دبي الجنوب.. مدينة من المستقبل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت «دبي الجنوب» في تحقيق قفزات نوعية على درب التميز منذ نشأتها حتى الآن، وشكّلت نموذجاً متكاملاً لبناء مدينة المستقبل، مدعومة باستثمارات وصلت قيمتها حتى اليوم إلى نحو 30 مليار درهم، موزعة بين القطاعين الحكومي والخاص، والتي ساهمت في تهيئة المناخ المناسب لإقامة المشاريع الاستثمارية والتجارية والعقارية والخدمية المتنوعة، وساهمت في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في مجال النقل والشحن الجوي والملاحة الجوية، وكذلك استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في مجال الصناعة.

وشكل «مركز الطيران» و«مركز الخدمات اللوجستية» حول «مطار آل مكتوم الدولي» بوابة إقليمية رائدة للوصول إلى أسواق النمو في أفريقيا وآسيا.

وتتواصل اليوم مسيرة الريادة والإنجاز التي توّجت مؤخراً بإنشاء قاعدة لاثنين من مشغلي التجارة الإلكترونية الإقليمية، إلى جانب نقل 65 % من جميع تحركات الطائرات الخاصة إلى «مطار آل مكتوم الدولي»، مع تخفيض الرسوم، وافتتاح مجمّعين سكنيين منفصلين للعائلات، في دفعة قوية باتجاه تجسيد غايات «خطة دبي 2021»، المتمحورة حول جعل الإمارة المكان المفضل للعيش والعمل والاستثمار.

استثمار في المستقبل

وجسدت «دبي الجنوب» التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة في استشراف وصنع المستقبل، مدعومةً برؤية طموحة تستهدف ترسيخ مكانتها الرائدة كمدينة متكاملة، ومركز اقتصادي واجتماعي، ومكان ملائم للعمل والعيش والاستثمار في القطاعات الحيوية والمستقبلية.

ويستحوذ قطاع الطيران والخدمات اللوجستية على حيز كبير من خطط «دبي الجنوب»، التي تستلهم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «المستقبل لا يأتي إلينا، بل نحن من نستشرفه ونشكله ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته، وتوظيفها لتحقيق التنمية والتطور».

وتكلّلت جهود «دبي الجنوب»، ببلوغ استثمارات القطاع الخاص 1 مليار دولار في المنطقة اللوجستية، التي تضم حالياً 9 شركات عالمية رائدة في مجال الدعم اللوجستي.

وشهدت المنطقة اللوجستية تقدماً لافتاً على صعيد الارتقاء بمستوى جودة وكفاءة وسرعة خدمات الشحن، وشهدت المدينة المتكاملة أيضاً نقلة نوعية في تنظيم حركة البضائع والمركبات، مع إطلاق نظام «مساري»، الذي يستند إلى آلية مبتكرة لتقليل فترة إصدار الموافقات من 4 ساعات إلى 10 دقائق فقط.

الحكومي والخاص

وتتمحور الاستثمارات الحكومية والخاصة ضمن المدينة المتكاملة، حول تطوير شبكة متكاملة من البنية التحتية، وفي مقدمها الطرق والإضاءة والتبريد وشبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات، فضلاً عن إنشاء المرافق والمباني والمجمعات ومبنى الطيران الخاص و«مطار آل مكتوم الدولي».

ويمثل الاستثمار الحكومي واسع النطاق في «دبي الجنوب»، رسالة واضحة وخطوة هامة باتجاه تعزيز ثقة المستثمرين ببيئة الاستثمار المحلية، التي توفر فرصاً واعدة للشركات الدولية ومتعددة الجنسيات، مدعومةً بالبنية التحتية الحديثة، والتسهيلات والحوافز الاستثمارية التي من شأنها تسهيل وتعزيز وتخفيض تكلفة ممارسة الأعمال.

الطيران والخدمات

تسير «دبي الجنوب» بخطى ثابتة باتجاه استقطاب شركات دولية متخصصة في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية خاصة عقب إطلاقها محفظة من المبادرات الموجهة لتحفيز النمو الاقتصادي، وخفض تكلفة الأعمال، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ويبرز تبني إطار عمل متكامل للطائرات المسجلة تحت مظلة «الهيئة العامة للطيران المدني»، التي تشمل توفير البيئة الجاذبة لتسجيل الطائرات في الإمارات، والتوجه نحو إعفاء الطائرات الخاصة من رسوم التصريح بالهبوط لتسهيل تحركاتها.

