مسيرة نجاح تجسد رؤية القيادة وتختصر الزمن

دبي.. سياحة في اللامستحيل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رسخت دبي مكانتها على خارطة السياحة العالمية ونجحت في اختصار الزمن لتصبح خلال سنوات وجهة سياحية تزاحم أعرق العواصم العالمية على تصدر مؤشرات السياحة العالمية، وباتت خلال فترة زمنية قصيرة نموذجاً عالمياً للعديد من المدن التي ترغب في تطوير برامجها السياحية وفي زيادة مساهمة القطاع السياحي في اقتصادياتها الوطنية، في معجزة أثبتت أن لا مكان للمستحيل في الإمارات.

من منطقة صحراوية في السابق، إلى نحو 16 مليون زائر بنهاية العام الماضي..، أرقام تلخص حركة التطور والنمو الذي شهدها القطاع السياحي في دبي التي استقطبت خلال 5 سنوات فقط نحو 74 مليون زائر قضوا نحو 138.7 مليون ليلة فندقية وتمكنت دبي خلال 10 سنوات من مضاعفة عدد الزوار من 7.58 ملايين زائر في 2009 إلى نحو 16 مليون زائر بنهاية 2018 الأمر الذي يعتبر إنجازاً تاريخياً لأي وجهة سياحية خاصة أن هذا النمو رافقه تطور في البنية التحتية لاسيما في قطاع الفنادق والمطارات وشركات الطيران والمدن الترفيهية التي تعتبر مرتكزات أساسية لنمو أي قطاع سياحي.

تجربة سياحة دبي أصبحت تفرض نفسها في معظم المحافل والمؤتمرات ومراكز البحث العالمية خاصة أنها نجحت في تجاوز العديد من العقبات والتحديات التي فرضتها الظروف غير المستقرة في بعض الوجهات الإقليمية التي كانت من الأسواق السياحية المهمة بالنسبة لها، وحتى في ظروف الأزمة المالية العالمية تمكنت الإمارة من تسجيل مستويات نمو إيجابية في الوقت التي كانت تعاني فيه العديد من الدول من التراجع في التدفقات السياحية.

مسيرة النجاح التي سطرها القطاع السياحي في دبي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وما تضمنته وثيقة الخمسين واستراتيجية دبي السياحية من طموح غير محدود لتعزيز مكانة دبي في جميع المحافل العالمية والوصول بدبي إلى صدارة الوجهات المفضلة والأكثر جذباً سواء للسياحة أو الأعمال أو الفعاليات من خلال مبادرات طموحة تحقق النمو المستدام وتضمن استمرارية التنافسية على المستوى العالمي وبما يواكب التغيرات التي تشهدها معظم القطاعات الاقتصادية والأسواق العالمية.

أما عن المستقبل فقد توقع مجلس السياحة والسفر العالمي، أن ترتفع مساهمة السياحة والسفر في ناتج دبي إلى 20.9 مليار دولار (76.9 مليار درهم) حتى عام 2026، بنسبة نمو تصل إلى 6.3% ليوفر القطاع أكثر من 223 ألف وظيفة بحلول هذه الفترة.

وأكد خبراء في القطاع السياحي أن استراتيجية النجاح التي اعتمدتها دبي في إدارة القطاع السياحي ترتكز على 3 محاور أساسية تتلخص في التنوع في الأسواق وعدم الارتهان إلى سوق معين والتنوع في توفير المنتج السياحي، إضافة إلى التنوع في الترويج للأنماط السياحية، الأمر الذي ساهم في استقطاب شرائح سياحية جديدة.

وقال الخبراء إن تطور الناقلات الوطنية لاسيما طيران الإمارات وفلاي دبي بالإضافة إلى تطور البنية التحتية من المطارات ومرافق الترفيه والمدن لعب دوراً أساسياً في نجاح منظومة القطاع السياحي مشيرين إلى أن دبــي نجحت في ابتــكار المنتج السياحي الذي يتناسب مع متطلبات الســياحة العائلية وســياحة الترفيه وســياحة الأعمال وســياحة الحوافز والمؤتمــرات والمعارض وســياحة المهرجانــات بالإضافــة إلــى أنهــا حققــت قفزات نوعيــة فيما يتعلق بتوفيــر المنتــج الخاص بالســياحة العلاجيــة والرياضيــة والســياحة البحرية.

المنافسة المستدامة

ومن جهته قال عصام كاظم المدير التنفيذي لـمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري تواصل «دبي للسياحة» تنفيذ مشاريع لتطوير وتعزيز وترويج الركائز الأساسية لما يمكن أن تقدمه دبي سياحياً، وهو ما يساهم في اجتذاب أعداد أكبر من السياح، وفي الوقت ذاته يعزز من مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ويجعل من دبي مصدراً للمنافسة المستدامة للنمو في المستقبل.

