80 - 100 % الإشغال الفندقي في فعاليات دبي الكبرى

المعارض والمؤتمرات قاطرة الانتعاش السياحي

عبدالله يوسف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء وعاملون في القطاع السياحي أن سياحة المعارض والمؤتمرات تستحوذ على نسبة تتراوح بين 20 - 30% من مجمل الإشغال الفندقي في دبي، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى أكثر من 40% خلال المعارض الضخمة لاسيما في الفنادق القريبة من شارع الشيخ زايد ومركز دبي التجاري، مشيرين إلى أن المعارض والمؤتمرات تلعب دوراً رئيسياً في النشاط السياحي والفندقي خلال الربع الأخير من كل عام.

وقالوا إن نسب الإشغال الفندقي في دبي تقفز خلال المعارض والمؤتمرات الكبرى مثل معرض سيتي سكيب وجيتكس وجلف فود ومعرض دبي للطيران وغيرها لتتراوح بين 80 - 100%، مشيرين إلى أن المؤشرات الحالية تؤكد أن دبي مقبلة على موسم سياحي نشط لاسيما خلال الربع الأخير من العام الجاري وبداية العام المقبل، وذلك بدعم من نشاط حركة المعارض والمؤتمرات خلال هذه الفترة.

وتوقعت مصادر في القطاع أن ينعكس نجاح دبي في الترويج للقطاع السياحي في نمو سياحة المعارض والمؤتمرات بنسب تتراوح بين 15-20% مع نهاية العام الجاري، وذلك على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها الشركات حول العالم.

 

استقطاب

وقال حسين هاشم المدير العام لفندقي البندر روتانا والبندر أرجان من روتانا إن تنظيم المزيد من المعارض والاجتماعات العالمية في دبي ساعد على استقطاب آلاف الزائرين، وهو ما انعكس على الحركة السياحية وعلى الإشغال الفندقي في الإمارة بالإضافة إلى انعكاساته الإيجابية على باقي القطاعات الاقتصادية لا سيما قطاع التجزئة والطيران وغيرها.

وذكر أن القطاع السياحي يشهد نمواً ملحوظاً وانتعاشاً كبيراً في دبي، مشيراً إلى أن الإمارة قطعت شوطاً كبيراً في قطاع سياحة المؤتمرات، واستحوذت على العديد من أهم وأبرز المعارض والمؤتمرات والاجتماعات التي يتم تنظيمها على المستوى العالمي.

وأضاف أن هناك العديد من العوامل التي جعلت من دبي مركزاً إقليمياً للمعارض والمؤتمرات منها وجود البنية التحتية المناسبة، واعتماد سياسة التعاون بين القطاعين العام والخاص التي تتمثل في مشاركة كل القطاعات مثل الطيران والفنادق ومراكز التجزئة والهيئات الرسمية في ترسيخ مكانة دبي كعاصمة للمعارض والمؤتمرات في المنطقة.

استثمارات

وأوضح أن أهمية المعارض والمؤتمرات تتمثل في كونها تشكل مظلة لعشرات الدول وآلاف الشركات الساعية إلى الترويج السياحي والترفيهي على أرض دبي وجذب استثمارات المنطقة والسائحين، ناهيك عن أن المعرض يعتبر منصة مفتوحة للتعريف بما تمتلكه الإمارة من مناطق سياحية و ترفيهية، مشيراً إلى أن دبي أصبحت من الأفضل على مستوى المنطقة في مجال توفير خدمات تنظيم واستضافة المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية والأحداث الكبرى الاقتصادية والثقافية والفنية.

ومن جهته قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لـ «تايم للفنادق» إن سياحة المعارض والمؤتمرات تستحوذ على نسب تتراوح بين 20 - 40% من إجمالي أعمال القطاع الفندقي في دبي، فيما تصل نسب الإشغال إلى حد الكمال خلال موسم المعارض، وتشكل العمود الفقري لإشغال الغرف الفندقية، وتؤدي دوراً كبيراً في تنشيط حركة التسوق ومبيعات التجزئة في الإمارة، مشيراً إلى أن هذه النسبة تختلف من فندق لآخر ومن وقت لآخر.

