هزاع القحطاني سفير الدولة في كيغالي: التبادل التجاري يرتفع إلى 1.6 مليار درهم

شراكة استثنائية بين الإمارات ورواندا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد هزاع القحطاني سفير الإمارات في رواندا، أن الإمارات ورواندا نجحتا منذ بدء العلاقات الدبلوماسيــة بين البلدين في 1995، في بناء وتــعزيز شراكة قوية واستثنائية استطاعت أن تمضي بسرعة في طريق النمو والازدهار، حيث جرى تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين من الجانبين، وهناك تواصل ونقاش دائم حول السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير أوجه التعاون المشترك في شتى المجالات، والمضي بهذه العلاقات قُدُماً نحو آفاق أرحب، كما يتم تبادل وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

تنمية التعاون

وأشار هزاع القحطاني في تصريحات صحفية خلال فعاليات البعثة التجارية التي نظمتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات إلى رواندا، إلى أن افتتاح مقر سفارة الدولة في كيغالي في مارس 2018، بحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أسهم في تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة وتنمية أوجه التعاون مع رواندا في المجالات كافة.

ولف إلى أن الإمارات ترى إمكانات كبيرة لتعزيز تعاونها مع رواندا من خلال التعاون في مجموعة من المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لعل من بينها الزراعة والتعليم والبنية التحتية والسياحة، مشيراً إلى أن التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين ارتفعت بين عامي 2014 و2016، من 30 مليون دولار إلى 200 مليون دولار، ومع التوقيع على اتفاقيات اقتصادية مهمة، مثل حماية الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين سجل ارتفاعاً ملحوظاً، حيث وصل إلى نحو434.8 مليون دولار (1.59 مليار درهم) حالياً.

فرص استثمارية

وحول أبرز الفرص التي تزخر بها رواندا، أكد القحطاني وجود استثمارات متاحة في قطاعات الأعمال والطاقة والتصنيع، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعدين، والبنية التحتية والسياحة، والعقارات والبناء.

ونوّه إلى نجاح جمهورية رواندا في تحقيق الكثير من المنجزات التي أسهمت في استقطاب الاستثمارات المتعددة، وشهدت جملة من التغيرات جعلتها رائدة السياحة الأفريقية، إلى جانب احتلالها مواقع متقدمة في أفريقيا من حيث سهولة الاستثمار، وفقاً للتصنيف العالمي للتطور الاقتصادي، وأيضاً احتلت المركز الـ29 عالمياً من حيث سهولة إقامة المشروعات الاستثمارية والأعمال التجارية، كما ورد في مؤشر البنك الدولي لتقييم الأعمال لهذا العام، وبلغ معدل النمو الاقتصادي فيها عام 2018 نحو 8.2%، حسب إحصاءات صندوق النقد الدولي، وتقلص الوقت اللازم لإنشاء نشاط تجاري فيها من 43 يوماً إلى أربعة أيام فقط، وتصدرت عام 2016 الدول الأفريقية في استقطاب رجال الأعمال، وفقاً لتقرير السوق الأفريقية المشتركة.. كل ذلك وفّر لرواندا مناخاً استثمارياً متكاملاً.

تعاون مشترك

وأضاف: «تمتلك دولة الإمارات وجمهورية رواندا رغبة مشتركة قوية في دعم التنمية المستدامة للبلدين والمنطقة، وتعزيز التعاون، ومنها جاءت اتفاقيات التعاون، والشراكة الفريدة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، من خلال منح موانئ دبي العالمية امتيازاً مدته 25 عاماً لتطوير وتشغيل مركز لوجيستي جديد في كيغالي، وخلال زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لافتتاح السفارة في كيغالي، شهد سموه التوقيع على مذكرة تفاهم لتوفير 20 منحة دراسية لطلبة وطالبات رواندا في جامعة الإمارات، ومذكرة تفاهم أخرى لتوفير التدريب المهني لـ 100 امرأة رواندية في مجال السياحة والضيافة».

وتابع: «هناك اتفاقية بين البلدين لحماية الاستثمارات، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، ومذكرة تفاهم بشأن إعفاء مواطني الدولة من حملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة والعادية، ومواطني رواندا حملة جوازات السفر الدبلوماسية من تأشيرة الدخول المسبقة للبلدين، ووقّع البلدان في يوليو الماضي مذكرة تفاهم من أجل زيادة التعاون في مجال استقدام العمالة الرواندية وتوظيفها في القطاع الخاص الإماراتي، واتفقت الدولتان أيضاً على تعزيز التعاون في قطاع القوى العاملة خلال الفترة المقبلة».

