلة سياسات الطاقة نحو مستقبل آمن ومستدام. ومن بين المشاركين الآخرين أريفين تصريف، وزير الطاقة والثروة المعدنية بإندونيسيا، وغابرييل أوبيانغ، وزير المناجم والمحروقات في غينيا الاستوائية، كما ترأست مجموعة البنك الإسلامي للتنمية اجتماع طاولة مستديرة حول قطاع الزراعة.

وتنافست المجموعة الثانية من الشركات الناشئة الوطنية في اليوم الثاني من بطولة دوري الأبطال الوطني لملتقى الاستثمار السنوي، حيث تنافست 65 دولة في هذه المسابقة الدولية للشركات الناشئة. وسيتم الإعلان عن أفضل 5 أبطال عالميين سيفوزون بجائزة إجمالية قدرها 50000 دولار أمريكي في اليوم الأخير.

ومن جانب آخر، تضمنت الجلسات الإقليمية في إطار محور الاستثمار الأجنبي المباشر حوارات نقاشية إقليمية، تبحث في المشهد الاقتصادي لآسيا وأمريكا اللاتينية. علاوة على ذلك، تم تقديم مجموعة من العروض التقديمية للدول في اليوم الثاني السمات البارزة وفرص الاستثمار في كولومبيا ومصر وإثيوبيا الديمقراطية.

فائزون

يتم الإعلان عن الفائزين بجوائز الاستثمار وجوائز مدن المستقبل اليوم، على أن تُمنح جوائز تقديرية لأفضل وكالات ترويج الاستثمار في العالم، وأفضل مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في كل منطقة من العالم، والتي أسهمت في النمو الاقتصادي وتطوير أسواقها. وبالمثل ستُمنح كذلك جوائز مدن المستقبل تقديراً لأفضل مزودي حلول المدن الذكية وللمشاريع المتميزة، التي أدت إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية والإنتاجية والاستدامة والنمو الاقتصادي.

Email