شركات دبي أظهرت نضجاً عالياً تجاه سلامة الموظفين من «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت غرفة تجارة وصناعة دبي عن أن شركات الإمارة أظهرت نضجاً عالياً في مجال المسؤولية المجتمعية للمؤسسات في ما يتعلق بصحة وسلامة موظفيها، خلال فترة أزمة «كوفيد 19»، مبينة في دراسة بحثية أن الأسس المتينة للاستثمار المستدام، التي تمتلكها شركات الإمارة كان عاملاً أساسياً في نجاح هذه الشركات في تخطي وتجاوز تداعيات جائحة «كورونا» على موظفيها.

وأظهرت الدراسة الحديثة، التي أجريت خلال الشهور القليلة الماضية والمدعمة باستبيان متكامل، أجرته غرفة تجارة وصناعة دبي العام الماضي أن شركات القطاع الخاص في الإمارة كانت سباقة في ظل أزمة انتشار فيروس «كوفيد 19» إلى تطبيق ممارسات مسؤولة ومستدامة، لضمان صحة وسلامة ورفاهية موظفيها، ووضع خطط الأعمال الملائمة لدعم استمرارية أعمالها في فترة الجائحة.

وكشفت الأبحاث التي اختتمها مؤخراً مركز أخلاقيات الأعمال التابع لغرفة دبي أن الاستثمار المستدام المسبق للشركات كان أحد الأسباب الرئيسية للأداء المسؤول والفعال للشركات خلال فترة «كوفيد 19»، وذلك بناء على استبيان حديث أجراه المركز في العام 2019 أظهر أن أعداداً متزايدة من الشركات في دبي قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من النضج في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، وذلك من خلال اعتماد منهجية ثابتة ومنظمة للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، والانخراط في مبادرات مسؤولة ومستدامة، تنسجم مع استراتيجية الأعمال التي تعتمدها.

وحسب نتائج الاستبيان، فإن أكثر من نصف الشركات التي شاركت بالاستبيان تمتلك سياسة خاصة بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، في حين أن 65.7% من الشركات والمؤسسات تمتلك إدارة خاصة أو موظفاً متخصصاً لإدارة سياسة المسؤولية المجتمعية المؤسسية للشركة.

وبيّن الاستبيان أن 62% من الشركات تمتلك منهجية ناضجة جداً في تحفيز ودمج الموظفين، في حين أن 70% من الشركات المشاركة في الاستبيان أظهرت دراية عالية وتطبيقاً متقدماً لممارسات الصحة والسلامة للموظفين.

وأظهر الاستبيان كذلك الاهتمام الذي توليه الإدارات والقيادات العليا لشركات دبي المشاركة بالاستبيان تجاه موظفيها، وهو جزء أساسي من جهود تقييم الممارسات المسؤولة ضمن الشركات، حيث تبين أن هذه الإدارات كان لها دور فعال وحاسم في التركيز على سلامة الموظفين خلال فترة الأزمة، وتعزيز الثقة والأمان الوظيفي لموظفيها العاملين عن بعد، والعمل على دعم الموظفين، الذين لا يتقنون التعامل مع التقنية.

وقد أكد الاستبيان نتائج هذه الدراسة مع ذكر 70.4% من الشركات المشاركة بالاستبيان أن مجالس إدارة الشركات كانت مساهماً ومشاركاً في الإشراف على المسائل المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات المطبقة بالشركات.

وأظهرت الدراسة تحول العديد من الشركات نحو التطوع من خلال المجال الافتراضي خلال فترة الجائحة وابتكار وسائل جديدة للتطوع، وهو ما أكدته كذلك نتائج الاستبيان للعام 2019 التي أظهرت أن 68% من الشركات كانت ناضجة في هذا المجال وتدعم وبقوة تطوع الموظفين، حيث برز هذا الدعم أكثر ضمن الشركات الكبيرة.

وأظهر الاستبيان كذلك أن 76% من الشركات تتفاعل وتتواصل وتدعم المجتمعات التي تعمل فيها. وكشفت الدراسة أن اهتمام الشركات تحول قليلاً خلال فترة «كوفيد 19» عن المجال البيئي.

وكشف الاستبيان مجالاً مسؤولاً حيوياً ما زال بحاجة إلى مزيد من النضج بين شركات دبي وهو كتابة التقارير المستدامة، مظهراً أن 73% من الشركات المشاركة بالاستبيان إما لا تقوم بكتابة تقارير الاستدامة (29%) وإما تقوم بها بشكل مبسط (44%)، في حين أن 54% من الشركات الصغيرة والمتوسطة لا تصدر أي تقارير مستدامة حول نشاطاتها المسؤولة.

Email