14 عاماً من الريادة لـ «مصدر» في مجال الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجسد تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، في أبريل عام 2006، رؤية الدولة الاستشرافية للمستقبل، ويرسخ ريادتها في مجال الاستدامة وقطاع الطاقة، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الطاقة.ونشرت وكالة أنباء الإمارات، تقريراً يستعرض مسيرة «مصدر»، التي تحتفي بمرور 14 عاماً على تأسيسها، وتواصل أداء دورها الرائد في قطاع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، والتطوير العمراني المستدام.

وعملت «مصدر»، المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، خلال السنوات الماضية، على الاستثمار في مشاريع التكنولوجيا النظيفة، ذات الجدوى التجارية، والمرتكزة على مخرجات التعليم والتطوير، ونشر الوعي، وتوفير منصة لدعم نمو الطاقة المتجددة والاستدامة، ما جعلها تضطلع بدور رئيس في دفع عجلة تطوير هذا القطاع الاستراتيجي، محلياً وإقليمياً وعالمياً.

أنشطة ومشاريع

وساهمت «مصدر» في وضع إمارة أبوظبي في طليعة رواد البحوث والتكنولوجيا الخاصة بقطاع الطاقة النظيفة، وتوسعت في أنشطتها ومشاريعها، لتنتشر في أكثر من 30 دولة حول العالم، وتفوق قيمتها الإجمالية 13.5 مليار دولار (49.6 مليار درهم)، وتتجاوز قدرتها الإنتاجية 6 غيغاواط، وتسهم في تفادي إطلاق 5.4 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، سواء المشاريع قيد التطوير، أو التي دخلت حيز التشغيل، كما تخطط لتنفيذ مشاريع تتجاوز ضعف هذه القدرة.وحظيت مسيرة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، بمحطات مهمة، ففي عام 2008، انطلقت أعمال إنشاء «مدينة مصدر» في رحلة جريئة نحو تطوير إحدى أكثر مدن العالم استدامة، واليوم، ومن خلال الاستثمارات الذكية، نجحت مدينة مصدر في تقديم نموذج رائد للتصاميم الذكية، التي تمكن المدن من استيعاب ومواكبة التوجه المتسارع للعيش في المدن، مع التركيز أيضاً على خفض مستويات استهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات.

ووضعت مدينة مصدر، معايير محددة للتنمية المستدامة، بحيث تضمن تحقيق فوائد اجتماعية وبيئية واقتصادية، وتتميز المدينة بتبنيها لمنظومة فريدة للابتكار، تقوم على الجمع بين التعليم والبحث والتطوير والعمل والاستثمار.

وتضم مدينة مصدر، مجمعاً متنامياً منخفض الكربون، وقائماً على التقنيات النظيفة، وتم تصميم المباني بشكل فريد، حيث ينخفض فيها استهلاك الطاقة والمياه، بنسبة تفوق 40 في المئة، مقارنة بنسبة الاستهلاك الاعتيادية.

محطة شمس

وأنجزت «مصدر» في مارس 2013، محطة «شمس»، التي تعد إحدى أكبر المحطات قيد التشغيل للطاقة الشمسية المركزة في العالم، وأكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط. وتعاونت «مصدر» في إنشاء هذه المحطة الحرارية الشمسية، البالغة استطاعتها 100 ميغاواط، مع شركات رائدة عالمياً في هذا المجال.ونجحت «مصدر» في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بقدرة 800 ميغاواط في دبي، التي جرى تطويرها من خلال ائتلاف تقوده «مصدر»، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة «اي دي إف رينوبلز». كما حفلت مسيرة الشركة بالعديد من الإنجازات العالمية، ففي عام 2011، تم تدشين «محطة خيما سولار للطاقة الشمسية المركزة» في إسبانيا.

وفي مجال طاقة الرياح، يبرز عدد من المشاريع الرائدة التي تنفذها «مصدر» في أماكن مختلفة حول العالم، حيث أطلقت الشركة 3 مشاريع في المملكة المتحدة، تشمل «مصفوفة لندن»، التي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل.

ومحطة «هايويند سكوتلاند»، أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم، فضلاً عن محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية، التي تتألف من 67 توربيناً، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميغاواط. وفي صربيا، طورت «مصدر» محطة «شيبوك 1»، التي تعد أكبر محطة طاقة رياح تجارية على مستوى المرافق الخدمية في الدولة ومنطقة غرب البلقان.

