تشكّل علامات فارقة في الثقافة والضيافة والترفيه

5 أيقونات عمرانية هدية دبي للعالم في 2021

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل أعمال البناء والإنشاءات في عشرات المشاريع السكنية والتجارية والسياحية في عموم مدن الدولة، وسط التزام المطورين والمقاولين بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي فرضتها السلطات المختصة في مواجهة جائحة «كورونا».

وتبرز 5 أيقونات معمارية في دبي من بين تلك المشاريع التي يجري تشييدها، ومن المتوقع إنجازها في العام المقبل 2021 لتكون بمنزلة هدية دبي إلى العالم، بما تعكسه من تلك المشاريع من صور قوة العزيمة والهمة الإنسانية في مواجهة الأزمات والصعاب عبر مواصلة العمل وتحقيق الإنجازات وبلوغ الأهداف.

تطوير

رصد «البيان الاقتصادي» عمليات تطوير تلك الأيقونات العمرانية الفريدة التي ستشكّل علامات فارقة في الثقافة والضيافة والترفيه، أما تلك الأيقونات فهي، مشروع متحف دبي للمستقبل الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، ومشروع عين دبي التي تطورها مراس القابضة، ومشروع «ون زعبيل» الذي تطوره «إثراء دبي»، وشركة التطوير العقاري المملوكة بالكامل من قبل مؤسسة «دبي للاستثمارات الحكومية»، ومشروع برج وصل الذي تطوره مجموعة وصل لإدارة الأصول، ومشروع «رويال أتلانتس ريزيدنسيز»، وهو أحد المشاريع المملوكة لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية.

متحف المستقبل

تتواصل العمليات الإنشائية لإنجاز الغطاء الفولاذي لمتحف المستقبل الذي يأخذ شكل حروف عربية، بعدما جرى إنجاز الهيكل الأساسي للمتحف أواخر 2018. وتستعين شركات البناء العاملة في المشروع بتقنيات صناعة الطيران، للحصول على البناء الخارجي ناعم الملمس، ويجري تغطية المبنى بـ890 من ألواح الفولاذ المقاوم للصدأ والفايبرغلاس، أما الأسطح الأفقية الوحيدة في المبنى فتشكّل طوابقه.

ويهدف المبنى الذي من المتوقع إنجازه في 2021 إلى أن يكون حاضنة للابتكارات المستقبلية، والمبنى حاصل على شهادة المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء، وهو من تصميم «كيلا ديزاينز».

أما مصدر الإلهام وراء شكله شبه المستدير فيعود إلى فلسفة «فينج شوي» الصينية، إذ شكل المبنى يمثل الأرض والسماء، أما الفراغ في الوسط فيمثل المجهول، ويسعى هذا النظام الفلسفي إلى إضفاء التناغم مع البيئة المحيطة، ويمثل المتحف وجهة بارزة للسياحة العلمية والمعرفية ومركزاً للابتكارات المستقبلية، ويوفر لزوّاره تجربة تفاعلية يتعرفون من خلالها إلى الاختراعات التي ستحدث أثراً إيجابياً في مسيرة تطوّر البشرية، وسيكون مقصداً للعلماء والمبتكرين والمخترعين من كل أنحاء العالم، ويضم المتحف أقساماً رئيسة تسلط الضوء على حياة البشر في المستقبل، وتأثير الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ويضم المتحف مختبرات علمية.

«رويال أتلانتس»

وتتصاعد عمليات تشييد مشروع «رويال أتلانتس ريزيدنسيز»، وهو أحد المشاريع المملوكة لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، ويجهز لأن يصبح أيقونة معمارية جديدة ومعلماً حضارياً يتمتع بشهرة واسعة على هلال نخلة جميرا.

ويضم المشروع عشرات أحواض السباحة في الهواء الطلق، على بعد 1.7 كم من الشاطئ الخاص، مع عشرات المطاعم وألعاب مائية، كما يضم شققاً ذات غرفتين وثلاث وأربع وخمس غرف، فضلاً عن السكاي كورت والبنتهاوس وأجنحة الحدائق.

وعند إنجازه بالكامل، يوفر المشروع مئات الشقق والغرف والأجنحة الفندقية وحدائق خاصة، وحديقة بطول 85 متراً، ومسبحاً يطل على الخليج العربي، ومركزاً حديثاً للياقة البدنية وعلاجات السبا، وتبلغ مساحة المشروع 10 هكتارات، ويضم المشروع مبنى الفندق والمجمع السكني المكون من برجين، ويتكون كل برج من 3 أبراج فرعية، يتم توصيلها بجسر مشيد على مستوى منخفض.

«ون زعبيل»

أما شركة «إثراء دبي»، التي تطور برجي «ون زعبيل»، فهي على موعد مع تسجيل انتصار هندسي ومعماري غير مسبوقين في الأسابيع القليلة المقبلة، إذ ستقوم بتركيب مبنى «ذا لينك»، وهو أعلى مبنى معلق في العالم بين برجي «ون زعبيل» الذي يجري تشييده حالياً إلى جوار مبنى مركز دبي التجاري العالمي.

