خلال اليوم الختامي من "الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر"

خبراء: النظام المالي يحفز التنمية عبر توجيه الأموال لإعادة تشغيلها في القطاعات الإنتاجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين خلال مشاركتهم في الدورة الخامسة من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر الذي اختتمت فعالياته اليوم ، أن النظام المالي للدول يلعب دوراً رئيساً في تحفيز التنمية الاقتصادية، من خلال توجيه الأموال وتوفير فرص التمويل للوكلاء والمستثمرين الذين يعيدون تشغيلها في قطاعات إنتاجية.

واستعرضوا في الجلسة الحوارية التي نظمها سوق دبي المالي تحت عنوان "توفير الأموال لتسريع النمو المستدام للشركات والمؤسسات"، آليات جمع رؤوس المال، والعوامل الجاذبة للمستثمرين أو صناديق الاستثمار الكبرى الراغبة في الاستثمار في شركات رائدة أو ناشئة، وكيفية مساعدة الشركات الخاصة والعائلية في إعادة الهيكلة والحوكمة المؤسسية.

وشارك في الجلسة كل من  سعيد العور، رئيس مشارك لمنطقة الشرق الأوسط ومدير مكتب الإمارات بشركة "روتشيلد وشركاه"، وأسار مشكور، المدير الإداري ورئيس قسم تمويل الشركات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني كابيتال، وفهيمة البستكي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس قطاع تطوير الأعمال، سوق دبي المالي، وأدار الجلسة أندرو طربوق، الشريك ورئيس قسم أسواق رأس المال، شركة التميمي ومشاركوه.
طرق مستدامة

وأوضح سعيد العور أن طرح أسهم الشركات للاكتتاب العام، يعد إحد الطرق المستدامة لتوفير رأس المال للشركات بما يمكنها من مواصلة النمو مستقبلاً من خلال استخدام هذه العوائد المالية للتنمية، مشيراً إلى أنه يوجد في الإمارات آليات ممنهجة ومقننة بشكل متطور لطرح الأسهم في أسواق المال، إضافة إلى توافر أفضل الممارسات للحوكمة المؤسسية والإدارة الرشيدة التي يجب على الشركات اتباعها في عملية التحول إلى شركات مساهمة والدخول إلى السوق المالي.  

وشدد العور على أهمية توفير الفرص لاستقطاب الاستثمارات في قطاعات مناسبة، لافتاً إلى أن دولة الإمارات عامة وإمارة الشارقة خاصة توفر البيئة المناسبة القادرة على استقطاب السيولة، وتوظيفيها في قطاعات حيوية تدعم استدامة التنمية، مؤكداً أن رأس المال الدولي لن يتردد في المشاركة بالاستثمار في هذه القطاعات أو المشاركة في الاكتتاب العام الأولي للشركات الراغبة في الحصول على التمويل لدعم خططها التنموية.
قطاعات آمنة

وأكد العور أن النظام المالي يحفز التنمية عبر توجيه الأموال للاستخدامات الإنتاجية، منوهاً إلى أن المستثمرين يتوجهون نحو القطاعات الآمنة مثل الرعاية الصحية والتعليم، وأن معظم الأموال لا تبحث عن الأفكار الجديدة بل عن القنوات التي تقدم لهم دخلاً كثيراً، معتبراَ ذلك جوهر التمويل.

بدوره، قال أسار مشكور: "هناك خيارات عدة لتوفير التمويل دون الحاجة إلى طرح الأسهم في أسواق المال، ومنها مشاركة اللاعبين الكبار في السوق من خلال حصولهم على حصص بنسب معينة من الشركات، أو من خلال الاستحواذات، وخصوصاً تلك التي شهدناها مؤخراً في شركات التكنولوجيا والمعرفة في العالم، وهذه الخيارات أيضاً تدعم استدامة النمو الاقتصادي والتنمية".

خدمات استشارية
وأشار أساور إلى القدرة الكبيرة للبنوك على التمويل بسهولة وبطريقة فعالة، وخصوصاً في قطاعات حيوية مثل الطاقة والصناعة، لكنه في الوقت ذاته أوضح أن هذا التمويل يحتاج إلى خدمات استشارية فاعلة في عملية التقييم للحصول على الائتمان.

من جانبها، أوضحت فهيمة البستكي أن المستثمرين يتطلعون عقب إدراج الشركات في السوق المالي إلى الحوكمة والإدارة الرشيدة وتطبيق أفضل الممارسات التي تضمن استمرارية ونجاح أعمال المؤسسات والشركات.

وتابعت البستكي: "مسألة تقييم الشركات بناء على القيمة الدفترية تغيرت، وأصبح هناك تدخل للخبراء والمتخصصين في التقييم، الأمر الذي يمكن الشركات من الحصول على شركاء دوليين فاعلين".

وكان شريف حلابه المؤسس الشريك والمدير التنفيذي للعمليات لشركة إكس لابز، استهل فعاليات اليوم الثاني من المنتدى، بكلمة تحدث خلالها عن كيفية الانتقال إلى صناعات بقيمة تريليونات الدولارات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الابتكارات التكنولوجية إن لم تحقق قيمة كبيرة للبشرية فلا معنى لها.
الذكاء الاصطناعي
وفي عرضه التقديمي، حول كيفية الاستعداد للمستقبل والاحتمالات المتاحة في قطاعات الأعمال والمجتمع، أكد الدكتور لويس كلاين عميد الكلية الأوروبية للحوكمة في برلين، أن التطورات التي يشهدها العالم فيما يتعلق بالتقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي غيرّت الأسئلة التاريخية للعقل البشري.

وذكر الدكتور كلاين أن الحضارة تتطور بشكل متواصل، موضحاً في هذا السياق كيف ضحدت الكتب الصادرة في أوائل القرن الحالي ما تحدث عنه الكتابان الصادران في سبعينيات القرن الماضي بعنوان "نهاية التاريخ" و"صراع الحضارات" حيث تنبئ كل من فرانسيس فوكوياما، وصامويل هنتجتون بنهاية أو سقوط الحضارة على الرغم من أن الواقع الاقتصادي كان وقتذاك في أفضل حالاته.

وأشار إلى أن المستقبل يحتاج إلى التفكير السليم الذي يتواءم مع التكنولوجيا المتقدمة من خلال الحوكمة في إدارة الأعمال والشركات والحوكمة في قيادة المستقبل، مع أهمية تواصل البشرية (أفراداً وشركات ومجتمعات) بشكل فعال وبتبادل الخبرات.

وختم حديثه بالقول: "إن التغيير فعل سهل، ولكن من وجهة نظر علمية يجب أن يكون التغيير ممنهج وعن طريق منصات تقدم الرؤى والنتائج المرغوبة وتقدم الصور بشكل أوضح.

Email