وأضاف إن دبي من اهم المدن السياحية العالمية وتتقدم بخطى متسارعة نحو تطوير قدراتها من خلال استثمارات استراتيجية، ومــشاريع جذب مبتكرة، وشراكات عالمية طويلة الأجل، مشيراً إلى أن قطاع الضيافة في دبي يتسم بالتنوع والحيوية، ومن المتوقع أن يشهد نمواً قوياً ومستمراً خلال السنوات المقبلة، وذلك مع بلوغ عدد الليالي الفندقية المحجوزة حتى نهاية 2019 نحو 35.5 مليون ليلة سنوياً. وأوضح كاظم أن ما حققته دبي من إنجازات، لم يكن ليتحقق لولا التعاون الوثيق بين جميع الأطراف والشركاء المعنيين بقطاع الضيافة، وتطوير البنية التحتية، وكذلك الطيران وتعاون طيران الإمارات وفلاي دبي، مشيراً إلى أن قطاع السياحة في دبي استفاد من التوسعات الأخيرة، التي شهدتها الشركتان، ووصولهما إلى المزيد من المحطات حول العالم.

تطور الخدمات

أكد جوسيه سيلفا الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا أن دبي أكثر المدن حرية من الناحية الاقتصادية والسياحية في المنطقة نتيجة تطور الخدمات الاقتصادية والخدمات البنكية، وأصبحت مركزاً اقتصادياً مثل نيويورك ولندن وهونغ كونغ وسنغافورة، وهذه المراكز الاقتصادية باتت في مراحل من الصعب تجاوزها من قبل مدن أخرى. والوجهات السياحية التي تعتبر مراكز للاقتصاد الحر وجهات مفضلة للسياح، نتيجة لطبيعة الخدمات التي تقدمها، وهي غالباً ما تحتضن أفخم الفنادق والمطاعم والمقاهي العالمية، بالإضافة إلى العلامات التجارية من مختلف أنحاء العالم، لذلك، فهي وجهات مفضلة للتسوق والترفيه والأعمال في آن واحد، الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد للقطاع الفندقي في دبي.

وأضاف سيلفا هناك العديد من المحفزات التي تقدمها الحكومة لمختلف القطاعات الاقتصادية، وللقطاع السياحي والفندقي بشكل خاص، على سبيل المثال تعتبر نسبة الضرائب في أدنى المستويات مقارنة مع دول في أوروبا وأمريكا. كما أن هناك سعياً متواصلاً من قبل الحكومة لتطوير المشاريع والأيقونات السياحية، بالإضافة إلى مواصلة تطوير المطارات والموانئ، الأمر الذي من شأنه تعزيز تنافسية دبي كمركز للأعمال والسياحة.

وقال إن دبي باتت مركزاً للسفن البحرية في المنطقة، وهذه تعتبر من أكبر محفزات القطاع، بالإضافة إلى توفر خيارات الطيران الاقتصادي والتجاري، وارتفاع مستوى الخدمات في المطارات والفنادق والمطاعم، وهو ما يخدم الفنادق بشكل عام.

تنوع المنتج

ومــن جهته قــال ديفيــد برنس نائــب الرئيس الإقليمــي لروتانا في دبــي والمناطق الشــمالية إن الإمارة نجحت في تعزيز مكانتها السياحية الإقليمية والعالمية وأصبحت نموذجاً للعديد من المدن في سرعة التطور والنمو السياحية مشــيراً إلى أن دبي نجحت في تجــاوز هذه التحديات وتمكنت من تحقيق نســب نمو جيدة من خلال تنوع المنتج الســياحي الذي تقدمه والذي ســاهم في استقطاب شرائح سياحية جديدة.

وأضاف نجاح القطاع السياحي في دبي شكل نموذجاً ملهماً للعديد من المدن العالمية، خاصة وأن الإمارة استطاعت خلال سنوات معدودة أن تعزز مكانتها على خارطة السياحة والسفر العالمية لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية، بحسب العديد من التقارير والمؤشرات الدولية العالمية المتخصصة. وأوضح برنس أن استمرار ضخ الاستثمارات الحكومية والخاصــة في تطويــر البنية التحتية وفي المشــاريع الترفيهية حتى في أصعب الظروف ساهم في استدامة نمــو القطاع الســياحي مــن خلال استقطاب شرائح سياحية جديدة. وقال برنس إن دبــي نجحــت فــي اختــراق أســواق ســياحية جديدة بدعم من توســع الناقلات الوطنية، لذلك نلاحظ وجــود نمو في أعداد الســياح الآســيويين القادميــن إلى دبي بالإضافة إلى وجود تحسن في أعداد السياح الروس ونمو في أعداد الســياح من منطقة أمريكا اللاتينية وأفريقيــا، مؤكداً أن هذه الأســواق لم تكن معروفة قبل افتتاح خطوط الطيــران الوطنية لرحلات مباشــرة مــع هذه الــدول.

