مسؤولون وخبراء: استشراف المستقبل لم يعد نوعاً من الرفاهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد حمد المنصوري، مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، أن الهيئة تتطلع إلى واقع اقتصادي يقوم على قوة الفكرة أكثر من اعتماده على قوة الموارد المالية، لافتاً إلى أن استشراف المستقبل لن يكون حكراً على قطاع بعينه، بل سيطال كل الميادين، ومحذراً من أن التأخر في استشراف المتغيرات سيبقى السبب الرئيسي للخروج من حلبة المنافسة. فيما أكد خبراء أن استشراف المستقبل لم يعد نوعاً من الرفاهية.

جاء ذلك في كلمة له خلال منتدى استشراف المستقبل لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والذي تنظمه افتراضياً الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، تجسيداً لجهود الإمارات في مجال استشراف والاستعداد للمستقبل، والرامية إلى فتح حوارات مثمرة تدور حول توقع الفرص والتوجهات والتحديات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها وتوفير البدائل عنها.

وقال المنصوري: نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى نظرة مستقبلية في تطبيق أساليب الإدارة والمالية والإعلام والتكنولوجيا والتعليم والصحة والسياحة والاقتصاد، وهو ما يتطلب كوادر بشرية مسلحة بمهارات الغد، وأن استشراف المستقبل بات ضرورة ملحة في عالم تتوالى فيه المستجدات بسرعة مذهلة، وأن التأخر خطوة واحدة عن المتغيرات المتسارعة ستجعل المرء في وضع لا يحسد عليه. ونحن بتوجيهات حكومتنا الرشيدة عقدنا العزم لمواجهة كافة التحديات.

وأضاف: المرحلة المقبلة تتطلب الاستعداد الوطني للاستحقاق الوطني الكبير المتمثل باليوبيل الذهبي لدولتنا الحبيبة التي نستقبل فيها 50 عاماً أخرى من الأمل والعلم والنهضة والسعادة لنا ولأجيالنا المقبلة. ونستطيع التأكيد على أن أي نظرة مستقبلية تتطلب القراءة العميقة للواقع والمراقبة الحثيثة للمتغيرات والتحلي بالجرأة في تحديد الأهداف الطموحة. ولقد برهنت جائحة «كوفيد 19» على اهتمام الحكومة المبكر في البنية التحتية للاتصالات ومشاريع الحكومة الرقمية والإلكترونية فكانت الإمارات قبل غيرها على استعداد لمواجهة الجائحة مكنها من قطف ثمار استثمارات أكثر من 20 عاماً في التحول الإلكتروني والبنية التحتية للاتصالات وبالتالي الانتقال السلس إلى العمل والتعلم والبيع والشراء وتقديم الخدمات الحكومية عن بعد وهو المعنى الحقيقي لاستشراف المستقبل.

وأكّد خبراء خلال الجلسات أن الشهور الأخيرة أثبتت أن استشراف المستقبل لم يعد نوعاً من الرفاهية البحثية، بل بات عاملاً حاسماً في تقرير مصير الدول في ظل المتغيرات الكثيرة التي يشهدها العالم، مؤكدين إدراك الإمارات لهذه الحقائق مبكراً من خلال مسارعتها بإطلاق استراتيجياتها الخاصة باستشراف المستقبل، وأن العديد من التطبيقات المستقبلية ستعتمد على تقنية اتصال الجيل الخامس. وناقش خبراء اتصالات خلال جلسة «العمل عن بعد وبعد»، والتي أدارها محمد الرمسي المدير التنفيذي للشؤون التنظيمية بهيئة تنظيم الاتصالات، مجموعة من المحاور المهمة مثل العمل عن بعد وما بعده، ومستقبل الاتصالات والبيانات الضخمة، والدراسات والأبحاث المستقبلية، باعتبار قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من القطاعات الأساسية في عملية استشراف المستقبل لكونه يشكل العصب الرئيسي لعملية التحول الذكي.

