أكد براين تومسون، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات أبوظبي، أن نسبة إنجاز العمليات الإنشائية بمجمع مطار أبوظبي الدولي الجديد فاقت 97%، مشيراً إلى أن موعد الافتتاح الرسمي سيعلن عنه فور اكتمال الإنشاءات.

وأضاف تومسون، في تصريحات للصحفيين أمس، على هامش فعاليات اليوم الأول من معرض ومؤتمر تبادل المطارات 2019 الذي ينظمه المجلس الدولي للمطارات في أبوظبي، إن الطاقة الاستيعابية لمجمع المطار الجديد تصل إلى 45 مليون راكب سنوياً، وسيضم كافة شركات الطيران التي تستخدم المطار حاليا، فيما تسعى الشركة لمزيد من الاتفاقيات مع شركات أخرى للعمل في المطار الجديد.

وأوضح أن المطار الجديد سيضم مجموعة من التقنيات والخدمات الحديثة والمبتكرة للمساهمة في سرعة معالجة أوراق ومستندات المسافرين، مشيراً إلى أنه سيرسي معياراً جديداً لجميع مطارات العالم على مدار الأعوام الـ20 المقبلة، حيث يتميز بتصميم يهدف إلى تحقيق خفض كبير في استهلاك الطاقة سنوياً بفضل شكل البناء وكسائه اللذين يتمتعان بالمواصفات المناسبة والقادرة على الاستجابة للعوامل المناخية.

مرافق وخدمات

ويمتد المطار على مساحة 742 ألف متر مربع، وسيقدم مجموعة من أفضل المرافق وخدمات التجزئة على مستوى العالم، بما يضمن ترسيخ مكانة المطار كوجهة جذابة لجميع شركات الطيران وكبوابة مثلى لإمارة أبوظبي والإمارات.

وأوضح تومسون أن المطار عند استكماله سيضم 154 منصة لإجراءات السفر ومطاعم ومقاهي على مساحة 12150 مترا مربعا، ومساحة قدرها 27500 متر مربع مخصصة لصالات المسافرين. ويمكن للمسافرين على متن رحلات الترانزيت عبر أبوظبي تمضية وقتهم بالتسوق في متاجر التجزئة التي تنتشر على مساحة 15860 مترا مربعا، أو الاسترخاء في فندق مسافري الترانزيت الذي يضم نحو 200 غرفة.

وأكد أن المطار الحالي لن يتم إغلاقه بعد افتتاح المطار الجديد، حيث جرى الاتفاق مع مجموعة من الشركات لتستمر في العمل من خلاله، موضحاً أن عمليات مركز التدقيق المسبق للجوازات والجمارك للولايات المتحدة في مطار أبوظبي ستظل في المطار الحالي ولن تنتقل للمطار الجديد.

مذكرة تفاهم

وأوضح أن شركة «العربية أبوظبي للطيران» من المقرر أن تبدأ أعمالها مع نهاية النصف الأول أو مطلع النصف الثاني من العام القادم 2020 على أقصى تقدير، موضحاً أنه يجري حالياً مناقشة طرق التشغيل والوجهات التي ستسير الشركة رحلاتها إليها.

رومانيا

وأكد أن مطارات أبوظبي وقعت مذكرة تفاهم مع شركة المطارات الرومانية لتقديم خدمات استشارات لنحو 6 مطارات في رومانيا، تشمل 5 مطارات محلية، إضافة إلى مطار العاصمة بوخارست الدولي، بما يمهد لإدارة هذه المطارات في المستقبل، مشيراً إلى أن الشركة تدرس فرص إدارة مطارات في أفريقيا وشرق أوروبا وإندونيسيا.

وتوقع تومبسون استقرار عدد المسافرين من خلال مطار أبوظبي الدولي خلال العام الحالي عند مستويات العام السابق والبالغة نحو 21.6 مليونا.

أعمال إنشائية

من جانبه، قال سليمان السكسك الرئيس التنفيذي للبرامج في مطارات أبوظبي، إن الأعمال الإنشائية في المطار تجري على قدم وساق، موضحاً أن الفترة الحالية تشهد عمليات تجارب مع فريق العمليات للتأكد من جاهزية المطار وكفاءة الأجهزة الإلكترونية.

وأضاف، في تصريحات صحافية أمس، إن كافة نتائج التجارب في المطار الجديد إيجابية، ومن المقرر بعد جاهزية كل المشغلين تحديد موعد الافتتاح الرسمي للمطار الجديد الذي سيجمع بين أحدث المرافق وتجربة الضيافة العربية الأصيلة.

وأشار السكسك إلى دور استخدام المواد المعاد تدويرها وتوريد المواد من مصادر محلية في الحد من البصمة الكربونية لمجمع المطار الجديد، حيث سيسهم تصميمه في تقليص استهلاك المياه بمقدار النصف مقارنة بالمباني المماثلة.

ثلاث لآلئ

وأوضح الرئيس التنفيذي للبرامج في مطارات أبوظبي، أن دائرة البلديات والنقل في أبوظبي منحت تصميم مجمع المطار درجة «ثلاث لآلئ» ضمن نظام تصنيف المباني «استدامة»، موضحاً أن المطار الجديد يعتبر أكبر مبنى منفرد يتم تقييمه من قبل «استدامة» والأعلى تصنيفاً في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد أن مجمع المطار يجسد مفهوم السفر الذكي بالصورة الأمثل، موضحاً أن تجربة المسافرين الإيجابية تأتي في صميم عمليات تشييد المجمع، إذ يجري دمج الإجراءات السلسلة في كل خطوة يقطعها المسافرون بفضل المقاييس الحيوية والأتمتة وتقنيات الهواتف المتحركة لمساعدتنا على التعاون مع الجهات الأمنية المعنية لإضفاء المزيد من الراحة والسلاسة على رحلة المسافرين.

تراث عريق

من جهته، قال أحمد جمعة الشامسي الرئيس التنفيذي للعمليات بالإنابة في مطارات أبوظبي، إن تشييد المطار الجديد تم استلهامه من التراث العريق الذي تتمتع به الإمارة ودولة الإمارات، وبالتالي ابتكار تجربة إماراتية فريدة تتجسد في هذا الصرح المعماري المذهل والأيقونة الرائدة للعاصمة الإماراتية، موضحاً أن تصميم المطار الجديد تم استيحاؤه من جمال وتناسق الكثبان الرملية في البيئة الصحراوية المذهلة لإمارة أبوظبي.

وسيلعب مجمع المطار جديداً دوراً محورياً في تلبية الاحتياجات المستقبلية لمواكبة النمو وتوفير الطاقة الاستيعابية، في ضوء التوقعات بنمو أعداد المسافرين بمقدار الضعف خلال الأعوام العشرين المقبلة، حيث تتمتع إمارة أبوظبي بموقع مثالي يربط بين المناطق الأعلى كثافة سكانية في أوروبا وأفريقيا والهند والصين، ويتيح تلبية احتياجات الطبقات المتوسطة المتنامية والطموحة في المناطق الثلاث الأخيرة.

المؤتمر

حظيت عمليات المطار الجديد بمقدار كبير من التركيز، حيث تناولت الوفود المشاركة في المؤتمر كافة الجوانب، بدءاً من مستقبل التنقل الكهربائي إلى مخاطر اصطدام الطيور في المطارات والرقمنة. ويشهد الحدث مشاركة 120 متحدثاً على مدار أيامه الثلاثة، إضافة إلى 75 جهة عارضة.