الأسعار في الإمارات محكومة بالعرض والطلب عالمياً

650 خبيراً يبحثون في دبي تقلبات أسواق السكّر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال جمال الغرير، العضو المنتدب لشركة «الخليج للسكر»، إن أسعار السكر في سوق الإمارات محكومة بالأسعار العالمية حسب العرض والطلب العالمي، مشيراً إلى أن استهلاك الإمارات من السكر يتراوح بين 260 و280 ألف طن متري سنوياً، ومشدداً على أن تجارة السكر من الأكثر تقلباً في العالم، فهي مرتبطة بالعديد من العوامل الاقتصادية مثل النفط وأسعار العملات.

جاء ذلك في تصريحات للغرير على هامش الدورة الرابعة لمؤتمر «دبي العالمي للسكر 2019»، الذي انطلقت فعالياته في دبي أمس بتنظيم شركة «الخليج للسكر» العالمية، بحضور نحو 650 من خبراء صناعة وتجارة السكر من أكثر من 60 دولة حول العالم، وذلك لمناقشة تحديات أسواق السكر الرئيسية في العالم، فيما تواجه أسعار السلعة البيضاء عالمياً صعوبات في كسر حاجز 13 سنتاً للكيلو، مع انخفاض إنتاج السكر عالمياً عام 2018 بنسبة 4.13% ليصل إلى 186.25 مليون طن.

وأوضح الغرير أن شركة «القناة للسكر»، المصرية التابعة لـ«مجموعة الغرير» دشّنت مؤخراً أعمال استصلاح الأراضي وحفر الآبار الارتوازية في مشروع إنشاء مجمع زراعي صناعي لإنتاج سكر البنجر، الذي يمتد على مساحة 181 ألف فدان في غرب محافظة المنيا المصرية باستثمارات تصل إلى مليار دولار، مؤكداً أن الأعمال تسير حسب الجدول الزمني، وأنه من المقرر زراعة المساحة المخصصة بالكامل العام 2022.

تعاون

وأكد وجود تعاون كامل بين الجهات المعنية في الحكومة المصرية ومحافظة المنيا لإنجاز المشروع ضمن اتفاقية مساهمة تمّ توقيعها مؤخراً بين «الخليج للسكر» وشركة «الأهلي كابيتال القابضة»، الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي المصري و«مجموعة جمال الغرير» و«مجموعة موربان» الإماراتية، لافتاً إلى أن المشروع يصب في صالح تحسين بيئة واستقطاب الاستثمارات إلى مصر.

تحديات

وقال الغرير خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذي تتواصل أعماله حتى يوم غد الأربعاء، إن ظروف السوق العالمي العام الماضي لم تكن مواتية للنمو، مع وجود عدة تحديات منها انخفاض الطلب في أوروبا وارتفاع حجم فائض السكر في العالم وخصوصاً في الهند، والتحديات الجيوسياسية واللوجستية وصولاً إلى ارتفاع النفط، مشيراً إلى أن المؤتمر يسهم في تشكيل نظرة عامة عن ظروف السوق هذا العام والعام المقبل.

وأشار الغرير إلى أن شركة الخليج للسكر تصدر إنتاجها إلى السعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا والأسواق الأفريقية الأخرى وأوروبا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشركة ستستمر في تلبية الطلب ضمن الأسواق التقليدية، مع توقع أن يكون سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الأفضل هذا العام.

وحول تأثير التوترات التجارية بين أمريكا والصين، قال الغرير: لم نشهد تأثيراً كبيراً للحرب التجارية الدائرة بين أمريكا والصين على أسعار السكر العالمية، حيث إن حصة الصين تمثل أقل من 10% من التجارة العالمية، كما لا تلعب أمريكا إلى حدٍ كبير دوراً في صادرات السكر العالمية، فيما يؤثر تقلب أسعار الدولار بشكل غير مباشر على تجارة السكر العالمية.

عوامل

وتوقّع خبراء خلال المؤتمر أن تتراوح أسعار السكر من 11 - 15 سنتاً للكيلو «إلى حين حدوث أمر جديد لا يمكن تحديده بعد».

وأضاف الخبراء أن إنتاج واستهلاك السكر في العالم يرتبط هذا العام بعدة عوامل، منها رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، ما قد يؤدي إلى ركود في الأفق وتراجع اقتصاد البرازيل، أكبر منتج لسكر الإيثانول، إضافة إلى التوترات التجارية بين الصين وأمريكا، لافتين إلى أن 2019 قد يكون عام حدوث «عجز» في إنتاج السكر بالتزامن مع تكيف المنتجين مع الواقع الجديد.

وشهدت جلسات المؤتمر العالمي للسكر 2019 مناقشة قضايا أهمها: التوازن العالمي للسكر مع احتمالية مواجهة السوق العالمي لعجز مثل تجاوز الاستهلاك العالمي للإنتاج العالمي عقب فترة اتسمت بالفائض والتوقعات في الأسواق الأساسية مثل البرازيل والهند وتايلاند والاتحاد الأوروبي وتوقعات العملات العالمية الرئيسية والنفط وتأثير كليهما على سوق السكر العالمي.

تطورات

من جانبه قال أحمد الطوبجي، رئيس القطاع المالي في شركة «القناة للسكر» إن العمل بمشروع المجمع الزراعي الصناعي في مدينة المنيا المصرية قد بدأ باستصلاح مساحة تتراوح بين 30 إلى 40 ألف فدان من إجمالي المساحة المخصصة للمشروع، فيما بدأت مرحلة التعاقدات لإنجاز أعمال مصنع السكر المقررة إقامته بالمشروع.

وأضاف الطوبجي: يمثّل المستثمرون الإماراتيون وهم «مجموعة جمال الغرير» و«مجموعة موربان» 70% من حجم الاستثمارات في المشروع البالغ رأس ماله 300 مليون دولار وباستثمارات مليار دولار، فيما تمتلك شركة «الأهلي كابيتال» 30%.

وأوضح أن أعمال الزراعة بدأت بالفعل بالتركيز على محاصيل بنجر السكر والذرة والحمص، متوقعاً بدء إنتاج مصنع السكر خلال عام ونصف من الآن تقريباً.

مصفاة

توقّع جمال الغرير العضو المنتدب لشركة «الخليج للسكر» تحسن إنتاج الشركة التي تدير أكبر مصفاة للسكر في العالم هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن إنتاج المصفاة التي أعيد تشغيلها مؤخراً يتراوح حالياً من 3500 طن إلى 5500 طن متري يومياً، فيما تصل الطاقة القصوى للمصفاة إلى 2 مليون طن سنوياً، مؤكداً أنه لم يكن هناك تأثير كبير للضريبة على استهلاك السكر في الإمارات.

Email