«سامتيك» تستعد لطرح أول نظام ذكاء اصطناعي فعّال في الإمارات

سمير عبد الهادي: القطاع الرقمي المستفيد الأكبر من قرارات التحفيز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن سمير إبراهيم عبد الهادي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سامتيك ميدل إيست" أن شركته تجهز أول نظام ذكاء اصطناعي فعال بما يتواكب مع جهود الدولة بشكل عام ودبي على وجه الخصوص في التحول الذكي في كافة مناحي الحياة.

وقال عبد الهادي في حوار مع "البيان الاقتصادي" إن "سامتيك" تعتبر من أوائل الشركات التي طورت وطرحت أنظمة وخدمات ذكية لتحديد المواقع عن طريق الأقمار الصناعية في دولة الإمارات بما فيها أنظمة التتبع والمراقبة وملحقاتها، كما أنها تعمل على توفير أنظمة الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، علما انه يعمل في الشركة فريق من المهندسين والمبرمجين الأكفاء وذوي الخبرة الطويلة.

وأضاف أن جود سامتيك في إمارة دبي مكنها من الاستفادة من الإيجابيات والفرص التي تتميز بها الإمارة والتي باتت قادرة على أن تدير المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات العقارية والمؤسسات المالية والهيئات السياحة وشركات التأمين والجامعات التي تعمل على إدخال أحدث الأنظمة مثل "بلوك تشين" وغيرها في أعمالها.

وقال إن الشركة تأخذ بعين الاعتبار جميع القرارات التي تصدرها الحكومة فيما يتعلق بالتكنولوجيا الذكية وأنظمة البلوك تشين وأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث نلاحظ أن القطاع الرقمي والذي نحن جزء منه هو المستفيد الأكبر من هذه القرارات.

وأضاف عبد الهادي في حواره إلى أن شركة "سامتيك" تعتزم الإدراج في بورصة دبي خلال الفترة المقبلة، لكنها تتهيأ لذلك وستختار الوقت المناسب للإدراج، مؤكداً أن تلك الخطوة سوف تدعم خطط توسعات الشركة نظراً لما يتمتع به سوق دبي من قوة ومتانة تدعم أداء الشركات المدرجة فيه ... وفيما يلي نص الحوار:

* نريد أن نعرف من سمير عبد الهادي وما هي "سامتيك"؟
تعتبر سامتيك التي قمت بتأسيسها في العام 2003 واحدة من الشركات الرائدة في منطقة الخليج والشرق الأوسط في قطاع التكنولوجيا وإنترنت الأشياء والحلول الذكية حيث حرصت على أن يكون لنا مكانة متميزة في دبي التي تتجه بسرعة مذهله نحو تبني التقنيات الحديثة في مختلف القطاعات والمجالات، لذلك وجدنا أن دبي هي المنصة المناسبة لنا لكي ننطلق من خلالها إلى الأسواق المحلية والعالمية بحيث نتمكن من أن  نلعب دوراً فاعلاً في دعم جهود إمارة دبي في هذا المجال وهو ما تحقق بالفعل بفضل الله، حيث وجدنا المساندة والتقدير الكبيرين من مؤسسات الدولة عامة وحكومة دبي خاصة وحصلنا على عدد كبير من الجوائز والشهادات التقديرية اعترافاً بإسهاماتنا في العديد من القطاعات.

فقد تم اختيار "سامتيك" ضمن أفضل 100 شركة صغيرة ومتوسطة من قبل مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لثلاث دورات كان آخرها حصولها على المرتبة 7 من أفضل 100 شركة من أصل أكثر من 5000 شركة شاركت في الدورة الأخيرة، كما تم تكريمنا من قبل غرفة دبي عدة مرات وذلك لمساهماتنا العديدة في مبادرات الخدمات المجتمعية إضافة إلى شهادة الاستدامة للعام 2018.

توظف الشركة طاقماً متخصصاً من المهندسين والمطورين والفنيين، الأمر الذي يجعلها قادرة على تطوير وتعديل العديد من الأنظمة والحلول، إضافة إلى توفير أنظمة متنوعة حسب رغبة ومتطلبات الشركات والزبائن.

