خبراء: الاستراتيجيات المدروسة تدعم تعافي الاقتصاد من تداعيات «كورونا»

تعزيز الابتكار يجعل الإمارات أكثر قوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء أن تعزيز الابتكار سوف يخرج دبي والإمارات عموماً من تداعيات «كورونا» أقوى من أي وقت مضى، ودعم تعافي الاقتصاد الوطني بكافة قطاعاته، مشددين على أهمية أن تكون استراتيجيات الابتكار مدروسة مع المتابعة الدقيقة لتداعيات الأزمة بعد انتهائها.

وقالوا في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إن تطوّر الإمارات في علوم الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي و«الروبوتات» و«بلوك تشين» وإنترنت الأشياء والحوسبات «الكمومية» و«الطرفية» و«العصبية»، ساهم في تخفيف تداعيات «كورونا» وتسريع عملية عودة الاقتصاد إلى طبيعته.

وشددوا على ضرورة بذل الشركات جهوداً أكبر لاستيعاب المبادئ الأساسية لعملية التحوّل الرقمي وتنفيذها بنجاح؛ بهدف الخروج من الأزمة أقوى من ذي قبل عبر تعزيز ابتكار نماذج عمل جديدة وجذب متعاملين وترجمة تلك المعطيات إلى عروض قيمة ومجزية وتعزيز تنافسيتها ضمن المنظومة الرقمية.

الحاجة أم الاختراع

وأكّدت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام «دبي الذكية»، أن العلاقة بين الابتكار والإنسان قديمة، وأن الأزمات سواء «كورونا» أم غيرها، هي حالة تخلق احتياجات طارئة غير مسبوقة، مشيرة إلى أنه ولأن الحاجة أم الاختراع، فإن الابتكار يعتبر إحدى أهم سُبل الاستجابة السريعة لمواجهة تداعيات الأزمة. وأضافت: «ما عشناه ونعيشه حتى الآن في حكومة دبي مثالٌ على آثار الابتكار بمجال التحوّل الرقمي في استدامة الحياة بشقيها العملي والحياتي، فحرصنا طوال السنوات الماضية على الابتكار في توظيف التقنية لخلق تجارب إنسانية مكنتنا من التحوّل للعمل عن بُعد بانسيابية وسهولة تامة».

بيئة خصبة

وأكّد أحمد الخلافي، مدير عام «هيوليت باكارد إنتربرايز» في الإمارات، أن جائحة «كورونا» تعتبر بيئة خصبة للابتكار عالمياً، مبيّناًَ أن الابتكار يعتبر ميزة تنافسية، وأن عالم الأعمال اليوم بحاجة لحلول رقمية تدعمه في تجاوز الظروف الاقتصادية التي فرضها الفيروس على العالم، وهو ما ينصب عليه اهتمام الشركة في الحلول التي نقدمها في الإمارات.

وتابع: «تتميّز بيئة الإمارات بتحفيزها للابتكار، وقمنا بتخصيص خدمات مالية بملياري دولار لمساعدة المتعاملين في الإمارات والعالم على معالجة التحديات الناجمة عن انتشار الجائحة».

دور جوهري

وقال حسام سيف الدين، نائب الرئيس لدى شركة «آي بي إم» الشرق الأوسط وأفريقيا: «إن الأزمات بصفتها محفّزاً طبيعياً لابتكار تقنيات جديدة تلعب دوراً جوهرياً في الحد من تداعياتها، وعلى امتداد مسيرة شركتنا التي تمتد لنحو 109 أعوام، مررنا بأزمات كبرى، بما في ذلك الحربان العالميتان والأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الأوبئة، كما هو الحال في العالم اليوم». وأضاف أن استراتيجيات تخطي الأزمات تعتبر من المرتكزات الرئيسة لعمليات الشركة.

وأكمل: «تحرص «آي بي إم» على رفد الحكومات والشركات بالحلول التقنية التي تساهم في إحداث تغييرات إيجابية وعملية، بما في ذلك تلك التي تسرّع الاكتشافات العلمية السبّاقة. ومن هذا المنطلق، نواصل العمل على تطوير أدائنا وابتكاراتنا لنكون قادرين على دعم متعاملينا لتخطي الأزمات وتزويدهم بمنظومة متكاملة من التقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي و«بلوك تشين» وحلول استمرارية الأعمال والبرمجيات الأمنية، وغيرها».

أكبر شبكة

وتتولى الشركة تشغيل أكبر شبكة لتقنية المعلومات على مستوى العالم، وهذا يعني أن تقنياتها تدير العمليات الرقمية لقطاعات حيوية. ويجب ضمان استمرارية عمل القطاعات إذا ما أردنا تجنب أكبر الأزمات، بأقصى سرعة. ويبقى هدفنا الرئيس ممثلاً بالتكيف مع الواقع الجديد وتسريع تعافي جميع القطاعات.

إنجازات

واستدرك سيف الدين قائلاً: «نقوم بتنظيم مواردنا وحشد أبرز الخبرات في جميع المجالات، بما يشمل المتعاملين والحكومات والعلماء والمطورين والشركاء والمؤسسات الأكاديمية والهيئات الصحية، بالإضافة إلى كوادرنا؛ للعمل معاً وتوظيف خبراتنا للاستفادة من البيانات والإمكانات الرقمية والأفكار المبتكرة لإيجاد حلول لأكثر المشاكل صعوبة. ولعل أبرز الأمثلة على جهودنا في هذا الصدد هو دورنا في مكافحة جائحة «كورونا» باستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة. فقد أنشأنا بالفعل ائتلافاً متخصصاً في مجال الحوسبة عالية الأداء، وأتحنا مجموعتنا الضخمة من براءات الاختراع للاستخدام المجاني من قبل الباحثين الذين يطورون تقنيات للمساعدة في منع أو تشخيص أو علاج أو احتواء الجائحة. وقمنا بتطوير وتوفير نظام «آي بي إم واتسون أسستانت فور سيتيزينس»؛ لمساعدة الحكومات على كافة المستويات في إطلاع مواطنيها على آخر المستجدات حول الفيروس، كما تواصلنا مع شبكتنا الخارجية، التي تضم أكثر من 200 ألف مطور عبر تحدّي «كول فور كود كوفيد 19»؛ لاستقطاب ألمع الأفكار للتعامل مع الجائحة.

دور استراتيجي

أوضحت عائشة بن بشر، أن الابتكار في دبي ودولة الإمارات ككل، سوف يكون له دور استراتيجي في التعافي من «كورونا» ودعم تعافي الأعمال بكافة أشكالها، وأن التقنية مع المزيد من الابتكار في توظيفها سوف تقلل التكاليف وتحقق وفرة فرق العمل وترابطها عن بُعد. وتابعت: «جعلنا في «دبي الذكية» الابتكار جزءاً من دعائمنا الاستراتيجية، ولم نقبل أي تقنية بشكلها الذي وُجدت به، ولكن كُنّا نبحث عن طُرق جديدة في توظيفها».

Email