تريستان دي بويوسون الرئيس التنفيذي للشركة لـ« البيان الاقتصادي»:

500 مليون سيولة لدى «أمانات» للتوسّع والاستثمار

فرص كبيرة للنمو في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم في المنطقة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال تريستان دي بويوسون، الرئيس التنفيذي لــ«أمانات» القابضة، أكبر شركة استثمارية في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، إن الشركة لديها سيولة تقدر بــ 500 مليون درهم جاهزة للمزيد من التوسع والاستثمار في الفرص المتاحة في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، سواء مباشرة أو عبر شركاتها التابعة والزميلة.

وأضاف في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، إن السيولة المتاحة تعادل قرابة 20% من رأس المال المدفوع للشركة والبالغ 2.5 مليار درهم، ويمكن استخدام جزء منها لإتمام المزيد من الاستحواذات إلى جانب دعم الاستثمارات الحالية، موضحاً أن الشركة تركز على محورين رئيسين في عام 2019، أولهما ضخ استثمارات إضافية عبر المحفظة الحالية للاستثمارات ودعم الشركات التابعة والزميلة وتعزيز قدراتها التشغيلية، وتأمين السيولة اللازمة لتمويل المزيد من الاستحواذات.

وأوضح أن المحور الثاني يتمثل في دعم البحث عن فرص في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أن الشركة تدرس دخول السوق المصرية في أول خطوة لها خارج المنطقة.

محطة مفصلية

ولفت إلى أن العام الماضي شكل محطة مفصلية في تاريخ الشركة على اعتبار أن قسماً كبيراً من استثماراتها واستحواذاتها حصلت خلاله، حيث تعتبر الشركة 2018 عام الاستثمار والتوسع، بعد أن شهدت نمواً لافتاً في النشاط الاستثماري مع استثمار 1.2 مليار درهم عبر الاستحواذ على 4 أصول إضافية ليصل إجمالي قيمة الاستثمارات مع نهاية 2018 إلى ملياري درهم، تشكل ما نسبته نحو 80% من رأس المال المدفوع.

وتتوزع الأصول الأربعة على الشكل التالي: في قطاع التعليم، شركة جامعة أبوظبي القابضة وجامعة «ميديلسكس» دبي إضافة إلى الاستحواذ على الأصول العقارية لمدرسة «نورث لندن كوليجييت» في دبي، وفي قطاع الرعاية الصحية، المستشفى الملكي للنساء في البحرين. وسبق ذلك قيام الشركة نهاية 2017 برفع حصتها في شركة تعليم القابضة إلى 21.7% مقابل 52 مليون درهم.

وأكد التوزيع المتوازن للمحفظة الاستثمارية للشركة بين قطاعي الرعاية الصحية والتعليم مع تطلعها لمزيد من الاستحواذات، مضيفاً أنه لا يوجد رقم محدد لقيمة الاستحواذات المرتقبة.

بناء منصات

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «أمانات» القابضة، أن الشركة مهتمة بتعزيز منصاتها القائمة حالياً في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، مع استمرار التوجه نحو البحث عن فرص إضافية في أسواق مستهدفة.

وأضاف: «هناك عملياً وعلى سبيل المثال منصة قائمة تركز على أنشطة التعليم العالي، حيث تمتلك أمانات اليوم نسبة 35% في شركة جامعة أبوظبي القابضة و100% في جامعة ميديلسكس دبي، اللتين تشكلان معاً مؤسسات متخصصة وصالحة لكي تشمل أصولاً إضافية مستقبلاً، وتتمتع المؤسستان بفرصة للتعاون والتكامل وهو أمر تشجع عليه أمانات».

وأشار إلى أن المنصات القائمة حالياً التي نجحت أمانات في بنائها للرعاية الصحية والتعليم، ستكون موسعة لتشمل المزيد من المجالات الثانوية.

وقال: إن الأثر المالي الإيجابي لاستحواذات 2018 ظهر في نتائج أعمال الشركة في العام الجاري، ومن المتوقع أن يتواصل تأثيرها خلال الفترة المتبقية من العام بعد أن سجلت الشركة أرباحاً جيدة في الربع الأول 2019، لافتاً إلى أن افتتاح المستشفى الملكي للنساء والأطفال في البحرين، شكل حدثاً مهماً في أعمال الشركة خلال الربع الأول، وذلك بعد مضي أشهر قليلة على استحواذ أمانات على المستشفى في أغسطس 2018.