وسيستقر المبنى أفقياً بين البرجين عند الطابق 26 من كل برج على ارتفاع 100 متر تقريباً، ويمتد على طول 210 أمتار.

وسيضمّ هذا المبنى الفريد مجموعة من الخدمات الترفيهية والمطاعم ومنصة ذات إطلالة بانورامية على المدينة ومسبح إنفينيتي على السطح. وتجتهد «إثراء دبي»، الذراع الاستثمارية الرئيسة لحكومة دبي، في تنفيذ المشروع باستخدام تقنيات ثورية في البناء والتشييد.

وتتكوّن أبراج «ون زعبيل» من مبنيين عموديين وثالث أفقي «ذا لينك»، ويضم أحد البرجين العموديين فندقاً بإدارة مجموعة «ون آند أونلي»، إضافة إلى مكاتب ومتاجر ومطاعم فاخرة، فيما يضم البرج الثاني بكامله شققاً سكنية.

برج وصل

وتتسارع الأعمال الإنشائية لناطحة السحاب «وصل» المقابلة لبرج خليفة التي تطورها مجموعة وصل لإدارة الأصول، وتنفذها شركة «أرابتك»، وهي عبارة عن ناطحة السحاب من 63 طابقاً متعددة الاستخدامات، ومن المقرر أن تسجل رقماً قياسياً بأطول واجهة سيراميك في العالم.

ودخل برج الوصل في شارع الشيخ زايد بدبي مرحلة هندسية غير مسبوقة بعدما بدأت طبقاته باتخاذ شكل يتمحور حول حرف Z أو ما يعرف في مجال الهندسة المعمارية بتقنية (التعارض)، وهو مفهوم مستقى من أصول نحت التماثيل في الفنون الإيطالية، وسيبلغ ارتفاع البرج 300 متر عند إنجازها في نوفمبر 2021.

وتتكون ناطحة السحاب من 63 طابقاً متعددة الاستخدامات، ومن المقرر أن تسجل رقماً قياسياً بأطول واجهة سيراميك في العالم، وتسعى مجموعة وصل إلى إضافة نجاح معماري لسجلها، من خلال عمل واجهات من السيراميك مع الألواح الشمسية الضوئية، للمساعدة على تنظيم درجة الحرارة الداخلية، والحد من الضوضاء، في حين تدعم الحديقة العمودية الاستدامة.

«عين دبي»

أما عين دبي الأعلى في العالم، فهي من ضمن مكونات جزيرة بلو ووترز التي تطورها مراس القابضة، وتجمع «بلوواترز» بأجوائها العصرية بين هدوء الضواحي، وحيوية المدن، وتتميز بمساحات مخصصة للسكن والتسوق وتجارب الضيافة والترفيه اللافتة لتشكل موقع جذب جديد وإضافة مذهلة إلى أفق دبي الرائع.

وتتصل جزيرة «بلوواترز» بدبي عبر شبكة متطورة من الطرق التي تشمل طريقاً مباشراً إلى شارع الشيخ زايد، وممراً للمشاة يصلها بمنطقة «ذا بييتش» مقابل «جميرا بييتش ريزيدنس»، إضافة إلى وسائل النقل المائي التي توفرها هيئة الطرق والمواصلات في دبي.

وتوفر «بلوواترز» فرصة للزائرين الراغبين في مشاهدة عجلة «عين دبي» عن قرب، وتأمّل هذه التحفة الهندسية المدهشة التي تعدّ محوراً للوجهة الجديدة.

حيث يتاح الوصول إلى المشاهد المذهلة عند قاعدة العجلة البالغ ارتفاعها 250 متراً، لتتجاوز بذلك ارتفاع عجلة «هاي رولر» في لاس فيجاس البالغ ارتفاعها 167 متراً، وعجلة «نيويورك ويل» المزمع إنشاؤها في «ستاتن أيلاند» بارتفاع 190 متراً.

وستحمل «عين دبي» في كل دورة لها نحو 1400 راكب في 48 كبسولة ذات زجاج مزدوج، توفر لهم إطلالات شاملة لا مثيل لها بمجال رؤية 360 درجة على مدينة دبي. ويبلغ ارتفاع أعمدة دعم «عين دبي» 126 متراً، وهي واسعة وطويلة بما يكفي لتسع داخلها 15 من حافلات لندن.

بناء مستمر

استثناء السلطات المختصة لقطاع البناء والتشييد من إجراءات العمل عن بُعد لم يأتِ اعتباطاً، ولا محاباة للمشاريع الضخمة قيد الإنجاز، ولا لكبريات الشركات العاملة فيه، فمسيرة البناء مستمرة، وتسليم المشاريع مستمر، ومن الصعب تجميد مواقع البناء والتشييد وشركات المقاولات والإنشاءات والاستشارات الهندسية بسبب فيروس «كورونا».

كما لن يكون عمل ذلك القطاع مثمراً إلا عندما يعمل عن قرب مع التزامه بشروط السلامة المتعارف عليها في المواقع الإنشائية والأخرى الوقائية التي فرضتها السلطات المعنية في مقارعتها لانتشار الفيروس.

 

 

Email