شبكات الإنترنت في الإمارات قادرة على تحمل زيادة الاستخدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون وخبراء أن البنية التحتية والشبكة لقطاع الاتصالات في الدولة قادرة على تحمل ضغط الاستخدام وتلبية الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت في الدولة خاصة مع لجوء العديد من المؤسسات والدوائر والشركات إلى التعليم وعقد الاجتماعات عن بعد، مشيرين إلى أن رؤية حكومة الإمارات بضرورة الاستعداد للمستقبل الرقمي والانتقال إلى ميادين المدن الذكية، واهتمامها الكبير بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، رسخت الاتصالات الشبكية في الدولة قطاعاً قوياً يعتمد على بنية تحتية متقدمة تضاهي الأفضل على مستوى العالم.

ووفقاً لنتائج تقرير التنافسية العالمية 2019 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي - الذي يعتبر من أهم تقارير التنافسية العالمية التي تعتمد عليها الدول لقياس أداء قطاعاتها - تقدّم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الإمارات في الترتيب العالمي من المركز السادس إلى الثاني.

وقالت الدكتورة عائشة بن بشر مدير عام دائرة دبي الذكية في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إن التحوّل الرقمي في الإمارات لم يكن بدافع الرفاهية ولكن كان ولا يزال رؤية ثاقبة لقيادتنا الحكيمة للاستعداد للمستقبل في ذات الوقت الذي نسعى فيه للارتقاء بحياة الناس، ولم يكن بناء البنية التحتية والقدرات الرقمية لفترة قصيرة بل لتكون قادرة على تلبية احتياجات المستقبل منذ الآن.

وأضافت: «رغم أن ما يمر العالم به من ظروف هو أزمة إلّا أنه الوقت الأنسب لوضع هذه الجاهزية في اختبار حقيقي نختبر فيه جاهزية الموارد البشرية والتقنية التشغيلية، وسعات الاتصال والقدرات الرقمية في الإمارات كانت على مدار السنوات الماضية عاملاً أساسياً في نجاح فعاليات عالمية ومحلّية ضخمة كان الطلب على الاتصال خلالها مرتفعاً جداً وبالتالي خلال فترة التعلّم عن بُعد وغيرها من متطلبات المرحلة الحالية للوقاية من فيروس كورونا نعيش محاكاة لهذه المناسبات ولكن عن بُعد وأرى أن البنية التحتية في دولتنا قادرة على تلبية الطلب المتزايد».

خيارات متعددة

ونوّهت بأن الإمارات حققت على مدار السنوات الماضية مراتب متقدمة في جاهزية شبكات الإنترنت والألياف البصرية. وأضافت: «أعتقد أن تعدد خيارات اتصال الإمارات بالعالم يجعل العمل عن بُعد والدراسة عن بُعد يُشبه اختبار حياة المستقبل منذ الآن وعدم الانتظار.

والتواصل الافتراضي له العديد من المميزات مثل رفع نسبة التركيز وتقليل عناصر تشتيت الانتباه ولكنّه يتطلّب تحوّلاً في الثقافة المؤسسية والوظيفية لدى المؤسسات والعاملين فيها بالوقت ذاته.

نحن مُجتمع من أكثر المجتمعات اتصالاً بالإنترنت واستخداماً لخدمات الاتصال وخلال هذه الفترة سيزداد ذلك ولكن ستكون زيادة نوعية برأيي لأن التطبيقات ستكون نافذتنا لكثير من الأنشطة التي كُنّا نجريها وجهاً لوجه».

وأكد عبد الواحد جمعة النائب التنفيذي للرئيس للإعلام والاتصال المؤسسي في «دو»، التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة إن الإمارات تمتلك اليوم بنية تحتية شبكية متقدمة تتوافق مع أرقى المعايير العالمية، يتيح للشركة تقديم الدعم للمبادرات الحكومية بشكل سلس، مؤكداً أن الشركة قامت منذ عدة سنوات باتخاذ خطوات استباقية تستهدف تعزيز الطاقة الاستيعابية لشبكتها بالاعتماد على أحدث الحلول والخدمات الشبكية، ولفت إلى أن الشركة ستوفر لعملاء الهاتف الثابت إمكانية استخدام مجموعة مختارة من تطبيقات خدمات الاتصال الصوتي عبر الإنترنت خلال هذه الفترة، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف: «تمتلك الإمارات حالياً بنية تحتية رقمية عالمية المستوى ويعود ذلك في الحقيقة إلى التوجيهات والخطط والاستراتيجيات الطموحة التي أطلقتها القيادة الرشيدة بهدف مواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ودفع عجلة التحول الرقمي على امتداد الدولة.

