«الإمارات للألمنيوم»..توطين يفوق التمكين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرز تجربة «الإمارات العالمية للألمنيوم» أكبر شركة صناعية في الإمارات خارج قطاع النفط والغاز، في توطين الوظائف كأحد النماذج التي يمكن الاحتذاء بها في الدولة، بدءاً من برامج التدريب المتواصلة والشاملة ووصولاً إلى توفير فرص للكوادر المواطنة تتوافق مع طموحاتهم وقدراتهم.

والتي تمكنهم من استثمار إمكانياتهم على أكمل وجه.ويرصد «البيان الاقتصادي» تلك التجربة من واقع لقاءات مباشرة مع المسؤولين وبعض المواطنين العاملين بالشركة التي حققت نجاحاً ليس فقط في خلق الكوادر الوطنية ذات الخبرة في صناعة الألمنيوم التي تعتبر من الصناعات الثقيلة، ولكن أيضاً في ارتفاع متوسط سنوات الاحتفاظ بتلك الكوادر المواطنة إلى 17 عاماً.

فيما تصل بعضها إلى ما يزيد على 25 عاماً ما يعد أعلى المعدلات داخل الدولة.

ومثّل العام الماضي أعلى نسبة توطين في تاريخ الشركة الذي يمتد على مدار 40 عاماً، حيث انضم حوالي 150 مواطناً للعمل في الشركة خلال العام ليصل الإجمالي إلى 1124 إماراتياً.

ويشغل مواطنو الدولة حالياً حوالي 40% من الوظائف الرئيسة في الشركة التي تركز على توظيف المواهب الشابة وتطوير مهاراتهم على مدى عقود، لاسيما أن 7 أعضاء من اللجنة التنفيذية انضموا إلى الشركة كخريجين متدربين خلال الثمانينيات.

وتنظم الشركة برامج وطنية لتمكين المواطنين ممن لم يكملوا تعليمهم الدراسي وتطوير مهاراتهم الفنية للعمل في الوظائف التشغيلية في مصاهر «الإمارات للألمنيوم» ومحطات الطاقة التابعة لها.

ويبلغ عدد المستفيدين من الدورات التدريبية الإدارية والفنية التي تقام في كل عام حوالي 2500 موظف، منهم خريجون جدد ومديرون تنفيذيون، وتعتبر برامج التدريب الفني التي توفرها الإمارات العالمية للألمنيوم معترفاً بها دولياً ومعتمدة من قبل «هيئة المعرفة والتنمية البشرية» بدبي.

قائمة الأولويات

أكد عبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، أن الشركة تلتزم بمبادرات الدولة في مجال التوطين الذي تضعه على قائمة أولوياتها، حيث تقوم بتوفير 6 برامج تدريبية لمختلف عمليات الشركة في موقعي جبل علي والطويلة، وهذه البرامج مخصصة لطلبة الثانوية العامة.

كما تقوم أيضاً بتأهيل وتدريب الخريجين المواطنين في كل التخصصات الهندسية وتمتد فترة التدريب إلى 24 شهراً. وخلال العام الماضي قامت بتدريب وتأهيل 150 مواطناً في مختلف الفئات والتخصصات، ناهيك عن وجود مركزين للتأهيل والتدريب المهني في الطويلة وموقع جبل علي.

أعلى توطين

وقال إن العام الماضي مثّل أعلى نسبة توطين في تاريخ الشركة الذي يمتد على مدار 40 عاماً، حيث انضم حوالي 150 مواطناً للعمل في الشركة بمتوسط أعمار 24 عاماً، حيث يعمل اليوم أكثر من 1124 إماراتياً في الشركة موزعين بواقع 611 في موقع الطويلة و513 في موقع جبل علي، ويبلغ عدد المواطنين تحت سن 35 عاماً إلى 840 موظفاً.

وأضاف: يشغل مواطنو الدولة حالياً حوالي 40% من الوظائف الرئيسة في الشركة، ويصل عدد المواطنين في المناصب العليا 21 فيما يصل عددهم في المناصب الإشرافية وما فوقها 683 موظفاً.

وأشار إلى أن تجربة التوطين أبرزت دوراً في دعم عمل المرأة الإماراتية في قطاع الصناعات الثقيلة، حيث يصل عدد المواطنات العاملات في الشركة 263 مواطنة 49% منهن في وظائف إشرافية.

وأوضح أن الشركة تعتبر أكبر جهة عمل للمهنيين في التخصصات ذات الصلة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث يبلغ عدد المواطنين في الوظائف القائمة على العلوم والتكنولوجيا والهندسية والرياضيات 641 موظفاً.

خطة شاملة

وقال عبدالله بن كلبان، إن الشركة تعمل ضمن خطة استراتيجية شاملة للتوطين، ويمثل قطاع التدريب والتنمية المهنية أهم الركائز فيها، حيث بلغ عدد المستفيدين من الدورات التدريبية الإدارية والفنية التي تقام في كل عام حوالي 2500 موظف، منهم خريجون جدد ومديرون تنفيذيون.

وأضاف أن الشركة لديها 120 بعثة دراسية في مختلف التخصصات الهندسية في جامعات داخل الدولة، كما يوجد 84 متدرباً من حملة الثانوية العامة ودونها، حيث يتم الإشراف المباشر عليهم من قبل مدربين مؤهلين، وذلك لضمان وصولهم إلى المستوى الفني المطلوب.