* ماذا تقدم "سامتيك" من حلول في القطاع التقني؟
تمتلك شركة "سامتيك" الخبرة الطويلة في مجال التكنولوجيا والخدمات الذكية المتطورة وألM2M وإنترنت الأشياء، وفي سجلها العديد من الإنجازات على صعيد المنطقة في هذه المجالات.

كما أن لدى "سامتيك" العديد من الحلول لجميع قطاعات الأعمال (البناء والفنادق والصحة والتعليم والمدارس والدعم اللوجستي والنقل وغيرها من القطاعات الأخرى) وذلك لتعم الفائدة على هذه القطاعات عن طريق زيادة الإنتاجية والدقة في العمل وتقليل المصاريف التشغيلية.
أيضا لدى "سامتيك" بعض الحلول المتقدمة للمدارس والجامعات مثل نظام الحافلة المدرسية الذكي لمساعدة أولياء أمور الطلبة على معرفة مكان تواجد أولادهم في أي وقت من لحظة صعودهم إلى الحافلات المدرسية وحتى عودتهم الى منازلهم، إضافة إلى مساعدة المدرسة في معرفة السجل الطلابي في الحافلات المدرسية وحالة الحافلات مما يقلل تعرض الطلاب لأي أذى.

* من عملاء سامتيك في الإمارات؟
لدينا أكثر من 1600 عميل من مختلف القطاعات بعضهم موجود على قائمة عملاء "سامتيك" المميزين الذين يستخدمون خدماتنا منذ أكثر من 14 عاماً، علما أن سياسة الشركة هي ضمان رضى المتعاملين وتوفير أفضل خدمات ما بعد البيع إضافة إلى متابعة حسابات العملاء للتأكد من أن الحلول والخدمات المقدمة لهم تعمل بأعلى درجة من الرضى.

* ما رؤية "سامتيك"؟
نحن في شركة "سامتيك" نسعى دائماً لنبقى الأوائل في تقديم كافة الأنظمة الحديثة والذكية وآخر ما توصل له العلم في المجالات التقنية، لذا كانت الشركة أول من استخدم تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" التي تعتبر تكنولوجيا جديدة تعمل على ربط الأشياء بعضها ببعض ضمن برنامج يمكن المستخدم من خلاله مراقبة والتحكم بكل شيء في أي وقت ... ومن أي مكان.

كما أننا فكرنا بطرح سامتيك في بورصة دبي خلال الفترة القادمة، لذا نعمل حاليا على تهيئة الشركة لذلك وسنختار الوقت المناسب للطرح، فتلك الخطوة سوف تدعم خطط توسعات الشركة نظراً لما يتمتع به سوق دبي من قوة ومتانة تدعم أداء الشركات المدرجة فيه.

* ما الهدف من جمع البيانات وكيفية استعمالها؟
تجمع لدينا بعد أكثر من 14 عاماً على تقديم حلول ذكية وتقنية لمختلف القطاعات كماً كبيرا من البيانات الرقمية التي يمكن الاستفادة منها واستغلالها بالطريقة الصحيحة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة مما سيعود بالنفع على المجتمع بعد الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على الخصوصية والسرية لعملائنا.

* ما الخدمات المقدمة للقطاع الصحي والبيطري؟
لدينا العديد من الحلول التقنية للقطاع الصحي، كالنظام الذكي الذي طورناه لمراقبة الحالة الصحية لمرضى السكري والقلب والضغط وربطه بالمراكز الصحية ومراكز الإسعاف لكي يتم التصرف بأسرع وقت عند الطوارئ، أيضا لدينا أنظمة لمراقبة دقات القلب ودرجة الحرارة والرطوبة والسرعة وغيرها لدى الخيول والإبل.

* هل تقدمون خدمات لحماية البيئة؟
نعم، لقد قمنا بتطوير نظام "إدارة النفايات الذكي"، وهو نظام مبتكر لمراقبة وإدارة النفايات، حيث يتم مراقبة نسبة امتلاء الحاويات بالنفايات، عندها يقوم النظام بإرسال تنبيه لأقرب مركبة جمع نفايات لإفراغ الحاوية الممتلئة مما يساعد على حماية البيئة ويقلل التحرك العشوائي للمركبات الأمر الذي له فائدة كبيرة في الحفاظ على البيئة من التلوث بسبب الانبعاثات الكربونية ويقلل الإزدحامات المرورية ويحافظ على سلامة القاطنين في المناطق السكنية المغلقة.

