خبراء: نظام اقتصادي عالمي مختلف بعد «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع خبراء استمرار التبعات الاقتصادية لأزمة «كورونا» على المدى الطويل، مشيرين إلى أنه قد ينشأ عنها نظام اقتصادي عالمي مختلف. كما توقعوا أن يستمر الركود الاقتصادي فترة طويلة.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز الإمارات للسياسات عن بُعد حول «التحولات الجيواقتصادية المحتملة ما بعد كورونا». شارك في الندوة التي أدارتها الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة المركز الدكتور جياكومو لوشياني، الأستاذ في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية في جنيف، والدكتور إبراهيم سيف، المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني، والدكتور هاني فندقلي، نائب رئيس مجموعة كلينتون بنيويورك والخبير الدولي في الاستثمار والتنمية.

وأكد المتحدثون أن العولمة الاقتصادية ستخضع للتعديل، وكردة فعل ستتجه معظم الدول، إلى التصنيع المحلي وتعديل سلاسل التوريد وتعزيز الاستثمارات في الأمن الغذائي والصحي. وأشاروا إلى أن دول المنطقة مدعوة إلى الاستفادة من أزمة كورونا، من خلال صنع السلام والتعاون على حل الصراعات في الإقليم، واستثمار كل دولة في مواردها المحلية.

تراجع

قالت الدكتورة ابتسام الكتبي في كلمتها بافتتاح الندوة إن تداعيات جائحة «كوفيد 19» طالت اقتصادات العالم المختلفة، لتشهد مختلف الدول تراجعاً للناتج المحلي والنمو الاقتصادي، وتضرُّراً لمختلف القطاعات، وإفلاساً للشركات والمشروعات، وتسريحاً لملايين الموظفين والعمال، واتساعاً في دائرة الفقر.

وأضافت إنه رغم تفاوت التوقعات لمستقبل الاقتصاد العالمي إثر الأزمة ما بين سيناريو الكساد العظيم وسيناريو الانطلاقة القوية، فلا شك في أن الأزمة ستكون لها تأثيراتها العميقة في الوضع الجيواقتصادي إقليمياً وعالمياً، وقد ينشأ عنها نظام اقتصادي عالمي مختلف.

وأكد الدكتور جياكومو لوشياني، أن التبعات الاقتصادية لأزمة كورونا ستستمر على المدى الطويل حتى لو اتجه الاقتصاد العالمي إلى التعافي في أعقاب اكتشاف لقاح أو علاج فعال للفيروس، مشيراً إلى أن قطاع الطاقة الذي شهد انخفاضاً هائلاً في الطلب لن يعود إلى مستويات الطلب السابقة بسرعة، كما أنه سيعاني تراجع الاستثمارات فيه، ما سيؤثر فيه على الأمد البعيد.

وتوقع الدكتور إبراهيم سيف، أن يتجه الاقتصاد العالمي نحو السيناريو الذي يُرمز له بحرف (L)، الذي يعني أن الركود الاقتصادي سيستمر طويلاً، موضحاً أنه فيما تضررت قطاعات كثيرة في الأزمة، وخاصة قطاعات الطاقة والنقل والتجزئة والسياحة والضيافة وحتى القطاع المالي، إلا أن قطاعات أخرى استفادت منها.

ولا سيما القطاع الصحي وقطاع التكنولوجيا، مُضيفاً إن الأزمة ستُحدث تغييراً في سلوكات الأفراد وممارسات الدول. وأشار إلى أن الأزمة كشفت عن إمكانات هائلة للتعليم من بُعد، إلى جانب إمكانات العلاج عن بُعد، ورأينا تطبيقات جيدة لها في الإمارات خلال الأزمة.

وأكد الدكتور هاني فندقلي، أنه لا توجد دولة فائزة في الأزمة، فحتى الصين شهدت انكماشاً اقتصادياً وصل إلى نحو 6% في الربع الأول، وهو أمر غير مسبوق طوال 40 عاماً، مشيراً إلى أن 100 دولة في العالم قدمت طلبات إلى صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي لمواجهة تبعات أزمة كورونا.

Email