عبدالله بن طوق: رهان على شبابنا لدعم مسيرة التنمية

بدء تأهيل كوادر وطنية لدعم اقتصاد المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت المؤسسة الاتحادية للشباب أول اللقاءات التعريفية لـ50 شاباً وشابة من أعضاء الدفعة الأولى من «برنامج الاقتصاديين الشباب»، الذي تنظمه المؤسسة برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف تأهيل جيل جديد من الكوادر الاقتصادية الوطنية وتزويدهم أحدث التوجهات الاقتصادية، والخبرات العالمية لتعزيز قدرتهم على طرح رؤى اقتصادية مبتكرة، كما أن المبادرة تعزز جهود الدولة في تطوير كفاءات وطنية شابة متخصصة وإشراكهم في صنع اقتصاد المستقبل.

يأتي اختيار هذه المجموعة بعد انتهاء لجنة تحكيم مختصة من فرز قوائم المتقدمين للالتحاق بالبرنامج والذين بلغ عددهم 650 مرشحاً، وإجراء مقابلات معهم لاختيار 50 مرشحاً للتأهل للمرحلة النهائية من البرنامج الذي يقام على مدار 3 أشهر، ويشتمل على أكثر من 80 دورة وورشة تدريبية متخصصة في المجالات الاقتصادية وعلى لقاءات مع القيادات والخبراء وصناع السياسات في بيوت الخبرة الاقتصادية الوطنية والعالمية.

شارك أعضاء البرنامج في أولى فعالياته من خلال لقاء خاص عقد في مركز الشباب بأبراج الإمارات، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وسعيد النظري، مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب وممثلي وسائل الإعلام في الدولة.

دعم غير محدود

وثمّن عبدالله بن طوق المري الدعم غير المحدود الذي يقدمه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لفئة الشباب وجهوده الرائدة في تمكينهم في مختلف ميادين العمل، مؤكداً أن مبادرة «برنامج الاقتصاديين الشباب» تعزز جهود الدولة في تطوير كفاءات وطنية شابة متخصصة وإشراكهم في صنع اقتصاد المستقبل.

وقال خلال كلمته، إن الشباب اليوم هم الاستثمار الحقيقي الذي تُراهن عليه الدولة لبناء إمارات المستقبل، وتضع الحكومة على رأس أولوياتها تطوير الكفاءات والقدرات الشبابية والعمل على تأهيلهم وتمكينهم من المساهمة في دور رئيس في المسيرة التنموية.

واستعرض خلال الجلسة التطور الكبير الذي شهده الاقتصاد الوطني وقدرته على التحول من اقتصاد نفطي يعتمد على النفط والغاز بنسبة تصل إلى 80% في السنوات الأولى من تأسيس الدولة، ليكون اليوم الاقتصاد الأكثر تنوعاً في المنطقة وثاني أكبر اقتصاد عربي، بنسبة مساهمة للنفط لا تتجاوز 30%، فضلاً عن تطوير بنية تحتية تُعد من بين الأفضل في العالم، ومرافق ومطارات وموانئ وشركات قادرة على المنافسة عالمياً، ما جعل الدولة اليوم محوراً رئيساً للتجارة الخارجية ووجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية وللمهارات والعقول والمواهب الشابة من كافة أرجاء العالم.

وتابع إن بيئة الأعمال بالدولة شهدت نقلة نوعية من خلال التركيز على التحول الرقمي ودعم واحتضان الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة القائمة على الابتكار وخاصة في المجالات ذات الأولوية ومنها مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وأنشطة البحث والتطوير وغيرها.

وقال: أثبت الاقتصاد الإماراتي قدرته على تجاوز العديد من الأزمات الاقتصادية والمتغيرات التي فرضت نفسها على المشهد الاقتصادي العالمي السنوات الماضية، ونجد في الاستجابة المنهجية التي تعاملت بها الدولة مع أزمة «كوفيد 19» التي يمر بها العالم اليوم مثالاً واضحاً على ذلك، حيث بادرت الدولة بمجموعة من المحفزات وحزم الدعم الاقتصادي والتي بلغت في مجموعها حتى الآن 282.5 مليار درهم، بهدف تحقيق دعم سريع وتخفيف الآثار الواقعة على القطاع الخاص وضمان استمرار الإنتاج واستدامة الأعمال.

وأضاف: واصلت الحكومة جهودها بإطلاق حزمة مرنة وخطة عامة لدعم القطاعات الاقتصادية مكونة من 33 مبادرة نوعية وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل زمنية بحيث تكون الدولة مع اكتمال تنفيذ الخطة على أتم الجهوزية لدخول مسار إنمائي مرن ومستدام طويل الأجل، ضمن جهودها للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة.

