استحوذت صادرات أبوظبي من المعادن على 49.3% من صادرات الإمارة غير النفطية خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، والبالغ مقدارها 41.4 مليار درهم مقابل نسبة 40.5% من إجمالي الصادرات غير النفطية في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وكشف أحدث تقرير أصدره مركز أبوظبي للإحصاء عن ارتفاع صادرات أبوظبي من المعادن خلال الأشهر التسعة الأولى من العام إلى 20.4 مليار درهم مقابل 19.6 مليار درهم للفترة المقابلة من العام الماضي بزيادة مقدارها 736 مليون درهم وبنسبة 3.8%.

وتؤكد هذه الأرقام تواصل نجاح سياسة التنويع الاقتصادي التي رسختها أبوظبي منذ إطلاق رؤيتها الاقتصادية 2030 بالتركيز على قطاع الصناعات الثقيلة. وتضم صادرات المعادن اللدائن والحديد والنحاس والألومنيوم ومصنوعاتها.

الحديد

وارتفعت صادرات الحديد خلال الأشهر التسعة الأولى من العام إلى 2.2 مليار درهم مقابل 1.7 مليار درهم بزيادة 456 مليون درهم وبنسبة 26.3%. كما ارتفعت صادرات مصنوعات الحديد من ملياري درهم إلى 2.7 مليار درهم بزيادة مقدارها 697 مليون درهم وبنسبة 35%.

وارتفعت صادرات النحاس ومصنوعاته من 3.6 مليارات درهم إلى 3.7 مليارات بزيادة 33 مليون درهم وبنسبة 1%، بينما بلغت صادرات اللدائن 7.92 مليارات درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام مقابل 7.96 مليارات للفترة نفسها من العام الماضي بتراجع طفيف مقداره 35 مليون درهم. كما تراجعت صادرات الألومنيوم ومصنوعاته إلى 3.8 مليارات درهم مقابل 4.3 مليارات لنفس الفترة من العام الماضي.

نجاح

وأكد مسؤولون صناعيون لـ«البيان الاقتصادي» أمس أن استمرار تزايد صادرات أبوظبي من المعادن خلال الأشهر التسعة الأولى من العام يشكل عاملاً إيجابياً خاصاً إذا أخذنا ظروف التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده الاقتصادات العالمية الكبرى وغالبية الدول التي تتوجه إليها صادرات أبوظبي.

وأشاروا إلى أن هذه الزيادة المستمرة وإن كانت نسبتها محدودة 3.8% تؤكد نجاح سياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الإمارة والتركيز على قطاع الصناعة الثقيلة، الذي يلقى تشجيعاً مستمراً من الحكومة.

وأكد المهندس جمال الظاهري، الرئيس التنفيذي لـلشركة القابضة العامة «صناعات» أن أوضاع الاقتصاد العالمي خلال العام لم تكن إيجابية، حيث هيمن التباطؤ على الكثير من الاقتصادات خاصة الاقتصادات الكبرى، ومع ذلك فقد استطاعت أبوظبي زيادة صادراتها من المعادن وهذا أمر إيجابي للغاية، ويبرز الجهود المثمرة لقطاع الصناعة في أبوظبي خاصة الصناعات الثقيلة.

صناعات

وأوضح أن أبوظبي تخطو خطىً ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الاقتصادية 2030 وتعزيز مكانتها على خارطة الاقتصاد العالمي، وتعد «صناعات» مساهماً رئيسياً في تطور الإمارة الاستراتيجي، وتلعب دوراً بارزاً بصفتها واحدة من أهم الشركات القابضة في القطاع الصناعي، حيث تنشط حالياً في 4 قطاعات أبرزها قطاع المعادن وتبذل جهوداً كبيرة في زيادة الأسواق الخارجية لها.

وأوضح أن صادرات أبوظبي من المعادن تتوسع في الأسواق الدولية، مشيراً إلى أن هذا التوسع يعكس بلا شك جودة وكفاءة المنتجات المحلية وتنوعها، ونحن في «صناعات» نؤكد التزامنا الكامل بدعم أهداف القيادة الرشيدة من خلال رفع كميات التصدير وفتح أسواق جديدة أمام منتجاتنا التي تتواجد في عشرات الأسواق الدولية وخاصة منتجات شركة حديد الإمارات، وشركة دبي للكابلات الخصوصية المحدودة «دوكاب»، وشركة دوكاب للألمنيوم.

حديد الإمارات

واعتبر المهندس سعيد الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات أن تواصل زيادة صادرات الحديد ومصنوعاتها خلال السنوات الماضية وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري يبرز الجودة الكبيرة التي تتمتع بها منتجات الحديد الإماراتي وسمعتها العالمية التي مكنتها من دخول أكثر من 46 سوقاً عالمياً تحقق فيها صناعات أبوظبي تميزاً عالمياً وتنافس فيها شركات عالمية عريقة.

وأشاد بالتسهيلات الكبيرة التي توفرها حكومة أبوظبي لشركات تصنيع المعادن وخاماتها لزيادة منتجاتها كماً ونوعاً، كما تدعم الحكومة المصانع الوطنية للتواجد القوي في أبرز الأسواق الدولية وتصدير منتجاتها للخارج والتركيز على فتح أسواق جديدة أمامها.

دوكاب

ولفت محمد المطوع الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في شركة دوكاب للكابلات إلى أن قطاع المعادن في أبوظبي يشهد نقلة نوعية وكمية كبيرة في الوقت الحالي تشهد بها الزيادة الملحوظة في إنتاجه وعدد الأسواق الجديدة التي يتواجد فيها.

وأشار إلى أن الشركات الكبرى العاملة في هذا القطاع مثل دوكاب والإمارات العالمية للألومنيوم حافظت على تحقيق إيرادات قوية رغم ظروف التباطؤ الاقتصادي العالمي التي أثرت سلبياً على غالبية الشركات الكبرى في العالم إلا أن الشركات الإماراتية بفضل جودة منتجاتها استطاعت التكيف مع هذه الظروف.

وتوقع زيادة صادرات المعادن خلال السنوات المقبلة خاصة الكابلات ومصنوعات الألومنيوم في ظل التوسع بالمصانع المحلية وزيادة كفاءتها، إضافة إلى إدخال منتجات جديدة تلائم احتياجات السوق المحلي والإقليمي والدولي.

لؤلؤ

تراجعت صادرات اللؤلؤ والأحجار الكريمة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، حيث بلغ إجمالي صادرات اللؤلؤ 8.2 مليارات درهم مقابل 13.4 مليار درهم لنفس الفترة من العام الماضي بتراجع 5.2 مليارات درهم وبنسبة 39%.