غرفة دبي: فرص استثمار مجزية بأفريقيا جنوب الصحراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت غرفة صناعة وتجارة دبي عن تحقيق منطقة أفريقيا جنوب الصحراء نمواً حيوياً في الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي على مدار العقدين الماضيين، بما انعكس على تسجيل المنطقة لأسرع معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8% على مدى الفترة 2008 ـــ 2018 مقارنةً بروسيا والبرازيل، مع توقعات بزيادة هذا النمو إلى حوالي 8.4% خلال الأعوام الخمسة 2019 ـــ 2023.

وبحسب تحليل حديث لغرفة دبي استناداً إلى بيانات صندوق النقد الدولي وهافر انالاتيكس وذلك على هامش استعداداتها لتنظيم الدورة الخامسة من المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الأسبوع القادم، فإن الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاديات إفريقيا جنوب الصحراء مجتمعة بلغت نحو 1.6 تريليون دولار في 2018، وهو مستوى مشابه لروسيا والبرازيل. وتوقع التحليل أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة مجتمعة 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2023، ويعتبر ذلك مساوياً للبرازيل وأكبر من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا.

فرص مجزية

وخلص التحليل إلى أن الاقتصاديات المتنامية في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء توفر فرصاً تجاريةً مجزيةً للمستثمرين العالميين نظراً لاستقرار أوضاعها الاقتصادية الكلية وأحوالها السياسية، بالإضافة إلى تحسن بيئة الأعمال، ومضاعفة جهود حكوماتها في الاستثمار بكثافة في الصناعات المحلية، وارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة بصورة واضحة على مدى العقد الأخير. وهو ما أدى في النهاية إلى دعم الزيادة في إمكانيات هذه الدول من حيث الصادرات وكذلك نصيب الفرد في الدخل.

وأشار التحليل إلى أن هذا النمو يعود إلى الطفرة في أسعار السلع، حيث شكل ذلك دعماً لاقتصاديات المنطقة من خلال زيادة الحكومات استثماراتها في مشاريع البنية التحتية بالإضافة إلى الاستهلاك العام. فيما عزا مراقبون آخرون النشاط الاقتصادي القوي في المنطقة إلى النمو السريع في عدد السكان وتوسع المناطق الحضرية في الإصلاحات التنظيمية وتحسن بيئة الأعمال، ما أدى إلى ظهور المزيد من الشركات الناجحة في القطاع الخاص، وبالتالي زيادة الدخل والطلب على السلع والخدمات.

أكبر اقتصادين

وبحسب التحليل، بقيت نيجيريا وجنوب أفريقيا أكبر اقتصادين في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. ويتوقع محافظتهما على مركزيهما لعدة سنوات قادمة. ففي حين كانت جنوب أفريقيا أكبر اقتصاد في المنطقة بسبب مواردها الطبيعية المتنوعة، إلا أن نيجيريا بدأت خلال الأعوام القليلة الماضية في البروز بسبب ثروتها النفطية وقيامها مؤخراً باستبدال سنة الأساس عند حساب الناتج المحلي الإجمالي. وشكل اقتصاد البلدين معاً نحو 47% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة البالغ 1.6 تريليون دولار في 2018.

وعطفاً على نتائج التحليل أكّدت غرفة دبي التزامها بتسخير كافة مواردها لدعم المهتمّين بالاستثمار في دول جنوب منطقة أفريقيا، فيما يخص الحصول على المعلومات والتواصل مع الجهات المعنيّة، خصوصاً وأن اثنين من مكاتب الغرفة التمثيليّة يتواجدان في أثيوبيا وموزمبيق.

المؤتمر الأفريقي

دعت غرفة دبي المستثمرين ورجال الأعمال إلى استغلال فرصة تنظيمها لمؤتمر الأعمال الأفريقي في الـ18 و19 من شهر نوفمبر الجاري في مدينة جميرا، وحضور الدورة الخامسة المتوقّع أن تشهد حضور عدد من الرؤساء والوزراء ورجال الأعمال الأفارقة المعنيين بقطاعات الاستثمار والصناعة والتبادل التجاري والذين سيتناولون آخر التحديثات والفرص والتطوّرات التنمويّة الاقتصادية الحاصلة في القارة السمراء على مدى يومين.

Email