شما المزروعي لـ« البيان الاقتصادي»: نستهدف إيجاد نموذج عمل شبابي

1000 مهتم بريادة الأعمال في دورة «أساسيات الشباب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس الدورة الثانية من مبادرة «أساسيات الشباب» التي عقدتها المؤسسة الاتحادية للشباب تحت عنوان «أساسيات ريادة الأعمال»، وجاءت بهدف إثراء معارف الشباب في قطاع ريادة الأعمال، وتحفيزهم، وذلك بحضور معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاتحادية للشباب، وسعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، فضلاً عن مجموعة من مسؤولي قطاع ريادة الأعمال بالدولة، وعقدت في كليات التقنية العليا ـ الشباب بدبي.

وتناولت الدورة التي حضرها أكثر من 1000 شاب وشابة من مختلف مناطق الدولة، أساسيات بدء الأنشطة والمشاريع التجارية، وأهم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها مؤسسات وإدارات دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة، إضافة لجهود الإمارات في دعم شبابها ليكونوا رواد أعمال ناجحين وقادرين على تأسيس شركات ذات مستوى عالمي ومنتجات وخدمات عالية المستوى.

مبادرات تفاعلية

وأوضحت معالي شما المزروعي أن الإمارات لا تدخر جهداً في توفير كل ما يحتاجه الشباب من مبادرات نوعية لخدمتهم ودعمهم، بهدف الوصول لأعلى درجات التمكين لهم، مشددة على السعي لترجمة توجهات قادة الدولة في إيجاد منصات ومبادرات تفاعلية بين الشباب وصناع القرار والخبراء، لإثراء معارف الشباب والاستثمار في طاقاتهم ومواهبهم، والنهوض بمستوياتهم للوصول بهم لأعلى مستويات التقدم والعطاء.

أفضل نموذج

وأكدت معاليها لـ«البيان الاقتصادي» أن المؤسسة الاتحادية للشباب تعمل على تأسيس أفضل نموذج عمل شبابي من خلال صنع مبادرات وإطلاق مشاريع تخدم الشباب بعيداً عن المفهوم التقليدي لتقديم الخدمات، للاستثمار في مواهبهم ومهاراتهم وطاقاتهم، وذلك عن طريق تعزيز حضورهم وتمكينهم ودعمهم ليكونوا من أفضل شباب العالم.

وأشارت إلى التركيز الدائم على العلم والمعرفة، والوعي الوطني بأهم الموضوعات، خاصة في ظل الإيمان بأن الأساس المعرفي القوي لدى الشباب يفرز مواهب قادرة على مواجهة تحديات الحياة، مفيدة أنه لذلك تم إطلاق مبادرة «أساسيات الشباب»، التي ستكون حلقة وصل فعّالة بين الخبراء والمسؤولين في الدولة، وبين شبابنا.

وبيّنت أن قيادات الصف الأول في الدولة يعدون موجهين ومعلمين للشباب، لافتة إلى أن الدورة الأولى من المبادرة التي كانت تحت عنوان «أساسيات العمل الحكومي» شارك فيها 18 وزيراً ومسؤولاً حكومياً في أكبر تجمع لوزراء الدولة في حدث موجّه للشباب، مشيرة إلى أن ذلك يدلل على حرص حكومة الإمارات وقياداتها على التفاعل معهم.

قادة قطاعات

وأكدت مواصلة العمل مع الشركاء الاستراتيجيين لتقديم جلسات معرفية تثري الشباب وتشرح مراحل تطوير المشاريع التجارية وتمويلها، إضافة للاستشارات القانونية والتوجيه الخاص بريادة الأعمال، بهدف صنع نموذج عمل شبابي مبني على التعاون مع الجميع، مضيفة أن قادة الدولة وثقوا في شباب الإمارات، وأعطوهم الثقة والفرصة لخدمة الوطن، وهذا ما نراه اليوم من خلال شبابنا الذين يقودون مبادرات ومشاريع وصلت للعالمية، تتفاعل وتخدم آلاف الشباب.

وأضافت: نطمح في 2019 والسنوات التالية إلى زيادة التفاعل مع كل الشباب، والوصول لكل مناطق الدولة من خلال المراكز الشبابية التابعة للمؤسسة، لافتة إلى أنه من خلال هذه المبادرات والمشاريع سنضمن عملاً شبابياً مستداماً له أثر كبير على شباب الإمارات.

منصة رائدة

وقال سعيد النظري إن مبادرة أساسيات الشباب أتت لتلبي حاجة الشباب المعرفية وتكون منصة رائدة على مستوى المنطقة في تعزيز معارف وعلوم الشباب فيما يهمهم من موضوعات تمسّ حياتهم اليومية، لتسهم في جعلهم شباباً ناجحين قادرين على صناعة مستقبلهم، مؤكداً أن المؤسسة الاتحادية للشباب ستعمل دائماً على التفاعل مع شباب الإمارات لتكون أفضل مؤسسة في العالم تخدم الشباب وتضعهم على طريق الريادة والنجاح، تماماً كما أرادت لهم قيادة الإمارات أن يكونوا قادة المستقبل ومسهمين فاعلين في مسيرة البناء والتنمية في الدولة.

صنّاع قرار

وشهدت جلسات الدورة الثانية من مبادرة أساسيات الشباب مشاركة مجموعة من صنّاع القرار المعنيين بدعم ريادة الأعمال في الدورة، وهم الدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في وزارة الاقتصاد، وموزة الناصري المدير التنفيذي لإدارة تطوير الأعمال في «صندوق خليفة لتطوير المشاريع»، وعبد العزيز المازمي مدير إدارة حاضنات الأعمال بمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومحمد تاج الدين القاضي مدير عام صندوق الوطن، وسعيد النوفلي مدير تطوير مشاريع بمؤسسة شراع، ومالك آل مالك الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم للأعمال، إضافة لمجموعة من الشباب أصحاب المشاريع الريادية الناجحة.

