الرئيس التنفيذي الإقليمي لـ «إتش إس بي سي» لـ « البيان الاقتصادي»:

اقتصاد الإمارات ما بعد «كورونا» يوفر طرقاً جديدة للنمو

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مارتن تريكو، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «إتش إس بي سي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، إن وضع الإمارات السياسات اللازمة وذات النظرة المستقبلية للتعامل مع التأثيرات الاقتصادية المباشرة لجائحة «كورونا» (كوفيد 19) ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين بمستقبل الأعمال في الإمارات.

مؤكداً أن رؤية الدولة الطموحة للمستقبل جعلتها موطناً طبيعياً للديناميكية والمرونة، ومعبراً عن اعتقاده بأن الإمارات ستكون صاحبة الانتعاش الاقتصادي الأكثر فاعلية من تبعات الجائحة.

وأضاف مارتن تريكو في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»: لدينا اعتقاد راسخ بأن اقتصاد ما بعد «كوفيد 19» سيوفر طرقاً جديدة للنمو، لا سيما في مجالات الاستدامة والاقتصادات الرقمية وإعادة ابتكار شبكات التوريد.

كما أن إنشاء وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتطورة يتحدث بوضوح عن هذه الإمكانيات. ومع اقتراب معرض «إكسبو 2020 دبي»، فإننا على أعتاب واحد من أعظم الأحداث العالمية التي ستقام في الإمارات، حيث سيعرض فيه أفضل ما لدى العالم من حلول تقنية مبتكرة مع إعادة تصور للمستقبل.

سياسات

وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «إتش إس بي سي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، أن السياسات كانت داعمة وذات نظرة مستقبلية بما يتماشى مع أجندات التنمية والتنويع الاقتصادية التي كانت آخذة في التسارع قبل الجائحة.

فهناك إجماع واسع على أن العالم قد تغير بسبب الجائحة، وأن دولاً قليلة في العالم ومنها الإمارات قد أثبتت براعتها بنجاح في استيعاب هذه التغيرات وتطبيقها على المدى الطويل، ويمكنك أن ترى أن الثقة في إدارة التغيير تأتي بوضوح من خلال نشاط المستثمرين في الصفقات الأخيرة التي أنجزتها كل من حكومتي أبوظبي ودبي.

واستطرد مارتن تريكو: إذا نظرت إلى آخر عمليات إصدار السندات السيادية من قبل كلتا الإمارتين، تجد أن كلاً منهما نجحت في اجتذاب طلبات اكتتاب تزيد بنحو خمسة أضعاف عما هو معروض، لكن الأمر المهم الآخر الذي يجب أخذه بالاعتبار هو طول آجال الاستحقاق، إذ قامت دبي ببيع شريحة من السندات بأجل استحقاق يصل إلى 30 عاماً، في حين باعت أبوظبي سندات بأجل استحقاق يصل إلى 50 عاماً لتضعا بذلك معياراً جديداً لإصدار السندات السيادية في منطقة الخليج العربي، وكلتا هاتين الصفقتين تظهران مدى ثقة المستثمرين باقتصاد الدولة.

وبعيداً عن الجائحة، قال تريكو إن ثمة اعتبارات أساسية أيضاً على المدى الطويل يقول المستثمرون بوضوح إنهم يتوقعونها، وهي الاستمرار في مسار الإصلاحات الاقتصادية، وتطوير أسواق رأس المال، والاستثمار في البنية التحتية والموارد البشرية والتكنولوجيا على المدى الطويل، مشيراً إلى أن الإجراءات التي قامت وتقوم بها الإمارات تشجع الاستثمار على المستويين المحلي والدولي، ومن المرجح أن تثبت أهميتها في قوة وزخم الانتعاش الاقتصادي في الدولة.

نظرة مستقبلية

وحول نظرة البنك البريطاني للآفاق المستقبلية للإمارات، قال: نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «إتش إس بي سي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: إذا انتقلت إلى مستوى الشركات والمؤسسات، فسترى مستوى ثقة مماثلاً بمستقبل الأعمال في الإمارات، إذ تُبين لنا نتائج استطلاع «نافيجيتور» السنوي الذي يقوم به «إتش إس بي سي» لآراء الشركات حول العالم مدى مرونة اقتصاد الإمارات، على الرغم من التحديات التي تمثلت بالجائحة، إذ قالت 1% فقط من الشركات الإماراتية التي شملها الاستطلاع إن استمرارها على المدى الطويل مهدد من قبل الجائحة، في حين قال 51% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يشعرون بالقوة.

أجندة الاستدامة

وحول مجالات الاستثمار الأكثر اهتماماً بالنسبة لعملاء البنك في الشرق الأوسط، قال مارتن تريكو إن أجندة الاستدامة تحتل مركز الصدارة، كما أن سوق السندات الخضراء يعتبر مجال تركيز واضحاً بالنسبة للعملاء والبنك، مشيراً إلى نمو حجم إصدار السندات الخضراء بنسبة 60% تقريباً في الشرق الأوسط العام الماضي، وارتفع 30% عن ذلك حتى الآن في 2020. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن تجتذب المنطقة 200 مليار دولار من الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة وحدها بحلول 2030.