استكشاف الأسواق

وأشاد القحطاني بزيارة البــعثة التجارية الموسعة التي نظمتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات إلى العاصمة الرواندية كيغالي، مرحباً بكل أعضاء الوفد من رجال الأعمال والمــصدّرين وممثلي الشركات، ونوّه إلى الدور الفعّال الذي تؤديه مؤسسة دبي للصادرات في استكشاف الأسواق الأفريقية النامية التي تدعم فرص النمو والتوسع للمصدّر الإماراتي، موضحاً أن الدعم الذي قدمته بعثة الدولة في رواندا تجاه هذا الوفد التجاري يعد واجباً، وأحد أهم اهتـــماماتها ورسالتها نحو بناء الشراكة وتعزيز التعاون مع جمهورية رواندا الشقيقة.

وأضاف: « لا شك أن هذه الزيارة تحمل مضامين إيجابية متعددة، فهي تفتح الباب أمام المصدّرين والشركات لاستكشاف الفرص الاستثمارية في رواندا، وتسهم في بناء علاقات تعاون مع نظرائهم الروانديين، وتدعم عملية ترويج الفرص المتنوّعة في مجال التصدير والتجارة بين رواندا والشركات العاملة في الإمارات، كما تمهّد اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الروانديين في القطاعين العام والخاص، لبناء الشراكات والعلاقات التجارية بين مجتمع الأعمال في كلا البلدين، وتعزيز التجارة المشتركة والتعاون الاستثماري».

نهضة شاملة

وأشار سفير الدولة في كيغالي إلى أن الرئيس الرواندي بول كاغامي يشيد بالعلاقات الثنائية التي تربط بلاده مع الإمارات، ويؤكد الحرص المستمر على تعـــزيزها وتوطيدها في المجالات كافة، كما يشيد بما حققته الإمارات من نهضة حضارية شاملة بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، كما أن رواندا حلت ضيفَ شرف على القمة العالمية للحكومات 2019 في دورتها السابعة التي عقدت في دبي من 10-12 فبراير الماضي، حيث قاد الرئيس كاغامي وفد بلاده في القمة.

التسامح والإخاء

حول نظرة المجتمع الروندي إلى الإمارات قال القحطاني: «نظرة الروانديين للدولة ومواطنيها تأتي من خلال التواصل بين المجتمعين، والذي يتم عبر صور مختلفة، منها ما يعايشه الروانديون الذين يسافرون كثيراً إلى الإمارات سواء للسياحة أو التجارة، إلى جانب المقيمين ممن يعيشون ويعملون على أرض الإمارات، فهم يشعرون بقيم التسامح والإخاء وينعمون بالحياة الكريمة والاحترام، فقوانين الدولة تكفل للجميع العدل والاحترام والمساواة، كما تجرّم الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف».

وتابع: «في المقابل هناك مجموعات من المواطنين يأتون إلى زيارة رواندا بهدف السياحة، ومن خلال تواصلنا مع قطاعات المجتمع نستطيع التأكيد على أن الروانديين يضعون في نظرتهم إلى الدولة أنها من بين الدول القليلة التي استطاعت أن تحجز مكانتها ضمن قائمة الدول الرائدة في نشر قيم التسامح والمـــحبة، وقدمت منذ تأسيسها نموذجاً حياً للتسامح، على النحو الذي يجعله جزءاً من شخصية الدولة ومواطنيها، ومن يقيمون على أرضها، لا سيما وأن الإمارات وضعت الأطــر التشريعية والقانونية، التي تدعم هذا الجانب الإنساني والحضاري، وتجرّم كل أشكال التعصب أو نبذ الآخر أو الإساءة إلى معتقداته.

أيضا النظرة إلى الإمارات من قبل الروانديين تدخل في إطار نظرة الأفارقة، حيث من المهم الحديث هنا عن العطاء الإنساني للإمارات عبر مؤسسات العمل الطوعي والخيري، التي مثّلت جسراً إنسانياً خفف الكثير من معاناة شعوب العالم جراء الكوارث والفقر والمجاعات والحروب.

Email