مجتمع الأعمال: الانتصار على «كورونا» يتطلب البقاء في البيت والعمل عن بُعد

«البيان» تستطلع تكيّف القطاعات مع الظروف الاستثنائية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون وفعاليات اقتصادية، أن ما تقدمه دولة الإمارات إلى العالم في تطبيق الإجراءات الاحترازية، للحد من تفشي وباء «كورونا»، دون تعطيل عجلة العمل والإنتاج يعد نموذجاً فريداً، وأن مقارعة «كورونا» وتطويق انتشاره أظهرا نموذجاً رائعاً على استمرار الحياة، واحتواء الفيروس في الإمارات، فعجلة العمل لم تتوقف لحظة واحدة في القطاعات الحيوية والمهمة، والخدمات لم تنقطع بدعم استثنائي من القيادة، وتفاعل وطني مسؤول، المقابل من الجمهور في التزامه بالإجراءات الاحترازية والوقائية، سواء في مواقع العمل أو في المنزل.

وتأتي حملة عطاء في عملي وسلامة في بيتي، لتتوج هذا النموذج الرائد، برسالة موحدة تعمم الدروس الإيجابية لهذه التجربة، وتعمم التوعية بأهمية مواصلة العمل، وفقاً لصيغ العمل الجديدة، سواء كان ذلك في العمل عن بُعد، أو في الترتيبات المطلقة للموظفين الذين يعملون في مواقع عملهم، بإطلاق كافة الإجراءات الاحترازية، وتنظيم العمل على أساس وجود الموظفين اللازم وجودهم، وبحيث يتم التبادل بينهم خلال ساعات العمل المطلوبة.

وأوضحوا في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، أن العالم شهد سلسلة من الأمراض والأوبئة، إلا أن عجلة الإنتاج والعمل، لم تتوقف، نظراً لالتزام الإنسان بالاحتياطات والإجراءات الوقائية، وهو ما يظهر جلياً في المجتمع الإماراتي.

لافتين إلى أن الحكومة وضعت نظاماً صارماً، يستهدف حماية سلامة الجميع، حسب ظروف العمل المطلوب من كل شخص، وهو ما تفاعل معه الجميع بمواصلة الإنتاجية، مع الحفاظ على الصحة والسلامة.

نتائج إيجابية

قال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «نموذج فريد من نوعه، تقدمه دولة الإمارات إلى العالم، في تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي وباء الـ «كورونا»، دون تعطيل عجلة العمل والإنتاج، فمن خلال العمل عن بُعد في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية، وفي شركات القطاع الخاص، المترافق بترتيبات منظمة لدوام الموظفين، الذين تقتضي طبيعة عملهم الوجود في مواقع العمل، تتم إدارة النشاط الاقتصادي بالكامل، ما يجعلنا نتجنب إلى أقل حد ممكن، الانعكاسات الاقتصادية السلبية لأزمة وباء الـ «كورونا»، وقد أنجزت مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، تنظيم العمل في كافة الجهات التابعة لها، وفقاً لترتيبات العمل عن بُعد، والإجراءات الاحترازية المتبعة للموظفين الذين يواصلون العمل من مواقعهم.

وجاءت هذه التجربة بنتائج إيجابية للغاية، لجهة الاستمرار في تعزيز إنتاجية الموظفين، والقيام بالدور المنوط بالجهات التابعة للمؤسسة على أكمل وجه، دعماً لمسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة في الدولة، ونعاهد قيادتنا الحكيمة على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باستخدام أحدث تطبيقات تقنية المعلومات في العمل عن بعد، وتقديم الخدمات الذكية للمتعاملين، ما يمكننا من التعامل مع الظروف الحالية بكفاءة عالية، تقدم نموذجاً رائداً في الإدارة الحكومية، التي تؤسس بجدارة للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، من تطور دولتنا الحبيبة».

التزام تام

أكد أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي، أن جمارك دبي تعمل عن كثب على استدامة القطاع التجاري، ودعم تجارة دبي الخارجية، عبر تسهيل تجارة البضائع، وتعزيز عمليات الشحن، إذ توفر جمارك دبي، منصات ذكية رائدة لخدمات الدائرة، علماً بأن نسبة المعاملات الجمركية عبر القنوات الذكية والإلكترونية، سجلت نسبة 99 ٪ من إجمالي عدد المعاملات بنهاية العام الماضي.

كما تعمل المراكز الجمركية في إمارة دبي، على النحو المعتاد، ويؤدي مفتشو جمارك دبي في الخطوط الأمامية، واجباتهم على أكمل وجه، ملتزمين تمام الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي أقرتها الجهات المعنية، ونحن سعداء بالتعاون الوثيق مع الشركاء الاستراتيجيين، لمواجهة أي تحديات تفرضها جائحة «كورونا»، كما وفرت جمارك دبي، مجموعة واسعة من التطبيقات والنظم الإلكترونية الرائدة، لتسهيل عمل الموظفين عن بُعد، لضمان استمرارية إنتاجية الموظفين.

