أحمد بن شعفار: دبي تهدف لأن تكون نموذجاً يحتذى في الاستدامة

15 % زيادة متوقعة في أرباح «إمباور» 2018

أحمد بن شعفار متحدثا خلال مؤتمر الجمعية الدولية لتبريد المناطق في فانكوفر | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، أكبر مزود لخدمات تبريد المناطق في العالم أن إجمالي أصول مؤسسة «إمباور» بلغت 19 مليار درهم بنهاية العام الماضي 2017، متوقعا زيادة أرباحها بنهاية العام الجاري بنحو 10 - 15% على العام الماضي. كانت الشركة حققت أرباحا صافية بلغت 772 مليون درهم في 2017 وأعادت تشغيل 60% من أرباحها من جديد في عملياتها.

وأشار بن شعفار على هامش مشاركة المؤسسة أمس في فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض الجمعية الدولية لتبريد المناطق 2018، في مدينة فانكوفر الكندية إلى أن دبي تسعى إلى أن تكون نموذجا يحتذى به في الاستدامة والمدن الذكية، مشددا على أن مستقبل المدن الذكية يكمن في تطبيق أنظمة تبريد المناطق، التي تتميز بمنافع بيئية واقتصادية كبرى وتعتبر الحل المثالي للمشاريع العقارية الجديدة، حيث شهدت أنظمة تبريد المناطق إقبالاً كبيراً من طرف المطورين العقاريين الذين أدركوا أهمية تبني خدمة تبريد المناطق لأنها تشكل تقدماً تقنياً هائلاً صديقاً للبيئة يساهم في تقليل استهلاك المياه والطاقة بطريقة أكثر فاعلية وموثوقية من سواها، حيث حققت «إمباور» ارتفاعاً بعدد المباني التي تستخدم خدمة تبريد المناطق، التي تقدمها، ليصل إلى 1000 مبنى في نهاية 2017.

وقال أحمد بن شعفار إنه من المتوقع أن تتوسع عملية أنظمة تبريد المناطق في دبي خاصة بعد توجهات الحكومة بخفض البصمة الكربونية والاعتماد على أنظمة أكثر استدامة وصديقة للبيئة وتقلل استهلاك الطاقة وتأتى ذلك بالفعل من خلال مرسوم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وما تبعها من قرارات صادرة من المجلس الأعلى للطاقة في دبي برئاسة سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم.

السوق الأميركي

وأكد ابن شعفار أن مؤسسة «إمباور» أخذت على عاتقها نقل ثقافة ومعرفة نظام تبريد المناطق في الإمارات والمنطق، مضيفا إننا نسعى من خلال تواجدنا المستمر في مؤتمر فانكوفر في كندا إلى تحويل أنظمة تبريد المناطق إلى صناعة ومعرفة، مؤكدا أنها ستنعش الاقتصادين الإماراتي والأميركي إذا ما أحسنت إدارة هذه الصناعة لما ستوفره من فرص وظيفية كبيرة.

وقال إن لدى «إمباور»، طلبات بملايين الدولارات لشركات إنتاج هذه الأنظمة حتى 2020 أبرزها طلبية لشركة ترين الأميركية بما يعادل 70% من إنتاج هذه الشركة لمدة ثلاث سنوات لما يساوي 200 ألف طن من أنظمة تبريد المناطق، مشيرا إلى أن هذه الطلبية وحدها أعطت دفعة قوية للعمل بمصانع الشركة نظرا لكبر حجمها. كما ستوفر فرص عمل في دبي لتزويد المستفيدين من خدماتنا لاحقا.

وأشار ابن شعفار إلى أن أن القدرة الإنتاجية لشركة «إمباور» تصل إلى أكثر من1,34 مليون طن من التبريد. وتقدم الشركة خدمات تبريد مناطق صديقة للبيئة لعدد من المشاريع البارزة في إمارة دبي مثل مجموعة جميرا وجميرا بيتش ريزيدنس ومركز دبي المالي العالمي والخليج التجاري ومدينة دبي الطبية وأبراج بحيرات جميرا ونخلة جميرا وديسكفري جاردنز وابن بطوطة مول وحي دبي للتصميم والمنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي وغيرها.

وأوضح أن كل مشاريع دبي الحديثة تتحول إلى تبريد المناطق. وتصل نسبتها إلى 35% من إجمالي المشاريع، مشيرا إلى أن إجمالي نظام تبريد المناطق في دبي وصل إلى 17% من إجمالي مساحة المدينة، الحصة الأكبر منها لشركة إمباور.

وأكد أن أنظمة تبريد المناطق باتت تسهم في تشكيل هويات المدن الكبرى الحديثة لجهة التميز أكثر في تصميم المباني وخاصة الأسطح التي باتت شركات المقاولات والمهندسون يبدعون في تصميمها ما يعطي هوية وصورة جميلة للمدينة بدل إبقاء هذه الأسطح رهينة وحدات التكييف، وأصبحت أسطح المباني تتميز بأشكال وتصاميم رائعة بفضل هذه الأنظمة ما بات يعطي شكلا جماليا لكل مدينة وتميزها عن غيرها.

