رئيس ليكويد ريتيل لـ«البيان الاقتصادي»:

قطاع التجزئة يتجه إلى التجارة متعددة القنوات

مراكز التسوق التقليدية تحتفظ بجاذبيتها للمتسوقين في المنطقة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال ساشين جيه. لالا، الرئيس التنفيذي لشركة ليكويد ريتيل إن التجارة متعددة القنوات بدأت بتعزيز موقعها سريعاً في ظل استثمار عمالقة التجارة الإلكترونية في قطاع التجارة التقليدية واستحواذ المراكز التجارية على منصات رقمية، إلى جانب التركيز على تعزيز تجارب نمط الحياة موضحاً في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أن استراتيجية القنوات المتعددة جاءت كرد فعلٍ على التغير المفاجئ الذي ترافق مع التجارة الإلكترونية.

وأشار إلى أن التجارة متعددة القنوات تعد أبرز مفاهيم النشاط التجاري ومستقبل تجارب القطاع الواعد. وهي لا تقتصر على تعدد القنوات فقط، إنما تتعداها إلى استيعاب احتياجات العملاء بشكل كلي والاعتماد على تكنولوجيا مبتكرة لتقديم تجربة موحدة تضمن تحقيق أفضل النتائج.

وأضاف ساشين جيه. لالا، إن التجارة متعددة القنوات أصبحت تمثل الوجه الجديد للتجزئة إذ يتمحور جوهرها حول العملاء وتقديم الخدمات للمتسوقين في المقام الأول. وهي تقدم مفهوماً مبتكراً وطريقة عمل متميزة يصوغها الجيل الجديد من العملاء الشغوفين بالتقنيات الرقمية، كما أنها تناسب تماماً قطاع التجزئة الذي يشهد اليوم تغيرات مستمرة وخاصةً أنها تقدم عناصر استثنائية جديدة في عالم التجزئة.

تغير وتحول

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ليكويد ريتيل إننا نعيش اليوم حقبةً لا يكفّ فيها الاقتصاد عن التغير والتحول، ولا يمكننا إنكار حقيقة أن التجارة الإلكترونية قد أعادت صياغة قوانين القطاع ورسمت خطّ البداية للتغيير الحقيقي. قد يبدو مصطلح التجارة متعددة القنوات اليوم تلاعباً بالكلمات، لكنه واقعٌ يحمل بين طيّاته أهمية كبيرة.

وباتت ديناميكيات قطاع التجزئة تتغير بسرعة كبيرة في ظل التكنولوجيا الرقمية، ما أدى إلى نشوء منظومة جديدة كلياً لا يقتصر التحكم فيها على عمالقة التجارة الإلكترونية المحليين والمستوردين، بل تقودها أيضاً الشركات الناشئة التي ترتكز على الابتكار والحلول الثورية.

ويرى أن اندفاع التجارة الإلكترونية والزخم الذي تحظى به يخفي تحته حقيقة أخرى، تتمثل في أنها لا تزال كسابقتها التقليدية مرتكزةً على قنوات البيع. فاستبدال حصالة النقود بمنصة مدفوعات إلكترونية أو بوابة إلكترونية تحمل الاسم ذاته لتحفيز المبيعات عبر الإنترنت لا يعدّ كافياً للحفاظ على نجاح الأعمال التجارية واستقرارها في المرحلة المقبلة.

وكانت التجارة الإلكترونية عام 2018 تمثل 12% من مجمل المبيعات العالمية وفقاً لإحصائيات ستاتيستا. ورغم أن سوق التجزئة العالمي لم يشهد وتيرة متباطئة، إلّا أن الأسواق العالمية شهدت إقفال العديد من مراكز التسوق في ضواحي المدن كما حدث في الولايات المتحدة، بل إن موقعها الرائد في قطاع المراكز التجارية بدأ يتزعزع مع إعلان العديد من شركات التجزئة إفلاسها، وكان آخر ضحايا هذه الموجة مركز بارنيز التجاري الشهير في نيويورك وبالنتيجة، امتلأت ضواحي المدن الأمريكية بالمباني المهجورة التي كانت مراكز تجارية تعجّ بالحياة في السابق وقد أشارات مجلة تايم إلى أن موت مراكز التسوق يتعدى التأثير في تجارب التسوق.

جوهر التحدي

ويوضح ساشين جيه. لالا، أن التحديات التي تواجهها المراكز التجارية ليست نتيجةً للزخم الذي تحققه التجارة الإلكترونية، بل لأن العملاء باتوا يفتقدون اللمسة الشخصية حيث أشار بحث أجرته ديلويت حول القوى العالمية لسلع الترفيه إلى ازدياد توجه أبناء جيل الألفية والجيل الذي يسبقه نحو التسوق عبر الإنترنت، غير أن جيل الخمسينيات والستينيات لا يزال يفضل المتاجر التقليدية.

