أول شركة إماراتية تنشط في قطاع الطاقة المتجددة

«مصدر».. قصة نجاح عالمية عمرها 10 سنوات

Ⅶ مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أكثر من عشر سنوات، بدأت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» رحلتها كأول شركة إماراتية تتخصص في قطاع الطاقة المتجددة ونشر الحلول والتقنيات النظيفة على مستوى الإمارات والمنطقة والعالم.

جاء تأسيس الشركة لينسجم مع رؤية الأب المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويتماشى مع توجه قيادة الإمارات التي تسعى إلى دعم المشاريع المبتكرة وتعزيز حلول التنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة ودعم اقتصاد المعرفة.

وأكدت شركة مصدر لـ«البيان الاقتصادي» أنها خلال أكثر من عقد من الزمن، استطاعت ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة والمساهمة بدور فاعل في دفع عجلة نمو القطاع في العالم، وذلك عبر إثبات الجدوى الاقتصادية طويلة الأمد للتقنيات النظيفة والطاقة المتجددة.

وساهمت «مصدر» مع شركائها في تنفيذ عدد من أبرز المشاريع وأضخمها وأكثرها ابتكاراً، ولم تكتف الشركة بذلك بل إنها شكلت منصة معرفية للتوعية والتثقيف بأهمية نشر حلول الطاقة النظيفة، وأطلقت مبادرات استراتيجية مهمة كان لها أصداء عالمية بارزة، كما أنها رائدة في قطاع التطوير العمراني المستدام من خلال بناء وتطوير مدينة مصدر التي تعتبر إحدى أكثر مدن العالم استدامة.

الطاقة الشمسية

وتستثمر «مصدر» في مشاريع متنوعة للطاقة المتجددة، ويبلغ إجمالي القدرة الإنتاجية لهذه المشاريع، سواء التي دخلت حيز التشغيل أو لا تزال قيد التطوير، قرابة 3 غيغاواط.

وقد أنجزت «مصدر» مشاريع بارزة في مجال الطاقة الشمسية من أهمها مشروع محطة «شمس1» للطاقة الشمسية المركزة، والذي تم تصميمه وتطويره من قبل شركة «شمس للطاقة»، المشروع المشترك بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وتوتال، ليشهد آنذاك على تشييد أكبر محطة عاملة في العالم والأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويشكل أحد النجاحات الاستراتيجية المهمة لدولة الإمارات، ومعلماً مهماً يؤكد على دخول الدولة عصر الطاقة المتجددة من أوسع أبوابه.

ويبرز مشروع تنفيذ المرحلة الثالثة من مجمع «محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي بقدرة 800 ميجاواط والذي تساهم «مصدر» في تطويره عبر شراكتها في «شعاع للطاقة 2»، الشركة التي تقوم بتطوير المشروع. فقد نجح الائتلاف الذي تقوده «مصدر» عام 2016، في الفوز بمناقصة تنفيذ المشروع وذلك بعد تقديم أدنى سعر عالمي لتوليد الطاقة الشمسية آنذاك بلغ 2.99 سنت/‏ دولار لكل كيلوواط في الساعة.

تأسيس محطة

وتعتبر المرحلة الثالثة من مشروع مجمع «محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية التي تستخدم تقنية تعقب حركة الشمس، وأكبر مشروع للطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحصل على تمويل إسلامي.

كما أسست «مصدر» محطة للطاقة الشمسية في مدينة مصدر بطاقة 10 ميغاواط تعد الأولى من نوعها على مستوى الإمارات، بالإضافة إلى نظام للطاقة الشمسية على سطح مبنى حرم جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا تبلغ طاقته الإنتاجية 1 ميجاواط. وتعمل «مصدر» حالياً على تطوير أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الأردن بقدرة 200 ميجاواط. حيث تتولى شركة «بينونة للطاقة الشمسية» المملوكة بالكامل من قبل «مصدر» مسؤولية متابعة سير أعمال المشروع وإنجازه.

