بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي المشرف العام على استراتيجية «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي»، أعلن مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي عن تحديد موعد جديد لانعقاد الدورة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي لتنعقد يومي 1 و2 نوفمبر 2021 ضمن فعاليات معرض إكسبو دبي، الحدث العالمي الأبرز، الذي تستضيفه المنطقة أول مرة في تاريخها.

ويأتي قرار تحديد الموعد الجديد للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي لتنعقد بالتزامن مع فعاليات «إكسبو دبي» الذي سينطلق في أكتوبر 2021، تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم التي تولي عناية خاصة بالاقتصاد الإسلامي لكونه قطاعاً حيوياً، ولضمان حضور أكبر عدد ممكن من المشاركين العالميين للقمة في الموعد الجديد.

كما يأتي القرار بعد التشاور مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز وللقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، ودعماً لجهود مكافحة التفشي العالمي لوباء كورونا المستجد «كوفيد 19»، وفي ضوء تأجيل انعقاد «إكسبو 2020 دبي» مدة عام بعد أن صوتت أغلبية الثلثين من أعضاء المكتب الدولي للمعارض لمصلحة تأجيل المعرض مدة عام، وإقامة الحدث من الأول من أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022.

ورش عمل

وأعلن المركز عن إطلاق سلسلة من الندوات وورش العمل والفعاليات الافتراضية عبر تقنية الاتصال المرئي والتي ينظمها مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالشراكة والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي لمناقشة آخر مستجدات قطاعات الاقتصاد الإسلامي بمشاركة خبراء من المنطقة والعالم. ويأتي انعقاد الفعاليات الافتراضية التي تستمر طوال العام، استمراراً لترسيخ مكانة دبي وجهةً رائدةً وملتقى لجميع المهتمين بأنشطة الاقتصاد الإسلامي في المنطقة والعالم.

تنمية مستدامةوأكد معالي المهندس سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي أن تحديد الموعد الجديد يتيح للمشاركين تبادل الخبرات والعمل معاً لمعالجة التحديات الاقتصادية لقطاعات الاقتصاد الإسلامي في مرحلة ما بعد كورونا وتحقيقاً للتنمية المستدامة، كما سوف يمنح المشاركين في القمة الفرصة للالتقاء عام 2021، بعدما يكون العالم قد تمكن - بإذن الله - من السيطرة تماماً على المخاطر الصحية الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد 19».

وسيكون لدى الجميع القدرة على العمل معاً لمعالجة التحديات الاقتصادية التي خلفها هذا الوباء العالمي، عبر تبادل التجارب والمعرفة بشأن ما تعلّموه من دروس وما توصلوا إليه من حلول وأفكار من أجل غد أفضل لمستقبل الاقتصاد العالمي، وخصوصاً أن الاقتصاد الإسلامي يعول عليه كثيراً في مرحلة ما بعد كورونا باعتباره الملاذ الآمن للنمو المستدام والحصن المتين ضد الأزمات الاقتصادية.

وقال إن المنطقة والعالم في مرحلة ما بعد كورونا سيتجهان إلى البحث عن المزيد من الممارسات الاقتصادية المستدامة والحلول التي تحقق مستويات أعلى من التنويع الاقتصادي والشمول المالي والاستدامة البيئية والاجتماعية، وسوف يساهم انعقاد النسخة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي ضمن فعاليات معرض إكسبو دبي في نقل تجربة الاقتصاد الإسلامي الناجحة ونشر الوعي بدوره في تعزيز جميع أهداف التنمية المستدامة.

وقال: انعقاد القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي بالتزامن مع «إكسبو دبي» عام 2021، في وقت يبحث فيه العالم عن حلول للتحديات الاقتصادية الناجمة عن أزمة كورونا، يحفز قطاعات الاقتصاد الإسلامي للمرحلة المقبلة من النمو، كما يعزز مكانة دبي وجهةً رائدةً لجميع المهتمين بأنشطة الاقتصاد الإسلامي في المنطقة والعالم.

وخصوصاً أن الطلب على التبادل المعرفي في مجالات الاقتصاد الإسلامي المختلفة في تزايد متسارع على جميع المستويات ما جعل وجود القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي التي تحتضن أكبر تجمع للخبراء والمختصين بالقطاع ضرورة مهمة في الحدث العالمي العريق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى أكثر من قرن ونصف قرن حيث انطلق المرة الأولى في لندن في عام 1851.

حلول استثنائية

وبدوره، لفت ماجد الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي إلى أن تحديد الموعد الجديد للدورة الخامسة للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي لتقام بالتزامن مع انعقاد إكسبو دبي العام المقبل سيشكل فرصة لتعريف العالم بأهمية الدور الذي يلعبه الاقتصاد الإسلامي في تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا، مؤكداً أن الاقتصاد الإسلامي يوفر أدوات وحلولاً استثنائية قادرة على مساعدة العالم على التغلب على التحديات الاقتصادية التي يواجهها.

ولفت إلى أن تأجيل القمة للعام المقبل شكل الخيار الأمثل، حيث سيتيح تنظيم القمة خلال معرض إكسبو دبي حضوراً عالمياً متميزاً، وإقبالاً في التعرف على كيفية مساهمة الاقتصاد الإسلامي في دعم مسيرة النمو المستدام لاقتصادات العالم، موضحاً أن الموعد الجديد سيساعد على إعداد أجندة واضحة بمتطلبات المرحلة المقبلة، والدور الذي يمكن للاقتصاد الإسلامي لعبه في المستقبل.

ندوات افتراضية

ومن جهته، قال عبدالله العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي إنه بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز وللقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي سوف يتم خلال الفترة المقبلة انعقاد سلسلة من الندوات الافتراضية عبر تقنية الاتصال المرئي بمشاركة كبار الخبراء من المنطقة والعالم، تحت عنوان سلسلة الندوات الافتراضية للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي لمناقشة آخر مستجدات قطاعات الاقتصاد الإسلامي.

وأكد أن الهدف من وراء انعقاد هذه السلسلة من الندوات الافتراضية هو التباحث وتبادل المعارف والخبرات للوقوف على أفضل السبل لتطوير قطاعات الاقتصاد الإسلامي، وكذلك إبقاء كل المهتمين بالقطاع من المنطقة والعالم على اطلاع على آخر المستجدات، إضافة إلى استمرار جهود ترسيخ مكانة دبي وجهةً رائدةً وملتقى لجميع المهتمين بأنشطة الاقتصاد الإسلامي في المنطقة والعالم.

وشهدت القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي في دورتها السابقة مشاركة أكثر من 3000 من صنّاع القرار وواضعي السياسات الحكومية إلى جانب نخبة من الخبراء في مجال الصناعة والاقتصاد والتعاملات المالية الإسلامية من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الرئيسة التي تؤثر في القطاع، ومن أهمها تأثير الرقمنة السريعة والتحولات الاقتصادية العالمية في ديناميكيات الاقتصاد الإسلامي العالمي ودورها في خلق تحديات وفرص جديدة للقطاع.

حلقات نقاشية

استضافت القمة في دوراتها السابقة سلسلة من الحلقات النقاشية المتوازية حول مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي وسبل التعاون والحلول والتقنيات المبتكرة التي تعالج مثل هذه التحديات، كما أتاحت للمشاركين الاستماع إلى كبار رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم الذين يأخذون قطاع صناعة الحلال إلى آفاق جديدة من خلال التوسع عالمياً وإلهام جيل جديد من رواد الأعمال في مجال الاقتصاد الإسلامي.