منتدى «بلومبرغ» بأبوظبي يعتبر المنطقة لاعباً رئيساً في الاقتصاد العالمي

105 مليارات دولار تدفقات عالمية إلى أسواق الإمارات والمنطقة

خلال إحدى الجلسات لمنتدى بلومبرغ لأسواق المال في أبوظبي أمس | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد المشاركون في منتدى بلومبرغ لأسواق رأس المال، الذي عقد أمس في العاصمة أبوظبي، على أهمية الدور الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي، مشيرين إلى أن العام الجاري شهد 80 مليار دولار من التدفقات الإقليمية من سوق السندات، و25 مليار دولار من تدفقات سوق الأسهم العامة.

وقال المشاركون خلال فعاليات المنتدى إن أسواق رأس المال العالمية تواجه تحديات معقدة، تتنوع بين الحروب التجارية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، إلى المخاطر الاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ، مشيرين إلى أن الحوار بين قادة القطاعين العام والخاص يعتبر حاجة ملحة بالنسبة للأسواق المالية التي تحقق نتائج قوية ومستقرة.

شراكات جديدة

وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، إن «أدنوك» تعمل على ترسيخ شراكاتها الحالية وبناء شراكات جديدة وتنفيذ المزيد من الاستثمارات المشتركة الجديدة مع شركائها لخلق مصادر تحقق إيرادات إضافية من أعمالها في كل مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، حيث تعمل الشركة على توفير المزيد من الفرص أمام المستثمرين من المؤسسات العالمية.

وأضاف الجابر، في كلمته خلال المنتدى: إن «أدنوك» منفتحة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات لإنشاء منظومة متكاملة للصناعات التحويلية والمشتقات البتروكيماوية بما يلبي الزيادة السريعة في الطلب على البتروكيماويات والمنتجات المكررة عالية القيمة حول العالم.

وذكر أن «أدنوك» نجحت خلال الاثني عشر شهراً الماضية في تنفيذ العديد من المبادرات وإنجاز عدد من الاتفاقيات التي تستفيد من قدراتها الأساسية، شملت إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية مع «بيكر هيوز» لتقديم خدمات حفر متكاملة، وتأسيس منصة عالمية لتكرير وتداول المنتجات على المستوى العالمي من خلال شراكة استراتيجية مع شركتي «إيني» و«أو أم في».

وتابع معاليه: كما حصلت أدنوك على حصة في «ڤي تي تي آي»، العاملة في مجال تشغيل محطات تخزين المنتجات النفطية، إضافة إلى إنشاء أكبر منصة لتصدير الأسمدة النيتروجينية في العالم من خلال مشروع مشترك مع شركة «أو سي آي».

اكتتاب عام

وأشار إلى أنه بعد النجاح الكبير لعملية طرح جزء من أسهم شركة أدنوك للتوزيع للاكتتاب العام والتي تمثل خطوة تاريخية ومهمة هي الأولى من نوعها، تحقق الشركة تدفقات نقدية كبيرة وتوزع أرباح أسهم. وقال معاليه إن أدنوك تعمل على الاستفادة من التصنيف الائتماني المستقل من الدرجة «AA+»، الذي حصلت عليه الشركة من وكالة «فيتش» لدعم الميزانية العامة للشركة.

وتابع الجابر: أنجزنا اتفاقية للاستثمار في مجال البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط مع كل من «بلاك روك» و«كي كي آر» وصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي وصندوق الثروة السيادية المملوك للحكومة السنغافورية لاستثمار 5 مليارات دولار في هذه الأصول، كما سنعمل على تطوير المزيد من الفرص الاستثمارية الجذابة.

وأشار إلى أن أدنوك تقوم باستقطاب استثمارات كبيرة لتعزيز وتوسعة عملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات، كما تستثمر أدنوك بالتعاون مع شركائها، 165 مليار درهم (45 مليار دولار) لتطوير أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم بالرويس.