حركة

وأضاف عوض الله إن الجهات الحكومية في دبي نجحت في ابتكار حركة مستمرة مملوءة بالأحداث والفعاليات التي تناسب جميع أذواق الزوار للمدينة، من خلال استقطاب العديد من المؤتمرات والمعارض العالمية التي تغذي سياحة الأعمال في دبي.

وذكر أن موقع دبي الجغرافي إضافة إلى وجود شبكة قوية من حركة الطيران التي تصل إلى معظم دول العالم وبخطوط مباشرة أسهم بشكل كبير في نشاط صناعة المعارض والمؤتمرات، حيث باتت دبي حلقة وصل ونقطة لقاء رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات مبشرة وعاماً متميزاً في القطاع السياحي في مدينة دبي، الأمر الذي يرجع إلى جدول الفعاليات الحافل في دبي الذي يتزامن مع موسم الأعياد في العالم وأوروبا الشرقية.

نمو

وأكد عبدالله يوسف مدير أول تطوير الأعمال في مكتب فعاليات دبي للأعمال التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أن سياحة الحوافز والاجتماعات والمؤتمرات والمعارض تعتبر أحد أهم روافد القطاع الفندقي خصوصاً والسياحي بشكل عام، كما تعد مقياساً يمكن من خلاله معرفة مدى نجاح أي وجهة سياحية.

وقال إن دبي فازت بـ 125 عرضاً لاستضافة فعاليات ومؤتمرات للأعمال خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يعكس زيادة نسبتها 29% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ومن المتوقّع أن تساهم هذه الفعاليات باستقبال أكثر من 65 ألف مشارك، الأمر الذي سيساهم في تنشيط الحركة السياحية ورفع نسب إشغال الفنادق.

وأضاف أن مكتب «فعاليات دبي للأعمال» يتعاون بشكل وثيق مع «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» لتعزيز تواصل الإمارات مع العالم. وتستفيد دبي بشكل كبير من الوجهات العديدة والمتنوعة لهاتين الناقلتين، إضافة إلى موقع الإمارة المتميز، والذي يمثل مركزاً عالمياً للنقل ونقطة عبور إلى باقي مدن العالم.

وقال إنه خلال النصف الأول من العام الجاري، فازت دبي باستضافة عدد من فعاليات الأعمال، وأبرزها مؤتمر «حوافز الرعاية الصحية بالصين» (2019)، و«كونجرس الغرفة العالمية» (2021) و«الكونجرس العالمي للاتحاد الدولي للعلاج الفيزيائي» (2021) و«الكونجرس الدولي لطب الجهاز الهضمي» (2021)، و«كونجرس آسيا والمحيط الهادئ لطب القلب» (2023).

 

سفر

وأكد سمير باجول نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة «كلير تريب» أن سياحة المعارض والمؤتمرات تلعب دوراً كبيراً في تنشيط حجوزات السفر إلى دولة الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص، لاسيما خلال المعارض الضخمة مثل معرض سيتي سكيب، ومعرض جيتكس، ومعرض دبي للطيران، وجلف فود، وغيرها.

وأوضح أن الإمارات تقود صناعة سياحة المعارض والمؤتمرات في المنطقة، وهي الأسرع نمواً في هذه الصناعة خلال الفترة الحالية، خصوصاً أنها توفر فرص الوصول بسهولة إلى بقية الأسواق في المنطقة، نظراً لموقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة وضخامة الحركة الجوية التي تربطها بالعالم.

نشاط

قال سمير باجول إنه مع اقتراب موعد «إكسبو 2020» من المتوقع أن يتزايد نشاط حركة الأعمال والمؤتمرات في دبي، الأمر الذي سيكون له انعكاس كبير على مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها قطاع الطيران والسياحة والفنادق وغيرها، مشيراً إلى أن دبي تمتلك بنية تحتية ذات معايير عالمية قادرة على جعلها منصة لالتقاء الآراء والابتكارات والصناعات والخبرات، إضافة إلى التسهيلات المتعددة التي تقدمها والتي تشمل مختلف القطاعات، مما جعلها تتربع على قائمة المدن الأكثر جذباً للاستثمارات الخارجية ضمن المشهد الاقتصادي العالمي.

Email