دراسة: أثرياء الإمارات يعيدون التفكير في الصحة والثروة بعد "كورونا"

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع "أنفستور وتش" الذي أجرته حديثاً مجموعة "يو بي إس" UPS، العالمية العاملة في مجال إدارة الثروات، فإن 75٪ من المستثمرين الأثرياء في جميع أنحاء العالم خلصوا إلى أن الحياة بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه في السابق. وهذا هو نفس الشعور يسود في الإمارات العربية المتحدة، حيث أعرب 81% من المستثمرين أن الخوف سيبقى لفترة طويلة.  

ووفقًا للاستطلاع الذي شمل أكثر من 3750 مستثمرًا من 15 سوقًا حول العالم، فإن المستثمرين شرعوا فعلياً في التخطيط لتعديل نمط حياتهم بعد انتهاء الوباء. إذ سيُقلل سبعة من كل 10 مستثمرين من الآن فصاعداً عدد مرات السفر والتنقلات إلى المكتب.

ويعتزمُ نصف المستثمرين الانتقال للعيش بالقرب من أسرهم، ويمكن أن يَهجُر 46% منهم المدن للإقامة في مناطق أقل اكتظاظاً بالسكان، وصَرَّحَ 88% بأنّ البقاء بصحة جيدة يقعُ في صدارة أولوياتهم.

كما صَرَّحَ 67% من المستثمرين بأن الوباء قد أثر على طريقة تفكيرهم في شؤونهم المالية، إذ عبّرَ 56% عن قلقهم من عدم ادخارهم ما يكفي من المال في حالة انتشار وباء آخر، و58% عن قلقهم بشأن اضطرارهم للعمل لفترات أطول للتعويض عن خسائر التقاعد.
    
فيما عبّرَ 60% عن قلقهم بشأن تحمُّل أسرهم لأعباء مالية في حالة إصابتهم بالمرض، و54% عن قلقهم حيال ترك ما يكفي من المال لأبنائهم.

وإجمالاً، فإن 83٪ منهم بحاجة خلال هذه الفترة، إلى توجيهات أكثر من المعتاد من مستشاريهم الماليين بشأن أعمالهم. وفي الإمارات العربية المتحدة يرتفع هذا الرقم إلى 87%

قال توم ناراتيل ، الرئيس  المشارك  المشت في UBS العالمية لإدارة الثروات : "لقد أثرت جائحة كورونا (كوفيد-19) على نظرة المستثمرين إلى العالم تأثيراً مستداماً. كما جعلتهم أيضاً أكثر اهتماماً بتمويل وتزويد احتياجاتهم من السيولة والاستدامة والإرث. ويجب أن يكون الوباء حافزا للمستثمرين يدفعهم إلى البحث عن المشورة المناسبة وجعل مركزهم المالي أكثر صموداً وقدرة على التكيُّف".

وقال علي جانودي المدير الإقليمي لمنطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في UBS العالمية لإدارة الثروات:" بالرغم من النتائج القاسية لهذا الوباء إلا أن هناك جانب مشرق، حيث أخبرنا 79% من المستثمرين الشباب في الإمارات أنهم تأثروا مالياً جراء كوفيد-19 في حين قال 85% منهم أنهم مهتمون بالاستثمار المستدام ويردون أن يكون لثرواتهم تأثير فعال في هذا الواقع. نحن مستعدون لدعهم في قرار الاستثمار هذا ونعتقد أنه الطريق الصحيح للمضي قدماً".

من جانبه، قال نيلز زيلكينز، رئيس منطقة الخليج في UBS العالمية لإدارة الثروات: "يوضح هذا الإستطلاع أن ما يحدث على نطاق عالمي نشاهده في الإمارات العربية المتحدة حيث يعيد المستثمورن المحليون النظر في الطريقة التي يستثمرون بها بشكل كلي. إنهم يبحثون عن دليل ونحن هنا لمساعدتهم على التعامل مع هذه الأوقات العصيبة".

أما من منظور الأجيال، فقد صرح مستثمرون شباب بأن الوباء كان أكثر تأثيراً عليهم من الناحية المالية، كما أثّرَ على طريقة تفكيرهم في شؤونهم المالية. كما أن أكثر ما يثير قلق هؤلاء الشباب هو العمل لفترات طويلة من أجل تعويض الخسائر، وعدم التمكن من ادخار ما يكفي من المال، وفقدان وظائفهم في ظل الأوضاع الحالية.

إلاّ أن هؤلاء الشباب أبدوا انزعاجاً أكثر من تأثر وضعهم المادي. فبسبب جائحة كورونا (كوفيد-19)، زاد دعمهم المالي للعائلة والأصدقاء تقريباً بالثلث، في حين أبدى 69٪ اهتمامهم بالاستثمار المستدام و60٪ بالأعمال الخيرية.

ومن منظور إقليمي، يرى المستثمرون من أمريكا اللاتينية على الأرجح بأن العالم يستمر في التغير بعد تفشّي جائحة كورونا (كوفيد-19)، ويتبعهم في هذا الرأي المستثمرون في الولايات المتحد الأمريكية.

الولايات المتحدة الأمريكية

في ظل استمرار الولايات المتحدة في العمل على احتواء الوباء، فإن 82٪ من المستثمرين هناك يرون أن نمط حياتهم القديم سيتغير إلى الأبد، وهي نسبة تفوق نسبة المتوسط العالمي التي تبلغ 75٪. إلاّ أنّ 22٪ منهم صرحوا بأن الوباء قد أثر عليهم بشكل ملموس للغاية، وهي أقل من نسبة المتوسط العالمي التي تبلغ 25٪.

أمريكا اللاتينية

يبدو أن المستثمرين في أمريكا اللاتينية هم الأكثر تضررا من الوباء. ورغم ذلك، فهم على الأرجح يرون أيضاً أن هناك جانباً مشرقاً في تقلبات السوق. إذ أنّ 84% من المستثمرين في أمريكا اللاتينية يرون أن تلك التقلبات تشكل فرصاً، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 79٪.

أوروبا

لقد كان تأثير الوباء على المستثمرين الأوروبيين متماشياً في معظمه مع المتوسط العالمي. وكان الاستثناء يتمثل في توجيه أموالهم لإحداث تأثير فعال  . فقد قام 42% من الشباب الأوروبي برفع دعمهم المالي المقدم للعائلة والأصدقاء، مقارنة بـ 34٪ من الشباب في العالم.
 
سويسرا

أثرت جائحة كورونا (كوفيد-19) على المستثمرين السويسريين تأثيراً طفيفاً. فقد صرح 56% فقط منهم بأن طريقة حياتهم قد تتغير على الدوام. ومقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 81٪ فإن 68٪ فقط من المستثمرين هناك أشاروا إلى أن المخاوف المرتبطة بالجائحة مازالت قائمة. كما أشار 11٪ فقط منهم إلى تأثر مواردهم المالية بشكل ملموس جراء جائحة كورونا.

منطقة آسيا والمحيط الهادئ

يُعدُّ المستثمرون في هذه المنطقة أقل ميلاً، مقارنة بالمتوسط، إلى توقع حدوث تغييرات دائمة جراء تفشي الفيروس واستمرار المخاوف المرتبطة بالجائحة على المدى البعيد. فيما ذكر 89٪ من هؤلاء المستثمرين، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يُقدَّر بـ 81٪، أنهم بحاجة إلى توجيهات أكثر من المعتاد من مستشاريهم الماليين خلال فترة عدم الاطمئنان على مستقبل السوق.

Email