بفضل كفاءة واتساع شبكة الربط اللوجستي للإمارة

شركات أستراليا تتطلع إلى 2.4 مليار مستهلك عبر دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف وفد استثماري نظمته مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار إلى أستراليا عن الفرص التي تتيحها دبي بالنسبة للشركات العالمية بشكل عام والأسترالية بشكل خاص، حيث تشكل الإمارة منصة لوجستية عالية الكفاءة تساعد على الوصول إلى أسواق دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية ودول وسط آسيا، والتي يصل إجمالي عدد سكانها إلى 2.4 مليار نسمة ويستغرق الوصول إليها جواً من دبي 4 ساعات فقط.

منصة حيوية

وخلال مشاركتهم في ندوة أقامتها في مدينة ملبورن مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار ضمن فعاليات الوفد الاستثماري بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة الأسترالية العربية، أشاد رجال أعمال ومديرو شركات أسترالية بمكانة دبي كمنصة حيوية تشكل جسراً تجارياً لإيصال المنتجات والخدمات إلى الأسواق الإقليمية المحيطة التي تتميز بقاعدة هائلة من المستهلكين، وتضمنت الندوة جلسات تفاعلية استعرض فيها أعضاء الوفد ما تقدمه دبي من فرص وخدمات للمستثمرين، وتم عقد لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد وممثلي الشركات الأسترالية المهتمة ببحث التواجد والاستثمار في دبي.

وحضر الندوة سعيد القمزي رئيس البعثة – القنصل العام للدولة لدى ملبورن ، بالإضافة إلى حشد من رجال الأعمال والشخصيات المرموقة في ولاية فكتوريا.

فرص واعدة

وخلال كلمة ألقاها في الندوة، أكد رولاند جبور رئيس غرفة التجارة والصناعة الأسترالية العربية المكانة المرموقة التي تتمتع بها دبي والإمارات على الخارطة الاقتصادية والاستثمارية، وأوضح تطور مناخ ممارسة الأعمال في دبي وما توفره من فرص واعدة للشركات من مختلف أنحاء العالم ومن ضمنها الشركات الأسترالية.

ودعا جبور الشركات الأسترالية للاستفادة من تواجد ممثلي أهم المناطق الحرة والجهات الحكومية في الوفد الذي ضم مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وهيئة الصحة بدبي، ومركز دبي للسلع المتعددة، ومجمع دبي للعلوم، وسلطة واحة دبي للسيليكون، ودبي الجنوب، والمنطقة الحرة لجبل على «جافزا»، التابعة لمجموعة موانئ دبي العالمية، ومجلس الأعمال الأسترالي في دبي، وشركة طيران الإمارات، والإمارات للشحن الجوي، بالإضافة إلى شركة «سي بي دي» لخدمات الأعمال، ومقرها دبي.

أسواق عالمية

ومن جانبه أكد ساعد العوضي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات خلال الندوة أن المؤسسة على أتم الاستعداد لدعم الشركات الأسترالية التي تريد التوسع إقليمياً انطلاقاً من دبي، لافتاً إلى أن المكاتب الخارجية للمؤسسة تعمل على تعزيز حضور الشركات العاملة في دبي على مستوى الأسواق العالمية المستهدفة، وفتح قنوات تواصل لرفع حصة صادرات التجارة العامة لإمارة دبي، ودولة الإمارات على وجه العموم.

ولفت العوضي خلال كلمة ألقاها في الندوة إلى أن المكاتب الخارجية للمؤسسة تعتبر مراكز خدمية ذات طابع تنافسي في تعزيز الروابط الإنتاجية، كما تمثل محطة مهمة للشركات العاملة في الدولة والتي يمكنها الاستفادة من الخبرة الفريدة التي توفرها، فضلاً عن الدراسات والتقارير التي تطرحها المكاتب بشكل دوري، ويظهر من خلالها واقع الأعمال، والفرص الاستثنائية في تلك الأسواق والأسواق المجاورة.

إنجاز جديد

وأوضح العوضي أن دبي حققت مع نهاية العام الماضي إنجازاً مهماً جديداً يضاف إلى قائمة إنجازاتها الاقتصادية المتميزة بارتفاع قيمة تجارتها الخارجية غير النفطية في 2017 إلى 1.302 تريليون درهم بزيادة قدرها 26 مليار درهم مقارنة بالعام 2016 الذي سجلت فيه 1.276 تريليون درهم.

وسجلت التجارة الخارجية عبر المناطق الحرة نمواً بنسبة 5% لتصل قيمتها إلى 434 مليار درهم، بينما بلغت قيمة التجارة المباشرة 829 مليار درهم والتجارة من خلال المستودعات الجمركية 39 مليار درهم.

استقطاب الاستثمار

وفي كلمة ألقاها خلال الندوة، أوضح مروان عبد العزيز الجناحي، المدير التنفيذي لمجمع دبي للعلوم أن المجمع يعمل في 5 مجالات، وهي: علوم الإنسان، وعلوم النباتات، وعلوم البيئة، وعلوم المواد، وأخيراً علوم الطاقة، لافتاً إلى أن المجمع يعمل على استقطاب الشركات والاستثمارات من جميع أنحاء العالم في المجالات التي يركز عليها.

