«بوسطن كونسلتينغ» تبحث أهمية هيكلة الحكومات لمواجهة التحولات العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسهم القوى المتطورة في تحويل المجتمعات في كل مكان، إلا أن هيكلية معظم الحكومات تبقى على حالها دون تغيير. وفي ظل التحولات التي يشهدها عالمنا اليوم، ينبغي على القطاع العام الابتعاد عن بنيته التنظيمية التقليدية المنعزلة والعمل على خلق منظومة أكثر مرونة ـ وإلا فإنه يخاطر بانخفاض متنامٍ في كفاءته وشرعيته، وفقاً لتقرير جديد صدر، أمس، عن مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب (BCG) بعنوان «برنامج عمل لحكومة المستقبل».

ويسلط تقرير المجموعة المتخصصة في مجال الاستشارات الإدارية واستراتيجيات الأعمال الضوء على أربعة تغييرات هيكلية مهمة يتعين على الحكومات تبنيها: أولها، إنشاء مجموعات للمجالات ذات الأهمية القصوى التي تجمع مجالات السياسات التي تتداخل بشكل كبير مع بعضها (مثل التعليم والعمل)، وثانيها، إنشاء مسرعات وظيفية لتعزيز الخبرة الحكومية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وثالثها، اعتماد طرق مرنة للعمل، وآخرها إنشاء واجهة تواصل واحدة متعددة القنوات مع المواطنين.

مهمة معقدة

وقال كريستوفر دانيال، شريك لدى مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب ومشارك في إعداد التقرير: «إن إعادة صياغة خطة عمل الحكومة هي مهمة معقدة وليست بتلك السهولة، ولكن قادة القطاع العام ليسوا بحاجة إلى الحصول على جميع الإجابات منذ البداية للشروع في عميلة التغيير، بل يجب عليهم البدء ببعض خطط العمل الجديدة المصممة جيداً ليجربوا ويتعلموا ويقوموا بتعديل خططهم وفقاً لذلك. إننا نضيّع الوقت بالنقاش - نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة والبدء فوراً بتنفيذها».

خلق زخم للتغيير

للبدء بعملية إنشاء برنامج عمل حكومي جديد، حددت مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب ثلاث خطوات مهمة يمكن لقادة القطاع العام اتخاذها:

تحتاج الحكومات إلى خلق رؤية تتضمن مبررات قوية للتحول وخطوط عريضة للهيكل الجديد. وينبغي أن تحدد الرؤية المجالات التي ترتبط وتتداخل فيما بينها بشكل كبير، وتكون بالتالي مرشحة للدخول ضمن المجموعات ذات الأولوية القصوى في عمل الحكومة.

يجب أن تتولى مجموعة واحدة أو جهة واحدة مهام إعادة الهيكلة، وسعياً لتجنب حالات تضارب المصالح المحتملة، يجب أن تكون هذه المجموعة مستقلة عن أي مكاتب حكومية قائمة.

تحتاج الحكومات إلى البدء ببعض التغييرات الأولية عالية التأثير. ويمكن أن يشمل ذلك إنشاء عدد محدود من المجموعات والخطط التجريبية ذات الأولوية القصوى لتطبيق طرق العمل المرنة ـ مثل استخدام فرق عمل متعددة الوظائف لتطوير واختبار وتنقيح البرامج أو السياسات الجديدة - في جميع أنحاء المنظمة.

وأفاد فينسنت تشين، شريك مفوض لدى مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب ومشارك بإعداد التقرير: «تدرك الحكومات اليوم ضرورة العمل بشكل جدَي لتوفير خدمات عالية المستوى لمواطنيها خاصة مع ازدياد توقعاتهم، ويتطلب تحقيق تلك الرؤية إحداث تحولات جوهرية في هياكلها وأنظمتها الحالية. وقد أظهرت الحكومات الرائدة أن وضع برامج تتمحور حول تلبية متطلبات المواطن أمر ممكن جداً - ولكن ليس من دون إجراء إصلاحات شاملة لنظام تقديم الخدمات بالكامل».

Email