محللون لـــ «البيان»: تراجعات الأسهم مبالغ فيها وستتلاشى مع هدوء الأوضاع عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رسالة طمأنة للمستثمرين والأسواق، عقدت هيئة الأوراق المالية والسلع اجتماعا مع سوق أبوظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالي لبحث ودراسة أوضاع الأسواق عن كثب واحتواء تداعيات التراجعات الأخيرة، فيما أكد خبراء ومحللون على أن تراجعات الأسهم المحلية تأتي على وقع الخسائر التي تشهدها أسواق المال العربية والعالمية بسبب المخاوف من التداعيات السلبية لانتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي إلى جانب اخفاف اتفاق «أوبك بلس».

وأضاف الخبراء والمحللون لـــ «البيان الاقتصادي»، إن تراجعات الأسهم المحلية مبالغ فيه وغير مبررة لاعتمادها على عوامل خارجية وليست داخلية، متوقعين أن ترتد الأسهم مع تلاشي مخاوف المستثمرين تدريجياً وهدوء الأوضاع العالمية، ومشيرين إلى أن الأسواق المحلية توفر فرصاً واعدةً للاستثمار مع تداول أسعار غالبية الأسهم عند مستويات سعرية مغرية وجاذبة بعد بلوغها أدنى مستوياتها منذ سنوات.


مؤشرات إيجابية

وتفصيلا، أكد الحضور في اجتماع الهيئة برئاسة الدكتور عبيد سيف الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة، وحضور كل من غانم الظاهري نائب الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي وخليفة رباع نائب رئيس قطاع العمليات من سوق دبي، على متانة أسس اقتصاد الدولة وصلابته ومناعته من واقع مؤشرات الاقتصاد الكلي الإيجابية، ولفتوا إلى نجاح الشركات المساهمة العامة المحلية المدرجة في تحقيق أرباح جيدة عن العام الماضي، وتصاعد معدل نمو صافي الأرباح إلى 9% بالمقارنة مع صافي الأرباح في العام الذي سبقه.

ونوه الحضور بالآليات التي استحدثتها الهيئة بالتعاون مع الأسواق لاحتواء النتائج السلبية لبعض الشركات سواء ما يتصل باندماج الشركة الخاسرة مع شركة أو شركات أخرى، والاستحواذ على الشركات القائمة وكذلك دخول الشركاء الاستراتيجيين، وتحويل الديون النقدية إلى أسهم في رأس مال الشركة، وإصدار سندات قابلة للتحويل إلى أسهم بالاستثناء من حق الأولوية لمساهمي الشركة، والآلية التي استحدثتها الهيئة نهاية العام الماضي بشأن الإجراءات الخاصة بالشركات المدرجة أسهمها في السوق والبالغة خسائرها المتراكمة نسبة 20% فأكثر من رأسمالها.

ممارسات عالمية
وبحث الحضور عدة إجراءات أخرى من شأنها أن تسهم في دعم عوامل التوازن بين البيع والشراء، وأوضحوا أن آلية البيع على المكشوف غير المغطى الذي يساعد في هبوط الأسواق العالمية وتمنعه الهيئات الرقابية وقت الأزمات، ليس مفعلاً في أسواق الدولة. كذلك فإن الأسواق المالية تقوم في الوقت الحالي بدراسة امكانية وجدوى تخفيض هامش الصيانة على التداول بالهامش وفق الممارسات العالمية في هذا الشأن.
وتقوم الهيئة حالياً بتفعيل الصلاحيات الممنوحة لها لتسهيل عمليات إعادة شراء الشركات لأسهمها وفقا للممارسات العالمية المعمول بها وقت انخفاض الأسواق، كما تقوم الهيئة بإجراء اتصالات مع المصرف المركزي للنظر في آليات تسييل البنوك للأسهم المستخدمة كضمانات عند انخفاض الأسعار كما تعمل الهيئة بشكل حثيث مع الأسواق والشركات المدرجة للتفعيل الكامل لضمان استمرارية عقد الجمعيات بالوسائل الإلكترونية المختلفة مثل التصويت الإلكتروني وتوجيه الدعوات بالبريد الإلكتروني والرسائل النصية.
 

تراجعات غير مبررة
من جهته قال محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والعملاء في شركة «الظبي كابيتال»، أن التراجعات التي تشهدها الأسواق المحلية غير مبررة ولا تستند إلى واقع داخلي وانما مخاوف المستثمرين من التطورات التي يشهدها العالم بسبب فيروس كورونا إلى جانب أسواق النفط بعد أخفاق اتفاق «أوبك بلس».

وأوضح ياسين إن عمليات التراجع التي تشهدها الأسواق المحلية تأتي مدفوعة بعمليات بيع من قبل الاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية حيث عادة ما يتخذوا قراراتهم في تلك الأوضاع بناء على المعطيات العالمية، وبالتالي لا بد ان يعي المستثمر المحلي أن السوق المحلي بعيد كل البعد عن الذعر التي تشهده الأسواق العالمية مع التركيز على الشركات التي تتمتع بوضع مالي جيد وقوي وتوزيعات ذات عائد مرتفع.