ونحن في «دو» قمنا منذ عدة سنوات باتخاذ خطوات استباقية تستهدف تعزيز الطاقة الاستيعابية لشبكتنا بالاعتماد على أحدث الحلول والخدمات الشبكية بالتعاون مع شركائنا.

وتماشياً مع إدراكنا العميق للدور الذي يلعبه قطاع الاتصالات في تمكين جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى، حرصنا في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة على ضخ استثمارات سنوية لتطوير وتحديث البنية التحتية الشبكية لضمان قدرتها على مواكبة المتطلبات المتزايدة وضمان جهوزيتها على النحو الأمثل لتوفير خدمات اتصال عالية الجودة لجميع السكان على امتداد دولة الإمارات في جميع الأوقات والظروف.

مبادرات

ولفت إلى أن مبادرات الشركة مؤخراً مع وزارة التربية والتعليم الخاصة مضاعفة سرعة الإنترنت للخطوط الثابتة للمدارس والجامعات في جميع أنحاء الدولة من دون تكلفة إضافية تدخل في إطار المسؤولية المجتمعية للشركة وحرصها على تمكين وصول طلبة المدارس والجامعات وأعضاء الهيئة التدريسية في الدولة إلى المصادر والمنصات التي يحتاجون إليها من مدارسهم ومؤسساتهم التعليمية بكل سهولة ويسر بالاعتماد عل مواردنا وقدراتنا وشبكتنا المتطورة.

بدوره أكد علي عامر المدير التنفيذي للمبيعات العالمية لمزودي الخدمة في «سيسكو» أن قدرات الإمارات المعنية بالمكالمات الصوتية عبر الإنترنت تستوعب وبشكل سلس الطلب المتزايد على مؤتمرات الفيديو ومكالمات الإنترنت، وخاصة أن الإمارات تقدم تجربة عالمية رائدة في توفير البيئة الرقمية المتينة والسريعة والآمنة، مدعومة بشركات اتصالات رائدة إقليمياً وعالمياً.

وأضاف: شاركنا مبدئياً مع المسؤولين في كلتا الشركتين تفاصيل استراتيجيتنا التقنية المعنية لبناء شبكة إنترنت جديدة تهدف إلى تحفيز الابتكار الرقمي بما يتجاوز حدود البنية التحتية الحالية في الأداء والاقتصاد وقيود استهلاك الطاقة.

وتعتمد هذه الاستراتيجية على التطوير والاستثمارات في ثلاثة مجالات تقنية رئيسية هي: السيليكون والتقنيات الضوئية وبرامج التشغيل، حيث كشفنا مؤخراً عن أحدث ابتكاراتنا بما في ذلك معالج Cisco Silicon OneTM والذي يمثل بنية الشبكات الوحيدة في هذا المجال المصنوعة من السيليكون، كما أصدرنا سلسلة Cisco 8000 الجديدة، والتي صنفت بأنها أقوى أجهزة توجيه على مستوى شركات الاتصالات في العالم والمبنية بتقنية السيليكون الجديدة.

ريادة عالمية

تعتبر خدمات النطاق العريض المتحرك والثابت المقدمة للعملاء من الأفراد والمؤسسات في الإمارات من الأفضل عالمياً، وذلك بحسب العديد من التقارير ومؤشرات التنافسية العالمية آخرها «مؤشر المعرفة العالمي 2019» الذي أظهر حفاظ الدولة على المركز الأول في مؤشر نسبة تغطية الهاتف المتحرك للسكان، ومؤشر مستوى المنافسة في قطاع الإنترنت والهاتف، ومؤشر الاشتراكات في النطاق العريض المتنقل، كما حققت الدولة قفزة نوعية في مؤشر الاستثمار في خدمات الاتصالات، حيث انتقلت من المرتبة 86 عالمياً في عام 2018 إلى المرتبة الرابعة عالمياً في 2019، أما في مؤشر الاشتراكات في خدمات الاتصالات فقد حلت الدولة الثانية عالمياً بعد أن كانت في المركز السابع عالمياً في عام 2018.

Email