مليار درهم حجم سوق خدماتها في الدولة 2020

الحوسبة السحابية.. بطاقة عبور الإمارات إلى الثـورة الصناعية الرابعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء في الحوسبة السحابية، أن خطط حكومة الإمارات الرامية إلى الانتقال نحو السحابة، ستلعب دوراً جوهرياً في عملية التحول الرقمي، ودمج وتكامل تقنيات المستقبل، والركيزة الأساسية للعبور نحو تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات بلوك تشين وإنترنت الأشياء.

ولفتوا في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، إلى وجود طلب قوي في الإمارات على الخدمات التي تقدمها الحوسبة السحابية، ومنها تعلم الآلة وقواعد البيانات، وذلك في قطاعات مختلفة، بما فيها الخدمات المالية والضيافة والنفط والغاز وتجارة التجزئة وغيرها، متوقعين أن تعتمد 80 % من الشركات في الإمارات بشكل جزئي أو كليّ على الحلول السحابية بحلول 2020، في حين سيملك كل شخص لديه بعض المعرفة الأساسية بتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى فكرة مبتكرة وبطاقة ائتمان، قدرة الوصول إلى الحوسبة السحابية التي توفر خدمات التكنولوجيا بحسب الطلب، وبالتالي، ستكون السحابة داعماً رئيساً لتنافسية الشركات الصغيرة والمتوسطة.

تتوقع دراسة حديثة لشركة «فروست آند سوليفان»، أن يصل حجم سوق الخدمات السحابية في الدولة إلى أكثر من مليار درهم العام المقبل، في حين أن توظيف الحلول والخدمات السحابية قادر على تخفيض كلفة التشغيل بنسبة 35 %.

وتعمل هيئة تنظيم الاتصالات في هذه الآونة، على صياغة سياسة للأمن الإلكتروني، لأجل مستقبل يعتمد على السحابة، مع توقع أن تقوم المؤسسات بتطبيق استراتيجياتها السحابية بشكل تدريجي، وذلك للتوافق مع الانتقال نحو البيئة السحابية بشكل كامل.

وجاء الانتقال إلى السحابة بفوائد عديدة، كتعزيز أمن المعلومات والمرونة وخفض التكلفة والتخلص من الحد المالي المسبق، بالانتقال من نموذج النفقات الرأسمالية إلى نموذج التشغيل المباشر. وتحافظ المؤسسات على تنافسيتها، وتحفز ابتكارها من خلال التركيز على الكفاءات الأساسية. وترتكب بعضها خطأ اتباع الطرق القديمة في ممارسة الأعمال التجارية، ونقلها إلى السحابة بدلاً من تجديدها.

وتوفر السحابة خيارات أوسع بكثير، لذلك نحن بحاجة إلى اتباعها. ومن الناحية الأمنية، لن تعمل عناصر التحكم الأمنية القديمة في الحوسبة السحابية، لذا، لا بد من تحديثها إلى عناصر تحكم جديدة وحديثة، قائمة على السحابة.

فجوة المهارات

ولفت الخبراء إلى ضرورة أن تقوم الحكومات والشركات الخاصة والمؤسسات التعليمية والمنظمات غير الربحية، بدورها في سد فجوة المهارات.

فبدون إيجاد حلول لهذه الفجوة، سيكون من الصعب على الدول الحصول على فوائد التكنولوجيا والتحول الرقمي، منوهين بالجهود التي تقوم بها حكومة الإمارات لإصلاح التعليم، من خلال إدخال تعليم التكنولوجيا إلى الفصول الدراسية في مراحل مبكرة، بهدف إعداد شباب المنطقة لوظائف القرن الواحد والعشرين.

وقال سالم الحوسني نائب المدير العام لقطاع الحكومة الذكية بالإنابة في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، إن الشبكة الإلكترونية الاتحادية للجهات الحكومية، تسهل الوصول إلى مجموعة من الخدمات السحابية الجاهزة للاستخدام، على سبيل المثال، توفر خدمة البنية التحتية السحابية موارد حوسبة وتخزين جاهزة وقابلة للنمو حسب الحاجة.

