قال آصف فتاح الرئيس التنفيذي لـ«جرين جروب» إن دبي طريقها لتكون منافساً عالمياً على صعيد تشييد المباني المنتجة للطاقة المتجددة من المصادر الطبيعية. وأضاف: إن علينا كمطورين عقاريين مسؤولية مواكبة تلك التوجهات لأنها توزع ثمارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على الجميع من دون استثناء.
وأشار في تصريحات لـ«البيان» إلى أن ثقافة تشييد مبنى وبيعه للمستثمرين لم تعد تناسب طموحات دبي التي أسست لثقافة جديدة قائمة على عدم الحاجة إلى بناء مشروع عقاري من دون أن يكون له قيمة مضافة لاقتصادها أو للمستثمرين فيه أو حتى لسكانه. مؤكداً أن البناء الذي يقوم على أسس مستدامة يشكل قيمة مضافة.
وتوقع أن يكون من الصعب جداً خلال الفترة المقبلة رؤية مشروع جديد يجري تشييده من دون أن يكون منتجاً للطاقة المتجددة أو معتمداً على مواد بناء معاد تدويرها في بنائه، فما كان يصلح للأمس لن يكون صالحاً للغد.
وقال فتاح: إن الطاقة الشمسية وبوصفها أحد أشكال الطاقة المتجددة تمتاز بكونها نظيفة وآمنة وغير محدودة، وهي لا تتسبب بانبعاثات كربونية أو آثار ضارة بالبيئة، ما يجعل من توظيف أشعتها لتوليد الطاقة في المباني أمراً في غاية الأهمية ولا سيما أن استخدام الطاقة المتجددة يقلل اعتمادنا على مصادر الطاقة التقليدية غير المتجددة مثل الغاز، والبترول، والفحم، وهو ما يضمن استدامة هذه الموارد لأجيالنا القادمة.

مساهمة
وأكد فتاح أن شركته تعهدت المساهمة في مساعي دبي لتعزيز نموها الاقتصادي والاجتماعي مع الحفاظ على البيئة لأن الطاقة المتجددة تمثل عنصراً محورياً ضمن تلك المساعي ولا سيما المتعلقة باستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، ولذلك فإن ما يمكن اعتباره خطوة أولى على طريق تحقيق هذه الرؤية هو إنتاج واستخدام قاطني دبي وشركاتها وقطاعاتها للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء في تحقيق هذه الرؤية.
وبينت التقديرات الرسمية أنه بحلول عام 2020، سيتم استثمار 50 مليار دولار في قطاع الطاقة الشمسية في المنطقة، في الوقت الذي تأخذ فيه دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية زمام المبادرة. ويتوقع زيادة إقبال دول مجلس التعاون الخليجي على تطبيقات الطاقة الشمسية بمعدل 50 ضعفاً حتى 2025.
ويتيح استخدام الطاقة الشمسية تفادي تلوث المياه أو الهواء أو أي انبعاث لغازات الدفيئة. وتعود الطاقة الكهربائية الشمسية بالعديد من الفوائد على أصحاب المنازل والشركات، فهي تعمل على (الحد من فاتورة الكهرباء؛ ورفع قيمة العقار؛ والحد من البصمة الكربونية، ودعم اقتصاد دبي، وضمان مستقبل مستدام للإمارة عبر إتاحة المجال لإنتاج الطاقة الشمسية محلياً، إذ إن كل كيلووات ساعة من الطاقة الشمسية التي ننتجها في دبي تساهم في تقليل احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية).

هدف
وقال الرئيس التنفيذي للشركة المطورة لمشروع «سيجنتشر ليفينجز» في قرية جميرا: لم يكن الهدف بناء مساكن وبيعها للمستثمرين وحسب، فقد اجتهدنا في تشييد مشروع بقيمة مضافة لعقارات دبي ويواكب توجهاتها الإمارات إلى ضرورة تبني نهج الاستدامة، وقد وفقنا في مسعانا وتفوقنا في تقديم مشروع عقاري فريد ونعتقد أنه سيساهم في إحداث نقلة نوعية في تطبيقات الطاقة الشمسية بطريقة أنيقة على المباني، في ضوء الحركة السريعة التي تشهدها الإمارة نحو المستقبل المستدام القائم على استغلال مصادر الطاقة المتجددة.
الأول
وتابع: لقد أصبح مشروعنا سيجنتشر ليفينجز أول مبنى سكني يطوره القطاع الخاص ويعمل بالطاقة المتجددة على مستوى الإمارات والمنطقة. فهذا المشروع يستخدم الطاقة الشمسية في تشغيل مرافقه الخدمية (الإضاءة الخارجية والداخلية والمسبح والقاعة الرياضية وملعب سكواش) ما يوفر للسكان في قيمة رسوم الصيانة.
وأكد أن مشروعنا العقاري الأول من نوعه سيخفض 175000 طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً أي ما يعادل زراعة 915 شجرة محمية مدة 30 سنة. تبلغ مساحة أرض سيجنتشر ليفينجز قرابة 70.041 قدماً مربعة فيما تبلغ مساحة البناء 306,500 قدم مربعة، وانطلقت أعمال البناء في خلال أكتوبر 2017 ومن المتوقع إنجازه وتسليمه للملاك أواخر أبريل المقبل من العام الجاري.
الأكبر
ويعد المشروع أيضاً أول مبنى على صعيد أكبر مساحة مستخدمة للألواح الكهروضوئية والتي تبلغ 9300 قدم مربعة على السطح. فيما يبلغ عدد الألواح الكهروضوئية في المشروع 440 لوحاً بقدرة إنتاجية تبلغ 100 كيلوواط في الساعة، ما يعادل أكثر من 3 أضعاف (إنتاج ألواح مبنى الموظفين في مطار آل مكتوم الدولي والبالغة 30 كيلوواطاً في الساعة).
276
برعت مودولار ديزاين للاستشارات الهندسية في توظيف المساحات في سطح مبنى «سيجنتشر ليفينجز» واتجاهه ومستويات الظل، بهدف تمكينه من تحقيق هذا الإنجاز. ويتكون المبنى من 276 وحدة سكنية مفروشة متنوعة وطابق لمواقف مركبات السكان فضلاً عن مسبح وقاعة للألعاب الرياضية.