أنظمة حديثة

وحول حجم التوفير بين استخدام أنظمة التبريد التقليدية بالبنايات السكنية والتجارية ومراكز التسوق والمشروعات الكبرى مقابل الاستعانة بأنظمة تبريد المناطق، قال: اعتماد الأنظمة الحديثة في تبريد المناطق يوفر 30% على صاحب المشروع وبالتالي على المستهلك النهائي، ناهيك عن الحفاظ على البيئة وتقليل استخدام الطاقة وخفض البصمة الكربونية، إضافة إلى الناحية الجمالية للمبنى لجهة توفير مساحات اكبر بدل شغلها بالمكيفات والأجهزة التقليدية واستغلال هذه المساحة في عمليات أخرى.

وتوقع الشعفار أن يتحول نظام تبريد المناطق إلى نظام متكامل في دبي وجزء من بنيتها التحتية خاصة وان هذا النظام يخدم جميع أطراف المعادلة المستخدمة لهذه الأنظمة وهي: المطور العقاري والمستهلك والحكومة بصفتها الجهة الموفرة للطاقة والبنى التحتية وشركة البناء وفِي آخر المطاف شركة التبريد المقدمة للخدمة، مؤكدا أن جميع هذه الأطراف تستفيد من نظام تبريد المناطق وبدرجات متساوية وبشكل كبير وملموس على المديين القريب والبعيد.

حلقة نقاشية

وشارك أحمد بن شعفار، في حلقة نقاشية جمعت قادة وصناع أنظمة تبريد المناطق حول العالم، وشهدت الجلسة التي جاءت بعنوان «حلول محلية ذات تأثير عالمي» عرض أبرز إنجازات دبي في صناعة تبريد المناطق، والحلول والابتكارات في مجال أنظمة تبريد المناطق. كما تم استعراض نماذج الأعمال والاتجاهات المتعلقة بالطاقة الأكثر استدامة في المدن الحديثة. كما شاركت «إمباور» في جلسة أخرى بعنوان «ﺗﺣﺳين ﻧظﺎم تبريد المناطق» تناولت فيها أحدث تقنيات صناعة أنظمة التبريد بالإضافة إلى حضورها اجتماعات مع كبار صناع تبريد المناطق.

وقال ابن شعفار خلال الجلسة النقاشية: «تعتبر مشاريع الاستدامة أحد أهم المقومات التي اعتمدت عليها إمارة دبي والإمارات بصفة عامة ما جعلها من المدن العالمية والمتقدمة في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية، ونفخر بالنتائج التي حققتها الإمارات ضمن مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2018، حيث حققت المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم، لتشمل قدراتنا التنافسية مجال تبريد المناطق على الابتكار، الذي يهدف إلى تحقيق نمط حياة مستدام، كما تعتمد إمارة دبي على خطة استراتيجية قائمة على التنوع في مصادر إنتاج الطاقة، لتقليص حصة الغاز إلى 70% مقابل 12% للفحم و12% للطاقة النووية و5% للطاقة المتجددة، وذلك بحلول 2030».

وتناول المشاركون أبرز السياسات واللوائح في صناعة الأنظمة المستدامة، وقدموا نظرة مستقبلية حول اتجاهات السوق، كما استعرضت الجلسة خبرات أعضاء مجالس الإدارة في مجال الطاقة في كندا وألمانيا، والاتحاد الأوروبي وسنغافورة والولايات المتحدة إلى جانب الإمارات.

حلول وابتكارات

وقال ابن شعفار: تتبنى «إمباور» أفضل الحلول والابتكارات في مجال تبريد المناطق، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، وخطة دبي 2021، فعملنا على استحداث وابتكار مشاريع وبرامج استثنائية بهدف مكافحة ظاهرة التلوث البيئي والتغير المناخي، ونشر وتغطية المناطق بأنظمة تبريد متقدمة، بهدف دعم استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة التي أطلقتها دبي، وتهدف إلى خفض الطلب على الطاقة والمياه في دبي بنسبة 30% بحلول 2030، وتركز على مواصفات وأنظمة البناء الأخضر، وإعادة تأهيل المباني القائمة، والتبريد المركزي للمناطق، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي.

نجاح

أكملت «إمباور» 14 سنة من عملياتها بنجاح في ديسمبر 2017. فعلى مدار العقد الماضي، شهدت مستوى ثابتا من النمو. واستحوذت على «بالم يوتيليتيز» و«بالم ديستريكت كولينج». ويعتبر الاستحواذ من الأكبر على الإطلاق في قطاع التبريد بالمنطقة، حيث قامت بتحويل «إمباور» إلى أكبر مزود لخدمات التبريد في العالم من حيث السعة. ومن بداية متواضعة في عام 2004 مع محطة تبريد مؤقتة واحدة تخدم مركز دبي المالي العالمي، نمت إمباور بشكل كبير ـ فهي تخدم الآن أكثر من 85 ألف عميل وتملك أكثر من 70٪ من حصة السوق في الإمارات وتبلغ طاقة تبريد المنطقة حوالي1,340 مليون طن تبريد.

Email