وأضاف: إن الاستفادة من الخدمات السحابية، هو أمر مهم للتحول الرقمي، حيث يدعم ذلك جهود الجهات في مجال الابتكار، من خلال سرعة إطلاق الخدمات التقنية المبتكرة، واللحاق بموعد التسليم، دون الحاجة لإضاعة الوقت مع خدمات لوجستية أو أجهزة وعتاد، أو مساحات تخزين واستضافة، كما تسهم الشبكة في خفض النفقات الحكومية عموماً، من خلال مبدأ «وفورات الحجم»، حيث تقل تكلفة الوحدة، بزيادة إجمالي الوحدات المستهلكة، وذلك عن طريق دمج العمليات الحكومية المشتركة، وتشغيلها من خلال منصة واحدة.

تحديات

وحول التحديات المرتبطة بالأمن الإلكتروني، التي تفرضها عملية الانتقال إلى السحابة، قال الحوسني: أولى التحديات، هي تعدد مصادر البيانات، سابقاً كان الوضع يتكون من مراكز بيانات مستقلة ومرتبطة بالإنترنت من قنوات متعددة، ما يعني الكثير من المصادرة المحتملة للاختراق.

بالمقابل، تتكون السحابة الرقمية الحكومية من مراكز بيانات محددة ومرتبطة بالإنترنت من قنوات معرفة، ومرتبطة بمجموعة من الضوابط الأمنية، وهو ما يترتب عليه توفير مستويات أعلى من اليقظة، كذلك يتزامن هذا الجهد مع إعداد الموارد البشرية عالية الكفاءة، ومتابعة حثيثة لأهم المستجدات في عالم الأمن السيبراني وأعمال القرصنة، والعمل على السيطرة على هذه المنظومة بشكل كامل.

وحول أحدث جهود الهيئة بهذا الصدد، قال الحوسني إن الهيئة قامت بوضع أطر وضوابط لتنظيم أمن البيانات في البيئة السحابية، وإنشاء منظومة متكاملة لدعم اعتماد الشركات ومزودي الخدمات السحابية، كما قامت بإطلاق حملات وندوات وبرامج توعويه في مجال الأمن السيبراني، المترتب على استخدام الخدمات السحابية.

وقال عبد الرحمن الذهيبان نائب أول رئيس التكنولوجيا الإقليمي في شركة «أوراكل»، إن هناك الكثير من المخاطر الأمنية والناتجة بشكل أساسي عن الآليات والإجراءات التنظيمية الخاطئة خلال الانتقال نحو السحابة، فالنقل المباشر لبيئة التكنولوجيا من مقرات الشركات إلى السحابة، لا ينجح غالباً، ويترك الشركات عرضة للمخاطر والتهديدات، وهو ما يتطلب إعداداً جيداً.

وأضاف: عادةً ما تحدث الانتهاكات السحابية بسبب الإعدادات الخاطئة من قبل المستخدم النهائي، وهو ما يعفي مزودي الحلول السحابية من أي مسؤولية مباشرة عن الاختراق، لكن ذلك لا يعني أن هذا النموذج ينصف الشركات، أو أنه مجهز لتلبية احتياجاتها، ولذلك، فإن الجيل التالي من الحلول الأمنية التي تقدمها «أوراكل»، يركز على الحد من الأخطاء البشرية قدر المستطاع.

وتساعد «قاعدة البيانات ذاتية الإدارة» من «أوراكل»، في معالجة تحديات الأمن التقليدية، كالتأخير في سدّ الثغرات، أو تشغيل أعباء العمل على بيانات غير مشفرة.

وأضاف الذهيبان: من الحلول المبتكرة التي ستحدث نقلة نوعية في مجال أمن السحابة، هو «ماكسيموم سيكيوريتي زون»، والذي يعمل ضمن مساحة خاصة داخل بيئة العميل الحوسبية، حيث يكون الامتثال للأمن إلزامياً ودائماً.