اتفاقية تطوير

وفي إندونيسيا، وقعت «مصدر» وشركة الطاقة الإندونيسية الرائدة PT Pembangkitan Jawa-Bali اتفاقية تطوير مشروع أكبر محطة طاقة شمسية كهروضوئية عائمة في العالم. وستغطي محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، والتي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 200 ميجاواط، مساحة 225 هكتاراً على سطح مياه سد «سيراتا» في مقاطعة جاوة الغربية بإندونيسيا.

ومن المشاريع الرائدة الأخرى عالمياً لشركة «مصدر» ثلاث محطات للطاقة الشمسية المركزة في أسبانيا، هي «خيماسولار» وفالي1 و«فالي2» والتي تم تطويرها بالتعاون مع شركة «سينار»، حيث تستخدم المحطات الثلاث تقنية تخزين حرارة الشمس بالاعتماد على الملح المنصهر، لتعتبر بذلك محطات الطاقة الشمسية المركزة الأولى من نوعها في العالم التي تغذي شبكة توزيع الطاقة الكهربائية على مدار اليوم.

طاقة الرياح

وفي مجال طاقة الرياح، يبرز عدد من المشاريع الرائدة التي تنفذها «مصدر» في أماكن مختلفة حول العالم، حيث أطلقت الشركة ثلاثة مشاريع في المملكة المتحدة تشمل مصفوفة لندن، التي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل، وتقوم بتلبية احتياجات الكهرباء لأكثر من نصف مليون منزل، وتساهم في منع انبعاث 925 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. ومحطة «هايويند سكوتلاند»، أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم. وتساهم المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 30 ميجاواط، في تزويد حوالي 6600 منزل بالكهرباء، وتفادي انبعاث 63 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

فضلاً عن محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية التي تقع على مسافة 32 كيلومتراً من ساحل مقاطعة «نورث نورفوك» الإنجليزية في منطقة «إيست أنجليا» والتي تتألف من 67 توربيناً وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميغاواط، وتوفر الكهرباء النظيفة لحوالي 410 آلاف منزل، وتساهم في تفادي إطلاق 893 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

شيبوك 1

ومن مشاريع «مصدر» في القارة الأوروبية، مشروع محطة «شيبوك 1» لطاقة الرياح بقدرة 158 ميجاواط، والتي ستكون عند تدشينها عام 2019 أول محطة لطاقة الرياح على نطاق تجاري في صربيا وشرق البلقان، فضلاً عن محطة «كرونوفو» لطاقة الرياح بقدرة 72 ميجاواط، وهي أول محطة لطاقة الرياح في مونتينيغرو.

وقد تم تدشين المحطة في نوفمبر 2017. وعلى صعيد المنطقة، طورت «مصدر» محطة الطفيلة لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي أول مشروع تجاري لطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط. وتساهم محطة الرياح البرية في زيادة القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء في المملكة بنسبة 3% وتوفر إمدادات تكفي لتلبية احتياجات 83 ألف منزل.

وفي سلطنة عُمان تنفذ «مصدر» محطة «ظُفار لطاقة الرياح»، وهي أول مشروع واسع النطاق لطاقة الرياح في منطقة الخليج العربي.

وتعتبر المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 50 ميجاواط ثمرة اتفاقية تطوير مشتركة بين «مصدر» وشركة «كهرباء المناطق الريفية» في سلطنة عُمان، بالتعاون مع شركتي «جنرال إلكتريك» و«تي إس كيه» الإسبانية، وبتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.

وسوف توفر المحطة الكهرباء النظيفة لـقرابة 16 ألف منزل وتسهم في الحد من انبعاثات ما مقداره 110 آلاف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون.

التقنيات النظيفة

وفي إطار حرص الشركة على تطوير المشاريع المبتكرة والفريدة من نوعها في مجال الطاقة النظيفة، فقد أطلقت «مصدر» وشركة «بيئة» لإدارة النفايات في عام 2017، المشروع المشترك «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، التي تقوم حالياً بتطوير أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في الإمارات.

