قال الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، عضو مجلس إدارة لجنة السفر الأوروبية والاتحاد الألماني للسياحة، إن دولة الإمارات ستلعب دوراً كبيراً في دعم تعافي حركة السياحة العالمية من خلال تنظيم الفعاليات السياحية المهمة بالطرق التقنية الحديثة لمنع تفشي جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19).

وأضاف البطوطي لـ«البيان» إن نجاح إمارة دبي في تنظيم فعاليات سوق السفر العربي «ATM» بشكل افتراضي يعد إنجازاً كبيراً يساهم في رسم خريطة قطاع السفر والطيران بعد انحسار الفيروس، مؤكداً الدور الكبير الذي تلعبه الناقلات الإماراتية وخصوصاً «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» لدعم مرحلة تعافي حركة السياحة العالمية خلال المرحلة القادمة.

تخفيف القيود

وقال البطوطي إن مساعي حكومة دولة الإمارات لتخفيف قيود العزل المفروضة على القطاع السياحي ستساهم في دفعة قوية للقطاع خلال الفترة المقبلة بما يساعده على التعافي سريعاً بعد فترة من التوقف مستمداً الدعم من البنية التحتية السياحية المتطورة وقوة شبكة الطيران التي تربط الإمارات بـ500 وجهة حول العالم إضافة إلى الموقع الجغرافي ومرونة القطاع وتنوع المنتجات المقدمة.

وأكد أن الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في ترسيخ جاذبيتها وموقعها المتميز في قلب خريطة السياحة العالمية، وستعود بكل قوة مع انتهاء أزمة «كورونا» لاستقطاب ملايين الزوار والسياح من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أنه وفق مؤشرات تقارير التنافسية العالمية، احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر أولوية قطاع السياحة والسفر لدى حكومة الدولة، ومؤشر استدامة التنمية في قطاع السياحة والسفر، ومؤشر فعالية التسويق لجذب الزائرين، ومؤشر البنية التحتية لقطاع السياحة، ومؤشر وجود كبرى شركات تأجير السيارات، ومؤشر جودة الطرق، إضافة إلى المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمن والأمان، والمركز الثالث عالمياً في مؤشر البنية التحتية لقطاع الطيران.

إكسبو دبي

وأثنى المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، على تأجيل معرض «إكسبو دبي» الدولي إلى عام 2021، للإسهام في تشكيل ملامح عالم ما بعد الجائحة وخلق مستقبل أفضل للجميع، وذلك بعد أن صوتت أغلبية الثلثين من أعضاء المكتب الدولي للمعارض أخيراً لمصلحة تأجيل الحدث مدة عام لإعطاء الأولوية لصحة وسلامة الزوار لهذا الحدث الضخم والعملاق.

وأضاف: إن تأجيل الحدث مدة عام سيسمح لجميع المشاركين بتجاوز تبعات «كوفيد 19»، وسيُمكّن إكسبو الدولي من التركيز على الرغبة المشتركة في رسم ملامح فكر جديد لوضع الحلول لبعض التحديات الأكبر في عصرنا، ليكون بذلك أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوبي آسيا، وأكبر حدث على الإطلاق يقام في العالم العربي، بمشاركة 192 بلداً إلى جانب شركات ومنظمات دولية ومؤسسات أكاديمية.

انفتاح تدريجي

وحول التوقعات لاستئناف حركة السياحة الطبيعية حول العالم، ذكر البطوطي أن العالم بدأ ينفتح تدريجياً مع تخفيف قيود السفر المفروضة لمكافحة الفيروس حيث أصدرت منظمة السياحة العالمية مبادئها التوجيهية العالمية لإعادة فتح السياحة ما يشير إلى الانتقال إلى الاستعداد للتعافي بشكل أقوى وأفضل، واتخذت بالفعل 3% من الوجهات السياحية العالمية خطوات لتخفيف قيود السفر، فضلاً عن أن العديد من الوجهات حول العالم في مناقشات جادة الآن بشأن تعديل أوضاعها وإعادة فتح الحدود أمام السائحين.

وأوضح أن تخفيف القيود سيضمن العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي ستعود بها الضمانات السياحية بطريقة مستدامة وإنقاذ وضمان سبل العيش لملايين الأشخاص حول العالم، ولا سيما أن قطاع السياحة يعد محرك التنمية المستدامة ودعامة مهمة لاقتصادات الدول.

وتوقع أن تشهد الأسواق المحلية تحسناً في الطلب بدءاً من الربع الثالث من العام الحالي في المرحلة الأولى من رفع قيود السفر، ومع ذلك فمن المتوقع أن الأسواق الدولية تعافيها سيكون أبطأ حيث إنه من المحتمل أن تحتفظ الحكومات ببعض القيود على السفر فترة أطول ربما حتى سبتمبر.

المسافرون جواً

قال الدكتور سعيد البطوطي إنه وفق آخر التقديرات فالتأثير العالمي لفيروس «كوفيد 19» تسبب في انخفاض عدد الركاب المسافرين جواً دولياً ومحلياً بنسب من 35 % إلى 65 % في عام 2020، مقارنة بالعام الماضي وفق المنظمة الدولية للطيران المدني، بينما تكبدت المطارات خسارة تقدر بأكثر من 50 % من حركة الركاب و57 % من إيرادات المطارات أو ما يعادل 97 مليار دولار خلال العام الجاري بحسب المجلس الدولي للمطارات.