«اقتصادية دبي» تستكشف حلولاً لتجاوز تأثيرات «كوفيد 19»

محمد السعدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُكثف «اقتصادية دبي» جهودها للتصدي للتحديات التي تواجهها الشركات والنشاط الاقتصادي بشكل عام في الإمارة، وذلك إثر الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

وتواصل اقتصادية دبي جهودها الحثيثة الرامية إلى استمرار دوران عجلة الاقتصاد في الإمارة، والحفاظ على تنافسية وبيئة الأعمال التي تتمتع بها، ومواجهة تداعيات الوباء بمرونة عالية، امتثالاً لتوجيهات وقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله:

«دخلنا مرحلة جديدة، مرحلة عودة الحياة الاقتصادية التدريجية، كل شخص فيها مسؤول، وكل المؤسسات والقطاعات مشاركة في حماية أفرادها، ستبقى الصحة أولوية ومسؤولية، وإرجاع عجلة الاقتصاد استراتيجية وضرورية».

وأشركت اقتصادية دبي ما يقارب 1574 شركة في الدراسة الاستقصائية لاستطلاع الآراء حول تأثيرات وباء كوفيد 19 في الأعمال وتقييم الوضع الاقتصادي في المستقبل من خلال منصة شراكة مجتمع الأعمال الأولى في اقتصادية دبي «EngageDXB».

وتهدف الدراسة إلى الوقوف على تحديات وتداعيات الأزمة وضمان مرونة واستدامة عجلة اقتصاد الإمارة، كما تم عقد اجتماعات ومشاورات مع 10 مجموعات عمل تتكون من نحو 2000 عضو.

وفي خطوة لتقييم التحديات في الفترة المقبلة، أطلقت اقتصادية دبي مسحاً لأثر أزمة وباء فيروس كورونا في الأعمال في الإمارة في مارس 2020. وتم إشراك نحو 1324 شركة على 3 مراحل حتى الآن، توزعت كالتالي: 702 شركة خلال المرحلة الأولى في مارس، و251 شركة خلال المرحلة الثانية في أبريل، في حين شملت المرحلة الثالثة من الاستطلاع 370 شركة في مايو، في حين لا يزال المسح مستمراً لمراحل أخرى قادمة.

واشتمل محتوى المسح على العديد من العناصر، مثل: حجم تأثير الوباء في الأعمال والشركات والموظفين، دور المحفزات الاقتصادية في دعم استمرار الأعمال، الآفاق المستقبلية للشركات وتوقعاتها وحجم الاستعداد للتعامل مع الأزمة، حجم الشركات والأعمال المشاركة، نوع الاستثمارات وطبيعتها، حجم التأثير في الإيرادات، أكبر 3 مخاوف للشركات والأعمال في المرحلة الحالية، التغير في سياسات إدارة الموارد البشرية، تسريح العمال والموظفين، التغيرات في رواتب الموظفين، التدفق المالي للشركات، العمل على زيادة المبيعات، الفاعلية والوعي لدى مجتمع الأعمال، التعافي والانتعاش الاقتصادي، التغيرات الحاصلة ما بعد كوفيد 19، ودور الحكومة في ظل الأزمة الراهنة.

المرحلة الثالثة

وتنوعت الشركات والمؤسسات المشاركة في المرحلة الثالثة، إذ شكلت الشركات متناهية الصغر 67% من المشاركين، في حين بلغت نسبة الشركات الصغيرة 21%، و4% للشركات المتوسطة، و8% للشركات الكبيرة. وشكل المديرون التنفيذيون 87% من المشاركين في المسح، و11% من فئة الإداريين والمشرفين، و2% من فئة الخبراء أو المستشارين.

قطاعات

واستحوذ الأجانب على 30% من المشاركين. وتوزعت الشركات على حسب القطاع كالتالي: 32% لقطاع التجزئة والجملة، 14% لقطاع الأغذية والمشروبات، 11% للقطاع التجاري، 10% لقطاع الخدمات، واستحوذت قطاعات كل من العقار، والسياحة والفعاليات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على 6% لكل منها، وتوزعت النسبة المتبقية على قطاعات أخرى مثل القطاع المالي والإنشاءات والتعليم وغيرها.

وحددت الاستجابات التي تم تلقيها، أسلوب ومسار الخطط والمبادرات التحفيزية في الإمارة. والتي ستساعد بدورها الشركات على النحو الأمثل، لإعادة تشغيل وتطوير استراتيجيات ضرورية للمساهمة في إنعاش النمو الاقتصادي من جديد في دبي. كما تستخدم اقتصادية دبي منصات إلكترونية لتعزيز وتسريع تفاعلها ووصولها إلى مجتمع الأعمال خلال فترة الأزمة.

وشارك ممثلو 10 مجموعات عمل، مكونة من 2000 شركة، في قطاعات التجزئة، والمؤسسات الغذائية، وتجار السيارات، وتجار الجملة، والمنسوجات والملابس، والمصارف، والتصنيع، للحصول على التعليقات حول التحديات، ومناقشة الأفكار للتغلب على الأزمة.

كما اجتمعت اقتصادية دبي مع ممثلي الشركات لمشاركة المخاوف والمشاركة في وضع إرشادات وتوجيهات السلامة التي تضمن وتساهم في الانتقال الآمن والمرن إلى مرحلة إعادة فتح القطاعات الاقتصادية كافة. كما شملت المشاورات التي أجرتها اقتصادية دبي 52 مركز تسوق، و16 بائع تجزئة، و20 مصنعاً للأغذية والمشروبات، و5 من المجمعات الغذائية الاستهلاكية، إضافة إلى 5 بنوك.

وقال محمد السعدي، الرئيس التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية المؤسسية في اقتصادية دبي: لدينا برنامج نشط للتفاعل والمشاركة مع مجتمع الأعمال، لخدمة مصالح مجموعات ومجالس الأعمال المختلفة. نستمع إلى الملاحظات والأفكار بهدف تحسين اقتصادنا.

وأسهمت أزمة «كوفيد 19» في تعزيز التفاعل والتعاون والمشاركة، إذ يتشاور كل من مجتمع الأعمال واقتصادية دبي في ما بينهم لتبادل الأفكار والتعليقات والاقتراحات. كما تم تعزيز تفاعلنا رقمياً، من خلال المنصة التفاعلية الذكية «EngageDXB».

حيث تمكنا من خلالها من الوصول إلى مجتمع الأعمال للاطلاع على آرائهم وتحدياتهم ووضع التوصيات اللازمة والملموسة لمواجهة هذه التحديات. والمنصة إحدى أبرز المبادرات الداعمة لضمان ديمومة الاقتصاد.

جهوزية ومرونة

تعمل «اقتصادية دبي» على إشراك الأعمال والشركات لفهم مدى جهوزيتها ومرونة ممارستها الأعمال في المستقبل استناداً إلى منظومة تقييم إدارة اقتصاد المستقبل. وتم إشراك 250 شركة حتى الآن في البرنامج. ومع دخول الشركات مرحلة ما بعد «كوفيد 19»، بدأت المنتجات والخدمات المبتكرة بالظهور لتشكل نقلة نوعية.

Email