وتدعم المنشأة هدف الشارقة بتحويل 100% من النفايات عن المكبات، وخطة دولة الإمارات برفع نسبة النفايات المعالجة إلى 75% بحلول عام 2021. وسوف تعالج المحطة أكثر من 300 ألف طن من النفايات البلدية الصلبة سنوياً مع قدرة إنتاجية للطاقة تبلغ 30 ميجاواط.

وتلعب «مصدر» دوراً مهماً في تطوير حلول التخزين كجزء من التزامها بتسويق التقنيات النظيفة المتقدمة. ففي يونيو الماضي، دشنت بالشراكة مع «أكوينور» نظام بطاريّة «باتويند» الذي يعد أول منشأة في العالم لتخزين الطاقة مرتبطة بمحطة عائمة لطاقة الرياح البحرية.

برنامج تدريبي

كما أطلقت «مصدر» في 2013، برنامجاً تجريبياً رائداً لاختبار وتطوير تقنيات متقدمة وذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة لأغراض تحلية مياه البحر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. وكان مشروع قد افتتح رسمياً خلال أسبوع الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2015.

وقد قامت خمس شركات دولية بتطوير وتشغيل محطة تجريبية تضم تقنيات متطورة من الجيل القادم لتحلية مياه البحر، حيث تم اختبار العديد من الآليات المبتكرة لتعزيز كفاءة عمليات التشغيل، من ضمنها التحلية وفق عملية التناضح العكسي بالاعتماد على الطاقة الشمسية، والتي يجري من خلالها تنقية المياه من الملح باستخدام أغشية متطورة.

نشر المعرفة

دأبت «مصدر» منذ تأسيسها على عقد المنصات المعرفية، وإقامة الفعاليات والمبادرات لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، لعل أبرزها: أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يجسد النهج الخلّاق لدولة الإمارات في ترسيخ دعائم الاستدامة، والتزامها بتعزيز الفهم لأبرز التوجهات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتقنية التي تسهم في تشكيل عالم اليوم.

وباعتباره أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم، يستقطب أسبوع أبوظبي للاستدامة مزيجاً فريداً من خبراء القطاعات ورواد التكنولوجيا والجيل القادم من قادة الاستدامة. ويساهم الأسبوع من خلال مبادراته وفعالياته المختلفة في دفع عملية تبادل المعارف، وتطبيق الاستراتيجيات، وتطوير الحلول اللازمة لمواصلة مسيرة التقدم.

وسيعمد الأسبوع خلال دورة العام المقبل إلى توسيع نطاق محاوره لتغطي بالإضافة إلى الطاقة المتجددة، مجالات وقضايا أخرى، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2021.

«مدينة مصدر» أول مشروع عمراني مستدام

من أبرز إنجازات «مصدر» مدينتها المستدامة «مدينة مصدر»، التي تعد أول مشروع عمراني مستدام في الشرق الأوسط، والتجمع الأكبر في المنطقة من حيث المباني ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة، وتوظف المدينة العديد من الأساليب المباشرة وغير المباشرة للحد من استهلاك الطاقة والمياه.

وتضم المدينة مجمعاً تكنولوجياً متعدد الاستخدامات، ومنطقة حرة، وجامعة بحثية للدراسات العليا، ومنطقة سكنية متنامية.

وتتبنى منظومة فريدة للابتكار تقوم على الجمع بين التعليم، والبحث، والتطوير، والعمل، والاستثمار. ومن المخطط أن تحتضن المدينة أكثر من 50 ألف شخص يعيشون فيها، بالإضافة إلى 40 ألف شخص من الموظفين والطلبة.

ومؤخراً اعتمدت «مدينة مصدر» رسمياً أول مركبة «نافيا أوتونوم» ذاتية القيادة ضمن شبكتها للتنقل الذاتي، ليكون ذلك بمثابة نقلة نحو المرحلة التالية من تطوير وتوسيع نظام التنقل المستدام ضمن المدينة.

Email