ويجري العمل حالياً على إضافة 22 الف متر مربع إلى مجمع صيانة الطائرات بحلول عام 2019، مع بناء مرافق إضافية لمواكبة النمو المتوقع لقطاع الطيران الخاص بنسبة 35.7 %، خلال الفترة بين عامي 2017 و2020، ليصل إلى 19,000 رحلة طيران خاصة بحلول عام 2020.

ومن المقرر تطوير 5 حظائر طيران خاصة إضافية بحلول مطلع عام 2020، ليصل العدد الإجمالي إلى 7 حظائر. وبالمقابل، تستعد «منطقة الطيران» لتوفير 3,000 وظيفة فنية وهندسية متخصصة بحلول عام 2021، تماشياً مع «خطة دبي 2021»، و«استراتيجية دبي الصناعية 2030».

التحول الذكي

وقال محسن أحمد، المدير التنفيذي للمنطقة اللوجستية: «تعمل «دبي الجنوب»، وفق رؤية تستهدف دفع عجلة تحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم، وهو ما يُتَرجم في تبنيها نهجاً ذكياً لتسريع الخدمات اللوجستية، بما يواكب متطلبات المسيرة التنموية الطموحة، التي تنتهجها الإمارة في إطار جهود صنع المستقبل.

وجاء إطلاق نظام «مساري»، بمثابة إنجاز نوعي على درب التحول الذكي، معززاً ريادة «دبي الجنوب»، كأول منطقة حرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطبّق نظاماً ذكياً لتنظيم حركة البضائع والمركبات. وساهم النظام في تخفيض فترة إصدار الموافقات من 4 ساعات إلى 10 دقائق فقط».

وأضاف أحمد: «تولي «المنطقة اللوجستية»، اهتماماً لافتاً في ابتكار وتقديم الخدمات اللوجستية الذكية، سعياً وراء مواكبة نمو القطاعات الاقتصادية المؤثرة في مسار التنويع الاقتصادي في دبي.

ونجحت في جذب 9 من كبرى شركات الخدمات اللوجستية الدولية، مستقطبةً حتى الآن حوالي 140 شركة، تتطلع إلى إنشاء وتوسيع عملياتها التشغيلية في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، في خطوة داعمة لـ «خطة دبي 2021»، في تعزيز مكانة الإمارة كواحدة من أهم المراكز التجارية في العالم، والأولى عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال، والوجهة المفضلة للاستثمار».

وشهدت المنطقة اللوجستية توافد عدد من أبرز الشركات العالمية الرائدة في مجال خدمات الشحن والدعم اللوجستي، وفي مقدمها «شركة وكالة الخليج»، ومنصة التجارة الإلكترونية «نون»، ومجموعة لاند مارك، و«التضامن للنقل» و«فتشر لخدمات الاستلام والتوصيل» و«نستله» و«دييل للشحن والخدمات اللوجستية»، وشركة «إكسبيديتور» الأميركية الرائدة بالخدمات اللوجستية.

وبالمقابل، اتجه العديد من نخبة الشركات العاملة ضمن المنطقة اللوجستية، نحو تطوير عملياتها وتوسعة مرافقها ونشاطاتها اللوجستية، بما فيها «كوني أند ناجل» و«أرامكس» و«بانالبينا» و«دانزاس» و«دي بي شنكر» و«آر إس إيه جلوبال» و«جلن بيج لإدارة البيانات» وغيرها.

شركات عالمية

وقال شعيب الرحيمي نائب رئيس مجمع الأعمال في «دبي الجنوب»: «يحتضن المجمع حالياً عدداً من الشركات العالمية الرائدة، وفي مقدمها «سيمنز» و«نستله الشرق الأوسط» و«جامعة ساوث ويلز»، التي أسست «أكاديمية ساوث ويلز للطيران»، كأول مركز متخـــصص فــي المنطقة لتقديم برامج هندسية متقدمة ومتخــصصة في مجال الطيران، إلى جانب «لاجـــاردير للأسواق الحرة» و«ميرسك للتدريب الملاحي» و«مركز الأعمال الصيني» و«سيفا لوجيستيكس» و«جوانو آند باراسكيفايدس المحدودة»».

