الأعمال بعد «كورونا»: التكنولوجيا ضامن ودمجها في الاستراتيجيات حتمي

المشاريع الرقمية الحكومية تعالج تحديات عديدة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء تقنيون، أن دمج التكنولوجيا في استراتيجيات الشركات، أصبح أمراً حتمياً لاستمرارية أعمالها في زمن ما بعد «كورونا»، مشددين على أهمية الدور الذي سيلعبه قطاع تقنية المعلومات، ودوره الفريد بعد الأزمة، لإبقاء الاتصال قائماً بين جميع الأفراد والمجتمعات والشركات، ومساعدة الشركات على التكيّف مع التغيّرات، وتسريع التحوّل الرقمي، فضلاً عن تمكين الجميع من الابتكار للصالح العام، متوقعين نمو الاستثمارات في التقنية بشكل كبير جداً خلال الفترة المقبلة.

ولفت الخبراء إلى أن المشاريع الرقمية التي أطلقتها بعض الجهات الحكومية مؤخراً، مثل اعتماد الهوية الرقمية في «دبي الذكية»، وإطلاق مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، من شأنه أن يعالج العديد من التحديات التي طرأت أمام الشركات بمختلف أحجامها، لترسم تلك المبادرات خارطة طريق لمستقبل وشكل الأعمال الجديد في الدولة.

بناء القدرات والتكيّف

وقال محمد عبد الرازق، الرئيس الإقليمي للمعلومات لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في بنك «ستاندرد تشارترد»، رئيس قسم المعلومات للخدمات المصرفية الإسلامية، إن لجوء الشركات لاعتماد سياسات العمل عن بُعد، بعد زمن «كوفيد 19»، لضمان استمرارية العمل، يوجب على رؤساء أقسام المعلومات تحديداً، النظر في توسيع نطاق الوصول، والقدرات في الموارد والتقنيات الرقمية اللازمة لتلبية الطلب، والتي تعود بالفائدة لكل من الموظفين والشركات، في حال دمجها كلياً في استراتيجية الشركة.

وأضاف: يجب على المؤسسات أن تتكيّف بسرعة في أوقات الأزمات، كي تضمن استمرارية الأعمال. ويعتمد هذا الأمر على نوعية العمل، بحيث قد توسّع مؤسسة ما من نطاق التقنيات، أو تزيد النطاق الترددي وقدرة الشبكة، لتتلاءم مع العدد المرتفع من الموظفين الذين يعملون عن بُعد. ويعود الأمر لقادة الأعمال، ليقيّموا مدى سهولة وصول الموظفين إلى الشبكات الداخلية.

وقد تضطر الشركة في بعض الأحيان، إلى إعادة التفاوض مع مورديها في شأن الحلول القائمة، بهدف الحصول على عقود مرنة، تتماشى مع تدفق الاتصال عبر الإنترنت لفترات قصيرة. وتبرز أهمية الشبكة الخاصة الافتراضية (في بي إن)، بشكل خاص، في تمكين موظفي القطاع المصرفي من العمل عن بُعد.

تلبية المتطلبات

وقال فادي هاني، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في «أفايا»: «في ظل التحديات الناجمة عن أزمة جائحة فيروس كوفيد 19، التي تواجهها المؤسسات، سيكون هناك ضرورة ملحة لاستمرارية الأعمال، وخاصة في القطاعات الحيوية، مثل القطاع الحكومي، الرعاية الصحية، التعليم والقطاع المصرفي عن بعد.

وستلعب الحلول التكنولوجية المتطورة، دوراً أساسياً في استمرارية سير الأعمال، حيث تتيح للموظفين التعاون ومواصلة الإنتاجية من المنزل، لتلبية متطلبات العملاء بكفاءة عبر القنوات الرقمية المختلفة».

صمود ونجاة

وقال تيري نيكولت، النائب الإقليمي للرئيس لوحدة أعمال المؤسسات في شركة «سيلزفورس»، إن تبني التحول الرقمي، سيكون عاملاً رئيساً في التصدي لجائحة «كورونا». وأضاف: «لقد شهدنا ثلاث مراحل في هذه الأزمة، أولها كانت الاستجابة للأزمة، والثانية مرحلة التعافي الحالية، والعودة التدريجية إلى الأعمال، في حين ستكون الثالثة، الحياة الطبيعية الجديدة والعودة إلى النمو.

إن جميع الشركات والمجتمعات بجميع أنحاء العالم، تمرّ في هذه الأزمة، وتتعلم منها الجديد كل يوم، وتكتسب ما يلهمها الصمود والنجاة، ولهذا جعلنا مركز موارد Work.com الجديد من «سيلز فورس»، مشتملاً على آراء صفوة الخبراء الذين يقدّمون الفكر والمشورة لمساعدة الجميع في مساعيهم الرامية للخروج من الأزمة».

ودعماً منها لجهود التخفيف من الآثار الاقتصادية المترتبة على جائحة كوفيد 19، أطلقت «سيلزفورس» حلول Salesforce Care، المؤلَّفة من مجموعة من الحلول المتاحة مجاناً لمدة 90 يوماً، والمصممة لمساعدة الشركات على الاستقرار خلال المرحلة الأولى من الأزمة.

وقد أصبحت أكثر من 7,000 شركة تستخدم باقة حلول Salesforce Care في مراكز اتصال العملاء، والاستجابة لحالات الطوارئ، ودعم الشركات الصغيرة، والعمل من المنزل.

تحسين الحياة

من جانبه، قال زكريا حلتوت، المدير التنفيذي لشركة إس إيه بي في الإمارات، أهمية أن تحرص شركات التقنية، مثل «إس إيه بي»، بعد «كورونا»، على مضافرة الجهود، وتوحيد المساعي الرامية إلى مكافحة هذه الجائحة، وذلك بوصفها كيانات تسهم في بناء المجتمعات ونهضتها.

وانسجاماً مع رؤيتنا، فقد أصبحت «إس إيه بي»، أكثر من أي وقت مضى، شريكاً يُعتمد عليه في مساعدة العالم على الارتقاء بالجهود المبذولة، وتحسين حياة الناس اليومية من خلال قوة التحوّل الرقمي.

وأضاف: «نرى أن على الشركات والمؤسسات في الشرق الأوسط، في أعقاب انتهاء الأزمة الحالية، زيادة اعتمادها على الحلول القائمة على التحليل الفوري للبيانات، من أجل الخروج بتصاميم جديدة للممارسات التجارية في قطاعات سلاسل التوريد والمشتريات والسفر، والفحص الصحي المسبق، والعمل عن بُعد، للحفاظ على استمرارية الأعمال في مختلف الظروف والأزمات.

مساهمات ضرورية

ونظراً للتداعيات الاقتصادية لأزمة وباء فيروس «كورونا» العالمي، ولدعم المؤسسات لمواجهة هذه التأثيرات، قامت العديد من شركات التكنولوجيا، بتوفير تقنيات العمل عن بُعد للشركات مجاناً لفترة طويلة، وتتميز هذه الحلول القائمة على السحابة، بالسرعة والفعالية في الاستخدام، ما يلبي الحاجة الملحة للمؤسسات، لتطبيق نموذج العمل عن بعُد للموظفين بنجاح، دون تحمل زيادة في النفقات، ما ساهم بشكل كبير في دعم المؤسسات لاستمرارية سير الأعمال والإنتاجية، مع التخفيف من حدة تأثيرات الوضع الاقتصادي في قطاع الأعمال.

Email