حافظت أنشطة تأجير المكاتب في دبي على استقرارها، خلال النصف الأول من 2020 على الرغم من الظروف الصعبة، التي نجمت عن أزمة (كوفيد 19)، وكما هو الحال في الأعوام الماضية، جاء الطلب مدفوعاً بتكثيف العرض واستراتيجية تعديل المساحات من قبل شاغلي العقارات من الشركات في المدينة، حسبما أشارت أحدث نسخة من تقرير سوق المكاتب في دبي الصادر عن «سَفِلز»، الشركة العالمية المتخصصة في الاستشارات العقارية.
وأوضح التقرير أن انتشار (كوفيد 19) أسهم في تعزيز هذا التوجه، حيث سعت الشركات إلى ترشيد المتطلبات الخاصة بمساحاتها المكتبية في أعقاب زيادة المرونة في العمل، بما في ذلك تمديد فترات العمل من المنزل.
ريادة
وقالت بولا وولش، مديرة شؤون خدمات الشركات الدولية لدى «سَفِلز»: «تمحورت غالبية الاستفسارات والمعاملات خلال النصف الأول حول المساحات المكتبية الصغيرة والمتوسطة بين 5 آلاف و15 ألف قدم مربعة. ومع ذلك، أجرت عدد من شركات التكنولوجيا العالمية عدداً من المعاملات لاستئجار مساحات مكتبية كبيرة، خلال النصف الأول من 2020، حيث تواصل المدينة تعزيز حضورها الرائد في المنطقة وجهة مفضلة للشركات العاملة في مختلف القطاعات. وتجلى ذلك أيضاً من خلال المعاملات الأخرى، التي تمت خلال النصف الأول نتيجة استئجار العملاء من قطاعات الخدمات المالية والتكنولوجيا وعلوم الحياة والتصنيع لمساحات المكتبية ضمن مشاريع الفئة الأولى في دبي».
تعاون
وأضافت وولش: تأثرت الشركات العاملة في مختلف القطاعات بتداعيات أزمة (كوفيد 19) إلى حد ما، كما أدى تراجع أسعار النفط إلى زيادة الضغوطات على التمويلات والاستثمارات الحكومية. ونتيجة لذلك، تعاون أصحاب العقارات بشكل وثيق مع المستأجرين لمساعدتهم خلال هذه الظروف الاستثنائية. ونظراً لأن معظم الشركات لا تزال تعمل بقدرات منخفضة مع توقعات بخفض إجمالي عدد موظفيها مستقبلاً، يقوم الكثير من أصحاب العقارات بتقديم حسومات وتأجيل مواعيد تحصيل الإيجارات لدعم الشركات بالتدفقات النقدية التي تحتاج إليها.
تغيرات
وقال سوابنيل بيلاي، مدير أبحاث الشرق الأوسط لدى «سَفِلز»: «يشهد القطاع حالياً تغيرات هيكلية كبيرة، وقد أدى انتشار (كوفيد 19) إلى تسارع وتيرة هذا التوجه، فضلاً عن التفاعل المتنامي بين التكنولوجيا والقطاع العقاري، إلى جانب التركيز بشكل أكبر على صحة ورفاهية الموظفين. وأدى ذلك إلى زيادة قوية في الطلب على المشاريع عالية الجودة التي توفر تهوية أفضل للمباني، وزيادة في مستويات الأمن وقدرات الاتصال، وتقدم إضافات أخرى مثل أنظمة تنقية الهواء المتطورة».