وأضاف: «يسعى «مجمع الأعمال» إلى جذب الشركات الصغيرة والمتوسطة، مقدماً محفظة متكاملة من الحلول المرنة والخدمات المبتكرة والمرافق الحيوية، والتي ساهمت بجملتها في الحفاظ على معدل ولاء أعلى من 90 % في مؤشر قوي على رضا الشركات عن المزايا المقدمة لها.

وتبلغ نسبة الإيجار في مكاتب المبنى الرئيس للمجمع 100 %، حيث تم تأجير أكثر من 70 % من مساحة مجمع المرحلة الأولى، في حين جرى تأجير المرحلة الثانية منذ مطلع العام الجاري، وسط توقــعات باستقطاب المزيد من الشركات خلال المرحلة التالية، لا سيّما عقب تبني خــطة شاملة لتوسيع نطاق المزايا المتاحة.

وتتنامى التوقعات الإيجابية بعد توقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد غرف الخبراء الأوروبية، التي تضم حوالي 600 شركة صغيرة ومتوســـطة من الشركات الأوروبية».

آفاق وفرص

تمضي «منطقة الطيران» في «دبي الجنوب» في مساعيها الرامية إلى تعزيز حضور دبي كمقصد عالمي المستوى في صيانة الطائرات حيث بلغت استثمارات القطاع الخاص في منطقة الطيران 1.2 مليار درهم حتى الآن، مع وصول عدد الشركات إلى 90 شركة.

وتركز المنطقة على تقديم حلول مبتكرة سواء عبر الحظائر البالغ عددها 7 حظائر، أو من خلال تزويد الطائرات الخاصة بالوقود في زمن قياسي وبكفاءة عالية.

وقال طحنون سيف، المدير التنفيذي للطيران في دبي الجنوب: «تتبنّى المنطقة خطة شاملة لتحديث مجمع صيانة الطائرات، الذي يبرز كأهم المزايا التنافسية المقدمة لقطاع الطيران العالمي»، فضلاً عن إضافة 22,000 متر مربع.

ويضم المجمع حالياً ثلاثة من أهم شركات صيانة الطائرات، وهي «لوفتهانزا تكنيك الشرق الأوسط لصيانة قطع الطائرات» و«جنرال إليكتريك لصيانة محركات الطائرات» و«أيه إيه آي» لصناعة أجهزة الرادار لقطاع الملاحة الجوية».

مبادرات مبتكـرة لتحفـيز النمو الاقتصادي

أطلقت «دبي الجنوب» سلسلة من المبادرات الموجهة لتحفيز النمو الاقتصادي، أولها إنشاء مركز متخصص لتسجيل الطائرات الخاصة الذي يستهدف تسهيل تسجيل ونقل ملكية الطائرات الخاصة في إطار التعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، فضلاً عن مبادرة إعفاء طائرات القطاع الخاص من رسوم ترخيص الهبوط وإطالة مدة إقامتهم وتسهيل دخول الركاب والمسافرين، في خطوة متقدمة باتجاه تنشيط حركة النقل الجوي الخاص من وإلى دبي.

وتم اتخاذ جملة من الإجراءات النوعية، التي تشمل تخفيض رسوم التسجيل للشركات المتخصصة في قطع غيار الطائرات والصيانة، إلى جانب بناء مركز صيانة وصناعة إقليمي بما يتواءم وأهداف "استراتيجية دبي الصناعية 2030"، مع وجود خطط حالياً لخفض رسوم التسجيل للشركات المتخصصة في الصناعة، لا سيّما الطباعة ثلاثية الأبعاد، سعياً وراء جعل الإمارة عاصمة عالمية لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وتحظى الشركات بميزة الحصول على تراخيص مزدوجة صادرة عن دائرة التنمية الاقتصادية والمنطقة الحرة في دبي الجنوب، في خطوة لتقليل تكلفة ممارسة الأعمال التجارية بنسبة 50%، فيما تتنوع المبادرات المبتكرة لتشمل استدامة النقل والطاقة والبيئة دعماً لنمو المدينة المستقبلية في مجتمع حديث نابض بالحياة.

