ينطلق في أبوظبي غداً للمرة الأولى إقليمياً بمشاركة 150 دولة

مؤتمر الطاقة يستشرف دور القطاع في الازدهار العالمي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور مطر النيادي وكيل وزارة الطاقة والصناعة رئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر الطاقة العالمي 2019 أن استضافة أبوظبي للمؤتمر، الذي ينطلق غداً لأول مرة في مدينة شرق أوسطية يؤكد المكانة المرموقة والرائدة لأبوظبي في قطاع الطاقة العالمي بكل أنواعها، ويبرز إمكاناتها كونها لاعباً رئيساً ومحورياً في المنطقة والعالم.

وذكر في حوار مع «البيان الاقتصادي» أن الدورة التي تنطلق غداً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض وتستمر 4 أيام تعد أضخم دورات المؤتمر منذ انطلاقه منذ أكثر من 100 عام، مشيراً إلى مشاركة 150 دولة من قارات العالم فيه، إضافة إلى مشاركة أكثر من 71 وفداً حكومياً برئاسة وزير أو نائب وزير و500 رئيس تنفيذي لكبريات شركات النفط والغاز والطاقة المتجددة و300 شركة عارضة وأكثر من 15 ألف مشارك.

ولفت الدكتور مطر النيادي إلى أن المؤتمر الذي يعقد تحت شعار «الطاقة من أجل الازدهار» سيناقش كل قضايا قطاع الطاقة وتحدياته، كما يعطى أهمية كبيرة لقضايا الابتكار والاستثمار فيها خاصة من قبل أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشدداً على أن دولة الإمارات تدعم الاستثمار في هذا القطاع بقوة، كما تدعم الشركات الناشئة التي تعتمد الابتكار نهجاً لها وفي ما يلي الحوار:

لأول مرة يعقد المؤتمر في مدينة شرق أوسطية، فما هي أهمية انعقاد المؤتمر في المنطقة وما هي دلالات فوز أبوظبي بتنظيمه؟

للمرة الأولى تفوز مدينة في الشرق الأوسط وهي أبوظبي بتنظيم المؤتمر، وهذا الفوز جاء بعد منافسة قوية مع 3 مدن عالمية لها باع في قضايا الطاقة، لكن فوز أبوظبي بتنظيم المؤتمر كان متوقعاً وبقوة بسبب المكانة المتميزة والمرموقة للإمارة في قطاع الطاقة وريادتها فيه بشكل كبير خاصة أن أبوظبي أبدعت في قطاع الطاقة، فلديها قطاع قوى للطاقة المتجددة، وأيضاً قطاعات قوية للنفط والغاز والبتروكيماويات وتطرح مشاريع رائدة عالمياً في هذا القطاع وإمكاناتها باعتباره لاعباً دولياً رئيسياً ومؤثراً في القطاع معروف للجميع، إضافة إلى إمكاناتها القوية في تنظيم مثل هذه الملتقيات الدولية حيث تنظم سنوياً القمة العالمية لطاقة المستقبل ومعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول.

لماذا اتخذ المؤتمر شعار «الطاقة من أجل الازدهار» عنواناً له ؟

تمثل الطاقة مفتاح النمو والتطور الاقتصادي في دول العالم، ويمثل مؤتمر الطاقة العالمي إحد أهم المنصات العالمية في قطاع الطاقة بتاريخه الممتد الذي يقارب المئة عام، فهذا المؤتمر هو الأقدم والأطول على مستوى العالم والأكثر شمولية لجميع الجوانب المتعلقة بقطاع الطاقة.

وتأتي استضافة اللجنة الوطنية لدولة الإمارات للنسخة 24 من المؤتمر في مدينة أبوظبي في هذا الوقت الذي يشهد فيه قطاع الطاقة في العالم فرصاً جديدة وتحديات ناتجة عن التطورات المتسارعة في التقنيات الحديثة والتحول في الطاقة، والتي نتج عنها ظهور مصادر جديدة للطاقة لتسهم في جهود مكافحة فقر الطاقة وتخفيف الانبعاثات في العالم وخلق فرص عمل جديدة ومنح فرص استثمارية للقطاع الخاص.

