دبي ترسخ مكانتها على خريطة السياحة العالمية بفتح أبوابها للزوار

اهتمام إعلامي عالمي بعودة النشاط السياحي إلى دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اهتمت أكثر من وسيلة إعلامية عالمية بتغطية خبر عودة النشاط السياحي إلى دبي أمس، بعد فترة توقف ناهزت الأربعة أشهر بسبب تفشي فيروس «كورونا» المُستجد، المعروف أيضاً باسم جائحة «كوفيد 19»، في مختلف أنحاء العالم.

وكانت قناة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية أبرز من رصد عودة السياح إلى دبي، فنشرت أمس على موقعها الشبكي تقريراً خاصاً بعنوان «دبي تعيد فتح أبوابها أمام السياح بأمل إنعاش القطاع»، وذكرت في تقريرها أن دبي تستقبل السياح مجدداً بإجراءات احترازية صارمة لضمان المحافظة على صحتهم وسلامتهم.

ونشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريراً مفصلاً عن كافة التدابير الوقائية التي يتعين على زوار دبي الدوليين الالتزام بها عند عودتهم إلى دبي، وذلك كي لا يقعوا تحت طائلة القانون، الذي وصفته بالصارم.

وجاء عنوان التقرير في «ديلي ميل» طويلاً وطريفاً كالتالي: «بأجهزة قياس الحرارة في الأيدي، دبي تفتح أبوابها للسياح في ظل الجائحة على أمل استعادة الزوار لشواطئها ومراكز التسوق الضخمة بها».

وأوضح التقرير أن دبي اتخذت شتى السبل والوسائل الترويجية التي من شأنها استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار عند عودة السياحة إليها، ومنها طبع الشعار الدعائي «دبي تعود» على الزي الرسمي للاعبين في أندية الدوري العام الممتاز الفرنسي لكرة القدم وإجراء حملات دعائية مكثفة عبر الإنترنت.

وننتقل إلى صحيفة بريطانية أخرى، وهي «اكسبريس»، والتي اهتمت هي الأخرى بعودة السياحة إلى دبي، ونشرت عنه تقريراً بعنوان «عطلات دبي: الإمارات تفتح للسياح البريطانيين اليوم بينما تستأنف الرحلات الجوية وتفصح عن قواعد جديدة».

وناشدت الصحيفة في تقريرها السياح البريطانيين العائدين لزيارة الإمارات مجدداً الالتزام بالقواعد الجديدة التي فرضتها السلطات الإماراتية لضمان سلامة السياح.

ولا زلنا مع الصحف البريطانية، حيث تناولت صحيفة «اندبندنت» الأمر من زاوية مختلفة، حيث نشرت دليلاً شاملاً لكل من يرغب بزيارة دبي الصيف الجاري، تزامناً مع استئناف النشاط السياحي في الإمارة.

وغطى الدليل كافة الجوانب المتعلقة بالسفر إلى دبي، بدءاً من الفئات العمرية المسموح لها بزيارة دبي في ظل القواعد الجديدة، مروراً بالتدابير الاحترازية، وانتهاءً بأبرز الوجهات السياحية والمعالم الترفيهية التي أعادت استقبال الزوار في دبي.

وفي كندا، اهتمت إذاعة «سي كيه إن دبليو فانكوفر» بالخبر وأفردت له تقريراً خاصاً على موقعها الشبكي. وفي الصين، نشرت صحيفة «ماكاو بزنس» تقريراً بعنوان «دبي تعيد فتح أبوابها للسياح بعد إغلاق طويل».

شريان حياة

بملصق ترحيب على جواز السفر وإجراءات للسلامة، فتحت دبي أمس أبوابها من جديد أمام السياح الأجانب بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق بسبب فيروس «كورونا» المستجد.

ويقول الملصق على جواز سفر الزوار «نرحّب بكم مجدداً في بلدكم الثاني»، بينما يقوم الموظفون في مطار دبي الدولي بفحص القادمين وهم يرتدون ملابس الحماية البيضاء، فيما تباع الكمامات والقفازات في آلات.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) في تقرير لها أمس: تُعتبر السياحة شريان حياة لإمارة دبي منذ أكثر من عقدين، وقد استقبلت أكثر من 16,7 مليون زائر العام الماضي. وقبل أن يتسبّب الوباء بشلل على مستوى العالم، كان الهدف الوصول إلى 20 مليون زائر هذا العام، ويبدأ موسم الذروة عادة في أكتوبر عندما تنخفض درجات الحرارة.

أكثر المدن زيارة

ومنذ أسابيع، ترسم دبي عودتها التدريجية إلى موقعها الاعتيادي على خريطة السياحة العالمية كواحدة من أكثر المدن زيارة، ومحطّة تجارية مهمة وموطن لأحد أكبر أسواق العقارات في المنطقة.

وتضم الإمارة العديد من المقاصد الترفيهية والمراكز التجارية الراقية التي تأثرت بفعل الإغلاقات على خلفية انتشار الفيروس.

وقبل إعادة فتح الأبواب للسياح الأجانب، أطلقت «دبي للسياحة» حملات على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة في الإمارة.

وبينما يفكّر القطاعان العام والخاص في طرق لتوفير ظروف عمل آمنة تحترم قواعد التباعد الاجتماعي لإغراء المسافرين الأجانب المتردّدين، تقدّم الفنادق عروضاً للزبائن المحليين بهدف تنشيط السياحة الداخلية.

 تحديث الخطط

وقال عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري مع إعادة فتح الشواطئ والفنادق قبل أسابيع قليلة، إن «استقطاب الضيوف من سائر الإمارات الأخرى هو خطوة مهمة لاستعادة الوتيرة الطبيعية للقطاع (السياحي) في الفترة المقبلة».

