تعكس مدى استثمار البنك في ترسيخ الريادة المهنية للمرأة الإماراتية

77 % من القوة النسائية في «الإمارات دبي الوطني» مواطنات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد حسام السيد، المسؤول الرئيس للموارد البشرية للمجموعة في بنك الإمارات دبي الوطني أن نسبة النساء في بنك الإمارات دبي الوطني تصل إلى 44% من الكوادر البشرية في البنك، مشيراً إلى أن النساء الإماراتيات الموظفات في البنك يشكلن نسبة 77% من القوى الوطنية العاملة، وأن 35% من الإماراتيين الذي يشغلون الوظائف العليا في بنك الإمارات دبي الوطني هم من النساء، الأمر الذي يعكس استثمار البنك الكبير في ترسيخ الريادة المهنية للمرأة الإماراتية، وإيمانه بأهمية المساواة بين الجنسين والمواهب المتميزة الكامنة في الشريحة النسائية ضمن سوق الوظائف.

وأضاف السيد في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» أن جهود التوطين في بنك الإمارات دبي الوطني تركّز حول استقطاب المواطنين من أصحاب المواهب الفذّة وصقل مهاراتهم، والاحتفاظ بهم عبر المسيرة المهنية طويلة الأمد التي يوفرها لهم، مشيراً إلى أن البنك عيّن نحو 300 مواطن في عام 2018، معظمهم من الشباب الذين أكملوا دراسة المرحلة الثانوية والخريجين الجامعيين، وأن نسبة التوطين في البنك تصل اليوم إلى 20% على مستويات الإدارة والقيادة، ما يعكس التركيز الكبير على التأسيس المهني في البنك، ويؤكدّ التزامه بجذب وتنمية المهارات الإماراتية الشابة.

 

تخصص

ومن ضمن النماذج النسائية العديدة المضيئة في البنك فاطمة بوعلي، التي تشغل حالياً منصب مدير مالي في إدارة الشؤون المالية لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني منذ عام واحد، بعد أن أمضت الأشهر التسعة الأولى منه في فريق إعداد التقارير المالية، ثم في فريق مكتب إدارة مطلوبات الأصول.

وحول اختيارها العمل في القطاع المصرفي، تقول فاطمة: «في البداية، كنت خريجة جديدة حاصلة على شهادة البكالوريوس في العلوم المالية بتخصص المحاسبة، أبحث عن وظيفة في مؤسسة مالية تساعدني على تحسين المعارف، التي اكتسبتها وتسخيرها لنمو المؤسسة. وبما أن البنوك معروفة بارتباطها المباشر بالاقتصاد، فقد شعرت أنها ستوفر لي العديد من الفرص والتحديات، التي ستتيح لي المساهمة بدور فعال في عملي ومواصلة إثراء مهاراتي ومعارفي».

وحول التحديات التي واجهتها في البداية تضيف: «تمثل التحدي الأكبر في البداية في محاولة التركيز على عملي ومؤهلاتي كوني محاسباً قانونياً معتمداً، فانتقلت مباشرة من مجرد التركيز على دراستي إلى التعامل مع دراستي وعملي وهما بطبيعة الحال في غاية الأهمية بالنسبة لي. وقد كان لمهاراتي في إدارة الوقت والدعم المستمر من فريق عملي دور بالغ الأهمية في نجاحي بالتوفيق بينهما».

البرامج التدريبية

وأشارت فاطمة إلى أن برامج بنك الإمارات دبي الوطني، مكنتها من خوض عدد من المجالات في البنك ومنحها فكرة شاملة عن كيفية عمل القطاع المصرفي، ومن ثم التركيز على كيفية مساهمة فرق العمل في الإدارة المالية للمجموعة في نمو البنك، كما أتاحت لها الفرصة لتطبيق معارفها من خلال كسب الخبرة العملية إضافة إلى الحصول على مزيد من المعرفة والحصول على مؤهل «مهنية في القطاع المالي والتجاري(BFP)، إضافة إلى مؤهل محاسب قانوني معتمد (ACA) من «معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز»(ICAEW).

