الابتكار ركيزة تطوّر سوق الدفع الإلكتروني في الإمارات

Ⅶ نمو متواصل في استخدام بطاقات الدفع في الإمارات والمنطقة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقّع تقرير حديث ارتفاع أعداد بطاقات الدفع المزدوجة (اللاتلامسية والتلامسية في بطاقة واحدة) في الإمارات إلى 17 مليون بطاقة بحلول 2020، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 23% مؤكداً أن الابتكارات التقنية ركيزة دفع سوق الدفع الإلكتروني في الإمارات.

وأشار تقرير شركة البحوث «ايه بي آي ريسيرتش» إلى تداول 272 مليون بطاقة دفع لاتلامسي في الشرق الأوسط وأفريقيا بحلول 2019، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 45% وهو ما يواكب العدل العالمي لنمو منصات الدفع اللاتلامسي البالغ 48%.

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء أن 90% من سكان الإمارات يستخدمون القنوات المصرفية الرقمية، في حين وصلت نسبة سكان الدولة الذين يستخدمون أجهزة الصراف الآلي إلى 100%، في مؤشر على وتيرة النمو السريعة التي تشهدها حلول الدفع الإلكتروني في الدولة، والانتقال السريع إلى مجتمع غير نقدي مدفوعاً بالابتكار، وزيادة وعي المستهلكين بمزايا الدفع الإلكتروني.

رقمنة الدفوعات

وأكّد جورانج شاه، نائب أول رئيس ماستركارد لإدارة المنتجات والمدفوعات الرقمية والمختبرات الرقمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أن الابتكار ركيزة أساسية في دفع سوق الدفع الإلكتروني في الدولة، مشيراً إلى أن ابتكار تقنية الترميز في قطاع المدفوعات الرقمية على سبيل المثال شكل تحولاً جذرياً في مفاهيم الحماية الأمنية من الاحتيال المالي، حيث أصبحت البيانات غير مفيدة للمحتالين في حال تعرضها للسرقة أو القرصنة. ولم يساعد ذلك في حماية البيانات المالية للمستهلكين فحسب، بل عزز أيضاً ثقتهم في قطاع يتحول نحو «الرقمنة» بخطى متسارعة.

وشدّد على الأهمية القصوى التي توليها ماستركارد، التي تصل حصتها إلى أكثر من 2.5 مليار بطاقة دفع عالمياً، لمفهوم الابتكار في الشركة الذي يهدف إلى إعادة تشكيل تجربة المستهلك وإضافة مستويات جديدة من الكفاءة لسلسلة القيمة بالقطاع المستهدف، بل «يتخطى ذلك ليغير هذا النوع من الابتكارات الوضع الراهن، ويتعامل مع نقاط الضعف بطريقة مختلفة لا لمجرد الحدّ منها بل لمعالجتها جذرياً.

وأضاف جورانج شاه: «من المهم النظر إلى اللاعبين الجدد في القطاع – أي شركات التكنولوجيا المالية - لا كمنافسين، بل كشركاء استراتيجيين محتملين يمكنهم مساعدتك في تحقيق الابتكارات الثورية. ويمثل الشعور الإيجابي الذي حظيت به بعض الشركات التي تأسست في الإمارات وتم الاستحواذ عليها مؤخراً مؤشراً واضحاً على أن المنطقة أصبحت بشكل متزايد حاضنةً للشركات الناشئة والمبتكرة التي يتخطى رأسمالها مليار دولار، ومن المنطقي أن نسعى للاستفادة من هذه الفرصة السانحة».

أمن المدفوعات

وحول دور «الابتكارات الثورية» التي تقودها ماستركارد في تعزيز الحماية الأمنية في قطاع المدفوعات الرقمية، أوضح جورانج: تقوم الاستراتيجية الأساسية لمعالجة هذا الوضع على 3 أركان؛ أولاً، من الضروري تفعيل الحوار وتبادل المعرفة مع الحكومات والشركاء في قطاعي البنوك والتكنولوجيا لمعالجة هذه القضايا بأسلوب تعاوني. ثانياً، لا بد من نشر الأدوات التكنولوجية المتاحة التي تخفف المخاوف المتعلقة بأنشطة الاحتيال وتعزز سبل توثيق المعاملات، وقد أثبتت تقنية الترميز والذكاء الاصطناعي فعالية كبيرة على هذا الصعيد. وأخيراً، ولعلّه الأهم، من الضروري للغاية رفع مستوى الوعي بشأن هذه القضايا لكسب ثقة المستهلكين، فالثقة هي أساس الاقتصاد الرقمي، وكسبها يحتاج لعمل متواصل وجهود متسقة.

التحوّل الرقمي

وعزت جيهان مراد، المديرة الإقليمية للخدمات المصرفية والمدفوعات في»تاليس«المتخصصة في حلول الأمن والهوية الرقمية النمو المتوقع لبطاقات الدفع في الدولة إلى المبادرات الداعمة للتحول الرقمي في الهيئات والوزارات المالية بالإضافة إلى سياسات البنوك التي تهدف إلى تطوير عمليات الدفع لتواكب التطور التكنولوجي بما يخدم احتياجات الأفراد ويسهل عمليات الدفع اليومية.

وأضافت مراد في تصريحات خاصة لـ»البيان الاقتصادي«:»من المتوقع أن يرتفع حجم تعاملات الدفع اللاتلامسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 63 مليون دولار في عام 2015 إلى 32 مليار دولار في 2021 بمعدل نمو سنوي يبلغ 155%. وتتيح بطاقات الدفع اللاتلامسي مستويات أمن معززة لمنح الأفراد راحة بال مطلقة عند استخدامها لتوفير عملية دفع سلسة ومريحة عند التسوق«.

أمن البطاقات

وحول مدى أمن استخدام هذه البطاقات، أوضحت جيهان مراد:»لا تحتاج معاملات الدفع اللاتلامسي إلى رمز سري عند دفع المبالغ المنخفضة، لذا فإن هناك تصوراً خاطئاً بأن البطاقة المفقودة أو المسروقة قد تُكبد صاحبها خسائر مالية أكبر. وفي الواقع، من المحتمل أن تكون الخسائر ضئيلة للغاية في هذه الحالة، لأنه بعد عدد معين من المعاملات، يحتاج المستخدمون إلى إعادة إدخال البطاقة ورمزها السري. أما في حال المعاملات الكبيرة، سيظل رقم التعريف الشخصي إجبارياً لإتمامها.

أمن

تعتبر المدفوعات اللاتلامسية أكثر أماناً وموثوقية لأن المستخدمين النهائيين لن يضطروا أبداً إلى ترك بطاقتهم بعيداً عن أنظارهم وبالتالي منع أي محاولة نسخ للمعلومات.

Email