وأضاف نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «إتش إس بي سي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: هناك تركيز كبير من قبل العملاء على شبكات التوريد ومشاريع البنية التحتية. ولن يكون سير العمل بالنسبة لشبكات التجارة والتوريد كالمعتاد بعد الجائحة.

فقد بدأت بعض شبكات التوريد بالاقتراب أكثر من المستهلك النهائي، والشركات التي لم تكن تتبع نمط العمل الرقمي من قبل، ولكنها أصبحت رقميةً خلال فترة إغلاق الأسواق وتوقف حركة النشاط التجاري، مما أدى إلى إحداث تغيير أساسي في معاملات التجارة التقليدية.

تكنولوجيا رقمية

وتابع مارتن تريكو: أثبتت التكنولوجيا الرقمية مدى أهميتها الحيوية في تخليص البضائع من الموانئ أثناء فترة توقف العمليات بسبب الجائحة، ويعتبر هذا من أحد أسباب زيادة استخدام «HSBCnet»، وهي منصة الخدمات المصرفية للشركات عبر الإنترنت لدينا، لإجراء المعاملات التجارية والمدفوعات بنسبة 300% منذ بدء الجائحة.

وقال: لقد ساعدت استثماراتنا في تطوير منصة «بلوكتشين» في حفض أوقات تنفيذ المعاملات التجارية من 5-10 أيام عمل إلى أقل من 24 ساعة. ويساعد تطبيق التحليلات الرقمية على شبكات التوريد في تحسين الشفافية والسرعة والقضاء على الهدر وعدم الكفاءة، ونعتقد بأن الاستخدام المتطور للبيانات سيكون حافزاً أيضاً لإعادة هيكلة الشركات والتكامل الرأسي والأفقي للأعمال.

توقعات

وحول توقعات البنك لاقتصاديات المنطقة، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «إتش إس بي سي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: من الناحية الاقتصادية البحتة، يتوقع الخبراء الاقتصاديون لدينا أن اقتصادات دول مجلس التعاون سوف تنكمش في المتوسط بنسبة 5.6% على أساس سنوي في 2020، ومن ثم فإن التوقعات المستقبلية تشير إلى نمو هذه الاقتصادات بنسبة 3.9% على أساس سنوي في 2021، مما سيكون أقوى أداء لها منذ 2015.

وبالتالي تؤكد هذه التوقعات على الإمكانات القوية الكامنة التي تتمتع بها المنطقة. ويتوقع الخبراء نمو الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات دول مجلس التعاون بنسبة 3.9% على أساس سنوي في 2021، والذي سيكون أقوى معدل نمو سنوي منذ 2015.

وتابع: كما يتوقع الخبراء أن يكون نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ قياسياً لهذا العام أيضاً، مدفوعاً بعودة الاستثمارات إلى المنطقة، فهناك إقبال واضح من قبل المستثمرين على المشاركة في عمليات الاستحواذ في هذه المنطقة، ولذلك لن أتفاجأ إذا بلغت القيمة الإجمالية لمعاملات الاستحواذ الواردة 20 مليار دولار بحلول نهاية العام لتسجل رقماً قياسياً.

هيكلة

وحول احتمالات إعادة هيكلة «إتش إس بي سي» في المنطقة، لا سيما من حيث الوظائف، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «إتش إس بي سي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: تلتزم مجموعتنا بأن تكون مصرفاً مناسباً للمستقبل، وهو ما يعني من منظور الأعمال التركيز على المجالات ذات إمكانات النمو العالية، وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا منطقة مستهدفة لتحقيق النمو، فنحن نعمل على تعزيز معاملاتنا المصرفية وقدراتنا الاستثمارية، وقمنا بتوسيع قدراتنا في إدارة الثروات للعملاء من ذوي الملاءة المالية العالية مع إطلاق خدمة حساب «HSBC Jade» .

وكذلك منصة إلكترونية جديدة للتداول بالأوراق المالية في الإمارات، كما نعمل على إدارة أهداف من شأنها تحسين مستويات الخدمة المقدمة لعملائنا وتحسين العائدات لمساهمينا وسيكون لدينا العدد المناسب من الموظفين من أصحاب المهارات والخبرات لتحقيق هذه الأهداف.

تريليون دولار

أعلن «إتش إس بي سي» عن خطة طموحة لإعطاء الأولوية للتمويل والاستثمار الذي يدعم التحول إلى اقتصاد عالمي خالِ من الانبعاثات الكربونية بهدف بناء مستقبل مزدهر ومرن للمجتمع والشركات، تشمل دعم عملائه عالمياً بتسهيلات تمويلية واستثمارية تتراوح قيمتها ما بين 750 مليار دولار إلى تريليون دولار بحلول 2030 للمساعدة في تحويل مشاريعهم وأعمالهم إلى نموذج عمل خالِ من الانبعاثات الكربونية. وأكد البنك التزامه بمواءمة محفظته التمويلية والاستثمارية مع أهداف اتفاقية باريس المناخية لتحقيق بناء اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية بحلول 2050 أو قبل ذلك.

Email