وقدم الدكتور العفيفي شرحاً أشار خلاله إلى تأثير ريادة الأعمال على الاقتصاد، لافتاً إلى مساهمة ريادة الأعمال في زيادة الناتج الكلي للدولة، مبيناً أن الدولة تتمتع ببيئة محفزة لريادة الأعمال، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 98% من المشاريع في الدولة تعد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما أن 49% من ناتج الدولة يأتي من المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتحتل الإمارات المرتبة الـ 26 في تقرير المؤشر العالمي لريادة الأعمال، والمرتبة الـ 11 عالمياً والأولى عربياً في قائمة مؤشر سهولة ممارسة الأعمال 2019 والمعني بقياس التنظيمات أو القوانين التي تؤثر بشكل مباشر على الأعمال.

تمويل المشروعات

وأوضحت موزة الناصري أن عملية تطوير المشروع تبدأ من تطوير الفكرة، ثم توفير رأس المال التمهيدي، ثم تأسيس العمل، وممارسة العمل وتحقيق النمو، إلى أن يصل العمل إلى مرحلة النضج، ثم بعد ذلك الاستمرار والتطوير أو التراجع عن الاستمرار في العمل. وأوضحت أن أنواع التمويل تشمل التمويل الذاتي من المدخرات أو العائلة، وكذا التمويل من قبل الأفراد أو المؤسسات الراغبة في الاستثمار، والتمويل الحكومي من المؤسسات الحكومية التي تقدم منحاً أو قروضاً، والتمويل الاستثماري من قبل الأفراد والمؤسسات مقابل حصة في الأرباح.

استشارات قانونية

وقدّم المازمي شرحاً عن الاستشارات القانونية والتوجيه، وأنهما يبدآن مع خطوات تأسيس المشروع، وألقى الضوء على الخيارات المتوفرة للشباب في إطلاق مشاريعهم، مبيناً أن خطوات تأسيس المشروع تبدأ بإجراء التراخيص من الاسم التجاري وعقد التأسيس واختيار الموقع والتأجير والحصول على الموافقات، وكذلك التوظيف والعمالة، فيما شرح التوظيف والعمالة من قبل الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ووزارة الموارد البشرية والتوطين، إضافة إلى الأشكال القانونية للترخيص.

بنية تحتية

وشرح مالك آل مالك، منظومة الأعمال في تيكوم من خلال البنية التحتية وتنمية المواهب والصناعة والبيئة التنظيمية المثالية والحوافز والخدمات، مشيراً إلى دور تيكوم في إنشاء مناطق أعمال تركز على قطاعات محددة، ودورها في تحديد الثغرات في السوق لتمكين ريادة الأعمال من خلال تقديم الدعم لتأسيس مشاريع الأعمال والتوجيه والتدريب والتواصل والوصول إلى المستثمرين، وكذلك سد الفجوة عبر منصة مخصصة لرواد الأعمال والشركات الناشئة.

مقومات اقتصاد

وبدوره شرح محمد تاج الدين القاضي نظم مقومات الاقتصاد الإماراتي ونماذج ريادة الأعمال القديمة، مثل واحة العين ونظام الأفلاج منذ 3000 سنة الذي يعد مثالاً للريادة والابتكار، وكذلك صيد اللؤلؤ ودور الغواص في جلبه انطلاقاً من حبه للمخاطرة، فضلاً عن توفير هذا النشاط فرصة للتعاون والعمل الجماعي، وهو ما يعد نموذجاً حياً لريادة الأعمال في كل العصور، إضافة إلى التجارة الدولية من الخليج إلى الهند، وهي تمثل العلاقات الدولية واكتشاف واقتناص الفرص، و دور صندوق الوطن في دعم 10 مشاريع وإتمام 16 بحثاً، ودوره في تهيئة المناخ لبيئة ريادة أعمال محفزة ومبتكرة.

حلّ مشكلات

وقدّم سعيد النوفلي شرحاًص عن البرامج والمساحات وأبسط الوسائل لتعزيز ريادة الأعمال، حيث تتمثل نقطة البداية بالشغف والاهتمام، والقدرة على حلّ المشكلات، مبيناً أن البداية تنقسم إلى ثلاث مراحل، هي مرحلة الفكرة، والمنتج، والسوق، وتستغرق مرحلة الفكرة 3 أشهر لتقييم الأهداف واستكشاف السوق ومقابلة الزبائن المحتملين، وأن مرحلة المنتج تستغرق 6 أشهر، وتنطوي على بناء المنتج وإدارته واختبار المنتج مع الزبائن وتطوير خطة العمل، فيما تستغرق مرحلة السوق من 6 إلى 12 شهراً وتهدف إلى تحقيق النمو الاستراتيجي والتطور الإداري وجذب الاستثمارات.

أساس معرفي

تعمل مبادرة «أساسيات الشباب 101» على بناء أساس معرفي للشباب حول مختلف المواضيع والتوجهات المستقبلية، إيماناً من الحكومة بأن الشباب هم ذخر للوطن، إلى جانب تمكينهم عبر رفدهم بالمعارف والمعلومات عن حكومة الإمارات من خلال اطلاعهم على مقاطع تفاعلية مصورة تتعلق بشتى قطاعات العمل في الدولة.

Email