وهذا التحول الحاصل في جميع المجالات المتصلة بقطاع الطاقة، بما فيه ذلك التحول الحاصل لدى دور المستخدمين الطاقة من مجرد مستهلكين إلى منتجين أوجد الحاجة إلى نوع جديد من السياسات والتشريعات والحوكمة، كل هذه التطورات الحاصلة في الوقت الحالي تجعل من انعقاد هذا المؤتمر في هذا الوقت ذات أهمية بالغة خاصة أن القطاع يشهد ازدهاراً في أبوظبي والمنطقة، فضلاً عن تزايد حاجة البشر للطاقة.

حضور عالمي

ماذا عن آخر الاستعدادات للمؤتمر وما هو عدد الدول والمنظمات والشركات التي أكدت حضورها للدورة المقبلة؟

تتميز الدورة المقبلة التي تبدأ غداً في مركز أبوظبي للمعارض بحضور عالمي كبير في المؤتمر من 150 دولة، حيث يشارك 71 وفداً حكومياً برئاسة وزير أو نائب وزير و500 رئيس تنفيذي و300 شركة عارضة و15 ألف مشارك من 150 دولة وأكثر من 80 جلسة حوارية، كما يعقد على هامش هذا المؤتمر أعمال الطاولة المستديرة لمنتدى الطاقة الدولي للوزراء الآسيويين، وكذلك أعمال لجنة المراقبة لمجموعة دول الأوبك بلس، وبلا شك فإن دورة هذا العام من مؤتمر الطاقة العالمي هي الأكبر من نوعها لمجموعة من الاعتبارات، أهمها التنوع في الجهات المشاركة في المعرض المصاحب لتغطي جميع الجوانب المتصلة بالطاقة، فلدينا شركات عاملة في مجال النفط والغاز وشركات في مجال الطاقة النووية وأخرى في مجال الطاقة المتجددة وشركات عاملة في المواصلات والتوزيع والتمويل والاستثمار والتأمين والتنبؤ بالطقس والبحث والتطوير والاستشارات.

وهذا التنوع في الشركات العارضة دليل على أهمية قطاع الطاقة وارتباطاته وأثره على مختلف القطاعات والجوانب الاقتصادية الأخرى. كذلك يتميز المؤتمر بشمولية برنامجه ليغطي جميع القضايا المتعلقة بالطاقة حيث توجد حلقات نقاش عن أمن الطاقة وأخرى عن أثر التغيرات التقنية في قطاع الطاقة ودور المدن والنقل المستدام والشباب ودور المرأة في الطاقة والفرص الاستثمارية في الطاقة وأهمية التمويل والبحث والتطوير ودور القطاع الخاص في الطاقة.

تتضمن أعمال المؤتمر جلستين وزاريتين أولهما الأولى لوزراء لجنة مراقبة إنتاج النفط لمنظمة أوبك، والثانية لوزراء الطاقة الآسيويين، فما دلالة تنظيم الاجتماعين؟

يعقد مؤتمر الطاقة للمرة الأولى في دولة عضو بمنظمة «أوبك»، وذلك منذ نشأته منذ قرابة 100 عام، ويعتبر المؤتمر منصة مثالية لعرض كل وجهات النظر حول هذا القطاع والخروج بحلول للتحديات التي تواجهه العاملين فيه، وبالتالي يمكن لدول أوبك أن تستفيد من المؤتمر بوضع الخطط العملية للتغلب على تحدياتها، وتبادل وجهات النظر حول آليات المنظمة.

ويشهد المؤتمر أيضاً للمرة الأولى اجتماع الطاولة المستديرة لمنتدى الطاقة العالمي لوزراء الطاقة الآسيويين 10 سبتمبر، حيث ستتم مناقشة التعاون بين الدول الآسيوية في قطاع الطاقة كسبيل لتطوير التعاون في ما بينهم في هذا القطاع الحيوي، خصوصاً أن المشهد الآسيوي يشهد نمواً متسارعاً في كل المجالات، ما يستدعي النظر والتخطيط بتمعن لدعم هذا التطور السريع بالطاقة اللازمة، والتي تشكل المحرك الأساسي في استمراره.