استدامة الطلب

ومن جهته قال كريس نيومان، الرئيس التنفيذي للعمليات، مجموعة «إعمار للضيافة» إن استراتيجية دبي السياحية 2025 تهدف إلى استقبال 25 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2025، وأثمر إطلاق هذه الاستراتيجية عن سلسلة من المبادرات السياحية الهامة والمشاريع الشاملة لتطوير البنى التحتية، مما يعود بفوائد ملموسة على قطاع الضيافة، وسيساهم في استدامة الطلب على الغرف الفندقية، وتعزيز تنوعها لتتناسب مع مختلف فئات الزوار، بما في ذلك الضيوف الراغبون بالاستمتاع بإقامات فندقية فاخرة، أو المهتمون بتجربة فندقية تضمن لهم أكبر قيمة مقابل المال.

وأضاف انه وفقاً لـ «يورومونيتور إنترناشيونال»، دبي المدينة الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تدخل تصنيف أول 10 مدن، حيث اجتذبت العام الماضي سياحاً بأعداد تتفوق على زوار وجهات شهيرة مثل نيويورك وكوالالمبور وإسطنبول وبوكيت وطوكيو ولاس فيغاس وغيرها. وهذه المؤشرات ستواصل تعزيز الطلب على الفنادق الجديدة في دبي، بالإضافة إلى ظهور مشغلين جدد يرفعون مستوى التنافسية في قطاع الضيافة المحلي.

نموذج

يتضمن تاريخ دبي الحديث نماذج اقتصادية متنوعة وملهمة، سواء في صياغتها أو تطبيقها، لكن تبقى علامتها الفارقة في جرأة اتخاذ القرار الشجاع بشأنها ووضعها موضع التنفيذ. ولم تتأخر العديد من الأسواق العالمية، التي كانت تنظر بعين الشك لتلك التجارب، عندما كانت في مهدها في ضرب المحاولات تلو الأخرى لنسخ أو تقليد تلك التجارب بعد نجاحها المدوي. اليوم أصبحت تلك التجارب نموذجاً تقتدي به دول العالم، ولا يمر عام إلا وتستقبل دبي وفوداً رسمية رفيعة المستوى قادمة بهدف التعرف إلى تجربة من تلك التجارب الغنية، والتعاون من أجل نسخها في تلك الدول والبلدان. أسواق عريقة وأخرى صاعدة ترى في دبي عاصمة اقتصادية عالمية بلا منازع، وتتطلع إليها على أنها النموذج الحلم.

10.66

ارتفع عدد الليالي الفندقية في دبي خلال 2018 بنسبة 3.15%، ووصل متوسط إقامة الزائر إلى 3.5 ليالٍ، وحققت الغرف الفندقية عائدات بنحو 10.66 مليارات درهم، وذلك بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، التي أشارت إلى أن عدد الليالي الفندقية خلال العام الماضي وصل إلى 30.13 مليون ليلة، في حين وصل متوسط العائد على الغرفة إلى نحو 435 درهماً. وتشير التقديرات إلى أن الغرف الفندقية في دبي على الرغم من تراجع متوسط العائد مقارنة بالأعوام السابقة إلا أنها تبقى ضمن الأعلى عالمياً.

25

تهدف استراتيجية سياحة دبي 2025 التي اعتمدها المجلس التنفيذي لإمارة دبي في بداية شهر أكتوبر، إلى جذب 21 إلى 23 مليون زائر بحلول عام 2022 و23 إلى 25 مليون زائر بحلول عام 2025، ويرتكز عمل استراتيجية السياحة على 5 أولويات، هي استمرار الريادة في الأسواق الأساسية والمتنوعة، وتنويع المصادر في الأسواق والحفاظ على المقومات السياحية ذات المستوى العالمي، والتواصل من خلال التسويق الشخصي الذكي وتعزيز جاذبية دبي وجهةً رائدة للأعمال.

وتمثل خريطة طريق جديدة لمستقبل القطاع السياحي وتراعي التغيرات والتطورات التي شهدها القطاع منذ إطلاق رؤية دبي السياحية 2020 في مايو 2013.