6 تطبيقات

وتوقع الخبراء انتشار 6 تطبيقات في المستقبل هي الطائرات بدون طيار بتقنية الجيل الخامس، ونقل وتحليل البيانات بشكل مباشر، والزيارة والسياحة الافتراضية، والتعليم عن بعد، والاتصال ثلاثي الأبعاد بتقنية الجيل الخامس، وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الجيل الخامس.

البيانات وفهم الواقع

وقال يونس آل ناصر، مساعد المدير العام لدبي الذكية والمدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي، إن الاستثمار واستشراف المستقبل مكّن دبي من الاستعداد والانطلاق نحو للمستقبل بمرونة وثقة ورسم خارطة رقمية غنية للعمل عن بعد مكنت من اتخاذ القرارات الصحيحة. وأضاف: كان لنا دور استراتيجي في إدارة أزمة «كوفيد 19» من خلال توظيف علم تحليل البيانات في فهم السيناريوهات المختلفة في مكافحة الأوبئة وقراءة الحالات الموجودة في دبي وربطها ببيانات مختلفة من مصادر مختلفة ودراسة بيانات الحركة والاتصال، وهو ما سهل من تطبيق إجراءات الحد من الحركة بنسبة من 50 إلى 70% وذلك من خلال لوحة ذكية تفاعلية للتحكم والسيطرة يدعمها في ذلك توفر مجموعة من الخدمات مثل نظام تخطيط الموارد الحكومية الذي كان له دور حيوي في استمرار تقديم الخدمات عن بعد.

فرص وتحديات

وذكر المهندس سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، أن شبكات الاتصال الحالية برهنت قدرتها على استيعاب الاستخدام المتزايد وتحقيق الانتقال السلس إلى التعلم والعمل عن بعد دعمها في ذلك الاستثمارات السابقة التطوير المستثمر للشبكات. وأضاف: التحدي الأكبر كان التأكد من تقليل التأثيرات على قطاع الأعمال، وتمكنا من تجاوز تلك التحديات بالتعاون مع الشركاء، وتمكنا من استيعاب الطلب الكبير على البيانات وزيادة سعة الشبكات بشكل مطرد في غضون أسبوع مستفيدين من خدمات تقنيات الحوسبة ومراكز البيانات، وذلك ضمن مظلة الاستراتيجية الذكية للدولة.

الحوسبة السحابية

وقال سيد حشيش، المدير العام الإقليمي لـ«مايكروسوفت الإمارات»، إن تطور قطاع التكنولوجيا والاتصالات في الإمارات مكّنها من العمل والتعلم عن بعد خلال الأزمة بشكل أفضل بكثير من العديد من الدول في العالم. وأشار إلى أن الدروس المستفادة ستمّكن الاقتصاد من العودة للنمو في وقت قياسي وأضاف: حوالي 90% من مديري التقنية في الدولة يعملون على تسريع وتيرة الاستثمار في الحوسبة السحابية لتعزيز المرونة والاستفادة من التكنولوجيا والعمل عن بعد وتقليص التكلفة. وستوفر مراكز البيانات في الدولة قوة حوسبية لامتناهية ودعماً ضرورياً لبنية الاتصالات.

إعلام المستقبل

وعن توجهات مستقبل الإعلام تحدثت أحلام الفيل، مدير الاتصال المؤسسي في هيئة تنظيم الاتصالات، لافتة إلى ملامح الإعلام الجديد في الوقت الحالي المنفتح بناء على تجربة واقعية للهيئة، والذي أصبح يصل إلى جميع شرائح المجتمع على اختلاف ثقافاتهم.

وأضافت: نعيش في زمن تتساوى فيه أهمية الإعلام مع الاقتصاد والتعليم والصحة والبنية التحتية من حيث الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة. وتأتي أهمية مستقبل استشراف المستقبل في الإعلام للتحول من التقليدي إلى الرقمي المنفتح على العالم والتسامح والتعايش. لذلك من المهم تطوير مهارات العمل الإعلامي في العصر الرقمي. وأضافت أن التحول للفضاء الإلكتروني فتح المجال المشاركة الرقمية وما بعد البيان الصحفي التقليدي والتسويق الرقمي والتواصل الشمولي مع الأفراد من مختلف أنحاء العالم.

Email