* ما الدور الذي تقومون به تجاه دولة الإمارات؟
نحن نؤمن بأن استمرار الشركة وتطورها مرهون بتفاعلنا الإيجابي مع المجتمع، ومع هذا التطور تزداد مسؤوليتنا المجتمعية، لذا فإن سياسة الشركة هي التعاون مع الجهات الحكومية ومنظمات خدمة المجتمع وتقديم كافة أشكال الدعم، حيث نمنح ساعات تطوعية لتعليم الطلاب ونشارك في تنظيم الفعاليات وفي حملات التبرع بالدم وحملات تنظيف الأماكن العامة ونقوم بحملات توزيع المواد الغذائية على العمال ونشارك في النشاطات التي تدعم أصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من النشاطات المجتمعية والإنسانية. ولتحقيق ذلك تقوم الشركة بحث جميع موظفيها على التعاون مع الجهات المختصة والمشاركة في مثل هذه النشاطات، ونتيجة لذلك حصلنا على العديد من الجوائز إضافة إلى شهادات تقديرية من مركز المسؤولية المجتمعية في غرفة دبي لثلاث دورات متتالية، كما تشارك الشركة في جميع المناسبات الرسمية لدولة الأمارات بشكل فعال.

* ما إسهاماتكم في المجال الرياضي؟
لنا إسهامات عديدة في توفير أنظمة ذكية للرياضيين في عدة مجالات، وفي هذا الصدد قمنا بتوقيع شراكة مع ماراثون المرموم ومجلس دبي الرياضي بموجبه تم الاتفاق على أن تكون سامتيك الشريك التكنولوجي الوحيد لأكبر وأطول ماراثون صحراوي في العالم والذي سيقام خلال الفترة من 11 إلى 15 ديسمبر 2018 في منطقة محمية المرموم ويمتد لمسافة 270 كيلومتراً داخل الصحراء، حيث سنقوم بتزويد الرياضيين المشاركين في الماراثون بكافة الأجهزة التكنولوجية التي يحتاجونها خلال فترة السباق وذلك للحصول على أعلى قدر من الدقة والسلامة لكافة الرياضيين المشاركين بالسباق. يعمل النظام على تحديد مدى التزام المشاركين بالمسارات التي تم تحديدها خلال السباق وسرعتهم وغيرها من الأمور التي تراعيها اللجنة المنظمة للسباق، كما سنوفر أجهزة ذكية على أعلى قدر من الدقة لمتابعة الحالة الصحية للمتسابقين مثل عدد نبضات القلب والسرعة وعدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها ومستوى ضغط الدم وهي أمور تعد في غاية الأهمية للحفاظ على صحة المتسابقين في الماراثون.

* كيف ترون القرارات التحفيزية الأخيرة لحكومة دبي؟
يعتبر القطاع الرقمي المستفيد الأكبر من القرارات الأخيرة التي أصدرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تتعلق برفع نسبة تملّك المستثمرين الأجانب العالميين في الشركات لتصل إلى 100%، ومنحهم تأشيرات عمل تصل إلى عشر سنوات، على أن يدخل القرار حيّز التنفيذ بحلول نهاية 2018.

فرغم أن اقتصاد الإمارات يعتبر الأكثر انفتاحاً وتنوعاً في المنطقة، إلا أنه لا يحقّ للأجانب تملّك أكثر من 49% فقط من أي شركة، باستثناء تلك التي يتم تأسيسها في المناطق الحرة، أما بعد القرارات التحفيزية الأخيرة لحكومة دبي فإن هذه الخطوة تعتبر جريئة وطموحة سترفع ثقتنا وثقة المستثمرين لمزيد من الاستثمار بالدولة بشكل كامل وستجعل الإمارات وجهة دائمة للمستثمرين وستشجع على إقامة مشروعات واستثمارات وخطط طويلة الأمد.

تدل هذه القرارات أن الإمارات تواصل بسياساتها الحرص على احتضان المبدعين والمبتكرين وخاصة في القطاع الرقمي، لاسيما وأنها تنتهج التحول الرقمي في كافة المجالات.

