سموه يؤكد الدور العالمي للجائزة في تحفيز الابتكار ودعم المشاريع ذات التأثير الإيجابي

محمد بن زايد يكرم الفائزين بـ«جائزة زايد للاستدامة 2020»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمشاركة عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، أمس، الفائزين العشرة بدورة عام 2020 من «جائزة زايد للاستدامة»، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز السنوي، الذي أقيم، اليوم، في أبوظبي تزامناً مع انطلاق فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة».

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية الدور العالمي الرائد لجائزة زايد للاستدامة في تحفيز جهود الابتكار، ودعم المشاريع ذات التأثير الإيجابي ضمن مجالات الاستدامة والعمل الإنساني، تكريساً لرؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهوده في ترسيخ دعائم الاستدامة حول العالم، لنواصل البناء عليها، ونحن نستعد هذا العام للخمسين عاماً المقبلة من مسيرة الدولة.

وشدد سموه على أن دولة الإمارات تواصل بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العمل على تعزيز الاستدامة من خلال عدد من البرامج والمبادرات المهمة مثل «جائزة زايد للاستدامة»، التي تكتسب زخماً عاماً بعد عام، بفضل إنجازاتها في خدمة المجتمعات، ونشر رسالة الإمارات في الخير والعطاء.

وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الفائزين بالجائزة، مؤكداً أهمية بناء جيل من الرواد والمبتكرين ليحملوا راية الاستدامة في المستقبل، ويكون لهم دور أساسي في مختلف جهود التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مشيداً بمستوى التطور الذي أظهرته بعض المشاريع وآثارها بعيدة المدى سواء على المستوى العالمي أو على نطاق المجتمعات المحلية.

وشهد حفل توزيع الجوائز السنوي الثاني عشر لجائزة زايد للاستدامة عدد من رؤساء الدول والوزراء والمسؤولين، والجهات المعنية والفائزين السابقين والمستفيدين والمرشحين النهائيين لدورة عام 2020. وكرمت الجائزة 10 فائزين ضمن فئاتها الخمس، بمعدل فائز واحد في كل من فئات الطاقة والمياه والصحة والغذاء، وستة فائزين عن فئة المدارس الثانوية العالمية من ست مناطق جغرافية، تغطي مختلف أنحاء العالم.

وأكد أولافور راغنار غريمسون، الرئيس السابق لجمهورية آيسلندا رئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة أن الفائزين بجائزة زايد للاستدامة يواصلون في كل عام تقديم مشاريع مستدامة تفوق توقعاتنا لما تنطوي عليه من حلول مبتكرة، تسهم في تحسين الظروف المعيشية لعدد من المجتمعات في العالم، فهؤلاء الرواد يمثلون مصدر إلهام للجميع شباباً وكباراً.

وثمن معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة مدير عام جائزة زايد للاستدامة رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، التي كان لها دور محوري في نجاح جائزة زايد للاستدامة في أداء رسالتها وترسيخ إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجالات الاستدامة، ونتوجه بالتهنئة إلى الفائزين بدورة الجائزة 2020 التي تعد من أكثر الدورات تنافسية نظراً لتسلم الجائزة هذا العام عدد قياسي من طلبات المشاركة.

نشر حلول الطاقة

وأكد الفائزون بالدورة الثانية عشرة لجائزة الشيخ زايد للاستدامة الآثار الإيجابية الكبيرة للجائزة في دعم ونشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة في العالم، مؤكدين نجاحها في خلق المزيد من الابتكارات لتحسين أحوال وحياة الملايين في العالم.

وأوضحوا في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أمس، عقب تسلمهم جوائزهم أن الجائزة تخلد الإرث الإنساني الكبير للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الاستدامة، وتؤكد الدور الريادي لدولة الإمارات وإمارة أبوظبي في قطاع الطاقة المتجددة ودعمها للابتكارات العلمية، كما ألهمتهم في ابتكار حلول لمواجهة تحديات الاستدامة.

واستقبلت الجائزة خلال هذه الدورة 2373 طلباً من 129 دولة بزيادة نسبتها 13% عن الدورة لماضية، ونافس المشاركون بقوة ضمن 4 فئات وهي الصحة والغذاء والطاقة والمياه، تبلغ قيمة الجائزة المخصصة لكل فئة 600 ألف دولار، كما تضمنت الجائزة فئة المدارس العالمية وتتبعها 6 مدارس فائزة تمثل قارات العالم، وتشجع فئة المدارس الثانوية العالمية طلاب المدارس على تطوير مشاريعهم المستدامة سواء ضمن المدرسة أو على نطاق المجتمع المحلي المحيط بها، وتبلغ جوائز فئة المدارس الثانوية العالمية 600 ألف دولار.

الفائزون

وفي فئة الصحة، فازت شركة «جلوبهي» السويدية بالجائزة عن تطويرها منصة عالمية لبيانات الطائرات ذاتية القيادة، بهدف دعم جهود الوقاية من الكوارث والاستجابة لها، ولفتت هيلينا ساموي ممثلة الشركة انتباه الحضور أثناء تسلمها الجائزة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث طلبت من سموه مشاركته فرحتها بالأيدي.

وقالت لـ«البيان الاقتصادي»: «لقد فاجأني صاحب السمو عندما وافق على طلبي بمصافحته بالأيدي بعلامة النصر عند تسلمي الجائزة وكنت فرحة جداً بالجائزة وبادلني الحديث والضحك».