وفي تناقض صارخ، نجد أن متاجر التجزئة التقليدية لا تزال تسيطر على سوق المنطقة بالرغم من الزيادة التي شهدتها المبيعات الإلكترونية للأزياء التي تعدّ من أكثر مبيعات التجارة الإلكترونية انتشاراً، وفقاً لتقرير جديد صادر عن غرفة دبي.

ويغلب هذا الانتشار على أرجاء الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا بالرغم من ارتفاع استخدام الهواتف الذكية والإنترنت واحتضان المنطقة لجيلٍ شاب شغوف بالتكنولوجيا يبلغ تعداده قرابة 200 مليون نسمة بينهم 60% تقريباً دون سن الثلاثين.

وأضاف إن هذه العوامل أدت خلال السنوات الأخيرة إلى تغير حتمي في المنطقة، فقد استوعبت شركات التجزئة الفرصة السانحة أمامها وأدركت حاجتها إلى اعتماد استراتيجية تجمع الخصائص الجيدة بين عالمي التجارة التقليدية والإلكترونية.

منصات رقمية

وأوضح أن التجارة متعددة القنوات بدأت تعزز موقعها سريعاً في ظل استثمار عمالقة التجارة الإلكترونية في قطاع التجارة التقليدية واستحواذ المراكز التجارية على منصات رقمية، إلى جانب التركيز على تعزيز تجارب نمط الحياة. ومن الأمثلة على هذا مفهوم مور مول الذي طرحته شركة علي بابا بخصوص المراكز التجارية الفعلية وكذلك رؤية ديستينيشن 2028 التي قدمتها متاجر ويستفيلد لضمان تجربة رائدة لعملائها.

وصحيحٌ أن استراتيجية القنوات المتعددة جاءت كرد فعلٍ على التغير المفاجئ الذي ترافق مع التجارة الإلكترونية، غير أن حماية أعمال التجزئة مما قد يحمله المستقبل من تغيرات لن تكفي على المدى الطويل، وتعد التجارة متعددة القنوات أبرز مفاهيم النشاط التجاري ومستقبل تجارب القطاع الواعد. وهي لا تقتصر على تعدد القنوات، إنما تتعداها إلى استيعاب احتياجات العملاء بشكل كلي والاعتماد على تكنولوجيا مبتكرة لتقديم تجربة موحدة.

مميزات تنافسية

ويرى، الرئيس التنفيذي لشركة ليكويد ريتيل أن التجارة متعددة القنوات تمثل الوجه الجديد للتجزئة ويتمحور جوهرها حول العملاء وتقديم الخدمات للمتسوقين في المقام الأول وهي تقدم مفهوماً مبتكراً وطريقة عمل متميزة يصوغها الجيل الجديد من العملاء الشغوفين بالتقنيات الرقمية، كما أنها تناسب تماماً قطاع التجزئة الذي يشهد اليوم تغيرات مستمرة وخاصةً أنها تقدم عناصر استثنائية جديدة في عالم التجزئة وتتصف التجارة متعددة القنوات بالمرونة، فهي تتيح لتجار التجزئة مواكبة توجهات السوق والنمو بما يتماشى مع تغيراته.

والأهم من كل هذا أنها تدور حول خدمة العملاء في المقام الأول، إذ أعادت مفهوم العميل هو الملك إلى مشهد التجارة لأن هدفها تقديم الأفضل للعملاء. ولاحظنا انتشار التجارة متعددة القنوات في دول مجلس التعاون بسرعة أكبر مقارنةً مع باقي أنحاء العالم.

ويؤكد ساشين جيه. لالا، نمو قطاع التجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا بوتيرة استثنائية ويُقدّر أن تصل قيمته إلى 69 مليار دولار بحلول 2020، لكن ثمة تحولاً مهماً من قطاع التسوق عبر الإنترنت التقليدي إلى المنصات الجوالة ومنصات التواصل الاجتماعي وكذلك التسوق متعدد القنوات. كل هذا يؤدي إلى زيادة إنفاق العملاء الذي يقدر بمبلغ 332 دولاراً للشخص الواحد في دبي علماً أن المعدل العالمي لإنفاق المتسوقين عبر الإنترنت يقف عند 190 دولاراً.

تجارب مبهرة

يحرص قطاع التجزئة عبر الإنترنت في المنطقة على نحو واضح بالتركيز على توفير تجارب مبهرة للعملاء، ويعتمد على قوته في القطاع الرقمي وخدمات التسويق المبتكرة، وبهذا فهو يتخذ موقعاً متميزاً يسمح له بتحقيق قفزة جديدة تساعده على النمو عن طريق التجارة متعددة القنوات التي تفتح آفاقاً جديدةً بعيداً عن الحدود الجغرافية التي تعوق مبيعات التجزئة عبر الإنترنت وبالطبع، لا يوجد أية شركة تعمل في قطاع التجزئة قد ترغب في تفويت فرصة النجاح هذه.

Email