أرى أن القطاع الرقمي سوف يكون المستفيد الأكبر من تلك القرارات حيث أن العالم مقبل على استثمار النفط الجديد وهو نفط البيانات وأن هذه القرارات سوف تشجعنا وتشجع كبرى الشركات العالمية في القطاع الرقمي على اغتنام تلك الفرصة الكبيرة لإقامة مشروعات عملاقة تناسب احتياجات المنطقة، وبالطبع سوف تكون دولة الإمارات نقطة الانطلاق الأكثر جذبا لتلك المشروعات والخطط الطموحة، نظرا لما تتبوأه الدولة من مكانة عالمية في التحول الرقمي، حيث ستقود الجهود الإقليمية والدولية عبر إطلاق مبادرات خلّاقة ومبتكرة لدعم التحولات الرقمية في مختلف المجالات.

* كيف ترى مكانة دبي في تبني تقنيات "بلوكتشين"؟
دبي باتت تعتمد بشكل كبير على تقنية "بلوك تشين" نظراً لقدرتها على حماية أمن البيانات وتحسين آلية اتخاذ القرارات ذات الصلة بالأعمال، كما تولي حكومة الإمارة اهتماماً كبيراً بهذه التقنية، نظرا ً لأن التحول إلى هذه التكنولوجيا الذكية سيتيح لها إمكانية إجراء معاملات خالية من الورق وسيوفر الكثير من الوقت وبالتالي يحسّن الكفاءة.

فالعديد من المؤسسات الحكومية تتجه اليوم نحو استخدام تقنية "بلوك تشين" لبناء علاقات تعاونية أوسع نطاقاً، حيث أن 9 من أصل 10 مؤسسات حكومية تسعى للاستثمار في توظيف هذه التقنية بمجال إدارة التعاملات المالية والأصول والعقود والالتزام التنظيمي خلال العام 2018، في حين يتوقع 7 من أصل 10 مسؤولين حكوميين تنفيذيين مساهمة التقنية بإحداث طفرة حقيقية بمجال إدارة العقود، وغالباً ما يكون ذلك على صعيد تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف عملت حكومة دبي على تنظيم العديد من ورش العمل بالتعاون مع شركات عالمية لتدريب وتأهيل العديد من الجهات الحكومية لاستعمال مثل هذه التقنية وعلم الشبكات، كما طورت أكثر من 20 حالة استخدام لتوظيف تقنية "بلوك تشين".

* ما مدى مواكبة "سامتيك" للتقنيات الحديثة؟
انطلاقا من رؤيتنا وسعينا المستمر لنبقى الأوائل في تقديم كافة الأنظمة الحديثة والذكية، اعتمدنا على مواردنا البشرية ذات الكفاءة العالية سواء من خلال فريق البحث والتطوير أو فريق تطوير الأعمال فأصبحنا سباقون في تبني أحدث التقنيات وتطويرها وتقديمها في صورة حلول متكاملة لعملائنا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر قمنا بإنشاء قسم مختص في تقنية "إنترنت الأشياء" حيث قمنا بإعادة بناء أنظمتنا وحلولنا باستخدام منصات تقنية "إنترنت الأشياء" الأكثر تطوراً من خلال شراكتنا مع عمالقة تقنية المعلومات على مستوى العالم مثل شركة مايكروسوفت وشركة أي بي إم.
كما أننا أدخلنا تقنيات "البيانات الضخمة" و "تعلم الآلة" و "البلوك تشين" في صنع وتطوير حلولنا الذكية والتي نرى بأنها تساعد عملاءنا في تفعيل التحول الرقمي.

* ما أهم الخدمات المساندة التي تقدمها "سامتيك" إلى جانب حلولها الذكية؟
تهتم "سامتيك" بتقديم الأفضل لعملائها ولذلك فإننا نحرص على تقديم بعض الخدمات المساندة كجزء من حلولنا الذكية لضمان وصول هذه الحلول وتطبيقها بالشكل الأمثل. فمن خلال كوادرنا المختصة نقوم بتقديم خدمات إدارة المشاريع حيث أن الإدارة الصحيحة لأي مشروع هي شرط لنجاحه. كما أننا نمتلك فريقا من المهندسين المختصين في تصميم وبناء البنية التحتية اللازمة لاستضافة وتشغيل أنظمتنا وحلولنا الذكية.

 

Email