ويوفر أيضاً مزيجاً من الآليات والأدوات الوقائية والتحليلات التلقائية لفرض ضوابط وممارسات الأمن على الإعدادات المحددة من قبل العميل لموارد سحابة «أوراكل». ويتمكن العملاء من تأمين الموارد بشكل فعال، في إطار إعدادات آمنة وموثوقة، ومنع أي تغييرات لهذه الإعدادات بشكل تلقائي، ومراقبة الأنشطة غير الطبيعية وحظرها باستمرار.

التحول الرقمي

وقالت تيريزا كارلسون نائب الرئيس لأعمال القطاع العام العالمي في «أمازون ويب سيرفيسز»، إن تكنولوجيا الحوسبة السحابية، تمتلك القدرة على دفع جهود التحول الرقمي في الشرق الأوسط، حيث إن المنطقة تسعى لتنويع الاقتصاد، وتتميز بزيادة نسبة الشباب من مستخدمي التقنيات الرقمية، ومجتمع واعد للشركات الناشئة، فضلاً عن وجود عدد من القطاعات التي تسعى إلى تحقيق التحول الرقمي، مشيرة إلى أن مراكز بيانات «أمازون ويب سيرفيسز» في الشرق الأوسط، والذي أطلقته الشركة مؤخراً، يوفر فرصاً غير مسبوقة للابتكار في مختلف القطاعات والمؤسسات من جميع الأحجام، لتدعم مساعي المنطقة نحو التحول الرقمي.

وأضافت: تتألف «منطقة أمازون ويب سيرفيسز»، في الشرق الأوسط، من ثلاثة مواقع لتوافر الخدمات، والتي تضم كل منها مركز بيانات واحداً على الأقل، وتوجد في مواقع جغرافية منفصلة مع مسافة كافية، للحد من مخاطر وقوع حدث واحد يؤثر في استمرارية العمل، ولكنها قريبة بما فيه الكفاية لتقدم زمن استجابة منخفض للتطبيقات عالية التوافر.

حجم الطلب

وحول حجم الطلب على الحوسبة السحابية في الإمارات، قالت كارلسون: من القطاعات التي نرى فيها نمواً متزايداً، هو القطاع الحكومي، حيث تتبنى الجهات الحكومية في منطقة الشرق الأوسط، الابتكار، وتقوم بتطوير طرق جديدة للتواصل والتفاعل مع المواطنين وخدمتهم، بالإضافة إلى طرح مبادرات المدن الذكية، التي تتطلب وجود تقنيات حوسبة سحابية متطورة تدعمها.

ويسمح تبني تكنولوجيا الحوسبة السحابية للحكومات، بخفض التكاليف، وتبسيط عملية تقديم الخدمات، وخدمة المواطنين بشكل أفضل. وفي إطار توجهها للابتكار، تسعى الجهات الحكومية، بدءاً من قطاع النقل وحتى التعليم، إلى تبني تقنيات الحوسبة السحابية، بهدف تحقيق تحول جذري في أسلوب تقديم الخدمات والتفاعل مع المواطنين.

النموذج السحابي

وحول النموذج السحابي المستخدم في الإمارات، وأنواع المنصات السحابية المتاحة محلياً، قال تامر الصاوي المدير التنفيذي لقسم الحلول السحابية والمعرفية في «آي بي إم»، إن عملية تبني الحلول السحابية، قد تتضمن الانتقال لمنصة سحابية واحدة أو أكثر.

وبالطبع، هناك منصات سحابية عامة، تقدم خدماتها عبر شبكة الإنترنت العمومية، كما توجد منصات سحابية خاصة، تتألف من بنية تحتية سحابية آمنة، متاحة فقط لمؤسسة بعينها. وتستخدم المؤسسات عادةً منصات سحابية متعددة، عامة وخاصة، ضمن بيئة سحابية هجينة، تشتمل أيضاً على أصول حاسوبية داخلية.