استثمارات متدفقة

وقال معالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي: إن قطاع الخدمات المالية يسهم في تسهيل السيولة وتدفق والاستثمارات نحو كل القطاعات الرئيسية الأخرى، حيث إن صحة وقوة القطاع المالي لا تسهم في عملية التنمية فقط، بل يساعد ذلك على توزيع رأس المال على نحو أكثر فاعلية ويقلل المخاطر ويسهم في تعزيز الاستهلاك والإنتاجية في المشهد الاقتصادي.

وأوضح معاليه أن سوق أبوظبي العالمي يعد من المنصات الرئيسية ضمن مبادرة الحزام والطريق بالنسبة للصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لقد تمكنا من إرساء شراكات مع أكثر من 100 مؤسسة مالية صينية متخصصة في مجالات عدة، منها التكنولوجية المالية، ويأتي التزامنا نحو أهداف المبادرة دليلاً على دورنا في إرساء جسور التواصل في أسواق المال المختلفة.

نمو وازدهار

من جانبه، أشاد مايكل ر. بلومبرغ، مؤسس شركة «بلومبرغ» أل بي ومؤسسة بلومبرغ الخيرية، بجهود حكومة دولة الإمارات وعلى وجه الخصوص جهود معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، والوزارة بشأن قضية التغير المناخي، مشيراً إلى أننا في سباق مع الزمن بشأن التغير المناخي، وهذا ما حذرنا العلم منه، وحالياً نخسر هذا السباق.

وأضاف بلومبرغ أن «اجتماع أبوظبي للمناخ» الذي تم استضافته هذا الصيف جمع خبراء عالميين وصناع القرار في مكافحة التغير المناخي، ما يوضح تفهم الإمارات للمخاطر، وحاجة العالم للالتقاء وإيجاد أفضل الطرق المتاحة لمعالجة وتجنب الآثار الكارثية المحتملة للتغير المناخي على كوكب الأرض وموارده وسكانه، والعمل على كسب المعركة ضد التغير المناخي، حيث سيتطلب هذا الأمر استجابة عالمية منسقة تساعد الإمارات في تشكيلها.

وتابع: «من العوامل الأساسية التي يتوق إليها الناس أن ينعموا بالأمن والأمان والصحة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى فرص العمل ووسائل النقل العام الجيدة التي بدورها توفر جودة حياة عالية، لذا فإن بناء بنية تحتية مستدامة آخذة في التوسع في أبوظبي سيساعد في النمو والازدهار.. فإذا أرادت إمارة أبوظبي الاستمرار ببقائها في المركز المالي للقرن الحادي والعشرين، فيجب أن تستمر في تنويع اقتصادها من خلال الاستثمار في صناعات المستقبل، مثل الطاقة النظيفة».

تحول جذري

وقال سيجورد لينارت، الرئيس العالمي للخدمات المصرفية للشركات، الرئيس الإقليمي لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية، ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «جيه بي مورغان»، على هامش فعاليات المنتدى، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولاً جذرياً لم تشهده من قبل، والذي بدوره يجذب العديد من الفرص للبنوك التي تسهم في نمو الشركات وتحسين أدائها من خلال جمع الأموال في أسواق الأسهم وأسواق الدين، أو من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ.

وأضاف لينارت أن التحول من القروض المشتركة إلى سوق السندات يعد طريقة جيدة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المنطقة، كما يعتبر التصنيف الائتماني القوي للشرق الأوسط والسندات الصفرية المقدمة للمستثمرين اقتراحاً جذاباً.

وأوضح أن هذا العام شهد 80 مليار دولار من التدفقات الإقليمية من سوق السندات، و25 مليار دولار من تدفقات سوق الأسهم العامة. يعود الجزء الأكبر إلى التدفقات غير النشطة بعد إدراج السوق السعودية في مؤشر «إم. إس. سي. آي»، و«إف. تي. إس. أي».

Email