وقالت إن شركتها تمتلك شبكة تضم ما يزيد على 3600 من مشغلي الطائرات ذاتية القيادة، والذين يقومون بجمع بيانات تلك الطائرات عند الطلب عبر 48 دولة مختلفة، ويجري بعدها تحميل هذه البيانات إلى المنصة وتحليلها تلقائياً باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من خلال خاصية الكشف التلقائي عن الأجسام.

ونالت «مؤسسة أوكوافو»، التي تتخذ من غانا مقرًا لها، جائزة فئة الغذاء عن تطبيق للهواتف الذكية يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وتحليلات البيانات للتنبؤ بأمراض وآفات المحاصيل واكتشافها.

وأعربت أنستيتا أبي مديرة المؤسسة عن فرحتها بالفوز بالجائزة، مشيرة إلى أن التطبيق الذي ابتكرته مؤسستها مكن المزارعين من تخفيض النفقات المتعلقة بشراء مبيدات الآفات الزراعية وزيادة إنتاجية المحاصيل والحصاد بنسبة تصل إلى 50%، وبالتالي زيادة الأرباح والدخل.

وكانت جائزة فئة المياه من نصيب شركة «سيريس إيميجنغ» الأمريكية، حيث نالت التكريم عن تقديم مستشعرات تصوير طيفي خاصة وتقنيات تحليل قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين استخدام المياه في الزراعة.

وذكر آشون مادك فكار الرئيس والمؤسس للشركة أن سعادته لا توصف عند سلمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الجائزة، مشيراً إلى أن هذا التكريم جاء تتويجاً لسنوات طويلة من العمل.

ولفت إلى أن شركته أسهمت من خلال التقنيات القائمة على البيانات في تمكين ممارسات ري أكثر كفاءة وتوفير المياه الكافية لتلبية احتياجات الغذاء والمياه للعدد المتنامي من السكان حول العالم. ولفت إلى أن خدمات «سيريس إيمجينغ» تغطي حالياً نحو مليون فدان من الأراضي في الولايات المتحدة وأستراليا.

وضمن فئة الطاقة، نالت المنظمة الدولية غير الربحية «كهربائيون بلا حدود» الجائزة عن توفير معدات شمسية عالية الجودة لمخيمات اللاجئين وخدمات التدريب للاجئين من أجل تعلم كيفية إصلاح هذه المعدات، لتضمن بالتالي إمكانية الوصول للطاقة الكهربائية على المدى الطويل وإيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية كالجوانب المرتبطة بالسلامة، واستفاد من هذا النهج المبتكر حتى الآن ثمانية آلاف شخص ضمن مخيم «كوكس بازار» في بنجلاديش الذي يعتبر أكبر مخيم لاجئين في العالم بعدما وفر لهم إضاءة مستدامة عززت من مستوى الأمان والحماية من الجرائم، إضافة إلى توفير مساحات للقيام بالأنشطة الاجتماعية.

وعلى مستوى العالم، أسهمت أنشطة المنظمة في التأثير إيجاباً على حياة 50 ألف شخص من خلال 129 مشروعاً في 38 دولة، وتهدف المنظمة إلى تعزيز سبل الحصول على الطاقة الكهربائية والمياه لأكثر من مليون مستفيد.

وخلال فعاليات التكريم تم الإعلان عن فوز ست مدارس بجائزة فئة المدارس الثانوية العالمية، وتمثل كل مدرسة منها منطقة جغرافية من العالم، وتشمل قواعد مشاركة المدارس الثانوية تقديم أو تطوير مشروع يعود بالنفع على المدرسة أو المجتمع المحلي المحيط بها.

وتهدف هذه الفئة التي تمت إضافتها إلى فئات الجائزة في عام 2012، إلى تحفيز الشباب ليكونوا رواداً ومبتكرين وداعمين لجهود الاستدامة للمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة.

وفازت عن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مدرسة حكيمي علياء داي، وقالت الطالبة موسي هجرا الفائزة بالجائزة، وأكدت موسي أنها لم تكن تتوقع بالفوز مشيرة إلى أنها علمت عن الجائزة من خلال شبكة الإنترنيت وألهمتها لابتكار تقنيات توفر الكهرباء وثبت لها أن هذه الجائزة من أفضل جوائز الاستدامة في العالم.

وفازت «مدرسة الأمل جونيور الثانوية» بالمملكة المغربية بالجائزة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقالت الطالبة فاطمة الزهراء حمادي الفائزة بالجائزة إن مشروعها كان عبارة عن طريقة لتخزين مياه الأمطار بطريقة غير تقليدية بحيث يصعب تبخيرها لفترات طويلة والاستفادة منها في شهور الصيف.

وذكر معملها معاذ حمزة الأستاذ بمدرسة الأمل أن مشروع الطالبة جزء من مشروع كبير يقع على 600 هكتار ويستهدف مد الأراضي الزراعية باحتياجاتها من المياه عند شح المياه.

وفازت مدرسة «بلوم نيبال» بنيبال عن منطقة جنوب آسيا، وأكدت الطالبة ربيانا باستولا الفائزة بالجائزة أنها عاشت أسعد لحظات حياتها، بعد أن فارز مشروعها البحثي بالجائزة، كما فازت «كلية العالم المتحدة» في البوسنة والهرسك عن منطقة أوروبا ووسط آسيا؛ ومدرسة «أوتان تاراوا إيتا» (كيريباتي) عن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ الأمريكية.

335

مليون شخص أحدثت الجائزة تأثيرات إيجابية في حياتهم

 

50.5

مليون منزل وفرت لها طاقة نظيفة

6.5

مليارات لتر من المياه وفرتها

10

ملايين شخص استفادوا من توفير مياه نظيفة ومنخفضة التكلفة

Email