وتسير "دبي الجنوب" اليوم بخطى ثابتة على درب النمو، مدفوعةً بخطط طموحة ورؤى استشرافية تضع إعلاء شأنها عالمياً على رأس الأولويات القصوى.

ويتواصل العمل على التوسع إلى أبعد من نقاط القوة التقليدية في تخطيط الخدمات والبنية التحتية، لإحداث تغيير إيجابي في الصناعات الداعمة للابتكار والاستدامة وصنع المستقبل، مع التركيز على تطوير مجمعات سكنية جديدة، وإطلاق مبادرات فاعلة لتسهيل ممارسة الأعمال والارتقاء بالخدمات اللوجستية والطيران، فضلاً عن زيادة أعداد المسافرين والشحنات الأساسية في "مطار آل مكتوم الدولي" للوصول بالإمارة إلى آفاق أرحب من النمو والرخاء والازدهار بحلول العام 2021.

التعليم

يأتي التعليم والبحث والتطوير ضمن اهتمام «منطقة الطيران»، التي لديها حالياً أكبر كلية للتدريب على الطيران في الإمارات، وتضع نصب أعينها استقطاب نخبة الشركات الدولية الرائدة لتدريب وتأهيل المهندسين والفنيين، وصولاً إلى جيل من الكفاءات المؤهلة لقيادة مسيرة ترسيخ سمعة دبي كعاصمة الطيران في العالم.

1500

يواصل «مجمع الأعمال» في «دبي الجنوب» تعزيز دوره المحوري كبيئة متكاملة ومترابطة من الخدمات التي تسهل الأعمال والاستثمار، حيث يصل عدد الشركات التي يستقطبها سنوياً إلى 1500 شركة جديدة . ويتوقع أن يسجل المجمع نمواً في إجمالي عدد الشركات إلى 4500 شركة بحلول نهاية العام الجاري، مقارنةً بـ 900 شركة في العام 2015، أي بزيادة قدرها 400%.

ويوفر المجمع بيئة خصبة ومحفزة لنمو الأعمال، نتيجة اعتماد خطة متكاملة للخدمات المتاحة.

%95.8

يأتي نظام «مساري» تتويجاً لجهود المنطقة اللوجستية في اعتماد أحدث التقنيات الذكية في تسهيل ممارسة الأعمال. ويعتبر نظاماً ذكياً وآمناً ومرتبطاً بجمارك دبي وشرطة دبي وغيرها من الهيئات الحكومية ذات العلاقة. ويتميز النظام بسرعة إصدار التراخيص، حيث يقلص الفترة الخاصة بإصدار الموافقات من 4 ساعات إلى 10 دقائق فقط، أي بنسبة توفير للوقت 95.8% مما يعكس كفاءةً وسرعة في إنجاز المعاملات.

145

تتمثل أبرز إنجازات «دبي الجنوب»، الممتدة على مساحة 145 كيلومتراً مربعاً، في توفير أكثر من 15 مليون قدم مربعة من المرافق اللوجستية ضمن موقع متميز في دبي، التي تعتبر صلة الوصل بين الغرب والشرق، معززةً دورها المحوري كمقر استراتيجي لأكثر من 5000 شركة و10 آلاف مقيم. وتساهم المدينة في خلق 500 ألف فرصة عمل عند اكتمالها، مع تسهيل رحلات 220 مليون مسافر و16 مليون طن.

%40

تولي منـــطقة الطيران في دبي الجنوب اهتـــماماً كبيراً بتطوير حلول مبتكرة لتلبية متطلبات الشركات الصغــيرة والمـــتوسطة، إيماناً بدورها المحوري كعصب النمو الاقتصادي بالنظر إلى مساهمتها التي تصل إلى نحو 40% في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، مع التركيز على عقد ورش عمل تفاعلية بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، وعلى رأسها الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات.

اقراء ايضاً

إسماعيل المرزوقي: الاستدامة في مقدمة الأولويات

خليفة الزفين: ترجمة عملية لرؤية القيادة

Email