ولفت ياسين إلى أن الشركات الإماراتية المدرجة قبل الهبوط الراهن كانت الأفضل من ناحية مكرر الربحية في المنطقة، والأن انخفضت المكررات لمستويات 5 مرات، كما أن العديد من الشركات ارتفعت توزيعاتها لمستويات ما بين 7 و8% سنوياً، إلى جانب نمو الأرباح السنوية للشركات المدرجة، إضافة إلى الأسس المتينة لاقتصاد الدولة وصلابته ومناعته في مواجهة التحديات والأزمات العالمية، وجميعها عوامل إيجابية.

ودعا ياسين المستثمرين إلى ضرورة البعد عن القرارات العاطفية عن اتخاذ قرار استثماري، وعدم القيام بعمليات بيع عشوائية دون دراسة جيدة، والتركيز على الأسهم التي تتمتع بملاءة مالية جيدة وأرباح قوية وتوزيعات سخية، مشيراً إلى أن التراجعات التي تشهدها الأسواق وقتية وستعاود الأسهم الهبوط واسترداد عافيتها مع هدوء الأوضاع العالمية.

رسالة طمأنة
وقال رشدي سماقية، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «جينيرو كابيتال»، إن اجتماع هيئة الأوراق المالية والسلع مع كل من سوقي أبوظبي ودبي لبحث أوضاع السوق المالي، يأتي في إطار مسؤوليتها باعتبارها الرقيب والمشرف والمنظم على الأسواق المالية بالدولة، الأمر الذي يمثل رسالة طمأنة للمستثمرين والمساهمين الذين هم في أمس الحاجة لها، كما يعزز الثقة في الهيئة بأن الأمور جميعها تحت السيطرة.

وأضاف أن التراجعات الحاصلة في الأسواق المالية في الإمارات لا ترتبط في الأساس بأسباب داخلية، حيث لا تعكس متانة وقوة الاقتصاد الوطني، وإنما جاءت نتيجة مخاوف المستثمرين من التطورات التي يشهدها العالم بسبب فيروس كورونا إلى جانب الهبوط الحاد في أسعار النفط.

ارتداد وتعافي
من جانبه قال المحلل المالي وخبير أسواق المال طارق قاقيش، أن هبوط الأسواق المحلية في الجلسات الأخيرة «غير مبرر» وجاء مدفوعاً بعوامل خارجية عالمية وليست داخلية مثل تطورات كورونا واخفاق اتفاق «أوبك بلس».

وأضاف قاقيش: «الهبوط عادة يكون مبرر عندما يصل لحدود معينة، لكن ما يحدث الأن والنسب التي وصلت لها الأسواق والأسهم غير مبررة وتده على مخاوف المستثمرين». ويري قاقيش أن ما تشهده الأسواق في الوقت الراهن هو أمر وقتي سيزول ويتلاشى وسيكون هناك ارتداد وتعافي وعودة الثقة في المستقبل القريب مع هدوء الأوضاع العالمية خصوصا وأن هناك أسس متينة للأسواق المحلية واقتصاد قوي قادر على مواجهة الازمات والتحديات الصعبة.

ودعا قاقيش المستثمرين إلى ضرورة الحرص على استثماراتهم وعدم البيع بشكل عشوائي خصوصا وان الانخفاضات الأخيرة مبالغ فيها ولكنها خلفت فرصت جيدة وأسعار مغرية وجاذبة لابد من اقتناصها، مع التوقعات بارتدادات وعمليات تصحيح للأعلى مع هدوء الأوضاع العالمية.

وقدم قاقيش عدة نصائح للمستثمرين، تتمثل في عدم اللجوء الى الاقتراض والمارجن في أوقات هبوط الأسواق خصوصا المستثمرين الذين ليس لديهم دراية كافية للتعامل بهذه الآلية في أوقات الأزمات والتراجعات، كما دعا الى ضرورة تخفيض المارجن في المحافظ والتروي والتريث عند اتخاذ قرار بالبيع أو الشراء، والاحتفاظ بسيولة كافية لاقتناص الفرص عندما تحين الفرصة.

مخاوف عالمية
وقال رامي الیاس سمعو، المدير العام شركة «دينوفو» للاستشارة المالیة، ان انخفاضات سوق الأسهم العالمية والمحلية جاء مشحونة عاطفيا بسبب المخاوف من التأثير الاقتصادي الحقيقي لفيروس كورونا.

وأضاف رامي أن الخوف والقلق والحذر ما زال يسيطر على كافة الأسواق المالية حول العالم، وهو ما يتيح للمستثمرين فرص جيدة للشراء وخلق ثروة هائلة مع تداول الأسعار عند مستويات سعرية جاذبة.

ودعا رامي المستثمرين إلى ضرورة التحكم في ردود أفعالهم تجاه الأسواق، واتخذ قراراتهم الاستثمارية اعتماداً على المنطق والتفكير بعيداً عن الانفعالات والتسرع.

Email