تنمية مهارات

وقالت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي: يعد «برنامج الاقتصاديين الشباب» من البرامج المهمة لتنمية مهارات وقدرات جيل من الخبراء الاقتصاديين المواطنين في المستقبل، حيث تكمن أهميته في تفعيل دور الشباب في المساهمة في تحقيق أهدافنا الوطنية في الخمسين عاماً المقبلة، وبناء اقتصاد معرفي مستدام يعزز مكانة دولتنا كواحدة من أفضل دول العالم في شتى المجالات. وأضافت: بات الاقتصاد اليوم محفزاً رئيساً للحكومات والمؤسسات وسلوك أفراد المجتمعات، وعندما نتعمق أكثر بهذا الجانب نرى أن الاقتصاد هو كل شيء في حياتنا، ورغم ذلك لا يزال أعداد المهتمين بهذا المجال أقل بكثير من المطلوب وخاصة في منطقتنا. ومن خلال هذا البرنامج سنعمل على رفد الاقتصاد بمجموعة من الخبراء والمختصين المؤهلين معرفياً والقادرين على طرح رؤى وخطط اقتصادية مبتكرة تحقق أهداف رؤية مئوية الإمارات 2071، وتساهم في استدامة التنمية والازدهار وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

تمكين القدرات

وأوضح سعيد النظري، أن المؤسسة الاتحادية للشباب تتطلع من خلال البرنامج إلى تمكين قدرات الشباب وتزويدهم المهارات والمعرفة اللازمة في شتى المجالات ليصبحوا قادة فاعلين في مستقبل دولتنا، ويضعون بصمتهم في مسيرة استعدادات الدولة للخمسين والوصول إلى مستهدفات الرؤية المئوية 2071.

وقال: خصصنا ضمن جدول أعمال البرنامج، سلسلة من الاجتماعات واللقاءات للاقتصاديين الشباب مع القيادات والخبراء وصناع السياسات وأبرز الشخصيات الاقتصادية في الدولة والخبراء من حول العالم، إلى جانب مجموعة من الزيارات الميدانية لبيوت الخبرة الاقتصادية الوطنية والعالمية، للمساهمة في تمكين وتأهيل الشباب للمشاركة في صناعة نموذج اقتصادي وطني فعال في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة. ونحن على يقين تام من أن جميع المشاركين في البرنامج سيكون لهم دور الريادة مستقبلاً للمساهمة في تطوير منظومة الاقتصاد الوطني، حيث نسعى لتقديم نموذج اقتصادي إماراتي مبتكر قائم على قدرات وإمكانات الشباب.

توعية

ويهدف «برنامج الاقتصاديين الشباب» إلى توعية الشباب الإماراتيين بأهمية التخصص في المجال الاقتصادي، وبناء وإعداد قيادات وطنية قادرة على قيادة المجالات الاقتصادية العصرية المتعددة، وتفعيل دور الشباب الإماراتيين في بناء اقتصاد المستقبل، وتسليحهم بالمعرفة اللازمة حول التوجهات الاقتصادية والخبرات العالمية.

وتضم قائمة شركاء البرنامج كلاً من: وزارة الاقتصاد، والهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ومركز دبي المالي العالمي، وسوق دبي المالي، ومركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وشركة إعمار العقارية، وشركة مبادلة للاستثمار، وصندوق النقد الدولي، والمركز الإقليمي للمساعدة الفنية للشرق الأوسط «ميتاك» التابع لصندوق النقد الدولي، وبنك ستاندرد تشارترد، وبنك إتش إس بي سي وشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، وسي إن بي سي عربية، و بلومبيرغ، ومجلة هارفارد بيزنس ريفيو، وهيكل ميديا، ومؤسسة ومضة لريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، والبرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسي إف إيه.

 

تنمية القدرات العملية والتحليلية

أكدت معالي شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» على هامش الجلسة، أن البرنامج يشكل فرصة حيوية للمشاركين، حيث يوفر لهم الأدوات اللازمة لفهم وتحليل قوة الاقتصاد مع التعمق في الأساسيات، ودعتهم إلى طرح كافة الأسئلة التي تراودهم حول كافة القضايا الاقتصادية خلال جلسات البرنامج سواء كان المتحدثون من القطاع الحكومي أو الخاص.

وأشارت إلى أن البرنامج ينمي القدرات العملية والتحليلية لدى المشاركين مع معالجة القضايا الرئيسية من منظور اقتصادي مختلف، كما يدعم آفاقهم العلمية والمهنية من حيث تعزيز فرص تطورهم الوظيفي والقيادي في المؤسسات والشركات التي يعملون بها أو في حال أرادوا الانضمام إلى منظمات دولية، كما يشكل أداة حيوية تدعم الاستمرار في التعليم العالي سواء لشهادة الماجستير أو الدكتوراه، حيث سيتم التواصل مع بعثات الدولة في الخارج لتقديم كل الدعم للمشاركين من أجل إتمام دراساتهم العليا. (دبي ــــــــــــــــ بشار باغ)

Email