26.9 %

استحوذت الإمارات على 26.93% من إجمالي حجم الإنفاق على السياحة الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2018، والذي بلغ نحو 505.7 مليارات درهم بحسب بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي.

وتوقع المجلس أن يرتفع الإنفاق على السياحة الترفيهية في السوق الإماراتية من 145.3 مليار درهم خلال العام الجاري إلى 158.7 مليار درهم في 2020، بنسبة نمو تصل إلى نحو 9.22%. وأشار إلى أن حجم الإنفاق على السياحة الترفيهية نما بنسبة 12% بين عامي 2010 و2018.

وأصبحت السياحة الترفيهية تلعب دوراً مهماً في رسم المشهد السياحي، خاصة بعد افتتاح العديد من المعالم والمدن الترفيهية التي ساهمت في تعزيز دور السياحة الترفيهية في المشهد السياحي.

716

وصل عدد الغرف الفندقية في دبي إلى نحو 117.43 ألف غرفة فندقية ضمن 716 منشأة من مختلف الفئات، حيث استحوذت فنادق الخمسة نجوم على 34% من إجمالي الغرف الفندقية بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي.

وتشير البيانات إلى أن هناك نمواً متزايداً في أعداد الغرف التي تدخل إلى السوق في ظل سعي المستثمرين إلى الاستفادة من التدفقات السياحية المتوقعة خلال معرض إكسبو 2020.

5 عناصر تحفز الاستثمار بالقطاع

أثبت القطاع السياحي في دبي قدرته على استقطاب استثمارات جديدة بصورة مستدامة مدعوماً بالتوجهات الحكومية واستقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة على المستويين الإقليمي والعالمي.

ويمتلك القطاع السياحي في دبي 5 عناصر من شأنها تعزيز تدفق الاستثمارات السياحية إلى الإمارة لاسيما في ظل النجاحات المتواصلة التي يحققها القطاع سنوياً. ويشكل الأمن الذي تتمتع به الدولة أهم العناصر الجاذبة للاستثمار في القطاع السياحي وفي مختلف القطاعات. ويتمثل العنصر الثاني في المبادرات والمشاريع الحكومية التي تتصدر المحفزات الاستثمارية في القطاع السياحي، خاصة بعد قيام الجهات الحكومية بإطلاق مشاريع سياحية عملاقة بمستويات عالمية.

ويعتبر الاستثمار الجاري في تطوير البنية التحتية في مطارات الدولة العنصر الثالث الذي يضاف إلى العناصر المساعدة على جذب الاستثمار السياحي، وشكل الهامش الربحي على المشاريع الفندقية والسياحية عنصراً آخر يضاف إلى العناصر المحفزة للاستثمار السياحي، خاصة أن الهامش الربحي وصل إلى 15% بحسب تقارير عالمية متخصصة في القطاع.

أما العنصر الخامس فيتمثل في سهولة الإجراءات واستخراج التراخيص المطلوبة التي تلعب دوراً مهماً في جذب الاستثمارات الجديدة وتعزيز الاستثمارات الموجودة.

السياحة الداخلية ركيزة أساسية داعمة

شكلت السياحة الداخلية في دبي ركيزة أساسية وداعماً محورياً لقطاع الضيافة خلال الفترة الماضية في ظل المقومات التي تتمتع بها الإمارة وخيارات الترفيه المتعددة التي تتناسب مع جميع شرائح المجتمع من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرية المختلفة.

قدر عاملون في صناعة الضيافة مساهمة السياحة الداخلية بنحو 20% من إجمالي إشغال المنشآت الفندقية في الوقت الذي تعد رافداً قوياً للمرافق الترفيهية ومراكز التسوق التي تشهد إقبالاً قوياً على مدار الأسبوع وازدحاماً شديداً في العطل الأسبوعية من جهة والموسمية من جهة أخرى.

وتمكنت دبي من تعزيز مساهمة السياحة الداخلية في القطاع الفندقي من خلال رفدها للمزيد من المرافق السياحية والترفيهية ومراكز التسوق التي تشهد على مدار العام العديد من الفعاليات والنشاطات والمهرجانات لاستقطاب المواطنين والمقيمين في الإمارة والإمارات الأخرى

تسهيل التأشيرات يعزز التدفق من روسيا والصين

انعكس قرار تسهيل التأشيرات للزوار الروس والصينيين على التدفقات السياحية من هذه الأسواق التي سجلت مستويات نمو قياسية مقارنة مع فترة قبل القرار.