وأضاف الصاوي: يكتسب النموذج الهجين اليوم، والذي يجمع بين تقديم خدمات سحابية عامة وخاصة، شعبية واسعة في منطقة الشرق الأوسط، بفضل توفيره لمزايا النموذجين، مع مستويات إضافية من الأمان وقدرات التحكم، كما أنه نموذج يلبي الاشتراطات التنظيمية، ومتطلبات الامتثال التي لا تلبيها المنصات السحابية العامة وحدها، مع السماح للمؤسسات بتركيز استثماراتها في مجال تكنولوجيا المعلومات، على العمليات كبيرة الحجم.

ويبدو الأمر بسيطاً إلى حدٍ كبير اليوم، ولكن إمكانية دمج النظامين بسهولة، كانت شبه مستحيلة، ومثلت التحدي الأبرز بالنسبة للشركات والمؤسسات في المراحل الأولى لانتشار المنصات السحابية، فقد كان بناء بيئة سحابية خاصة لعمليات معينة ودمجها مع خدمات سحابية عامة لشركة أخرى، أو حتى منصات سحابية خاصة بمكاتب أخرى، أقرب إلى المستحيل. لكن ذلك الوضع قد تغير اليوم، نظراً لنضج الحلول التي توفرها المنصات العامة والخاصة على السواء، وظهور منصات جديدة مفتوحة.

فوائد

وحول فوائد الانتقال للسحابة بالنسبة للشركات في الإمارات، والتحديات التي تواجه الشركات بهذا الخصوص، قال زكريا حلتوت المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في الإمارات، إن الانتقال للسحابة، يمكّن الشركات في الدولة من اكتساب رؤى معمقة لحظة بلحظة عن عملياتها التشغيلية، ويمنحها القدرة على توسعة خدماتها من البرمجيات، استجابة للنمو في أعمالها، فضلاً عن تلبية المتطلبات التشريعية، مثل النظام الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR).

ما هي الحوسبة السحابية؟

الحوسبة السحابية هي تكنولوجيا تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى السحابة، وهي جهاز خادم يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت، وبهذا تتحول برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات، وتعتمد البنية التحتية للحوسبة السحابية على مراكز البيانات المتطورة التي تقدم مساحات تخزين كبيرة للمستخدمين، كما أنها توفر بعض البرامج كخدمات للمستخدمين.

ويمكن النظر إلى الحوسبة السحابية أيضاً على أنها أحد أساليب الحوسبة، يتم فيها تقديم الموارد الحاسوبية كخدمات، ويتاح للمستخدمين الوصول إليها عبر شبكة الإنترنت «السحابة»، دون الحاجة إلى امتلاك المعرفة، أو الخبرة، أو حتى التحكم بالبنى التحتية التي تدعم هذه الخدمات

كما تم تعريفها بأنها الخدمات التي تتم عبر أجهزة وبرامج متصلة بشبكة خوادم تحمل بياناتها في سحابة افتراضية تضمن اتصالها بشكل دائم دون انقطاع، مع أجهزة مختلفة (كومبيوتر، جهاز لوحي، هواتف ذكية وغيرها)، بعد وضع كود خاص لفتح قفل الشبكة وبالتالي يتم الدخول إليها من أي مكان وفي أي زمان.

وترجع فكرة الحوسبة السحابية إلى الستينيات من القرن الماضي، ولم تكن وليدة التقدم الحالي فقط، إلا أن تطبيقات الحوسبة السحابية لم تظهر بشكل فعلي إلا في بدايات عام 2000 عندما قامت شركة مايكروسوفت بتوسيع مفهوم استخدام البرمجيات من خلال شبكة الويب، تبعتها بعد ذلك العديد من الشركات، إلا أن أكثر الشركات التي لعبت دوراً مهماً في مجال الحوسبة السحابية هي شركة جوجل التي قامت بإطلاق العديد من الخدمات التي تعتمد على هذه التقنية، بل لم تكتفِ شركة جوجل بإطلاق خدمات للاستفادة من هذه التقنية فقط، بل أطلقت في عام 2009 نظام تشغيل متكاملاً للحاسبات يعمل من خلال مفهوم الحوسبة السحابية.

تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات عبر الإنترنت بحسب الطلب

أوضحت تيريزا كارلسون، نائب الرئيس لأعمال القطاع العام العالمي في «أمازون ويب سيرفيسز» أن مصطلح «الحوسبة السحابية» يشير إلى تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات عبر الإنترنت بحسب الطلب والدفع لهذه الخدمات بحسب الاستخدام، حيث يمكن للشركات والمؤسسات التخلي عن شراء وامتلاك والحفاظ على مراكز البيانات والخوادم الخاصة بها، وبدلاً من ذلك اقتناء التكنولوجيا التي تحتاجها مثل سرعة المعالجة والحوسبة، والتخزين، وقواعد البيانات، وغيرها من الخدمات بحسب ما يناسب متطلبات أعمالها.

وأضافت: تقوم أمازون ويب سيرفيسز على سبيل المثال بإدارة البنية التحتية التكنولوجية في بيئة آمنة، وتوفر للشركات والمؤسسات الوصول إلى الموارد والخدمات التي تقدمها عبر شبكة الإنترنت. ويمكن تعديل وتخصيص الاستهلاك بحسب الحاجة، حيث تدفع الشركات مقابل ما تستخدمه فقط من دون الحاجة إلى تحمل أية نفقات إضافية.

ويمكن للشركات الاستفادة من خدمات معالجة البيانات، والتخزين، والشبكات، وقواعد البيانات، والتحليلات، وخدمات التطبيقات، والتشغيل، والإدارة، والتطوير، وخدمات الهاتف الذكي، وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات، والتطبيقات الهجينة والمؤسسية وغيرها.

وتمنح الحوسبة السحابية رواد الأعمال والشركات الناشئة القدرة على بناء الأعمال بشكل سريع للغاية، وبتكلفة أقل بكثير، ما يسمح لهم بتجربة المنتجات والخدمات الجديدة بسرعة. ويشهد قطاع الشركات الناشئة نمواً ملحوظاً في منطقة الشرق الأوسط.

وتقوم أبرز الشركات الناشئة وأكثرها نمواً في المنطقة، مثل «أنغامي» و«كريم» و«فتشر» و«مرسول» و«حراج» وغيرها الكثير، ببناء أعمالها على سحابة AWS بهدف تعزيز الابتكار وتقديم الحلول التي تلبي متطلبات العملاء في المنطقة، مع تحقيق التوسع السريع وتوسيع النطاق الجغرافي.

«دو» تستكمل التحول نحو السحابة بنسبة 70 %

قال سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للبنية التحتية في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، إن التحول الرقمي نحو السحابة هو جزء أساسي من منظومة عمل تقنية اتصال 5G بشكل متكامل، لأنه يوفر الوصول إلى خدمات وبرمجيات الاتصال اللازمة لعمل 5G.

وأوضح أن «دو» استكملت عملية التحول نحو السحابة بنسبة 70%، مؤكداً أن الجهات المختصة في الدولة تبذل جهوداً كبيرةً في سبيل ضمان وتوفير بيئة مواتية لمراكز البيانات والخدمات السحابية في الدولة.

وأضاف البلوشي: وجود السحابة ضمن جغرافية الجيل الخامس يلعب دوراً رئيساً في توفير اتصالات فائقة الاعتمادية ومنخفضة الكمون بسبب قرب محتوى البيانات جغرافياً من المستخدم، بما يضمن جني المستعمل النهائي الفوائد الاقتصادية الكاملة التي من المتوقع أن توفرها تكنولوجيا الجيل الخامس.

