خبراء: اقتصاد عالمي جديد بعد «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء اقتصاديون أن نجاح دول منطقة الشرق الأوسط في دخول مرحلة ما بعد «كورونا» سيتطلب من دول المنطقة تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بشكل أعمق في ما بينها خصوصاً على صعيد التجارة البينية والخدمات، وتجاوز الخلافات السياسية، مشيرين إلى أنه سيكون هناك اقتصاد عالمي من نوع جديد في مرحلة ما بعد «كورونا».

وشدد الخبراء على أن صياغة استراتيجية جديدة، تقوم على مصالح ومنافع متبادلة بين دول المنطقة لم يعد موضوعاً عاطفياً بقدر ما هو ضرورة حيوية وضرورية، للعبور نحو الحقبة الجديدة من النظام الاقتصادي العالمي الجديد.

جاء ذلك خلال لقاء حواري عبر الإنترنت نظمه منتدى الاستراتيجيات الأردني، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، لمناقشه تطورات ما بعد "كورونا" في ضوء التداعيات، التي أحدثتها الجائحة على الاقتصاد العالمي.

وقال جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي إن إزالة الضبابية أمام اقتصادات المنطقة وتكيفها بمرحلة ما بعد «كورونا» يتطلب من الحكومات العمل على 3 محاور وهي أولاً، المحور الصحي الإنساني أي دعم البنية التحتية الصحية لتأمين حياة المواطنين وضمان قدرتهم على التنقل من بلد إلى آخر، وثانياً العمل على خلق شبكة اجتماعية اقتصادية جديدة وعميقة تعالج مشاكل بنيوية لا تزال قائمة، والعمل على رسم سياسات اجتماعية ودعم دور الشباب في تنشيط الاقتصاد وثالثاً استشراف المرحلة المقبلة على صعيد كيف سيكون الاقتصاد العالمي ما بعد "كورونا".

وأضاف: سيكون هناك اقتصاد عالمي في مرحلة ما بعد "كورونا" ولكن من نوع جديد، يتغير فيها الاقتصاد من منظومة شاملة إلى منظومة فيها دور إقليمي أكبر بالإضافة إلى استنباط قدرة اقتصادية جديدة، من خلال قطاعات كانت موجودة سابقاً يمكن تعزيزها مثل الزراعة. نحن في مرحلة تتطلب التكيف السريع وتمكين مجتمعاتنا من خلال التكنولوجيا والتعليم.

ودعا الدكتور إبراهيم سيف المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني: إن مرحلة ما بعد أزمة "كورونا" تستلزم ضرورة تعزيز التجارة البينية بين دول المنطقة ووضع سياسات مالية واستثمارية تضع البعد الإقليمي في صميم أهدافها، لافتاً إلى ضرورة إعادة النظر في المسلمات الاقتصادية مثل التنافسية والحمائية، والتعامل مع سلاسل التزويد البعيدة مثل الصين.

وأضاف: التعاون الإقليمي لم يعد موضوعاً عاطفياً بقدر ما هو مصالح ومنافع متبادلة، فأزمة "كورونا" برهنت على ارتباط مقدرات واقتصادات المنطقة ليس في موضوع التكامل التجاري فحسب بل الصناعي كذلك، لأنه لم يعد بالإمكان أن تواجه الدول أزمة مثل "كورونا" بشكل منعزل.

هنالك الكثير من المشاريع والمبادرات، والتي لم تنفذ بعد والتي يمكن أن تخلق ملايين فرص العمل لشباب المنطقة، وهذا بحاجة إلى إرادة سياسية، للتمكن من تطبيقه على أرض الواقع.

Email