ويظهر تحليل «البيان الاقتصادي» من واقع الأرقام الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أن المعدل الشهري لعدد الزوار الصينيين منذ اعتماد قرار منح التأشيرات في سبتمبر 2016 وصل إلى 66 ألف زائر شهرياً، بنمو 65% مقارنة مع المعدل الشهري للزوار قبل قرار منح التأشيرات، الذي وصل إلى 40 ألف زائر شهرياً.

وبحسب الأرقام وصل المتوسط الشهري لعدد الزوار الروس منذ قرار منح التأشيرات في فبراير العام 2017 حتى نهاية العام 2018 إلى نحو 50 ألف زائر روسي شهرياً مقارنة مع نحو 21.3 ألفاً بنمو 135%.

هلال المري: نموذج لا يمكن لمدن أخرى توفيره أو تكراره

أكد هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أن القطاع السياحي في دبي نجح في تعزيز مكانته العالمية من خلال الاستفادة من مقوماته السياحية ومواصلة الاستثمار في تطوير البنية التحتية مشيراً إلى أن هناك عدداً قليلاً من المدن إن لم يكن نادراً قد نجحت في مضاعفة أعداد زوارها خلال فترة زمنية قصيرة مثل دبي.

وقال المري إن دبي تقدم للعالم نموذج لا يمكن لمدن أخرى أن توفره أو تكرره، إذ تمتلك مجموعة من المعالم السياحية العالمية المهمة مثل: برج خليفة، برج العرب، جزيرة النخلة، إضافة إلى أفضل مراكز التسوق في العالم، والبنية التحتية المتطورة للغاية، التي تشكل في مجملها محوراً لاستقطاب السائحين من مختلف دول العالم، كما تحتضن دبي مجموعة سلاسل من أفضل فنادق العالم، وأكثر مطارات العالم كثافة في أعداد المسافرين الدوليين، وشركة طيران عالمية، تدعم استمرار تطور دبي كوجهة سياحية عالمية.

وأضاف إن دبي نجحت في ابتكار المنتج السياحي الذي يتناسب مع متطلبات السياحة العائلية وسياحة الترفيه وسياحة الأعمال وسياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض وسياحة المهرجانات بالإضافة إلى أنها حققت قفزات نوعية فيما يتعلق بتوفير المنتج الخاص بالسياحة العلاجية والرياضية والسياحة البحرية.

وأضاف يستمر قطاع السياحة في دبي في مواصلة نموه ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي لدبي. في حين تستمر دبي في تقدّمها لتحقيق مزيد من النمو خلال الفترة المقبلة مع تعزيز الإمارة من مكانتها كوجهة سياحية مفضّلة لدى كثير من الزوّار في مختلف الأسواق. وسنواصل العمل مع شركائنا في القطاعين العام والخاص لضمان ازدهار قطاعي الفنادق والسياحة بطريقة تتماشى مع تطلّعاتنا الاستراتيجية، لتكون المدينة الأكثر زيارة، والموصى بها، والأكثر تكراراً للزيارات في العالم، وبالتالي تحقيق هدفنا في زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي لاقتصاد دبي.

غسان العريضي: 5 عوامل تسهم في النمو

أكد غسان العريضي الرئيس التنفيذي لشركة ألفا للسياحة أن هناك 5 عوامل أساسية تساهم في استمرار التدفقات السياحية للإمارة والتي كان أهمها القرارات الحكيمة التي اتخذتها الحكومة فيما يخص التأشيرات السياحية لعدة جنسيات، خاصة من روسيا والصين. وقال العريضي إن السبب الثاني يرجع إلى زيادة تنوع المنتج السياحي مع استمرار المعالم السياحية التي أسهمت في استقطاب العائلات مشيراً إلى أن المنتج السياحي في دبي أصبح يتناسب مع جميع الفئات السياحية والعمرية.

وأضاف العريضي أن رفاهية الفنادق والبنية التحتية السياحية الحديثة في دبي تعتبر من الأفضل والأرقى حول العالم وهذا يعتبر ثالث الأسباب التي أسهمت في تدعيم نمو الحركة السياحية في دبي بشكل خاص والإمارات بشكل عام.

وقال العريضي إن دبي تمكنت من اختراق أسواق جديدة بدعم من توسع الناقلات الوطنية لاسيما طيران الإمارات وفلاي دبي اللتان باتتا بإمكانهما الوصول إلى معظم المدن الرئيسية في العالم وهو الأمر الذي يعتبر من أهم أسباب نمو القطاع السياحي خلال السنوات الأخيرة. وأضاف العريضي إن عنصر الأمان والاستقرار يعتبر من اهم العناصر الجاذبة للسياحة بالنسبة لأية وجهة سياحية.

 

Email