ونؤكد أن الدور الذي تلعبه الإمارات والموقع الاستراتيجي الذي تملكه على الخريطة العالمية للطاقة، يسهم في الربط بين دول الإنتاج والدول المستوردة لمصادر أو تقنيات إنتاج الطاقة النظيفة.

وكونها المرة الأولى لانعقاد مؤتمر متخصص في مجال الطاقة في المنطقة بهذا الحجم، سيشكل المؤتمر منصة وفرصة ممتازة للمضي تقدماً وتوطيد أطر التعاون بين البلدان الأسيوية. وسيسهم اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة أوضاع سوق النفط يوم 11 سبتمبر، بهدف تعزيز سبل التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لضمان استقرار الأسواق والحفاظ على التوازن.

مستقبل الطاقة

ذكرتم أن مستقبل الطاقة سيحتل نصيباً كبيراً من جلسات المؤتمر، نريد إلقاء الضوء على ذلك؟

المستقبل حافل بالتحديات والفرص وقطاع الطاقة محور أساسي للنمو والازدهار الاقتصادي، ويشجع مؤتمر الطاقة العالمي جميع الجهات الفاعلة في قطاع الطاقة على الابتكار ورسم ملامح مستقبل صناعة الطاقة في العالم، لذا سيركز المؤتمر على عرض أهم الابتكارات التي توفر حلول الطاقة، كما ستقوم الفعاليات المختلفة في المؤتمر بالربط بين الطاقة والمياه والغذاء والابتكار على مدى أيامه الأربعة لإيجاد حلول لمخاطر نفاد الطاقة التي تتهدد بعض الأماكن، ولهذا تم توجيه الدعوة لبعض الشخصيات العالمية الداعمة للابتكار.

وأوَضح، أن الطاقة هي المحرك الرئيسي لأي اقتصاد، فأينما حلت الطاقة وجدت الصناعة وازدهر الإنتاج، وحيثما وجدت انتعشت أسواق الاستهلاك واكتملت دورة الاقتصاد، فالدول التي تسعى إلى تحقيق الرخاء والازدهار لشعبها تبحث دائماً عن تأمين مصادر للطاقة لمواكبة الطلب المتزايد على الطاقة لمواصلة نموها المستدام.

ويعقد مؤتمر الطاقة العالمي 2019 تحت شعار «الطاقة من أجل الازدهار» ويستعرض الابتكارات في الطاقة والقطاعات المتصلة بها تحقيقاً لرفاهية الشعوب وسيشهد قيام 100 شركة ناشئة بعرض ابتكاراتها في تحول وكفاءة الطاقة للمساهمة في وضع تصور لكيفية خلق بيئة ملائمة للنمو المستدام، كما يشهد طرح مجسم «الهايبر لوب» في جناح دبي العالمية كونه نموذجاً للابتكار الذي يحقق الرفاهية ويتناسب مع المرحلة المقبلة من المستقبل وسوف تعرض مناقشات جلسات المؤتمر كل ما هو جديد في كل أنواع الطاقة، من النفط والغاز والكهرباء، إلى تطوير مصادر الفحم النظيف والطاقة المتجددة وغيرها.

مشاركة واسعة

يشارك في الدورة عدد كبير من قادة الطاقة في الدولة والمنطقة لاستعراض أهم القضايا المتعلقة بالطاقة ومن دولة الإمارات يشارك نخبة من قادة الطاقة والمختصين من بينهم معالي المهندس سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، والمهندس عويضة مرشد المرر، رئيس «دائرة الطاقة في أبوظبي» وسعيد محمد الطاير، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» والمهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية «إينيك»، ومصبّح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في «مبادلة» للاستثمار كما يشارك في مؤتمر الطاقة عدد كبير من الشركات الرائدة عالمياً لتستعرض خدماتها ومنتجاتها.

Email