وقال: نحن في جمارك دبي، نؤدي الأعمال دون أي تغير، وكل موظف يشعر بأنه مسؤول في موقعه، نحن نحرص على تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالتقدم نحو الريادة العالمية، وتجاوز التحديات، بالتعاون وبذل الجهد، ونعاهد قيادتنا أننا مستمرون في تأدية عملنا لاستمرارية نمو اقتصاد دولة الإمارات، ودعم سلسلة التوريد، لتلبية متطلبات السوق المحلي، وكذلك لترسيخ موقع الإمارات في التجارة العالمية، وتعزيز دور دبي المحوري، كنقطة رئيسة بين الشرق والغرب.

انضباط الإنشاءات

قال رجل الأعمال، الدكتور احمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين بالدولة، إن لقطاع الإنشاءات والمقاولات ومواد البناء، أهميته الاستراتيجية في كل الظروف، وقد أظهر القطاع مرونة عالية في التعامل والتفاعل مع الأوضاع الطارئة، التي فرضها فيروس «كورونا»، مع التزامه الكامل بالإجراءات الوقائية، والتي فرضتها السلطات المختصة لحماية صحة وسلامة السكان عموماً، والعاملين في قطاع الإنشاءات، خصوصاً كونهم من القطاعات الحيوية المستثناة من بعض الإجراءات والمشمولة حتماً بباقي الإجراءات الوقائية.

استدامة الإنتاج

ولفت أحمد باليوحة رئيس مجلس إدارة مصنع معكرونة الإمارات، إلى أن المخزون الاستراتيجي للأغذية في دولة الإمارات متوفر، وأكد أن العمليات الإنتاجية في مصنع معكرونة الإمارات، تجري بأفضل وجه، ويتم التنسيق مع جميع الجهات الحكومية لاستدامة الإنتاج. ودعا الجميع لعدم الهلع، وللشراء على قدر الحاجة، والالتزام بالتعليمات الحكومية.

من جانبه، أشار المهندس ياسر عبد الكريم جمال نائب رئيس الشركة لسلاسل الإمداد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «يونيليفر»، إلى أن أكثر من ألف موظف يعملون في الشركة على مدار الساعة في الإمارات، لضمان توافر منتجات الشركة لجميع المستهلكين والعملاء.

وأضاف: إنتاج مصنع الشركة في مدينة دبي الصناعية، منذ بداية العام، أكثر من 50 مليون وحدة من منتجات العناية الشخصية، كما تم إنتاج أكثر من 5 ملايين وحدة من صابون لايف بوي، للاستخدام بواسطة ملايين المستهلكين في الإمارات والمنطقة.

وأكد يوسف سليم المدير التنفيذي لمصنع البركة للتمور في دبي، أن الشركة تقف إلى جانب حكومة الإمارات، دعماً لجهودها من أجل القضاء على فيروس «كوفيد 19»، وأضاف: سنعمل كل ما باستطاعتنا للحفاظ على إمدادات كافية من منتجاتنا لسكان الإمارات.

وفي ظل توجيهات الحكومة، اتخذنا العديد من الإجراءات الاحترازية، لحماية أنفسنا ومجتمعنا، ونحث سكان دولة الإمارات، للتعاون مع الحكومة، ومساعدة جهودها لتجاوز هذه المرحلة.

من جانبه، قال عامر شيخ رئيس شركة بيبسيكو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان: في وقت التباعد الاجتماعي، هناك الكثير يمكننا فعله سوياً، إذ نستطيع جميعاً دعم المبادرات الحكومية لحمايتنا والعمل من المنزل، وهذا ما يجب فعله في حال تساءلنا كأفراد، ما الذي يمكن فعله لتحقيق هذا الهدف.

ولأن السلامة تأتي أولاً في بيبسيكو، قمنا بالتعاون مع شركائنا، بزيادة إجراءات السلامة لأبطالنا في الخطوط الأمامية للعمليات، والذين يعملون لاستقرار سلسلة إمدادات الأطعمة والمشروبات على امتداد المنطقة، وبات موظفونا في المكاتب يعملون من المنازل. لذا، كن بأمان، واعمل بذكاء، وابق في البيت.

وشدد محمد عباس نائب الرئيس لشركة ديلومنتي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، على ضرورة الالتزام بكافة تعليمات وتوجيهات الحكومة الرشيدة، حول كل ما يتعلق بالسلامة العامة خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن الشركة تعمل بجهد مع جميع العاملين لديها، على عقد حملات ودورات توعية، وكيفية أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى، وتطبيق السلامة الوقائية، والتشديد على تطبيق هذه المعايير على المستوى الشخصي والعائلي، وعلى مستوى المجتمع ككل.