وأوضح أن المجمع يعمل على دعم خطة دبي 2021، واستراتيجية التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وأن ما يقدمه مجمع دبي للعلوم من المساحات المكتبية والمختبرات الحديثة والمتطورة، ومنشآت التخزين التي تلبي متطلبات الشركات والمهنيين في القطاع العلمي وتساعد على تحقيق إنجازات في الأبحاث العلمية، وأشار إلى أن مجمع دبي للعلوم، أول مجمع أعمال مخصص لقطاع العلوم في المنطقة، يلعب دوراً بارزاً في تشجيع الاقتصاد الأخضر في دبي، ودعم الأجندة الخضراء لدولة الإمارات 2030. ويركز مجمع دبي للعلوم، على تكوين منصة تساعد على سد الفجوة بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع التعاون وتبادل المعرفة في موضوعات الاستدامة، وخلق الوظائف الخضراء، وسنّ السياسات العامة والتنظيمية، وجذب العلامات التجارية العالمية.

بيئة تنافسية

ومن جانبه، قال فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار إن دبي تتمتع بسمعة مرموقة لما تمتلكه من عوامل تحفيزية تمكنها من الحفاظ على خلق المزيد من الفرص وتشجع المستثمرين ورجال الأعمال على اختيار دبي كوجهة ومقصد كبيئة تنافسية تنموية متميزة، وأشار إلى أن دبي تحولت خلال فترة قياسية من التجارة المحلية إلى الريادة في جذب الاستثمارات الدولية، والبنية التحتية المتطورة والخدمات اللوجستية المتعددة وآليات الربط مع الأسواق العالمية، والسياسات المؤيدة لقطاع الأعمال واللوائح والتشريعات التي تتمتع بالشفافية والشمولية، كلها تشكل الأسس القوية للنمو المتسارع التي تشهده الإمارة في الوقت الحاضر.

شراكة ومعرفة

وبدوره قال إبراهيم أهلي، مدير إدارة ترويج الاستثمار في مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار إن أهداف الوفد الاستثماري الذي نظمته المؤسسة إلى كل من مدينة سيدني في ولاية نيو ساوث ويلز ومدينة ملبورن في ولاية فكتوريا، تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات والصناعات الرئيسية إلى قطاع الأعمال في إمارة دبي والإمارات العربية المتحدة بشكل عام.

وتأتي هذه الزيارة ضمن الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الروابط التجارية بين دبي وأستراليا بشكل عام، وتعريف مجتمع الأعمال الأسترالي بالفرص الواعدة في إمارة دبي، وتسليط الضوء على فرص الشراكة والمعرفة بين الطرفين.

وعملت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار من خلال الندوات واللقاءات التي عقدتها في سيدني وملبورن في المدن المضيفة على تسليط الضوء على استراتيجيات دولة الإمارات الخاصة بـالثورة الصناعية الرابعة واستعراض مكوناتها الرئيسية وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن السياسات والمبادرات التي أطلقتها دبي للتحول إلى مدينة ذكية والاعتماد على تقنية إنترنت الأشياء وسلسلة الكتل «بلوك تشين».

تنوع تجارة دبي الخارجية

توزعت تجارة دبي الخارجية غير النفطية في العام 2017 بين كافة قارات العالم وحافظت آسيا على موقعها في الصدارة بالمركز الأول بين القارات في تجارة دبي الخارجية، حيث بلغت قيمة التجارة مع آسيا 827 مليار درهم تلتها أوروبا في المركز الثاني بقيمة 221 مليار درهم ثم أفريقيا في المركز الثالث بقيمة 127 مليار درهم وأميركا الشمالية في المركز الرابع بقيمة 97 مليار درهم تلتها أميركا الجنوبية في المركز الخامس بقيمة 19 مليار درهم وأوقيانوسيا بما فيها أستراليا في المركز السادس بقيمة 11 مليار درهم.

شركاء

وقال ساعد العوضي إلى أن قيمة تجارة دبي الخارجية مع دول الاتحاد الأوروبي في العام 2017 نحو 186.4 مليار درهم، وجاءت ألمانيا في المركز الأول بين شركاء دبي التجاريين من الاتحاد الأوروبي بتجارة بلغت قيمتها نحو 40 مليار درهم، تلتها المملكة المتحدة في المركز الثاني بقيمة 31.2 مليار درهم، ثم بلجيكا في المركز الثالث بقيمة 27.5 مليار درهم، وإيطاليا في المركز الرابع بقيمة 22.6 مليار درهم، وفرنسا في المركز الخامس بقيمة 19.4 مليار درهم.

ونجحت دبي في تعزيز موقعها العالمي المتميز في التجارة الإقليمية والدولية، متجاوزة الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد العالمي، حيث حققت تجارة إعادة التصدير من دبي في العام 2017 نمواً نسبته 9% لتصل قيمتها إلى 360 مليار درهم، فيما بلغت قيمة واردات دبي العام الماضي 798 مليار درهم، ووصلت قيمة صادراتها إلى 144 مليار درهم.

Email