وأضاف «نأمل من خلال التشجيع على السياحة الداخلية أن يشعر الناس بالطمأنينة، ومن شأن ذلك أيضاً تعزيز الثقة لدى الزوار المحتملين من مختلف دول العالم بأن الأمور تعود لطبيعتها في دبي وبالتالي بإمكانهم التفكير بزيارتها عندما يصبح السفر متاحاً وآمناً، وبأنها تبقى واحدة من أكثر الوجهات التي تكفل صحة وسلامة الجميع».

جذب السياح

قالت صحيفة واشنطن بوست في تعليقها على شروع دبي بفتح أبوابها أمام الزوار، إن هذه المدينة العالمية تسعى إلى جذب السياح وإقناعهم بالعودة إلى شواطئها ومراكز التسوق الفخمة التي تعج بها، من خلال التأكيد والترويج لفكرة أن دبي آمنة، أملاً منها في إثارة الاهتمام بالإمارة قبل أشهر الشتاء الحاسمة للسياحة.

لكن هذا يتوقف على السيطرة على الوباء الذي تستمر الإمارات ككل في مكافحته، وتجهز دبي موازين الحرارة وأقنعة الوجه الإلزامية ومعقم اليدين تأكيداً منها لجاهزيتها.

وقال بول بريدجر، المدير التجاري للعمليات في فنادق روف التابعة لشركة إعمار في دبي، أعتقد أن ذلك سيعطي الناس انطباعاً جيداً ويزرع الثقة لدى الناس- عندما يكونون مستعدين للسفر - للحضور إلى دبي، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً للعودة، مضيفاً «إننا سنكون من أوائل الأسواق التي عادت بسبب الثقة التي يمكن أن نعطيها للأشخاص الذين يسافرون».

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن دبي استقبلت في عام 2019 وحده 16.7 مليون زائر دولي، مقارنة بـ 15.9 مليون في العام السابق، وفقًا لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي. وكانت الوجهات السبع الكبرى المرسلة للسياح هي الهند والسعودية والمملكة المتحدة وعُمان والصين وروسيا والولايات المتحدة. وشهدت فنادق المدينة الـ 741 حوالي 75 ٪ من الإشغال لهذا العام، مع بقاء الزوار في المتوسط لمدة 3 أيام ونصف.

واتخذت دبي هذه الخطوة بالطريقة المعتادة لجذب الاهتمام العالمي، وارتدى نادي كرة القدم الفرنسي أوليمبيك ليونيز، برعاية شركة طيران الإمارات، قمصان موشحة بـ «دبي مفتوحة» في المباراة الأخيرة. وبدأ مراقبو جوازات بوضع ملصقات على جوازات سفر الأجانب مكتوبة باللغتين الإنجليزية والعربية: «ترحيب حار في منزلك الثاني».

انتعاش

 وأعرب عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للسياحة والتسويق، عن ثقته في عودة قطاع السياحة في دبي إلى انتعاشه المعهود، بعد أن شهد توقفاً لفترة ناهزت أربعة أشهر بسبب تفشي فيروس «كورونا» المُستجد، المعروف أيضاً باسم جائحة «كوفيد 19»، في مختلف أنحاء العالم.

وأجرى كاظم مقابلة افتراضية أمس مع برنامج «كابيتال كوننيكشن» التلفزيوني عبر شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، بمناسبة عودة دبي لاستقبال السياح مجدداً بدءاً من أمس.

وأكد كاظم خلال المقابلة أن دبي استثمرت بصورة مكثفة في تدابير الصحة والسلامة، حتى صارت مستعدة تماماً لاستقبال السياح المتململين من اضطرارهم للبقاء داخل بيوتهم على مدى أربعة أشهر بسبب «كوفيد19».

وقال كاظم: «نحن مهتمون للغاية بهذا الأمر، كون السياحة أحد الأعمدة الرئيسية لدبي. وتأكدنا تماماً من كافة التدابير التي تضمن الحفاظ على صحة وسلامة زوارنا، كأولوية قصوى لدينا».

وتطرق كاظم إلى التحديات التي تكتنف عودة السياحة إلى دبي في ظل «كوفيد19»، كحرارة الجو، وغيرها، فقال: «أعتقد أننا ينبغي أن نكون واقعيين. ما حدث على مستوى العالم لم يكن شيئاً ليتخيله أي منا».

واستطرد بقوله: «لا زلنا بالقطع واثقين ومتفائلين للغاية بشأن طفرة قوية في قطاع السياحة بدبي. واتخذنا بالطبع من الإجراءات طوال تلك الفترة الزمنية ما يكفي من الإجراءات لضمان بقاء دبي الخيار الأول».

وتحدث كاظم عن سلسلة من الحملات الترويجية التي أطلقتها المؤسسة منذ الشهر الماضي، توطئة لعودة السياحة إلى دبي فقال: «أطلقنا على سبيل المثال حملة «سنراكم في القريب العاجل»، والتي تعد زوار دبي باستقبالهم في المستقبل القريب، وكانت آخر الحملات «عندما تكون مستعداً»، والتي تستعرض أبرز المعالم السياحية وأنشطة المغامرات في دبي التي عادت لاستقبال الزوار مجدداً».

وتابع كاظم قائلاً: «ساعدتنا هذه الحملات مجدداً في تصدر قوائم البحث عن الوجهات السياحية عبر المنصات الرقمية المختلفة، ما يعني تحقيق الأثر الإيجابي الذي كنا نبغيه. ولقد عملنا من أجل ذلك مع أصدقائنا وزوارنا، سواء كانوا شخصيات مؤثرة أم غيرهم».

Email