الإمارات ضمن أفضل ثلاثة اقتصادات ناشئة في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أكد تقرير نشرته شركة الاستشارات العالمية «كيرني»، أمس، أنه توجد ثلاثة اقتصادات ناشئة فقط من بين أفضل 25 اقتصاداً على مؤشر الثقة في الاستثمار الأجنبي المباشر 2020 وهي: الصين والبرازيل والإمارات، حيث احتلت الإمارات المرتبة 19 عالمياً في مؤشر الثقة الصادر عن «كيرني»، محققة صعوداً من المركز 21، الذي حققته في آخر إصدار من المؤشر عام 2017. ويعكس تصنيف الإمارات الشعور الإيجابي لدى المستثمرين استناداً إلى الالتزام الحكومي القوي بالتنوع الاقتصادي والابتكار والبنية التحتية، وسهولة ممارسة الأعمال وغير ذلك.

وأشاد التقرير بالسياسات الحكومية الإماراتية الإيجابية، التي تم تنفيذها في عام 2019، كإقرار الملكية الأجنبية بنسبة 100% في 13 قطاعاً من القطاعات الاقتصادية، والتي من بينها التصنيع والزراعة والطاقة المتجددة، وكذلك النشاط القوي في قطاع التكنولوجيا، الذي يحل في المرتبة التالية، بعد شركة أوبر الأمريكية، لمشاركة المركبات التي استحوذت على شركة كريم نتوركس لخدمة حجز السيارات عبر الإنترنت مقابل 3.1 مليارات دولار. وقال: هذا الأمر جعل الإمارات واحدة من أكثر الوجهات الأجنبية جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم.

جاذبية الإمارات

وأبدى رودولف لومير، شريك في معهد التحولات الوطنية، في شركة كيرني الشرق الأوسط ملاحظاته على المركز، الذي أحرزته الإمارات قائلاً: «يحقق التزام الإمارات بالحوكمة الرشيدة، والابتكار والبنية التحتية وبيئة الأعمال في الوقت الحالي أرباحاً واضحة في مدى جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية. ويتوقع المستثمرون بوضوح أن تكون هذه العوامل الأساسية، إلى جانب الاستجابة الفعالة للغاية للأزمة سبباً في تغلب الإمارات على أزمة جائحة «كورونا»، ومن المتوقع كذلك أن تستفيد الإمارات من دخول اتفاق التجارة الحرة للقارة الأفريقية (AfCFTA) حيز التنفيذ من خلال توفر فرص تجارية جديدة مع الدول الأفريقية، إلا أن جائحة «كورونا» قد أخرت الإطار الزمني للاتفاق».

وأضاف التقرير: «من المتوقع أن يؤدي تحول معرض دبي 2021 إلى تعزيز النمو وتحفيز الاستثمارات الأجنبية، بعد التغلب على أزمة جائحة كورونا».

كان المسح يتم بشكل ميداني قبل جائحة «كورونا» بدأت في الانتشار في جميع أنحاء العالم، ومع بداية فترة المسح، قبل انتشار الجائحة، كان قادة الأعمال متفائلين بدرجة معقولة بأحوال الاقتصاد العالمي ومستقبل الاستثمارات المباشرة. ومن الواضح أنه قد تمت السيطرة على الجائحة في قارة آسيا. ورغم ذلك، فعندما أدرك المستثمرون أن الأزمة قد لحقت بهم في الأسبوعين الأخيرين من المسح، فقد انخفضت ثقتهم بشكل متوقع في جميع المجالات، وذلك بالنسبة للأسواق المتطورة والناشئة والحدودية على حد سواء، وهذا يعكس تفشي هذا الوباء بشكل سريع. وخلال الفترة بين الأسبوعين الأولين من المسح والأسبوعين الأخيرين، انخفضت درجات كل من هذه الفئات من الأسواق بنسبة 25-33%.

بيئة جذابة

وقال بول أ. لوديسينا، مؤسس مؤشر ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر ومجلس سياسة الأعمال العالمية التابع لكيرني: «إن الجائحة والصدمات الاقتصادية اللاحقة تظهر مدى سرعة وعمق تغير بيئة التشغيل الخارجية»، وأضاف أن: «بعض الأسواق ستنتعش بشكل أسرع من غيرها، وربما يفسر هذا سبب العودة إلى العوامل الأساسية أي إلى أسواق كبيرة وأكثر استقراراً وذات هياكل سياسية وتنظيمية أكثر ثباتاً. وستواصل الأسواق المتقدمة أداءها الجيد هذا العام، وذلك ربما لأنها تظهر قوة في العوامل التي يميل المستثمرون إلى منحها أولوية، كالبيئة الجذابة للاستثمارات والبنية التحتية التكنولوجية القوية».

وتوضح هذه التفضيلات أيضاً جاذبية الولايات المتحدة الدائمة للمستثمرين الأجانب، والذي يجعلها تحتل قمة المؤشر بصورة مستمرة، وهذا يعود إلى عام 2013، فهي تعمل على توفير بيئة تنظيمية ملائمة للأعمال، بالإضافة إلى حجم السوق والبنية التحتية التكنولوجية. ويُصنف المستثمرون مدى توافر أهداف الجودة على أنها أهم عامل من عوامل زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، في حين يرون أن استقرار الاقتصاد الكلي إحدى العقبات الكبرى في هذا المسار. وتشير هذه الردود إلى احتمال دخول استثمارات في الأسواق المتقدمة، حيث تكون هذه العوامل أقوى بشكل عام، وحيث يُتوقع وجود ضرر أقل نسبياً ناتج عن الجائحة.

وقال إيريك بيترسون، المدير العام لمجلس سياسة الأعمال العالمية والمؤلف المشارك في الدراسة: «ستعاني الأسواق الناشئة والحدودية أكثر بكثير جراء انتشار جائحة «كورونا». وهناك مجموعة من العوامل المؤثرة في ذلك، والتي من بينها عدم كفاية البنية التحتية الطبية، ومحدودية الخيارات المالية، وتراكم الديون بشكل كبير، وزيادة مستويات الفقر بشكل عام. وتعاني العديد من هذه الدول من محدودية الحيز المالي والمرونة الاقتصادية، بالإضافة إلى التعرض الكبير لتقلبات أسعار الصرف، والتي تفاقمت بسبب مستويات الديون المُقوَّمة بالدولار الأمريكي».

المراكز الخمسة الأولى

أفاد تقرير «كيرني» باحتفاظ الأسواق المتقدمة للمرة الثانية، في تاريخ المؤشر الممتد 22 عاماً، بالمراكز الخمسة الأولى، وتمثل تلك الأسواق أيضاً 22 من أصل 25 مركزاً على المؤشر، ومن المتوقع أن تنخفض مؤشرات الاستثمارات الأجنبية المباشرة العالمية في العام المقبل نتيجة تداعيات «كورونا».

Email