المنطقة العربية

وعربياً، طورت «مصدر» محطة «الطفيلة لطاقة الرياح» في الأردن، وتسهم في زيادة القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء في المملكة بنسبة 3 في المئة، وتوفر إمدادات تكفي لتلبية احتياجات 83 ألف منزل.وفي سلطنة عُمان، نفذت محطة «ظُفار لطاقة الرياح»، وستوفر المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 50 ميغاواط، الكهرباء النظيفة لقرابة 16 ألف منزل.

وسجلت وحدة خدمات الطاقة، التابعة لإدارة الطاقة النظيفة في «مصدر»، رقماً قياسياً في تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة الصغيرة والمتوسطة في المجتمعات الريفية النائية في مناطق مختلفة من العالم، وأحياناً في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، وحتى الآن، تبلغ القدرة الإجمالية للمشاريع التي دخلت حيز التنفيذ، أو في المراحل النهائية من التطوير، في 21 دولة، أكثر من 100 ميغاواط.

مشاريع جديدة

وعلى صعيد المشاريع الجديدة، تقوم مصدر ببناء محطة متطورة تقنياً، لتحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة، عبر «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، التي تأسست وفق شراكة بين «مصدر»، وشركة «بيئة»، وستسهم المحطة في معالجة ما يصل إلى 300 ألف طن سنوياً من النفايات الصلبة.وفي السعودية، تطور «مصدر» محطة «دومة الجندل لطاقة الرياح»، التي تعتبر المحطة الأولى من نوعها في المملكة، والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 400 ميغاواط، بالإضافة إلى تطوير مشروع محطة «بينونة»، وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية في الأردن، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 200 ميغاواط.

وفي المملكة المغربية، تطور «مصدر» محطة «نور ميدلت» الهجينة للطاقة الشمسية، ويعد هذا المشروع، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 800 ميغاواط، أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم، تستخدم مزيجاً من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والطاقة الشمسية المركزة.

واستحوذت «مصدر» على حصة في محطة «إيست روكينغهام لمعالجة الموارد»، بقدرة 29 ميغاواط في أستراليا، بالإضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا، تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميغاواط، كما قامت في نوفمبر 2019، باستثمار استراتيجي في شركة «فيوتشر هيرو انرجيز»، أكبر الشركات المطورة لمشاريع الطاقة النظيفة في شبه القارة الهندية. وأصبحت «مصدر»، أول المساهمين في صندوق للاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية، كما تعد الممول الرئيس لمركز الابتكار في هندسة الجرافين الواقع في مبنى مصدر بجامعة مانشستر. ونظراً لأهمية سوق الولايات المتحدة الأمريكية، استحوذت الشركة مؤخراً على حصص في محطتين لطاقة الرياح، هما محطة «روكسبرينغز» في تكساس، ومحطة «سترلينغ» في نيومكسيكو.

 

مجرد بداية

وأكد محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، أن ما حققته الشركة من إنجازات مهمة على مدى الأربعة عشر عاماً، لا يمثل سوى البداية، خصوصاً في ضوء التحديات الراهنة التي تواجه العالم، مشدداً على أن «مصدر» ستواصل، بما اكتسبته من خبرات فنية وعملية، وما تمتلكه من إمكانات وكفاءات، في قيادة تطوير قطاع الاستدامة في العقد القادم.وأعرب الرمحي عن فخره بقيادة هذه الشركة الرائدة، والعمل مع طواقمها التي تضم نخبة من الكفاءات المميزة، وعن تطلعه قدماً لتحقيق المزيد من الإنجازات الاستثنائية، والاستمرار في جعل الطاقة المتجددة جزءاً أساسياً من مزيج الطاقة في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز جهود ابتكار وتسويق التقنيات النظيفة، وتحفيز الصناعات الجديدة، والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الإمارات والعالم، من أجل خير الإنسانية.

أسبوع الاستدامة

دأبت «مصدر» منذ تأسيسها، على عقد المنصات المعرفية، وإقامة الفعاليات والمبادرات، لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، ولعل أبرزها، أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستضيفه «مصدر» سنوياً.وفي عام 2008، تم إطلاق جائزة زايد للاستدامة، بهدف تكريم المبدعين والرواد في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة، ضمن خمس فئات، هي الطاقة والغذاء والمياه والصحة والمدارس الثانوية العالمية.

Email