وأوضح أنه توجد برامج تأهيلية وتطويرية عدة للمواطنين، حيث يتم تقييم كل فئة على حده، وعلى هذا الأساس يتم تصميم البرنامج التدريبي لكل فئة. حيث توجد برامج تطويرية للخريجين، كما توجد برامج تأهيلية لحملة الثانوية العامة وما دونها في كل من: الصيانة، والطاقة، والمصهر، وتحلية المياه، والبرامج التقنية.

وقال، إن الشركة تستهدف سنوياً استقطاب ما يقرب من 100 مواطن في مختلف التخصصات المهنية في داخل الشركة، فقد قامت في آخر 3 سنوات باستثمار 72 مليون دولار (265 مليون درهم) في تطوير وتأهيل المواطنين.

وأشار إلى أن الشركة تقدم برامج التدريب الصيفي للطلاب الإماراتيين من خلال التعاون مع مختلف الكليات والجامعات سنوياً من أجل مساعدة الطلاب في استكمال مشاريع التخرج وكذلك إعطائهم فرصة العمل الميداني.

وأوضح أن الشركة تشارك في معرض التوظيف بدبي، وآخر معرض للتوظيف الذي يقام في أبوظبي، إلى جانب قيام الشركة بزيارات إلى مختلف الجامعات والكليات في الإمارات بهدف التوعية وكذلك استقطاب الكوادر المتميزة.

تجربة خاصة

وقالت نجيبة الجابري، مسؤول نائب رئيس التقنيات الهندسية بالشركة، إن التوطين يمثل تجربة خاصة على كل المستويات ما يجعلها مثالاً يحتذى به على مستوى الدولة.وأضافت: تعتمد الشركة بشكل مستمر على برنامج يمتد 18 شهراً، ثم يحصل المتدربون بعد إتمام البرنامج بنجاح على وظيفة دائمة، وقيادية في الشركة، تتماشى مع التطورات العالمية والثورة المعرفية في صناعة الألمنيوم.

وعن تجربتها مع الشركة قالت نجيبة الجابري: بدأت في فترة التدريب الجامعي في عام 1999، كفترة انتقالية من الدراسة الأكاديمية والنظرية إلى التطبيق العملي من خريجي جامعة الإمارات – الهندسة الكيميائية والبترول وبعدها التحقت بها في عام 2001 لتبدأ معها قصة عشق حتى الآن لتصبح معها أول مهندسة إماراتية تدخل مصنع الشركة وتعمل على خطوط الاختزال.

تمكين المواطنين

قال ناصر الخاجة، مدير إدارة الصيانة، إن الشركة تنظم برامج لتمكين المواطنين ممن لم يكملوا تعليمهم لتطوير مهاراتهم الفنية للعمل في الوظائف التشغيلية في مصاهر الشركة ومحطات الطاقة التابعة لها، لافتاً إلى أن الدورات التي تنظمها لما قبل الالتحاق بالعمل بمختلف المجالات، وحتى دعم مراحل التعاقب الوظيفي ساهمت في إعداد كوادر وطنية متخصصة.

وأشار إلى أن تجربته في الشركة بدأت في عام 1991، بعد إنهاء الدراسة الثانوية التحقت بالشركة وقضيت 5 أعوام في التدريب وبعدها حصلت على وظيفة في قسم الصيانة وحصلت على التأهيل اللازم مع التدرج الوظيفي للوصول إلى مدير إدارة الصيانة.

أحدث التقنيات

قال عامر الرضوان، نائب الرئيس للمشاريع الرأسمالية، بدأت عملي بالشركة في عام 1994، حيث فتحت أمامي الأبواب نحو الاطلاع على أحدث التقنيات، لاسيما في استراليا لدراسة دبلومة حول طبيعة عملي في الشركة، وذلك في عام 2000 لمدة عامين.وأوضح أنه يتم إجراء مقابلات شخصية قبل البدء في التدريب.

حيث تم إعداد خطط تدريبية متطورة ومستمرة تفي باحتياجات العمل بدءاً من الخريجين وحتى الرؤساء التنفيذيين، مؤكداً أنه منذ أول يوم من التحاق الموظف المواطن تضعه على خريطة واضحة نحو الترقي مع التدريب والتأهيل المستمر.

بيت النجاح

قال المهندس إبراهيم البستكي، مدير إدارة الصيانة في محطة الطاقة والمياه بموقع الإمارات العالمية للألمنيوم في جبل علي، إن المؤسسة تعني له الكثير فهي بمثابة بيت النجاح والارتقاء لأنها تمثل معيار التفوق والمنافسة العالمية.

مضيفاً أنه منذ إنهاء دراسته الثانوية التحق بالمؤسسة من خلال دورة تدريبية مكثفه في الهندسة والصيانة لمدة عامين ثم تم ترشيحه لبرنامج المنح الدراسية من قبل الشركة بجامعة أستراليا ذات السمعة العالمية.وأضاف إن الشركة تشجع ثقافة الابتكار، وتدفع جميع موظفيها للمشاركة البناءة.

Email