وحول مدى ملاءمة العمل في القطاع المصرفي بالنسبة للمرأة، قالت فاطمة: أؤمن بأن العمل في القطاع المصرفي اليوم ملائم للجميع رجالاً ونساء، لا سيما الطموحين منهم والباحثين عن تحقيق النمو ومواجهة التحديات. وهناك الكثير من المناصب في البنك التي يمكن للمرء أن يشغلها تبعاً لنوع المسؤوليات التي يبحث عنها. وبالنسبة لي فأنا أسعى نحو منصب قيادي، حيث لا تقتصر مشاركتي على نمو المؤسسة، بل تمتد أيضاً لتشمل تطوير وازدهار فرق العمل، وأرغب بالاستمرار في التعلّم وتحمل المسؤوليات الإضافية والمساهمة بقيمة كبيرة في المؤسسة.

خبرة

وكان لـ«البيان الاقتصادي» كذلك لقاء مع لبنى أسامة، الشابة المواطنة التي تشغل منصب مدير مالي في الإدارة المالية للمجموعة قسم الخدمات المصرفية المالية للشركات منذ عامين، بينما تمتد خبرتها في القطاع المصرفي على مدار 10 سنوات، 5 منها في الخدمات المالية.

وحول أسباب اختيارها العمل في القطاع المصرفي، تقول لبنى: «في ظل ما شهده القطاع المصرفي من تطور متسارع خلال العقد الماضي، أصبح هذا القطاع المزدهر والزاخر بالتحديات يستدعي كادراً بشرياً مفعماً بالتفاؤل والحماسة ويتمتع بدراية مهنية عميقة وإمكانات ومهارات مميزة. وكان اختصاصي الجامعي في الخدمات المالية والمصرفية دافعاً رئيساً لانضمامي لهذا القطاع المليء بالتحديات، وهو بطبيعة الحال أول خطوة لفهم خبايا الاقتصاد العالمي واستقراء التحديات الكامنة في الأسواق، وتطبيق معارفي الأكاديمية في القطاع للارتقاء به إلى آفاق جديدة، من خلال صقل مهاراتي وتحسين معارفي وتطوير مسيرتي المهنية.

تنظيم الوقت

وأضافت لبنى أنه وعقب تخرجها في الجامعة وانضمامي إلى قسم الخدمات المالية، أدركت أن معارفها الأكاديمية في الحسابات لن تكون كافية في هذا المجال الذي يتميز بطابع اختصاصي متفرد، وهو ما حدا بها للانضمام إلى برنامج التدريب «محاسب قانوني معتمد»، (ACA)، مشيرة إلى أن أحد أهم أسباب نجاحها كانت تكمن في حسن تنظيم الوقت، والدعم الأسري والمهني، وتحقيق التوازن بين العمل والدراسة والالتزامات الشخصية والعائلية.

التطوير المهني

وتضيف لبنى:»أتطلع للعب دور ريادي في مهنتي، وأن أساهم في نجاح المؤسسة التي أعمل لصالحها وفي ازدهار القطاع الاقتصادي عموماً. فأنا أؤمن بأن العمل في القطاع المصرفي اليوم ملائم للجميع رجالاً ونساءً، وهذا ما يتجلى بوضوح في قصص نجاح الكثيرة التي حققتها المرأة في هذا القطاع.

نصيحة

وحول النصيحة التي تقدمها للطلاب الإماراتيين الذين يطمحون أن يصبحوا محاسبين قانونيين، تفيد لبنى: «أنصحهم بتكريس جهودهم والسعي بجدٍ للاستفادة بالشكل الأمثل من مزايا هذه المؤهلات الممتازة، فهي تتيح لهم أن يكونوا جزءاً من نخبة من المتخصصين والخبراء الماليين، كما أنها ستدعمهم طوال مسيرتهم المهنية فيما يتعلق بالتطور المهني وتقديم المشورة، وستربطهم بمجتمع عالمي أوسع نطاقاً.

برنامج التعليم المتسارع

يأخذ بنك الإمارات دبي الوطني تنمية الكوادر الوطنية على محمل الجد البالغ، إذ أطلق عدداً من البرامج المبتكرة على غرار برنامج القيادة الوطنية، وبرنامج الإدارة الوطنية سعياً إلى دفع عجلة المسيرة المهنية للإماراتيين. ومن خلال برنامج التعليم المتسارع (PAL)، يوفر البنك للمواطنين الإماراتيين فرصة لاكتساب أفضل المهارات المحاسبية، التي يقدمها «معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز» (ICAEW)، وأطلق بنك الإمارات دبي الوطني البرنامج في عام 2010، والآن يشارك 28 مواطناً إماراتياً في البرنامج، 16 منهم في مرحلة الاحتراف/‏‏المرحلة المتقدمة.

Email