ولفت البلوشي إلى أن الانتقال إلى السحابة بالنسبة لقطاع الاتصالات يسمح بالاستفادة من تقنية تقطيع الشبكة أو Network Slicing التي تسمح بإنشاء شبكات منطقية متعددة على قمة بنية أساسية مادية مشتركة، وهو ما يعزز عمليات التحول الرقمي في الشركات ومشاركة البيانات على نطاق واسع وبتكلفة محددة، مع رفع مستويات الكفاءة والمرونة، علاوة على خفض مخاطر تأثيرات اختراق أمني في حال حدوثها.

وقال سليم البلوشي إن مزودي الاتصالات يضعون أمن بيانات عملاء بيانات الاتصالات على رأس أولوياتهم. وأضاف: لدى دو فريق عمل مخصص لحماية شبكات الاتصال يعمل على مدار الساعة للتأكّد من سلامة الشبكة. كما أن حجم وسرعة البيانات التي تتعامل معها شبكات 5G سيكون كبيراً جداً، ولدينا إجراءاتنا لحماية الشبكات والأجهزة والمستخدمين من أي محاولة للاختراق.

حلول أعمال تناسب احتياجات العملاء والشركات

قال زكريا حلتوت، المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي»: تعدّ «إس إيه بي» أول شركة تطبيقات متعددة الجنسيات تعمل مباشرة مع العملاء وتقدم حلول أعمال مصممة لتناسب احتياجاتهم وتستضيفهم في مركز بيانات سحابي عام أقامته في دولة الإمارات ليشكّل محور الخطة الاستثمارية التي تنفذها الشركة على مدى خمس سنوات والبالغة قيمتها 200 مليون دولار.

وأضاف: يستطيع مركز البيانات السحابي المذكور تقديم الباقة الكاملة في الحوسبة السحابية العامة للشركات في الدولة بغية مساعدتها على إطلاق عملية التحول الرقمي في أعمالها، مقدماً خدمات بمستويات عالمية فضلاً عن أمن وسيادة البيانات عبر حفظها داخل الدولة.

وينطوي دعم مراكز البيانات التابعة لنا في الإمارات على عملية مستمرة نواصل من خلالها تحسين عروضنا بأحدث المنتجات والحلول المتماشية مع خريطة الطريق العالمية الخاصة بنا، وتفتخر شركتنا بتقديمها المنتجات التالية انطلاقاً من مركز البيانات في الإمارات: المنصة السحابية لتحليلات البيانات، وحلول «أريبا» لإدارة الموردين، ومنصة «إس إيه بي» السحابية، ومنصة الخدمات والمبيعات للأعمال، ومنصة التجارة السحابية، ومنصة التعليم والتدريب وإدارة المحتوى، وحلول تخطيط موارد المؤسسات، ومنصة التسويق السحابي، ومنصة «إس فور هانا» السحابية، وطقم إدارة الموارد البشرية السحابي الذي يشمل منصة تعزيز التعاون في الشركات ونظام رواتب الموظفين وطقم إدارة رأس المال البشري والتعليم وتأهيل الموظفين الجدد وجذب المواهب والاحتفاظ بها، إضافة إلى تحليل بيانات القوى العاملة.

الإمارات مركز إقليمي للحوسبة السحابية والبيانات

تسعى دولة الإمارات كي تصبح مركزاً للحوسبة السحابية والبيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال المرحلة المقبلة، معتمدة في ذلك على ثلاثة محاور رئيسة للوصول إلى الهدف المنشود، بحسب خطة العمل التي أعدتها وتشرف على تنفيذها هيئة تنظيم الاتصالات والتي أطلقت وثيقة بشأن استراتيجية وإرشادات سياسة الحوسبة السحابية.

ووفقاً لأحدث تقارير التحول الرقمي الصادرة عن مؤسسات عالمية متخصصة في الأبحاث التقنية، من المتوقع أن ينمو سوق الخدمات السحابية في الإمارات مدفوعاً بعدة مبادرات تشمل التحول من النفقات الرأسمالية إلى النفقات التشغيلية والحاجة إلى استيعاب الشركات الصغيرة والمتوسطة، والأهم من ذلك «أجندة التحول الرقمي» للحكومة الاتحادية التي تعد بمثابة خريطة طريق لتطوير «اقتصاد ومجتمع رقميين».