وسجلت «أمانات» صافي أرباح قدره 20.7 مليون درهم خلال الربع الأول 2019، بزيادة 43% مقارنة بالفترة نفسها من 2018، كما بلغ إجمالي إيراداتها 35.4 مليون درهم بزيادة 30% مقارنة بالفترة نفسها من 2018.

شراكات استراتيجية

وكشف تريستان دي بويوسون والذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لـ«أمانات» في فبراير الماضي، عن أن الشركة تتطلع باستمرار بالدخول في شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية، لكن لا يوجد حتى الآن أي مفاوضات أو اتفاقيات في هذا الشأن، وإن كانت الشركة على تواصل مع كبرى المؤسسات المهتمة بقطاعي التعليم والصحة في المنطقة.

وأكد أنه لا نية في المدى القصير لزيادة رأس المال المدفوع، حيث لا يزال لدى الشركة جزء من رأس المال الحالي غير المستثمر إضافة إلى امتلاكها فرصاً جيدة ومساحة واسعة نحو الاستدانة، مضيفاً أن رأس المال المرخص للشركة يبلغ 5 مليارات درهم فيما يبلغ رأس المال المدفوع الحالي 2.5 مليار درهم، وبالتالي بإمكانها زيادة رأس المال عند الحاجة لذلك.

الاستدانة

ولفت إلى أنه يمكن الاستدانة عند الحاجة، وذلك للمرة الأولى منذ التأسيس، حيث لم تلجأ الشركة للاقتراض أو الدين حتى تاريخه إلى جانب أن شركاتها التابعة ليست منكشفة على أي قروض وبإمكانها الحصول على تمويلات بنكية لتعزيز استثماراتها وخلق المزيد من القيمة المضافة، مضيفاً: إن هناك مباحثات مع عدد من البنوك المحلية للحصول على قروض مصرفية ولكن يبقى دائماً بالإمكان النظر إلى وسائل أخرى للاستدانة عبر أسواق الدين.

وحول ما إذا كانت الشركة تخطط للاستثمار في قطاعات أخرى، قال إن استثمارات الشركة تنحصر فقط بقطاعي التعليم والرعاية الصحية. وأضاف الشركة تعمل على زيادة السيولة على السهم من خلال تعزيز معدلات التداول في البورصة، لافتاً إلى أن التعاقد مع موفر السيولة يعتبر أحد الخيارات لكنه ليس الخيار الوحيد.

وحول ما إذا كان هناك توجه لإدراج مزدوج للشركة في السوق السعودية، لفت دي بويوسون، إلى أن هذا الأمر غير مطروح على أجندة مجلس الإدارة حالياً.

وأضاف: هناك زيادة في الطلب على قطاع التعليم الذي ينمو باستمرار بدعم من الزيادة السكنية والتحول في الطلب على خدمات التعليم من القطاع العام إلى القطاع الخاص، لافتاً إلى أنه لا يزال هناك طلب قوي على خدمات الرعاية الصحية والتعليم في كل أسواق المنطقة لا سيما في الإمارات والسعودية، خصوصاً في ظل الإجراءات الحكومية شديدة الإيجابية، ومن بين هذه الإجراءات إلزامية التأمين الصحي في دبي وأبوظبي وخصخصة خدمات الرعاية الصحية من خلال تحول الحكومة إلى جهة رقابية ناظمة، وتحويل نشاطها التشغيلي إلى القطاع الخاص.

نمو قوي متوقّع للرعاية الصحية والتعليم

تتوقع «أمانات» نمو قطاعي الرعاية الصحية والتعليم بقوة لا سيما على المديين المتوسط والطويل في ظل ما يتمتع بهما القطاعان من عوامل جذب وعناصر مشجعة للاستثمار. وتتوفر فرص واعدة في وقت ينمو الطلب على الرعاية الصحية عالمياً بنسبة 4% فيما ينمو في المنطقة بنسبة 9% إلى جانب أن هناك بعض الخدمات التي تعاني نقصاً واضحاً حالياً في المنطقة.

ويصل حجم الإنفاق في دول مجلس التعاون الخليجي 4 - 5% من الناتج المحلي الإجمالي فيما يبلغ 11% في أوروبا و17% في الولايات المتحدة، وهناك 1.3 سرير لكل ألف من عدد السكان في الخليج مقابل 5 - 6 أسرة في المملكة المتحدة فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. دبي- البيان

Email