اتخاذ التدابير

قال فادي أبو الشامات مدير قسم الاستراتيجيات والتخطيط في أوبو Oppo الشرق الأوسط وأفريقيا، إنه، وانطلاقاً من حرصها كشركة رائدة، ووجهة عمل متميزة، على أهمية صحة وسلامة عملائها وموظفيها، في ظل انتشار فيروس «كوفيد-19»، فقد بادرت شركة الهواتف الصينية، إلى اتخاذ التدابير اللازمة، للمساهمة في الحد من انتشار الفيروس، مع التأكيد على مواصلة تقديم الخدمات لعملائها بسلاسة.

وأضاف: «نواصل توفير خدمة التوصيل للعملاء، من دون تلامس، في حين يزاول فريق العمل في مقرنا الرئيس بدبي، مهامه عن بُعد، وفقاً لأحدث التوجيهات الصادرة عن حكومة دولة الإمارات».

وأضاف: «بينما نتمنى أن يحافظ عملاؤنا على صحتهم وسلامتهم، وأن يلازموا منازلهم خلال هذه الفترة، التزاماً منهم بواجبهم تجاه الوطن، نؤكد من جانبنا، تأكيدنا من جهة، على أن عجلة الإنتاج والعمل لم تتوقف، نتيجة الأخذ بالاحتياطات والإجراءات الوقائية، وعلى حرصنا المتواصل على دعم مجتمعنا من جهة أخرى، ففي سبيل مواصلة التزامنا بتقديم خدمات متميزة وعالية الكفاءة لعملائنا، يعمل فريق «أوبو» المتخصص بالخدمات عبر الإنترنت، على مدار الساعة، لضمان الاستجابة لكافة استفسارات المستخدمين، وحل المشاكل التي قد تعترضهم.

وبالنسبة للعملاء الذين ينتهي ضمان أجهزتهم خلال الفترة بين 23 مارس و23 مايو، ستخضع هذه الضمانات إلى التمديد التلقائي، حتى 31 مايو، دون أي رسوم».

دعم القنوات الإلكترونية

وأوضح أبو الشامات: «يمكن لعملائنا الوصول إلى منتجاتنا وخدماتنا عبر عدة قنوات إلكترونية، حيث يمكنهم الحصول على أحدث منتجات أوبو عبر موقعنا الرسمي، ومتاجر شركائنا على منصات التجارة الإلكترونية «نون» و«أمازون»، إضافة إلى المتاجر الإلكترونية لشركات التجزئة، مثل «كارفور» و«شرف دي جي» و«لولو» و«جمبو» و«إي ماكس»، وغيرها.

ونوصي عملاءنا بالحفاظ على سلامتهم، والاطلاع على أحدث منتجاتنا، والتي يمكن طلبها عبر الإنترنت، ليتم توصيلها إلى منازلهم».

الصيانة

وقال رانجيث كيبادا مدير التقنيات في شركة «كلاود بوكس» للخدمات التقنية، إن الشركة، ومقرها دبي، قامت بتحويل عملها إلى بيئة افتراضية، مع تأمين اتصال جيد بالتكنولوجيا المناسبة، بالإضافة إلى تنفيذ بعض أفضل أنظمة إدارة علاقات العملاء وتكنولوجيا الاتصالات، لدعم عمليات المبيعات، وأنشطة ما بعد البيع، عبر منصات الاجتماعات الافتراضية.

وحول التحديات الآنية التي تواجهها الشركة في هذه الآونة، قال كيبادا: «في الوقت الذي نؤكد فيه على التزامنا بتطبيق الاشتراطات الوقائية، وسلامة موظفينا من تتطلب طبيعة عملهم الوجود في مقار العمل، ما نراه هو عدم استعداد العملاء للتعامل مع التحديات الأمنية السيبرانية.

هناك أيضاً سؤال الآن، حول تزويد الموظفين باتصال سلس، حيث يمكن أن يكون نقص الجدران النارية، أو عرض النطاق الترددي المناسب، مشكلة في مرحلة ما.

التحدي الآخر، هو أن بعض العملاء ليسوا مستعدين للبنية التحتية المناسبة، وعلينا بناء حلول سريعة. بينما في أوقات أخرى، تتأخر بعض عمليات التنفيذ، بسبب عدم توفر العميل في الموقع. ومع ذلك، نشعر حقاً أن التحدي الذي يواجهه العملاء، يكمن في تطوير آليه المبيعات».

أولوية

قال علي شابدار المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في شركة زوهو: دائماً نعتبر صحة وسلامة الموظفين والمتعاملين أولوية بالنسبة لنا، لذلك، نحن نحرص على اتباع أعلى معايير الأمن والسلامة، والأخذ بالإجراءات الاحترازية، دون التقصير في المهام العملية، حيث عملنا على تكييف عملنا مع الظروف الجديدة، وقمنا باعتمادنا نهج التخطيط بسرعة، واتخاذ القرارات المتهورة، واستغرقنا وقتاً إضافياً لإعادة وضع استراتيجيات جديدة لأنشطتنا، وعمدنا إلى تشكيل تحالفات مع الشركات التي تكمل نموذج أعمالنا.

Email