وتقبل العديد من الشركات العملاقة عالمياً على إطلاق خدماتها للحوسبة السحابية في الإمارات، ومنها شركة «مايكروسوفت»، ما يؤكد الدور الرائد والمكانة المركزية للإمارات في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وعلى كونها من أهم المراكز الرئيسية العالمية في المنطقة للتحول الرقمي في كل القطاعات.

وكانت «مايكروسوفت» قد دشنت في وقت سابق من هذا العام أول مركزين من مراكز بياناتها الضخمة «هايبر كلاود» بهدف دعم مبادرات التحول الرقمي في الإمارات والمنطقة والعالم.

وأكّدت «مايكروسوفت» أن مركزي البيانات سيرسخان مكانة الإمارات مركزاً عالمياً لخدمات الحوسبة على مستوى العالم، خصوصاً مع وجود طلب كبير جداً من شركات عالمية لديها عمليات في آسيا والشرق الأوسط لنقل عملياتها الحوسبية إلى مركزي بيانات الشركة في الإمارات، اللذين سيشكلان جزءاً رئيسياً من المنظومة العالمية لمراكز البيانات التابعة لمايكروسوفت حول العالم.

وتعد استثمارات عملاق التقنية، الموجودة في الدولة منذ 25 عاماً، جزءاً من استثمارات بقيمة ملياري دولار أعلنت عنها الشركة مؤخراً بهدف توسيع خدماتها المتعلقة بالحوسبة السحابية حول العالم، حيث تعتزم الشركة خلال الفترة المقبلة كذلك إطلاق مراكز بيانات مماثلة في سويسرا وفرنسا وألمانيا.

وتتبنى كبرى مؤسسات الدولة الحوسبة السحابية في أعمالها، وفي هذا الصدد أطلق بنك الإمارات دبي الوطني العام الماضي منصته السحابية الخاصة، ليكون بذلك أول بنك في المنطقة يتبنى هذه التكنولوجيا التي تستفيد من التقنيات المشابهة المستخدمة من قبل الشركات القائمة على الحوسبة السحابية. ومثّلت هذه الخطوة حينها إنجازاً مهماً في مسيرة تطور مجموعة البنك نحو التحول التكنولوجي الشامل.

مرونة تلبي احتياجات قطاعات الأعمال

قال تامر الصاوي، المدير التنفيذي لقسم الحلول السحابية والمعرفية في «آي بي أم»، إنه لا تزال لدى المنصات والخدمات السحابية العامة الكثير لتقدمه، فهي توفر المرونة والسرعة التي تُمَكِّن أقسام تكنولوجيا المعلومات في الشركات من الاستجابة للاحتياجات المتنامية لمختلف قطاعات الأعمال، كما أن نقل أعباء العمل إلى المنصات السحابية للشركات يكفل قطع خطوات كبيرة على صعيد خفض التكاليف وتحسين الإنتاجية، ويتيح التركيز على العمليات الأساسية وصرف الاهتمام نحو اغتنام الفرص الجديدة في السوق على نحو أسرع.

وأضاف تامر الصاوي: بالرغم من القدرات الهائلة التي توفرها المنصات السحابية العامة، إلا أن الشركات التي تعتمد عليها وتتبناها تواجه- لا محالة- معضلة وقوع المزيد والمزيد من بياناتها رهينة لمنصة سحابية واحدة. وهكذا، سرعان ما تحول الخوف من التقيّد بمزود خدمات معين والاعتماد المفرط عليه إلى مصدر قلقٍ واسع النطاق.

وقد كشفت دراسة نشرتها مؤخراً شركة «مورنينغ كونسالت» أن 86% من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات يرون أن التقيّد بمزود خدمات سحابية واحد والاعتماد المفرط عليه يمثل مصدر قلق رئيسياً لهم في ما يتعلق بقرار الشراء.

Email